المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ملكة جمال الكون بين «سفارة» الأمم المتحدة وسفارة «داماس»


الصفحات : [1] 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16

أمير الإحساس
06-12-2006, 11:26 PM
ملكة جمال الكون بين «سفارة» الأمم المتحدة وسفارة «داماس» ... لارا دوتا: ليس الجمال بأثواب تزيننا !

http://www.daralhayat.com/celebrities/06-2006/Item-20060621-f7cff64e-c0a8-10ed-0101-7643c3b8d726/laradota_20.jpg_200_-1.jpg

الحكاية قديمة. القرن الرابع عشر ميلادي. الهند. قرية صغيرة ومزارع فقير وحاكم يمر بالصدفة من المكان، مرهقاً مشتت البال. القروي لا يعرف أن الرجل هو الحاكم. يغلي للرجل المرهق حبوباً مغلية. يشعر صاحب التاج بالتحسن. يكافئ القروي على حسن الضيافة والروح الطيبة التي قابل بها الغريب. تذهب القصة مثلاً. الناس، بدءاً من ذلك اليوم، يعرفون المكان بـ «قرية الحبوب المغلية». بالهندية «بندا كالورو». ثم مضى الزمن. صارت القرية مدينة. وصارت «بندا كالورو» تعبيراً محرفاً هو «بنغالورو». الانكليز، في استعمارهم للهند، واجهوا صعوبة في نطق أسماء المدن والقرى، فحرفوها. حذفوا حرفاً أو بدلوه. صار الاسم «بنغالور». مدينة حيوية، عاصمة ولاية، ويعيش فيها أكثر من ستة ملايين نسمة. من بينهم، «نسمة»، هبّت وطارت خارج «أسوار المدينة». حلقت كعصفور، ورمت نظرة أخيرة على مدينة المنشأ، الملقبة بـ «مدينة الحدائق»، أيضاً، قبل أن تعب من فضاء السماء الأرحب، مغامرة أكثر اتساعاً وحلم لا يعرف حدوداً بين الرغبة بأن تكون «عالمة فضاء» أو «صحافية» أو عارضة أزياء. تلك الفتاة كانت في السادسة عشرة من عمرها، اسمها لارا دوتا. تركت «بنغالور» لتصبح ملكة جمال الكون.

تعنّ قصة «الحبوب المغلية» عليك وأنت تجلس قبالة لارا. لا مفرّ من ذلك، ولا بدّ من أن يغلي فيك شيئ. إزاء كل الجمال الهندي الأسمر، الذي انتخب سيداً على جمال العالم في قبرص عام 2000. لا يمكن للدماء إلا أن تغلي، فعلاً في الشرايين. شركة المجوهرات الإماراتية العريقة «داماس» التي تمتد فروعها إلى الهند وتسيطر على الحصة الأبرز في سوق الذهب والمجوهرات في الإمارات، سبق أن ألبست المغنية اللبنانية نانسي عجرم خلخالها الشهير مع مجموعة «فرفشة» التي لقيت رواجها بين الفتيات، وتحديداً «الكوول» منهن، كما هي صاحبة «أطبطب وأدلّع». وها هي اليوم تختار ملكة الجمال وجهاً لها.

مع لارا، بدت الأمور أكثر رصانة. مزيج من الموضة والكلاسيكية. المشروع، برمته، يخاطب المستهلك الآسيوي، في الغالب، وهو مستهلك معروف عنه ولعه باقتناء الذهب، كما معروف بذوقه الكلاسيكي. لذلك جاءت التصميمات، التي وضعها «الطليان»، معاصرة تتوافر بعيار 22 قيراطاً، وتتميز بذهبها الخالص، من دون أي إضافات مثل الألوان والحجارة:» لارا ليست سهلة، لقد عانى المصممون فعلاً لكي يصلوا في النهاية الى ما يرضيها»، يقول توحيد وتضحك ملكة جمال الكون.

«ما رأيتموه في الاعلان هو أنا. أنا مئة في المئة»، تضحك مجدداً رداً على سؤال لـ «الحياة» تناول مسألة اضطرار أصحاب الماركات أحياناً الى «التلاعب» في صور أجساد سفراء الماركة. لقد أشيع في فترة سابقة أن «داماس» استخدمت وجه نانسي عجرم في الاعلانات الترويجية، لكنّ الصور التي كانت تركز على القدم، مظهرة الخلخال، لم تكن، فعلاً، لعجرم، بل لـ «دوبليرة» ذات قدم «اجمل».

لكنّ عبدالله ينفي الأمر معتبراً أن «كل ذلك اشاعات لا معنى لها، كل ما أظهرته الاعلانات يخص نانسي وليس أي بديلة عنها». ثم يردف: «بالنسبة الى لارا، اظهرنا فقط الجزء العلوي الذي يخدم ترويج العقود والحلى. اردنا ان نحصر التركيز في تلك المنطقة فقط». ويظهر النجم السينمائي اميتا باتشان أيضاً في عدد من الاعلانات الترويجية الخاصة بالحملة نفسها الى جانب لارا: «أقدره واحترمه واعتبره من أشهر سفراء الهند الى العالم». وشاركت لارا بتشان، في دبي، الاسبوع الماضي، في تقديم فعاليات مهرجان أكاديمية السينما الهندية - الدورة السابعة. وبدت متألقة بفستان أحمر ساحر، كما أثرت في الجمهور بسرعة لباقتها واجادتها التامة للغة الانكليزية: «(انذاز) كان أول أفلامي السينمائية وأحضر حالياً لفيلمين آخرين لهما طابع كوميدي». تقول عاكسة تعدد مواهب حقيقياً تحفل به شخصيتها. فهي بدأت أيضاً كعارضة أزياء، ووجه لماركة التجميل «لوريال»، كما أدهشت لجنة التحكيم في مسابقة قبرص بإجاباتها الذكية التي دعمتها دراستها الجامعية للاقتصاد، قبل أن تنتزع التاج بين ثماني وسبعين مرشحة. ذكاؤها وحضورها أوصلاها الى قائمة سفراء الأمم المتحدة للنيات الحسنة، لتكون وجهاً بارزاً لدعم نشاطات صندوق السكان. وهي اليوم تسافر في انحاء عدة من العالم لدعم قضايا انسانية متنوعة، وخصوصاً للمشاركة في الحملة الرامية الى التحذير من اخطار السيدا. وتعمل مع مؤسسات عدة معروفة في هذا المجال مثل مؤسسة «هارفرد للسيدا»، كما منظمة «فايس تو فايس انترناشونال» التي تعنى بحقوق المرأة والصحة وخدمات العائلات، وتهتم بحملات تتعلق بالفقر والتعليم والمساواة والامراض والبيئة ووفاة الاطفال. تقول لـ «الحياة»، تعليقاً على موقفها من الحروب التي تصطخب بها منطقتنا: «أعتقد بأن للجميلات سلطة. هن في بؤرة الاهتمام والتركيز. عليهن أن يتكلمن ويعربن عن مواقفهن بصراحة». ما الذي قد يكون عليه، مثلاً، موقف سيدة الجميلات من «بشاعة» الحرب الجارية اليوم في العراق؟ لا تعبّر لارا عن موقف واضح، وتفضل سلك طريق الحيادية في القضايا الشائكة.



م

ن

ق

و

ل

من جريدة الحياة