بسم الله الرحمن الرحيم
(( ذات مســاء ))
في ليلةٍ قمريةٍ تُشبهُ الثلجَ في زحفهِ الأوّلِ .. أطلَّ وجهـُكَ يسامرُني ، وصوتُكَ الحزينُ يشدّني لماضٍ تبعثرَتْ تفاصيلُه ذات مساء ..
كنتُ أعرفُ أنـّك تنثرُ الياسمينَ الدمشقيَّ على أعتابِ هذا القلبِ المتعب ، فتغمرُهُ فرحاً وأملاً وحياة .
في إحدى رسائلِك رسمتَ لي تفاصيلَ مدينةٍ صاخبةٍ ، وأطفالٍ أكلَ الذبابُ عيونَهُمُ الحلوةَ ، رأيتُكَ تبكي هناك وريشتُكَ ترسمُ بقايا نفسٍ أدمنـَتِ الهروبَ إلى كلِّ ما يَبعثُ الأملَ في النفوس .. فهلا أعطيتـَني شيئاً من هذا التفاؤلِ والأملِ ؟ كي أشعرَ بالدفءِ في بردٍ تشتدُّ ضراوتُه ذاتَ مساء ؟!
المدينةُ نائمةٌ ، والليلُ أسدلَ ستائرَهُ ! وشعاعُ القمرِ الرخيِّ يعبثُ بذكرياتٍ تأبى الرحيل !
زُرني ذاتَ مساء
لأدركَ أنـّني أحيا بأملٍ يتجدّدُ فيما تبقى لي من رحلةِ العمر .
يتبع ..
وعلى حب الله ورسوله نلتقي .