بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبي المصطفى ,, وبعد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولاً تأمل هذه الآية
الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ
-----------------------------
كان يما كان في قديم الزمان
رجل أسرف على نفسه بالمعاصي والذنوب
فأستشعر الرجل عظمة ما أرتكبه من جرم في حق الله
فقرر أن يذهب إلى حكيم القرية ودار الحوار بينهما
الرجل : استحلفك بالله أيها الحكيم أن تغيثني مما أنا فيه
الحكيم : تماسك أيها الرجل وقص لي قصتك
الرجل : أسرفت على نفسي من المعاصي والذنوب وكلما أردت إن أتوب أعود للمعاصي مرة أخرى فما السبيل أيها الحكيم
الحكيم : أممم..... أن إيمانك ضعيف أيها الرجل وأنت بحاجة لتقويته.
الرجل : أقوى ايمانى كيف أيها الحكيم ...بالله عليك أخبرني
الحكيم : ألم تعلم يا أخي إن الإيمان يزيد وينقص... يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي
الرجل : أعلم أيها الحكيم ولكن..
الحكيم : اصبر أيها الرجل ألا تريد الشفاء
الرجل : بلى
الحكيم : خذ هذه الرسالة وأقرأها جيدا وبعد ذلك عد إلى.
الرجل : إذا هات الرسالة
الحكيم : الرسالة هي .............................. .....................
أخي الحبيب السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هذه المقالة كتبتها بقلبي و أرجوا أن تصل إلى قلبك
أرجو منك أن تقرأها جيدا حتى تستفيد منها
(( المشكلة ))
أن الشباب كل الشباب يحبون الله و الرسول و يحبون التوبة و لكن كلما أعلن أحدهم التوبة لله عز وجل عاد للمعصية و يرجع ذلك لعظم داعي الشهوة في نفسه و ضعف داعي الإيمان في قلبه
جائتنى فكرة حل المشكلة من أن الإيمان يزيد و ينقص و أنه يزيد بالطاعات و ينقص بالمعاصي
(( فكانت الفكرة ))
( أن الشاب يحرص على عمل الطاعات السهلة و الإكثار منها و يحرص على ترك المعاصي السهلة و البعد عنها و يحاول في الصعب )
لو مشى الشباب على هذه الخطة لوجدوا أن طاعاتهم زادت و معاصيهم قلت و بذلك يزيد الإيمان في قلوبهم و لو زاد الإيمان في قلوبهم و كبر فلن تستطيع فتن الشهوات أن تنال منهم و تأخذهم ولأستقامو على أمر الله يفعلون كل أمر و يتركون كل نهى
الطاعات السهلة كثيرة مثل ذكر الله عز و جل و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الخلق :
لو حرص الشاب على ذكر الله مع كل نفس فذكر الله سهل على اللسان و ثقيل فى الميزان فليس أثقل في الميزان من لا إله إلا الله و حسن الخلق و بحث عن الطاعات السهلة و أكثر منها لكان نتيجة لذلك أن يزيد إيمانه
مثلا من يصلى فى البيت ممكن يصلى في المسجد و يا خد سبعة و عشرون ضعف الأجر و أجر المشي للمسجد
و من يصلى فى المسجد و لكنه يأتي فى الركعة الثانية لو بكر و دخل المسجد مع الأذان لأدرك السنة القبلية و الصف الأول و تكبيرة الإحرام و لا يخفى ما فى هذه الثلاثة من الثواب العظيم يحصل عليه بمجرد التبكير خمس دقائق فقط للمسجد .
