سمعتُ طيرَ هجعةٍ يضِجُ أو يثـورْ
ونملةً تنادي :
أن هلُمي يا أُخيتي نسدُ ذي الثغـورْ
وماءُ نيلِنا الفراتُ قد كستهُ حمرةٌ
تورّدتْ خُدودُهُ من الحياءِ والخجلْ
ومدَهُ وجزرَهُ دهاهُما الفُتُـورْ
وضخرةٌ أبيّةٌ تفتّتْ لترفِدَ المِقلاعَ بالحجرْ
ونجمةٌ عليّةٌ تُطالبُ البُدُورَ
لكي يشِعَّ نورها
ليغمِرَ البِطاحَ والسُفُوحَ والسهـولْ
ضفادعٌ تجمّعتْ تصايحتْ
تقاومُ الحَدورْ
وأرضنا تميدُ أو تمورُ إذ تدورْ
لطفلةٍ بريئةٍ بحِجْرِ جَدّها
تناثرتْ أشلاؤها
بفعْلِ دانةٍ
تُفتِّتُ الجبالَ والصِخورْ
لعلَّ أُمةَ العُروبةِ المواتِ
تستفيقْ
تهُبُّ من سُباتِها ونومِها العميقِ
تلمُ للشتاتِ تستبينْ
تميّزُ الصفوفَ ، و تُبعدُ العدوَ عن طريقها
تُقرِّبُ الصّديقْ
إذا ادلهمَّ أمرُّ بعضها فكلها حضـورْ
فأين أنت يا صلاح
يا فارساً طليق
نرتجيك إذ يلفنا الحَرورْ
علمتنا في سالف الزمانِ
أن نجمّع الصفوفَ للنضالِ
لنفتدي ديارنا بالروحِ بالدماءِ بالمقلْ
والآن كلُنا مكبَّلٌ
مُقيّدٌ بقشرةٍ من البصلْ
تيبَّست ونحنُ نرتجيك أيها البطلْ
تهبُ ثائراً لنجدةِ الغريقِ
نرتجيك بيننا لتُطفيءَ الحريقْ
فغزّةُ البتولُ أصبحت حزينهْ
لأنها وحيدةٌ تُكابدُ المُحُولْ
كوردةٍ نديًةٍ تُعاندُ الذبولْ
ونحنُ في بلاهةٍ نعيشُ لو نعيشُ
في ذُهُـولْ
عصابةٌ من اليهودِ قد تأهّبت
ودقّتِ الطبولْ
تقدّمت بجُرأةٍ لسبيها
كريمةُ الأُصول قد تمنّعتْ
وأعلنت بأنها :
تموتُ جهرةً
ولا يمسُ واحدٌ من العلوجِ ثديِّها
ونحنُ دون ذرةٍ من الحياءِ نحتفي
بعامنا الجديدِ
ونُطلقْ النشيدَ
إذ تعالى صوتُها
كأننا نشيرُ للمقولةِ الخنوعْ
نُدمنُ الهوانَ نستكينُ في خضوعْ
ونعتلي بطوعنا مراتب الرجوع
نقولُ ملءُ شدقنا
وما لنا بها؟؟ !!
ونكتفي..
بالشجبِ والإدانةِ الخؤون
نستلذُ بالحياةِ بالمفارشِ الحريرْ
ننامُ إذ ننامُ ملؤها الجفونْ
ولا يهمُ لو صبيّةٌ تواجهُ المصيرْ
ولا يهمُ لو تنادتِ الفتاةُ تستجيرْ
نعيشُ في الحياةِ بهجةً نسكنُ القصورْ
مباهجٌ مفاخرٌ وطيبنا عُطورْ
منازلٌ تضمنا كأنها قبورْ
فليت لو تهُزُنا رهافة الطيـور
ونقتدي بنملةٍ تحثُ أُختَها
لسدِ ذي الثُغـور
3 / 1 / 2009م