طَـفِقْــتُ أُهــاجِرُ منّـي إليّـــا
واخشـى احتـراقي بنــار انزلاقــي
ففي كلُ حينٍ تزيـدُ أواراً تُحيطُ بنفسي
وتُغْلِقُ بـابَ التمـادي عليّـا
فاذرِفُ دمعــاً سخيناً
ليسري كنهرٍ تمهّل يجري
على وجنتيا
فابكـي .. وابكي بدمعٍ سخيٍّ
وأجثـو تمـاماً على ركبتيّـا
وأدعو دُعاءً يفيضُ رجاءً
كأنّي خرجتُ لتوّيّ نقياً
كأني بُعِثتُ لنفسي رسولاً
كأنّي غدوتُ عليها نبيا
كأنّي تلقيتُ وحيّاً ..
فصرتُ لفوري حيّياً تقيّا
فيُطْفِئُ دمعي أوارَ اشتعــالي
ويقتُلُ فيّا دواعي انشغالي
بغيري
وأارجِعُ فوراً لعهدِ التّصابي
وانسـى تماماً دموعَ انتحـابي
وأذكرُ سعداً تلاقي صِحابي
فاسعى حثيثاً لأملؤ دنّي
ملاهـٍ لأنّي
غدوتُ صبيّــا
تـلوحُ أمــامي
المباهجُ تترى
وأغرقُ فيها
وروحيَ سكـرى
وأقطِفُ ورداً ، وأرشُفُ شهدا
إذا ما اتتني تميسُ أمامي
وأُلقي زمامي
واعزِفُ لحن انمحائي شجيا
فاذكرُ نـاراً
ترآءت .. جهاراً لعيني
وكانت عليّا لِزاماً
لأفرغُ دنّي
وأطرُدُعنّي الوساوسَ
طهراً وأُحسِنُ ظنّي
بنفسي وأسعى
حثيثاً لئلا أكونُ شقيّاً
شقيا
فيا أنّي عُذراً
فعقلي تسامى
ووعيي تنامى
فعدتُ لرُشُدي
وصرتُ عصيّا
لأنّي بطوعي
سموتُ .. سموتُ
بلغتُ الثُريا
وعدُتُ لفوري
أبيّاً أبيا