[محمد اسماعيل الرفاعي]

أسمعني يا الغافـــل كفــاك إستثمر أيام الشبــــابْ
ما تغـــرك الدنيا وتعيش زي باني عشك في اليبابْ
تفتِـل دُبــارات الأمـــل يـا الناسي أصلك من تـرابْ
تتبِــع شياطين البشر .. يا بؤسهم بئس الصِحــابْ
تتضحك وتملا الكون كِضِبْ .. وتطير تحلِّق في السحابْ
قـبلك في كــم طائر وقـــع خبط الأرض كسر الرقابْ
وقبلك يمين كمين نفر زرعو الوهم حصدوهو تمرالإرتيابْ
وقــبلك في كــم زول إتزنـق هــطّـل دموع الإنتحابْ
حين مات وفات شاف العذاب.. إتمنى لو كان يوم أنـابْ
ودي لحظه ما بتحمل ندم وما سمعنا زولاً فيها تـابْ
أنا كنت زيك يا الغشيم .. عايش سنين عمري العِـذاب
كلمـــا يشع صبحاً جديد ..بخدع رويحتي انا بالسرابْ
بفتح شبابـــيــك اللعب واسكر من الخمـــــر المُــذابْ
ومـــا كُـــتْ بفكِّر أصلو يوم حايطل علي ليل العـذابْ
يغمر حياتي رُكام سُحُبْ والعين تشـــوف عجباً عُجـابْ
توهـــَن عزيمتي وتنحني وتنــعق دواخلي مع الغُـرابْ
تنزف جـوانحي أسى وندم ويشوب خُطــاي الإضطـرابْ
أحـــــلام صبايَ تصير وهم .. ومن العشم يفضى الجُرابْ
مــــرات أفكِّر في الحبــــو .. وكـأني صرت من الدوابْ
الشيب كسى الراس من زمن والعنكبوت حكت الخرابْ
عاينـت يوم حـار الدليل ..وبديت سنين الإغتـرابْ
فتّشتَ مالقيت لي نصير يسندني لو درت الذهـابْ
كــل الدروب إتقــفّــلت .. شقــيش اقبِّل مافي بابْ
وأسبـــالي كِرهــنْ جتّتي واتلمى من حولي الذبابْ
جرجرت أذيـــال خيبتي وبديت سنين الإحتجابْ
لبست أثمــال وحدتي وشديت رِحالي علي الرهابْ
انا تُهتَ فارقت الدرِبْ ودخلتَ من باب الـذهـابْ
أوعــاك تمِشْ في سكّتي .. وتضِل تلاقيك الذئــابْ
تنهش عُضامك وتهرسه .. ترمي الفتافيت للكلابْ
أعدل مسارك واستقيم دي التوبه فاتحة بلاحجابْ

الخميس 28 /5 /2009م