لم أنس مشهدها وهي تحاول أن تدخل علي حجرة مكتبي
تدفع باب الغرفة بقدميها ويديها معا
تنادي علىا من بعيد
فأسمع صوتها فى أعماق نفسي
فتحيى ما مات من مشاعري
قلب نقي وملامح بريئة وشعر أثيث
أفتح لها الباب فتحتضنني وتلفني بين زراعيها
فأمسح على شعرها الأثيث
فتملأ قلبي نورا وعقلي فكرا وجسمي قوة ونشاطا
ذكاء على ذكاء وبراءة على طهارة
صوتها كصوت الملائكة
وهمسها كهمس العصافير
ونقاء كطهارة القديسة
أحبها حبا لو وزع على مخلوقات الأرض لوسعهم
وفاض على من حولهم
كلماتها ترن فى مسمعي
وضحكاتها تحيي أوجعي
وصمتها يفتك بأضلعي
إذا أحضرت لها هدية هزتني بفرحها
إذا عدت إلى البيت استقبلتني بالفرح والسرور
أحبها من أعماق قلبي
أحيا من أجلها
وأتعب من أجلها
تقبلني فى يدي أو على رأسي
أو على خدي فتحيني من جديد
فأشعر بشعور واحد ونبض واحد
ومشاعر فياضة بالحب لا تنتهي
تزيح من قلبي الحزن بقولها بابا
وتمحو من حياتي الشقاء بقولها بابا
إنها ابنتي المحبوبة التى لا أرجو من الدنيا إلا رضاها