(وأخيرا تحررت...)
وأخيرا...تحررت من عقد حبك...
أخيرا أصبحت قادرا.....على عزف
ألحاني بنفسي.....أخيرا....بعد حزن
بعد ألم...بعد أيامٍ من البكاء....عرفت
كيف أهرب...عرفت كيف أفك قيود
عشقك....أخيرا...عرفت طريق الهرب
من عينيك...عرفت كيف أنسى سجنك...
أخيرا...ومن بعد ألف سنة....رأيت الشمس ولأول
مرة من بعد حبك...أرى الشمس....
أخيرا و بعد كل المحاولات...عرفت بأنك مجرد سراب..
ضمأ قد مشيت خلفه.....ولكني....نسيته....ونس يتك...
لا تحزني...فلست أول من تحرر في هذه الدنيا....
فكم من وردة....حاولت الهرب من الأصيص...
وكم من خيط حاول التحرر من عقد القميص...
وكم من عاشق من بعد يأس رأى للأمل بصيص...
أخيرا....وبعد ألف ألف محاولة للهروب....
وبعد ألف ألف...تجربة فاشلة.....تحررت من كل شيء
لك صلة به...من كل قطرة مطر سقطت عليك..
ضاعت منك مفاتيح قلبي....وأغلقت جميع أبوابي بوجهك...
وانكسر فنجان القهوة الذي كنت تشربينه كل صباح معي...
لا وجود لك بعد اليوم في دفاتر مذكراتي...لا وجود لعينيك
بين صفحات حياتي...انتهيت وانتهت كل المآسي معك....
وكان حبك.....أكبر نزوة في تاريخ نزواتي...
صرخت كالمجنون في قارعة الطريق عندما اكتشفت بأني
طليق الجناحين....كأنك كنت قفصا لا نهاية له...كأنك كنت
سجنا لا باب له....والآن...إبكي كما تشاءين وأنا...سأبتعد
بعدما غرقت في دموعي.....و ماتت خيولي في مياديني....
لا عاد يرويني الماء.....ولا عادت الخامرات ترويني....
أخيرا...تحررت...أخيرا...عرفت بأنك لست سوى ثعبان
في عروقي يتلوى ويكويني....ولكن....لقد شفيتُ منك....
وعادت للحياة عيوني....واكتشفتِ بأني لم أعد ذاك بسجينِ...
فموتي حسرة على فراقي....فلو تعلمين كم كنت أعمى ستعذريني...