العودة   منتديات الفطاحله > المنتديات التعليميه/يمنع الفيديو > اكاديمية الشعر النبطي > حوارات في الشعرواللهجات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 26-07-2006, 03:12 PM   رقم المشاركة : 1
ابراهيم السنيدي
شاعر
 الصورة الرمزية ابراهيم السنيدي





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  الحالة :ابراهيم السنيدي غير متواجد حالياً

 

افتراضي الحالة الهستيرية تصيب الشاعر بعد الونة


قصيدة للشاعر / محمد بن هزيع البليهي
نص ورد الي ضمن نصوص اخرى كثيرة تفرد عنها بصدق التجربة وروعة المعالجة وابتكار الصورة فماذا قال؟


انا اصبح على الهاجوس كني قريص الداب
تلوت على رجله ودارت مثانيها

هذا في الصبح فكيف كان في المساء؟ انه ارهاص لهذه الحالة ونتيجة طبيعية لها.
وهو الذي نزل على (الهاجوس) فلم يأته وذلك لانه رغم مرارته الا انه ارحم من الحالة الحالية المعاصرة، ففي هذا الهاجوس هناك مكان للامل بخلاف الحالة الراهنة والتي تلغي كل بارقة من الامل.
هكذا يستقبل الشاعر الصبح! خلافا للاخرين الذين يتلقونه بحبور ونشاط استعدادا ليوم خال من المنغصات, ثم ما الصفة التي تجمع بين الشاعر ومن قرصته الداب؟
ان السم يقابل المصاعب الحياتية الدائمة ومن ثم فالنتيجة هي الفتور وعدم الادراك السريع والذهول في المحيط الاجتماعي ولان الهموم تأتي فوق هموم سابقة فان هذه الداب استدارات على قدمه لتخرج اكبر كمية من السم ممكنة.


ضربة الحنش بالثالثة وانقلب باناب
صرخ يوم شافه بوسط الرجل واطيها

هناك اذن هموم جديدة تأتي ثالثة بعد الهمين السابقين فهنا ضربة من الحنش يصاحبها انقلاب من هذا الحنش حتى يستفرغ كل سمه اذ من المعروف عند العامة ان الضربة في مثل هذه الحالة مميتة غالبا، وهذه القرصات الثلاث كانت متلاحقة سريعة بدليل (صرخ) لانها تحمل المفاجأة.


تلدد يمينه ويسره ما يشوف ركاب
جذب ونة ينخا ويبكي بتاليها

بحث عن النجاة بحث عن منقذ بحث بجدية جهة اليمين والشمال ولكن دون نتيجة,, فلا احد,, فلم يعد يمتلك الا الصوت ولذلك (جذب ونة) وفي الجذب دلالة على التكلف وانها خرجت من اقصى الجوف ثم قطعها او استكملها بكاء فالمسافة الزمنية لهذا طويلة ولذا قسمها قسمين (ونة) و(بكاء) والاولى اشد حزنا لما فيها من الكبت والثانية محاولة للتنفيس والتخفيف من خلال البكاء بعد فقد الامل كرة اخرى ولعل (الونة) كانت من الشعور اما البكاء فكان من اللاشعور فهو حالة هستيرية تناسب وتتأقلم مع هذه الاحزان والالام الموجعة فقد بكى بعد النخوة والرجاء في منقذ.


وطاها على الهجعة ونجم الشفق كد غاب
ولا له جدى يا كود رجله يكويها

اقتنع تماما ان المصيبة واقعة حقا فبدأ يفكر بالحلول وكيفية التعامل معها فماذا فعل؟
لقد (وطي) هذه الداب التي لازالت في قدمه في وقت يستعد الناس فيه للنوم والهجوع لان ابدانهم سليمة ونفسياتهم قبل ذلك مرتاحة ويحدد ذلك بدقة اكثر بانه وقت غياب الشفق ووجد ان الحل الوحيد الممكن الذي استحضره ذهنه هو العلاج بالكي.


