وبشر الصابرين الذين
إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون ، ببالغ الأسى والحزن
انتقل الى رحمة الله تعالى ظهر يوم الثلاثاء 25/2/2025م والدنا (الدكتور
عثمان الطويل) مؤسس منتديات الفطاحلة ومدير عام المنتديات صاحب العضوية (الطائر
المهاجر) رحمه الله تعالى وتمت الصلاة عليه بعد صلاة العصر ليوم الأربعاء
26/2/2025م ودفنه بمقبرة شمال الرياض . إنا لله وإنا إليه راجعون |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||
|
فكر قبل ان تعمـــــــــــل!!! يالها من حكمة /\ / السلام عليكم ورحمة الله و بركاته روي أن أحدَ الولاةِ كان يتجول ذات يوم في السوق القديم متنكراً في زي تاجر ، وأثناء تجوالهـ وقع بصرهـ على دكانٍ قديمٍ ليس فيه شيء مما يغري بالشراء ، كانت البقالة شبهـ خالية ، وكان فيها رجل طاعن في السن ، يجلس بارتخاء على مقعد قديم متهالكـ ، ولم يلفت نظر الوالي سوى بعض اللوحات التي تراكم عليها الغبار ، اقترب الوالي من الرجل المسن وحياهـ ، ورد الرجل التحية بأحسن منها ، وكان يغشاهـ هدوء غريب ، وثقة بالنفس عجيبة .. وسأل الوالي الرجل : دخلت السوق لأشتري فماذا عندكـ مما يباع !؟ أجاب الرجل بهدوء وثقة : أهلا وسهلا .. عندنا أحسن وأثمن بضائع السوق !! قال ذلكـ دون أن تبدر منهـ أية إشارة للمزح أو السخرية .. فما كان من الوالي إلا ابتسم ثم قال : هل أنت جاد فيما تقول !؟ أجاب الرجل : نعم كل الجد ، فبضائعي لا تقدر بثمن ، أما بضائع السوق فإن لها ثمن محدد لا تتعداهـ !! دهش الوالي وهو يسمع ذلكـ ويرى هذهـ الثقة .. وصمت برهة وأخذ يقلب بصرهـ في الدكان ، ثم قال : ولكني لا أرى في دكانكـ شيئا للبيع !! قال الرجل : أنا أبيع الحكمة .. وقد بعت منها الكثير ، وانتفع بها الذين اشتروها ....! ولم يبق معي سوى لوحتين ..! قال الوالي : وهل تكسب من هذهـ التجارة !! قال الرجل وقد ارتسمت على وجههـ طيف ابتسامة : نعم يا سيدي .. فأنا أربح كثيراً ، فلوحاتي غالية الثمن جداً ..! تقدم الوالي إلى إحدى اللوحتين ومسح عنها الغبار ، فإذا مكتوباً فيها : ( فكر قبل أن تعمل ) تأمل الوالي العبارة طويلا .. ثم التفت إلى الرجل وقال : بكم تبيع هذهـ اللوحة ..!؟ قال الرجل بهدوء : عشرة آلاف دينار فقط !! ضحكـ الوالي طويلا حتى اغرورقت عيناهـ ، وبقي الشيخ ساكنا كأنهـ لم يقل شيئاً ، وظل ينظر إلى اللوحة باعتزاز .. قال الوالي : عشرة آلاف دينار ..!! هل أنت جاد ؟ قال الشيخ : ولا نقاش في الثمن !! لم يجد الوالي في إصرار العجوز إلا ما يدعو للضحكـ والعجب .. وخمن في نفسهـ أن هذا العجوز مختل في عقلهـ ، فظل يسايرهـ وأخذ يساومهـ على الثمن ، فأوحى إليهـ أنهـ سيدفع في هذهـ اللوحة ألف دينار .. والرجل يرفض ، فزاد ألفا ثم ثالثة ورابعة حتى وصل إلى التسعة آلاف دينار .. والعجوز ما زال مصرا على كلمتهـ التي قالها ، ضحكـ الوالي وقرر الانصراف ، وهو يتوقع أن العجوز سيناديهـ إذا انصرف ، ولكنهـ لاحظ أن العجوز لم يكترث لانصرافهـ ، وعاد إلى كرسيهـ المتهالكـ فجلس عليهـ بهدوء .. وفيما كان الوالي يتجول في السوق فكر ..!! لقد كان ينوي أن يفعل شيئاً تأباهـ المروءة ، فتذكر تلكـ الحكمة ( فكر قبل أن تعمل !! ) فتراجع عما كان ينوي القيام بهـ !! ووجد انشراحا لذلكـ ..!! وأخذ يفكر وأدركـ أنهـ انتفع بتلكـ الحكمة ، ثم فكر فعلم أن هناكـ أشياء كثيرة ، قد تفسد عليهـ حياتهـ لو أنهـ قام بها دون أن يفكر ..!! ومن هنا وجد نفسهـ يهرول باحثاً عن دكان العجوز في لهفة ، ولما وقف عليهـ قال : لقد قررت أن أشتري هذهـ اللوحة بالثمن الذي تحددهـ ..!! لم يبتسم العجوز ونهض من على كرسيهـ بكل هدوء ، وأمسكـ بخرقة ونفض بقية الغبار عن اللوحة ، ثم ناولها الوالي ، واستلم المبلغ كاملاً ، وقبل أن ينصرف الوالي قال لهـ الشيخ : بعتكـ هذهـ اللوحة بشرط ..!! قال الوالي : وما هو الشرط ؟ قال : أن تكتب هذهـ الحكمة على باب بيتكـ ، وعلى أكثر الأماكن في البيت ، وحتى على أدواتكـ التي تحتاجها عند الضرورة ..!!!!! فكر الوالي قليلا ثم قال : موافق ! وذهب الوالي إلى قصرهـ ، وأمر بكتابة هذهـ الحكمة في أماكن كثيرة في القصر ، حتى على بعض ملابسهـ وملابس نسائهـ وكثير من أداواتهـ !!! وتوالت الأيام وتبعتها شهور ، وحدث ذات يوم أن قرر قائد الجند أن يقتل الوالي لينفرد بالولاية ، واتفق مع حلاق الوالي الخاص ، أغراهـ بألوان من الإغراء حتى وافق أن يكون في صفهـ ، وفي دقائق سيتم ذبح الوالي !!!!! ولما توجهـ الحلاق إلى قصر الوالي أدركهـ الارتباكـ ، إذ كيف سيقتل الوالي ، إنها مهمة صعبة وخطيرة ، وقد يفشل ويطير رأسهـ ..!! ولما وصل إلى باب القصر رأى مكتوبا على البوابة : ( فكر قبل أن تعمل !! ) وازداد ارتباكاً ، وانتفض جسدهـ ، وداخلهـ الخوف ، ولكنهـ جمع نفسهـ ودخل ، وفي الممر الطويل ، رأى العبارة ذاتها تتكرر عدة مرات هنا وهناكـ : ( فكر قبل أن تعمل ! ) ( فكر قبل أن تعمل !! ) ( فكر قبل أن تعمل !! ) وحتى حين قرر أن يطأطئ رأسهـ ، فلا ينظر إلا إلى الأرض ، رأى على البساط نفس العبارة تخرق عينيهـ ..!! وزاد اضطرابا وقلقا وخوفا ، فأسرع يمد خطواتهـ ليدخل إلى الحجرة الكبيرة ، وهناكـ رأى نفس العبارة تقابلهـ وجهاً لوجهـ !! ( فكر قبل أن تعمل !!) !! فانتفض جسد ه من جديد ، وشعر أن العبارة ترن في أذنيهـ بقوة لها صدى شديد ! وعندما دخل الوالي هالهـ أن يرى أن الثوب الذي يلبسهـ الوالي مكتوبا عليهـ : ( فكر قبل أن تعمل !! ) .. شعر أنهـ هو المقصود بهذهـ العبارة ، بل داخلهـ شعور بأن الوالي ربما يعرف ما خطط لهـ !! وحين أتى الخادم بصندوق الحلاقة الخاص بالوالي ، أفزعهـ أن يقرأ على الصندوق نفس العبارة : ( فكر قبل أن تعمل ).. !! واضطربت يدهـ وهو يعالج فتح الصندوق ، وأخذ جبينهـ يتصبب عرقا ، وبطرف عينهـ نظر إلى الوالي الجالس فرآهـ مبتسما هادئاً ، مما زاد في اضطرابهـ وقلقهـ ..! فلما هم بوضع رغوة الصابون لاحظ الوالي ارتعاشة يدهـ ، فأخذ يراقبهـ بحذر شديد ، وتوجس ، وأراد الحلاق أن يتفادى نظرات الوالي إليهـ ، فصرف نظرهـ إلى الحائط ، فرأى اللوحة منتصبة أمامهـ ( فكر قبل أن تعمل ! ) ..!! فوجد نفسهـ يسقط منهارا بين يدي الوالي وهو يبكي منتحبا ، وشرح للوالي تفاصيل المؤامرة !! وذكر لهـ أثر هذهـ الحكمة التي كان يراها في كل مكان ، مما جعلهـ يعترف بما كان سيقوم بهـ !! ونهض الوالي وأمر بالقبض على قائد الحرس وأعوانهـ ، وعفا عن الحلاق .. وقف الوالي أمام تلكـ اللوحة يمسح عنها ما سقط عليها من غبار ، وينظر إليها بزهو ، وفرح وانشراح ، فاشتاق لمكافأة ذلكـ العجوز ، وشراء حكمة أخرى منهـ !! لكنهـ حين ذهب إلى السوق وجد الدكان مغلقاً ، وأخبرهـ الناس أن العجوز قد مات !! = = انتهت القصة .. ولكنها عندي لم تنتهـ .. بل بدأت بشكل جديد ، وفي صورة أخرى .! سألت نفسي : لو أن أحدنا كتب هذهـ العبارة مثلا : (الله شاهدي .. الله ناظري .. الله معي ( الله يراكـ..الله ينظر إليكـ..الله قريب منكـ.. الله معكـ .. يسمعكـ ويحصي عليكـ ..) كتبها في عدة أماكن من البيت ، على شاشة جهاز الكمبويتر مثلاً ، وعلى طاولة المكتب ، وعلى الحائط الذي يواجههـ اذا رفع رأسهـ من على شاشة الحاسوب ، وفوق التلفاز مباشرة يراها وهو يتابع ما في الشاشة !! وعلى لوحة صغيرة يعلقها في واجهة سيارتهـ ، وفي أماكن متعددة من البيت ، وفي مقر عملهـ ...!! الله شاهدي .. الله ناظري .. الله معي بل لو أن هذه العبارة لكثرة ما فكر فيها ، وأعاد النظر فيها ، استقرت في عقلهـ الباطن ، وانتصبت في بؤبؤ عينيهـ ، واحتلت الصدارة في بؤرة شعورهـ ، وتردد صداها في عقلهـ وقلبهـ ، حيثما حملتهـ قدماهـ ، رآها تواجههـ ..ونحو هذا .. الله شاهدي .. الله ناظري .. الله معي أحسب أن شيئا مثل هذا لو نجح أحدنا فيهـ ، سيجد لهـ اثراً بالغا في حياتهـ ، واستقامة سلوكهـ ، وانضباطاً في جوارحهـ ، وسيغدو مباركا حيثما كان ..!! .~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~. دمتم بكل خير ,,, |
||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 2 | ||
|
قصه رائعه ومليئه بالحكم ونلاحظ من ذلك ان حتى الحاكم يستفيد من ابسط الناس |
||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 3 | ||
|
همسات |
||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 4 | ||
|
|
||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 5 | ||
|
موضوع رائع..يعطيك العافيه |
||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 6 | ||
|
شرف كبير لي حضورك صفحتي المتواضعة |
||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 7 | ||
|
شرف كبير لي حضورك صفحتي المتواضعة |
||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 8 | ||
|
شرف كبير لي حضورك صفحتي المتواضعة |
||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 9 | ||
|
شرف كبير لي حضورك صفحتي المتواضعة |
||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 10 | ||
|
راااائع كما انت دوما وابداً |
||
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|