و هكذا لو بحث الشاب عن الطاعات السهلة لوجد منها الكثير
كذلك المعاصي السهل تركها لو تركها الشاب لن يجد مشقة فى تركها و لكن ذلك سيكون له تأثير كبير على إيمانه
و مثال المعاصي السهل تركها الكذب و الغيبة و الشتم و السب و سوء الخلق و النميمة والوقيعة بين المسلمين
و عقوق الوالدين و قطيعة الرحم كلها كبائر يفعلها الشباب ببساطه و دون النظر لأثرها الهدام على الإيمان فى قلوبهم
فالشاب مطلوب منه عدم اليأس من المعصية الصعب تركها قط بل يحرص على ترك المعاصي السهل تركها و يحاول فى الصعب و عدم اليأس من عجزه عن الطاعات الصعب فعلها قط بل يحرص على فعل الطاعات السهل فعلها و الإكثار منها و البحث عنها و يحاول فى الصعب و فى وقت بسيط جدا سيجد إيمانه قد كبر و أصبح يفعل من الطاعات ما كان يظن أنه مستحيل عمله و يترك من المعاصي ما كان يظن أنه من المستحيل تركه
كذلك يجب ان يحب الشباب ربهم و يعبدونه عبادة المحب فيذكرونه و يسبحونه مهما كان حالهم مع المعصية
فالمحب لو أخطأ فى حبيبه يعود إليه فورا و يعتذر و يبدى الأسف و الندم على ما كان منه من إرسائه أما ما يفعله الشباب الآن فهي معامله الشريك الذى إذا أخطأ يقول هذا ماعندى و أنا أحسن من غيري و قد قدمت لك كذا و كذا من الطاعات و فى هذا كفاية.. انتهت الرسالة
.............................. ................
وبعد مرور يومين
جاء الرجل للحكيم قائلا :
جزاك الله خيرا أيها الحكيم فإني ألاحظ أن مستوى ايمانى ارتفع مرة واحدة وأنى أشهد الله اننى بدأت فى عمل :
دراسة جدوى للتخلص من الذنوب التي امتلاء قلبي بها حتى أعزز العلاقات بيني وبين الله
وسأحرص دائما على ذكر الله مادمت حيا
الحكيم : الحمد لله الذى هداك لهذا الخير العظيم الذى يغفل عنه معظم الناس
الحكيم : وآخر نصيحتي إليك( هذا دواء الداء و لا ينفع الدواء بمجرد العلم به بل يجب تعاطى الدواء والاستمرار عليه حتى يشفيك الله من دائك )
.......
إلى هنا تنتهي إحداث هذه القصة .
فلو شئت أخي الحبيب أن تنشر رسالة الحكيم على من عرفت من إخوانك و أصحابك و جيرانك جعل الله ثواب من ينتفع بها فى ميزانك يوم القيامة
كانت هذه نصيحتي فما كان فيها من توفيق فمن الله و ما كان من خطأ فمن نفسي و من الشيطان والله و رسوله منه براء
و تقبل الله منك و منى صالح الأعمال و جعلها خالصة لوجهه الكريم
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
-----------------
وأخيراً تأمل
إلهي أتيتك أرجو الهدى** وفوقي ذنوبٌ تسد المدى
أناجيك يا رب في حيرتي** ضعيف وفي القلب ذلٌ بدى
رفعت إليك إلهي يدي** ومن ذا سواك يجيب اليدا
إلهي عصيتك دهراً مضى** وتبت لعلّيَ أن أرشدا
إله الوجود ويا سيدي** أغثني برحمتي منك الجَدَا
أغثني أغثني فقد أثقلت** ذنوبي الجبال لوَ أن تُعْدَدَا
إلهي أقلني ذنوبي طغت** وساقت بي الروح نحو الردى
فأنت الرحيم الغفور الودود** تنادي العصاة لدرب الهدى
وأنت الكريم العفو الجواد** أفاض على الكون منك النَّدَا
وإني الكسير الفقير الحسير** أجيب ذليلاً لذاك النِّدا
إلهي فهب ليَ منك العفو** فإني أتوب وها .. موعدا
أتوب وقلبي يواري البكا ** ودمعي يسيل ولن يهمدا
وكم عبرة بعدها حشرجت ** من الصدر .. آه .. بها قد شدا
إلهي وردت بحار الرجا ** وأنت المرجى لي الموردا
فرحماك ربي فأنت الرحيم ** فبلّ بي القلب بعد الصدى
نقلته للفائدة ولانها هادفه
محبتكم في الله
---------------------------------------------------------------------------