جدع بندقه واعذر من المشي والاسباب
عرف يوم شاف الرجل ثقلت مواطيها

عندما توصل الى حتمية العلاج السابق وخطورة موقفه الحالي قلت وهانت قيمة سلاحه فتركه ارضا طلبا للتخفيف حتى يستطيع السير اكثر لعله يجد منقذا,.
ولكنه بدأ يحس بثقل رجله نتيجة انتشار السم فيها ومن هنا اكتشف ان الكي غير ممكن ولا مجد بعد ان انقطعت الرسائل بين الدماغ والرجل فما الحل؟
انه قطع هذا العضو ولا غير حتى لا ينتقل السم فيعم الجسم فيؤدي الى الوفاة.


ذكر خنجره في محزمه يوم شافه عاب
اثره مع البندق بدربه مخليها
يي سلة العطفى ويضربه المضراب
مضاريب ذرنوق من السم مسقيها

لقد اسقط خنجره مع بندقيته ذهولا، وبالتالي بماذا يقطع قدمه؟


عون الذيابه فوق راسه على المرقاب
نسي رجله اللي سمها كد مشى فيها

لم تنته المآسي بذلك فلقد سمع صوت الذئاب المتعطشة للدماء وهي قريبة منه، ولذلك نسي كل الآمال السابقة استقبالا لهذا الموقف الجلل فماذا حدث؟


تطرق له اللي لا عدا يدرك المهذاب
حنوكه على قضب الشواكل مضريها

لقد تكفل اسرع الذئاب بافتراسه، هذا الذي تمرس كثيرا على الافتراس والفتك حيث تدربت اسنانه وصارت حادة من كثر ممارسة هذه الهواية الفاجعة وتأمل لفظة (تطرق) والتي تشعر بان هذا الذئب لم يبذل جهدا كبيرا للبطش بهذه الفريسة فهو مجرد (تطرق).


اكلنه ولا ابقن على الارض غير تراب
هدومه مزاع واشقر الدم غاشيها

وقد شاركت الذئاب الاخرى بأكله فلم تبق غير ثيابه اشلاء ممزعة ممزوجة بدمائه لقد انقضى امره وعاين المكان الذي وقعت فيه البطشة عابرون غرباء اسفل الجبل فنقلوا ما شهدوا في طريقهم حتى وصل الخبر (لامه) وشرعت هذه الام في تقبل العزاء في فقيدها، فكيف كانت حالة هذه الام قبل وبعد تلك الفجيعة؟


لقوا مفرسه طرقية حدر جال هضاب
مشوا بالخبر لامه وجاها معزيّها

انها طاعنة في السن شاب شعرها وزادت آلامها بكونها (رملى) وصفا جديدا بعد ان فقدت ولدها الذي كان يرعى شؤونها ويساعد في تخفيف احزانها.


عجوز من الرملة تصكصك شعرها شاب
ولدها توفي اللي بوقته يواليها
وانا مثله ماني صغير ولاني شاب
غشي الشيب ذقني والمرافق ملويها
ازحف على حيلي لما اقعد قبال الباب
حياة بهالقرن ما والله ارجيها

(وانا مثله) هل هو مثل القريص ام مثل العجوز؟ وفي (غشى) دلالة على السرعة في الانتشار مما اوهن المرافق وجعلها تفقد صفة الاستقامة والاعتدال, وفي (ازحف) اشارة الى البطء في الحركة انها تتم باليدين والرجلين معا، ولكن لماذا يقعد مقابلا للباب؟ وهل هذا بحث عن الفرج؟ ولكن اليأس يتغلب.


