لا تسأليني يا صديقتي عن شهر نيسان
لا تسأليني عن الورود في كل بستان
فلقد هجرتُ فصول السنة كلها
وهربت من لوحاتي الألوان...
آهٍ كم انت قاسٍ يا نيسان
كم من أحلامٍ دمرتها يا نيسان
ربيعك قاحلٌ في عيني...
وزهورك بلا ألوان
مكسورة أجنحة عصافيركَ
ومهجورةٌ بساتينك الرمادية
فلا تقس عليَّ فما أنا إلا إنسان...
عشرون عاما يا صديقي تزورني
وحقائبك مليئةٌ بالأحزان وكتب الهذيان
عشرون عاماً تدق بابي ورودكَ...
و تعشعش ياسميناتكَ على حائطي
والمصيبةُ يا صديقي أنها بلا ألوان...
... ... ...
أنا لستُ ألومكِ على شيءٍ يا صديقتي
وما ذنبك أنتِ؟
مالي عليك من عتبٍ بل عتبي على نيسان
ومالي على طرفك الجذابِ من لومٍ
بل ذاك هو نيسان...
... ... ...
نيسان يا تاريخاً من الأحزان
يا ممزق القصائد الورديةِ
ويا قاتل الحنان...
أجبنتَ حين أتيت بابكَ باكياً؟
وأوصدت شبابيك الهوى؟...
أم أنك يا صديقي تستلذ تعذيبي
ويغريك دمعي...وتشبعُ غرائزك أناتي؟
... ... ...
خذ ما شئت من العمر واسرق ما أردت
من شبابي..ولكن يا صديقي دعني أصوغ مأساتي
دعني أصحح غلطة الشفتين وأعيد يداي إلى جيبي
وأطفئ سيجارتي بهدوءٍ وأرحل...
لتكون مأساتي أجمل...
أعدني للوراء ولو قليلا لأرحل...
بكل هدوءٍ و برودٍ وصمتٍ أرحل...
آهٍ كم انت فاشيُّ المشاعر يا نيسان
ولكن ما عتبي عليك...بل عتبي على الزمان
... ... ...
يا صديقتي ها هو نيسان يأتي مرةً أخرى
ويصفعني حتى الموت مرةً أخرى...
ويرميني على كف المرارةِ مرةً أخرى...
فلا تتضايقي ولا تحزني...
إني فقدت الشعورَ...
وفقدت الإحساس بانعكاسات وجهي على المرايا
وأحرقت الزهورَ...
فلا تحزني...إن نيسان صديقي
يعشق شرب دمي...وتكسير أضلاعي
فاتركيني واتركيه...فلن يجدي نفعا
إصلاح ماكان مكسورا...
ولا تشعري باستياءٍ...فذاك هو نيسان