.
يعيش في خارج مصر عشرة ملايين مصري مغترب يبحث عن لقمة عيشه في ارض الله الواسعة
وهم بذلك يشاركون في حل ولو جزئي لمشكلة البطالة في بلدهم
وهم كذلك مصدر جيد للعملة الصعبة التي تدعم الاقتصاد المصري الضعيف...
في السعودية بالذات يعيش أكثر من مليون مصري يمتهنون أنواع الأعمال المختلفة من السباكة إلى الطب...
وتبادل المصالح المشتركة بين البلدين الشقيقين أمر حيوي فالسعودية تحتاج لليد العاملة المصرية ولن تعوضهم بسهولة ومصر لن تتحمل عودة مليون نسمة تحتاج من يوفر لها عمل يحفظ لها كرامتها ولقمة عيشها
وكنت اظن ان هذه المعادلة يجب ان تبقى راسخة لايؤثر عليها اي ضرف
فلا يستغل أحد الطرفين حاجة الآخر
فنحن في النهاية أخوة والأخ لن يساوم في يوم أخيه...
لكن
ما حصل خلال الأسابيع الماضية أمر مؤسف ودليل ضعف في التفكير وسواد في القلوب ونذير شؤم ومقتل لحلم كل من يحلم باتحاد عربي....!
فبعد أن حكم القضاء السعودي على الطبيبين المصريين بالسجن والجلد
نظير ما ارتكبوه من جرائم شنعاء تشمئز منها النفوس السليمة ولا يرضى بها الأعداء قبل الأخوة
فقد استغلا هذين الطبيبين أشرف المهن بترويج المخدرات واغتصاب النساء تحت تأثير المخدر على مدى عشر سنوات!!
تأتي ردة الفعل المصرية على المستويين الشعبي والحكومي مقززة
فوزيرة العمل تعلن الحظر على السعودية والصحافة المصرية تنزل جام غضبها على كل ما يمت بصلة للجزيرة العربية!
وأنا أتابع هذه المسلسل المخزي والموقف المشين
أسال نفسي وكل ضمير صادق
هل هذه هي المرة الأولى التي يتعرض فيها مصري للمحاكمة خارج مصر
ألم يحاكم أي مصري قبل اليوم في أوروبا أو أمريكا أو استراليا
وما هو موقف الحكومة والشعب منها؟؟
هل بادروا بكيل التهم وإعلان التضامن أم أن القضاء في كل العالم عادل إلا القضاء السعودي؟
وأسأل هل يعتقد المصريون أن الشعب المصري منزل من السماء!
أليس فيها الحرامي والنصاب والخائن ككل شعوب الأرض
إذا لماذا وجد القضاء في مصر ولماذا الشرطة والسجون أهي للتسلية أم لمحاكمة الأجانب فقط؟
وأنا عندما اتحدث اليوم ليس لأنها الحادثة الوحيدة التي يعترض فيها الأخوة في مصر على أحكام القضاء السعودي
فقد سبقها حالات أخرى أذكر منها المعلم المصري الذي حوكم إثر تحرشه بطفل
وأذكر كيف كانت الصحافة المصرية تكتب بسخافة عن الشعب السعودي وأنه عاشق اللواط والشذوذ!!
حقيقة دائما ما أسمع من المتفائلين العروبيين كلمات مثل
إن الشعوب العربية تحب بعضها وإن الخلل في الحكومات
لكن الواقع يقول عكس ذلك تماما
فَرَدّ فعل الشعوب أشنع وأبشع من حكوماتهم وما سقته في ثنايا الموضوع غيض من فيض
ولازلت في حيرة
متى تنظف القلوب من الحقد الأسود!!
.