اجزلت من دنيا هواها يجيك شعاب
تشعب على راسي وتخلف هقاويها
واوجست طقاته براسي بلا مشعاب
ويلا طقتن بالراس ما القى مداويها
ولا خير في دنيا حلالها وراه انشاب
وراها المرارة وانت تركض وتغليها

(تشعّب) فيها الكثرة ورغم التوقعات السيئة الا انها دائما تأتي اسوأ مما كان متوقعا وهذه المشاكل ومجيئها هي الاصل تأتي دون ضجيج او عناء (بلا مشعاب) فلو تخلفت او تأخرت لكان موطن غرابة، ومع ذلك فهي ليست هينة وداؤها مستعص لتراكمها وكثرتها.
وحتى تكون المرارة اشد فانه يتذكر ايام السعادة، اذ من يعايش الاسقام طول حياته يألفها فتصبح اقل مرارة، (وراها المرارة) فهي تدفعها و(وانت تركض وتغليها) فيه جهل بالعواقب التالية لهذه المسرات، لان النفس البشرية جبلت على ذلك الا من رحم ربك وهم قليل.


وراها مرارة موت كلّش عليه حساب
تحسبك على الدنيا ذنوبك تخفيها
سوات الكذوب اللي تفوه وصاد غراب
طمع بالعزيله يحسب ان الدوا فيها
وانا كد وردت العد واشرب مع الشراب
واقص الدروب اللي بعاد مناديها

تذكير بالآخرة وانها نهاية كل حي، فمهما طال الزمان فالنهاية واحدة وهذه النهاية ان كانت مرة فانها تلغي كل ما مر من ملذات وسرور حتى يحسب الانسان انه لم يمر بشيء من تلك الحالات، وحتى لا يتبادر للمتلقي ان تلك النصائح صدرت نتيجة لضعف او عجز يعقب الشاعر على دعواه بهجر الدنيا وعدم الاغترار بها يعقب بانه كان من اصحاب الصولات والجولات، فهي التي قادته الى تلك النتيجة.


وتصبر محمد لين جسمه وقلبه ذاب
زمان الفلس حالي على الفرن يشويها
شواني لما حطّن على شفة المسهاب
على مصنع يشو الحديده ويثنيها
يذوب حديد الصلب لو فيه عشر انساب
انساب الحيود اللي تلهله رواديها

هذا هو المحرك للنص بكامله وهو الدافع الاكبر في اخراج هذه القصيدة انه الفقر وقلة ذات اليد برغم المحاولات الكثيرة للتخلص منه.


وانا لي ثمان سنين بأقشر مرض منصاب
وانا اطلب يجين الموت والروح ما بيها
شربت العلاج اللي مقرر بخمس اكواب
ولا فاد في حالي ولا هوب مشفيها
ركبنا على الممشى تقل يقضبه قضاب
ولا جيت ابقعد ما قدرنا نثنيها

وهذا هو المحور الثاني الذي ادار عليه النص، انه المرض العضال الذي لم تفد فيه الادوية برغم المداومة ثماني سنوات وهذا الدافع ينضوي تحت الدافع الاكبر (الفقر وحالة الفلس) ويشير الى الركب والتي غالبا ما يبدأ الالم فيها عند التقدم في السن، وذلك لان الضغط عليها يكثر وتحديدا في الجزيرة العربية.


ترى العمر ما يبطي وهو طالبه طلاب
ارواح تموت وتنقبض بيد واليها
تذكرت وقتي انا جاهل لعاب
سنين تشوفني ولا نيب ناسيها
الا ياوجودي وجد عود عليه ارقاب
جلا عن دياره عقب ما هوب يغليها
تنصّي ديار حاكمه كافر نصاب
تكض الزعل بحلوقها والبلا فيها

نهاية تقليدية يتذكر فيها ما فات من زمنه، والذكرى لا تتم الا لامر انقضى وفات ويصور حاله بكبير سن ارتكب جرائم قتل كثيرة اضطر خوفا من ان يقتل بسببها ان يهرب عن بلاده بلاد الاسلام ليستقر في بلاد الكفر بعيدا.


