وليسَ في الأسْرِ اختِيارْ
 

[CENTER][FONT="Comic Sans MS"][SIZE="7"]
[COLOR="Navy"]

شعر عبدالعزيز جويدة[/COLOR]

[COLOR="Red"]

نامَتْ مَدينَتُنا طَويلاً
وأنا الذي منها انسللْتُ ..
وقلتُ ذاهِبْ
أنا ذاهبٌ مِن غيرِ رَجعَةْ
مُتوَكِّئًا حزني
وكانتْ مِشيَتي
قد أشبَهَتْ بَجَعَةْ
كانتْ تَغِطُّ مَدينتي في نَومِها
وأنا أرى في مُجمَلِ الأشياءِ شيئًا ..
سيِّئَ السُّمعَةْ
***

ومَدينتي ..
وَجهٌ لِشمطاءٍ ، عَجوزٍ ، عَاقِرٍ
والوجهُ تَملأُهُ النُّدوبْ
شَعرٌ تَناثَرَ كالغمامِ
ولم يَعُدْ غيرُ النفايةِ والحُطامِ
وتلكَ مأساةُ الحُروبْ
الريحُ تبدأُ في الهُبوبْ
والناسُ تَبدأُ في الهروبْ
ومدينتي للآنَ نائمةٌ
يا لَعنةَ اللهِ ..
على كلِّ الذينَ يُحاوِلونَ لِلَحظةٍ ..
إيقاظَها
خَلُّوها نائمةً
دَعوها تَستريحْ
ولتَغسِلوا النهرَ الجريحْ
أقدامُهُ مَبتورةٌ
وهناكَ تحتَ شُجيرةِ الأحزانِ مُمتَدًّا ..
طَريحْ
يا أيُّها النهرُ الذبيحْ
ماذا جَرى ؟
سَقطتْ على الأرضِ الفتُوَّةُ ، والرجولةُ
والذي قد كانَ شاخْ
ما عادَ يَحتَمِلُ الحرارةَ والبرودةَ ..
يا مُناخْ
***
حُبلَى المياهُ بألفِ غَيظٍ إنَّما
صخرُ السُّدودِ يُحَطِّمُ الإصرارْ
ماءٌ على شَفتي يُصَبُّ
وغُربتي جعلتْ مياهَ النهرِ نارْ
نهرٌ يُحاطُ بهذهِ الأسوارْ
أسَدٌ جَسورٌ كَبَّلوهُ
وليسَ في الأسْرِ اختِيارْ
جِيَفٌ لهُ وُضِعتْ ليأكلَ فاستدارْ
وتَبَوَّلَ الأسدُ الجسورُ
على الخريطةِ كلِّها
وأرادَ يزأرْ
خرجَ الزئيرُ كأنما
نَهَقَ الحِمارْ
رُدِّي عليَّ أيا ديارْ
مَن علَّمَ الأطفالَ أنَّ الصبحَ يأتي ميِّتًا ،
أو غامضًا في شكلِ غولْ ؟
مَن علَّمَ الأطفالَ أنصافَ الحلولْ ؟
مَن علَّمَ الأطفالَ أن يتراجعوا
لتظلَّ بينَ عيونِهِمْ
جُثثُ الخُرافةِ والذهولْ ؟
مَن علَّمَ الأطفالَ أن النهرَ يأتي دائمًا مُتوحِّشًا
أو جائعًا ..
ذِئبًا يُطارَدُ في المزارعِ والحقولْ ؟
مّن علَّمَ الأطفالَ أن شُموخَنا وَهمٌ وزَيفٌ
أيُّ عارٍ في التفاخُرِ لو نَقولْ ؟
مَن علمَ الأطفالَ أن حضارتي سَقطتْ
سِوى تلكَ البقايا والطُّلولْ ؟
مَن علَّمَ الأطفالَ أن الربَّ أصبحَ حاكمًا
يَنهى ويأمرُ في العبادِ
ونحنُ نَفعلُ ما يَقولْ ؟
***
نامتْ مَدينتُنا على كَتِفِ الحقيقةْ
طفلٌ تَوسَّدَ صدرَ أمٍ مَيِّتةْ
الوجهُ باهِتُ ،
والملامِحُ باهِتةْ
والثَّديُ مَنزوعٌ ويَبدو
مِثلَ مِصباحٍ تَدَلَّى ..
مِن سماءٍ صامتةْ
والمُتهمْ
يَجثو أمامي ، والحقائقُ ثابتةْ
قاضٍ أنا
لكنَّني لا أستطيعُ الآنَ أُصدِرُ
أيَّ حُكمْ
زمنُ انفِلاتٍ كلُّهُ
كلُّ الحقائقِ فالِتةْ
وأنا أُحدِّقُ في الوجوهِ
وأنتَبِهْ ..
للافِتةْ
" وإذا حكمتُمْ فاحكُموا ....... " [/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

رد على: وليسَ في الأسْرِ اختِيارْ
 

عبدالعزيز جويدة
لم تجب على سؤال قديم/هل أنت فاروق جويدة أو قريب له؟
كأنك تكتب بقلمه !!

رد على: وليسَ في الأسْرِ اختِيارْ
 

أخي الحبيب
ملحمة صادقة وسيمفونية تعزف على قيثارة هذا الظلم الذي يحكمنا فى زمن لا يعرف إلا إرهاب الشعوب ولا يعرف إلا أغلالا قيدت العالم ولم يعرف إلا هروبا من مسؤلية الدفاع ومواجهة الباطل والدعوة إلى الفرار
أحسنت وأجدت وأبدعت
أخوك مازن

رد على: وليسَ في الأسْرِ اختِيارْ
 

ملحوظة مهمة
لقد وصفت فى قصيدتك

وجهٌ لِشمطاءٍ فكلمة شمطاء هنا ممنوعة من الصرف فلا تنون لأنها منتهية بألف التأنيث الممدودة
وأحسبك سهوا نونتها
وشكرا

رد على: وليسَ في الأسْرِ اختِيارْ
 

صح لسااانك وفكرك اخى عبد العزيز
وبيض الله وجهك
قصيدة رااائعة بمعنى الكلمة
تسلم اخوى المبدع
تقبل مرورى

رد على: وليسَ في الأسْرِ اختِيارْ
 

يسلموووو اناملك اخى عبد العزيز جويدة
قصيدتك روووعة وبها كلمات كالنجوم المتلألأة
الله يعطيك الف عااافية
ولك منى فائق التقدير والاحترام
تحياتى
...........................

رد على: وليسَ في الأسْرِ اختِيارْ
 

ياسلام عليك يا مبدع
فالاسلوب الراقى
والاحاسيس الجياشة النابعة من القلب للقلب
تسلم لنا اناملك الذهبية يالغالى اخى
ودمت ولا هنت
اختك
كريمة

رد على: وليسَ في الأسْرِ اختِيارْ
 

[COLOR="RoyalBlue"][B]جميل ما جادت به قريحتك هنا
كلمات لها وقع في النفس
تقبل اعجابي
دمت بخير[/B][/COLOR]

رد على: وليسَ في الأسْرِ اختِيارْ
 

رائعه كروعة حضورك
فــ صح لسانك ودمت على هذا الأبداع والتميزِ

رد على: وليسَ في الأسْرِ اختِيارْ
 

يسلموا روعة بروعتك اخي الكريم صح لسانك ولاهنت