يا أنيسي لاتلمني
ياعطرك يشبه أمّي ضمني
في ثنا يا الضلع ضمني أني أحسك أنت مني
الدهر جاهر بالتجني
يا بوحا في صدري وأنين ودمع رقراق بالعين
إلى متى وإلى أين نزرع الآمال بدروب التائهين وأمانينا أطلال من سنين
يا شغاف الروح ما لهذا البين أسرع بالسفر البعيد
وتناسى نغم سعيد وتناثر القديم والجديد إنه زمن بليد
يحسب الوجد حديد
وهو أرق من هدب العين
متعب هائم من سنين
ها هي الغربة تهين الذات بالا مبالاة
هائمين نحن كالفراشات
نقلب عن زمن المعجزات
بعد ما جف الفرات يالوطن المعذبين وسليل الخالدين
وطن يحتسي الذل أسياده
والسياط تلذع عباده
وهم ثملى خائفين
لا أمان لا بيت من طين ولاظل نخلة نتفيئها آمنين
أيّ قدر ملعون ينهشنا وحرو ب على أمد السنين من حقنا نبكي
عليّ والحسين ونندب حظ البائسين
أمثالنا كثر في منافي العالمين
يالسخط حظوضنا منذ ولدتنا أمهاتنا
وصهلت مهرتنا وبشروا أهلنا وفقأت العين
لاتتكبر يا بني آدم فكلنا من طين
فقد يكون فقيرا أسمى وأعف من مترفين
هل نحن مسلمون
نحن لا تحل لنا صلاة
ولا ينفع معنا دين
لاننا ضغينة أحقاد
من زمن هبل وعاد
وننم الزنادقة في ظهورهم وترانا في الصلاة معهم مصطفين
القدس تأبى أن تستغيث بأشباه الرجال
وا أسفاه إلى الرذيله وصل الحال
قرأت واسترسلت وهامت مهجتي
وأن ذاتي
وخنقتني العبرة
فبكيت
يأن قلبي شوقا وحزنا وتذكرت كم السكرات وما عانيت
يا ونيسا قد سرى بين أنسام السراب
أما يكفي من عذاب
لاعتاب فلم يعد مكانا للعتاب أحتاج فضاء كي أجهش بالبكاء
فقد أوصد الباب
والقلب يتلظى بالعذاب
يا عازف اللحن الجميل
ومؤنس القلب العليل
وساهر الليل الطويل
في الذات صرخات عويل
رحل الأحبة عند الأصيل
وتناثرت أشلاء روحي مسجيه على طرقات المستحيل
وعواء الذيب في صدري صهيل
أين مني الآن يا ترف كأنسام عليل
عجلة الدنيا تدور
وتُهنا بين الصحاري والبحور
وضعنا في الزحام مغربين
في المنافي تائهين يشفق علينا الآخرون
لأن وطننا لفضنا وأصبحنا لاجئين
اجعل راسي على صدرك يتألق
صعب بعد هذا العمر أعشق
أريد أن أسقط أشياء كثيرة من الذاكرة المتعبة
هيا اجعلنا في صمت ملكوتي
نتشرنق اني في متاهات الوجد
اغرق تعال أيها الألق
فقد يئست فلا أرى النور في نهاية النفق
يافيولي
يا كماني لاتلمني
ضمني
ياعشقك يشبه أمي ضمني
في ثنايا الضلع ضمني إني أحسك أنت مني
.......................
شكرا ... من شرفة على ضفاف بحر النرويج