جريدة الجزيرة 1420 ,الجمعة 14 محرم

أحمد المطرودي







توقيع ابراهيم السنيدي
 
  رد مع اقتباس
قديم 09-08-2006, 02:04 AM   رقم المشاركة : 2
متعب
ضيف
 الصورة الرمزية متعب





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  الحالة :متعب غير متواجد حالياً

 

افتراضي


انا اصبح على الهاجوس كني قريص الداب
تلوت على رجله ودارت مثانيها

هذا في الصبح فكيف كان في المساء؟ انه ارهاص لهذه الحالة ونتيجة طبيعية لها.
وهو الذي نزل على (الهاجوس) فلم يأته وذلك لانه رغم مرارته الا انه ارحم من الحالة الحالية المعاصرة، ففي هذا الهاجوس هناك مكان للامل بخلاف الحالة الراهنة والتي تلغي كل بارقة من الامل.
هكذا يستقبل الشاعر الصبح! خلافا للاخرين الذين يتلقونه بحبور ونشاط استعدادا ليوم خال من المنغصات, ثم ما الصفة التي تجمع بين الشاعر ومن قرصته الداب؟
شكرا شاعرنا الرائع ابراهيم
نقل وطرح رااااااااااااااااائع كما عودتنا
لك احترامي







توقيع متعب
 
  رد مع اقتباس
قديم 13-08-2006, 01:59 PM   رقم المشاركة : 3
ابراهيم السنيدي
شاعر
 الصورة الرمزية ابراهيم السنيدي





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  الحالة :ابراهيم السنيدي غير متواجد حالياً

 

افتراضي


شكرا لك اخوي متعب

ويعطيك الف عافيه على مرورك







توقيع ابراهيم السنيدي
 
  رد مع اقتباس
قديم 14-08-2006, 12:11 PM   رقم المشاركة : 4
الخنساء
عضو شرف
 الصورة الرمزية الخنساء





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  الحالة :الخنساء غير متواجد حالياً

 

افتراضي


ترى العمر ما يبطي وهو طالبه طلاب
ارواح تموت وتنقبض بيد واليها
تذكرت وقتي انا جاهل لعاب
سنين تشوفني ولا نيب ناسيها
الا ياوجودي وجد عود عليه ارقاب
جلا عن دياره عقب ما هوب يغليها
تنصّي ديار حاكمه كافر نصاب
تكض الزعل بحلوقها والبلا فيها
اخي الشاعر ابراهيم نقل رائع والاروع
الاختيار
تحياتي وتقديري







توقيع الخنساء
 
  رد مع اقتباس
قديم 15-08-2006, 10:59 AM   رقم المشاركة : 5
ابراهيم السنيدي
شاعر
 الصورة الرمزية ابراهيم السنيدي





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  الحالة :ابراهيم السنيدي غير متواجد حالياً

 

افتراضي


اختي الغاليه الخنساء

اسعد بمرورك وشكرا لك

لكي وافر تحياتي وتقديري







توقيع ابراهيم السنيدي
 
  رد مع اقتباس
قديم 30-11-2010, 08:32 PM   رقم المشاركة : 6
اصيل
مشارك





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  الحالة :اصيل غير متواجد حالياً

 

افتراضي


شكراً لما امتعتنا به
تحياتي







توقيع اصيل
 
  رد مع اقتباس
قديم 30-11-2010, 08:56 PM   رقم المشاركة : 7
السريع
مشارك





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  الحالة :السريع غير متواجد حالياً

 

افتراضي


بارك الله فيك
جميل ما قرأته
تحياتي







توقيع السريع
 
  رد مع اقتباس
قديم 04-12-2010, 12:12 PM   رقم المشاركة : 8
طويق
مشارك






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  الحالة :طويق غير متواجد حالياً

 

افتراضي


مشكور
على المعلومه الجيده
تحياتي







توقيع طويق
 
  رد مع اقتباس
قديم 04-12-2010, 12:48 PM   رقم المشاركة : 9
المؤذن
مشارك






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  الحالة :المؤذن غير متواجد حالياً

 

افتراضي


لك الشكر
على ما فاض به قلمك
تحياتي







توقيع المؤذن
 
  رد مع اقتباس
قديم 05-12-2010, 10:11 AM   رقم المشاركة : 10
الهامس
مشارك





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  الحالة :الهامس غير متواجد حالياً

 

افتراضي


خالص الشكر والتقدير
على كل جهودك الرائعه
تقبل اطيب التحيه







توقيع الهامس
 
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:26 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات الفطاحلة