السلام عليكم ورحمة الله و بركاته اما بعد
بما اني عضو جديد بهذا المنتدى الذي لا يخفى عليكم من مايحتوي باعلم وادب وقصائد
فحبيت اتحدث عن الشيخ العلامة محمد بن عبدالوهاب رحمه الله
عاش الامام محمد بن عبدالوهاب ما بين 1115هـ - 1206هـ.
أخذ العلم عن والده عبد الوهاب بن سليمان بن علي التميمي الحنبلي النجدي، والذي كان قاضياً في بلدته العيينة – 70 كيلو غرب الرياض – ثم أخذ عن بعض علماء الحرم، وعن الشيخين عبد الله بن إبراهيم بن سيف النجدي، ومحمد حياة السندي بالمدينة، ثم طلب العلم بالبصرة، وأخذ عن الشيخ محمد المجموعي، وغير هؤلاء – رحمهم الله -.
تفشى الشرك الأكبر فعبد الناس القباب التي اتخذت على القبور، وعبدوا السّحر والجن والأحجار والنيران ومن دعي بالولاية، وكان سفك الدماء ونهب الأموال وانتهاك الحرمات متفشياً بين أهل البوادي.
أما العامة فقد استجاب أكثرهم وتركوا ما كانوا عليه من شرك وضلال، وأما أهل العلم فقد استجاب له الكثيرون وأبى بعضهم؛ إما حرصاً على مركزه، أو حسداً من عند نفسه، وبعضهم كانوا علماء ضلال يعتقدون أن البناء على القبور والاستغاثة بأهلها واتخاذ المساجد عليها من محبة الصالحين.
ر بالمعروف ونهى عن المنكر بلسانه، وكاتب العلماء في الجزيرة قاطبة وخارجها وجادلهم، وعمل على نشر العلم، وأقام الحدود، وهدم القبور، وجاهد بالسيف منذ عام 1158هـ وحتى وفاته.
ترك الشيخ تراثاً علمياً قيماً وقد جمعت رسائله، ومن مؤلفاته كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد، وكشف الشبهات، ومسائل الجاهلية، والأصول الثالثة، وكما اختصر بعض الكتب ومنها زاد المعاد، وله من المؤلفات غير ذلك، بالإضافة إلى تخريجه فئاماً من طلاب علم حملوا راية الدعوة إلى التوحيد وحملوها الأجيال من بعدهم.
عمل على مناصحتهم وأمرهم بالمعروف كالدعوة للتوحيد ونصرته، ونهيهم عن المنكر كإقرار القباب والبناء على القبور، وقد استجابت له طائفة وكان من أبرزهم آل سعود، كما ناصبته طوائف أخرى العداء، ولكن "كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ" (المجادلة:21).
أما الفروع فكان حنبلي المذهب غير إنه يجتهد لا يقلد وإنما يتبع الدليل، وأما الأصول فكان على مذهب السلف الصالح فيها لم يأت بجديد لم يقرره الأئمة من قبل.
لا نجد لمن يطعن في دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب نصوصاً يستمسك بها من كلام الإمام، تفيد ما يثار حول دعوته، وإنما هي دعاوى لا أساس لها على أرض الواقع، ومن أهم تلك الدعاوى التي ينسبونها للشيخ دعوى الغلو في التكفير، أو تكفير عامة المسلمين، وكلها دعاوى تناقض صريح أقواله - رحمه الله-.
نعم، هناك عدة دعاوى ناقشها أهل العلم وكتبوا فيها المؤلفات، ومن ذلك ما كتبه الشيخ الدكتور/ عبدالعزيز العبد اللطيف، في رسالته [دعاوى المناوئين].
لا نعتقد عصمة أحد من البشر، إلاّ من عصمه الله – تعالى - من أنبيائه ورسله، المصوبين بالوحي، على خلاف بين أهل السنة في وقوع الخطأ اليسير منهم - عليهم صلوات الله وسلامه-، أما الإمام محمد بن عبدالوهاب، فهو بشر كسائر بني آدم، وكل بني آدم خطاء، لانستثني من ذلك الإمام محمد بن عبدالوهاب أو غيره من علماء نجد، غير أن ما ننكره هو دعوى مخالفته لشيء مما أجمع عليه السلف في باب الاعتقاد، وكذلك الدعاوى التي تزعم أنه أحدث جديداً لم يسبقه إليه السلف الصالح - رضوان الله عليهم-، أولم يقل به أحد من أهل العلم قبله، سواء في الأصول أو الفروع، بغض النظر عن صوابه أو خطئه ما لم يكن إجماعياً.
الوهابية تسمية غير صحيحة، فلاتوجد فرقة أو طائفة تتسمى بهذا الاسم، على غرار تسمي الشيعة بالشيعة، أو الأشعرية بالأشعرية، بل حتى أهل المذاهب ينتسبون إلى أسماء أئمتنا - رحمهم الله تعالى - فالحنفية يقولون: إنهم حنفية، وهكذا المالكية والشافعية والحنابلة، وبالمقابل لايوجد من يسمون أنفسهم بالوهابية، ولايوجد كذلك فعل يشتق منه هذا الاسم اشتقاقاً صحيحاً يفيد نسبة طائفة إليه، على غرار تسمية الخوارج بالخوارج لخروجهم على عثمان –رضي الله عنه- والأئمة بعده، الرافضة لرفضهم الشيخين، فلا يصح أن يقال: "وهابية" لأنهم وهبوا! وإنما جاء هذا اللقب من قبل بعض مخالفي دعوة الإمام، لينفروا الناس عن دعوته، وعن أتباعه الأئمة من أهل نجد، ومن نحا نحوهم في الحرص على حماية جناب التوحيد والعقيدة، وهذا اللفظ من قبيل نبذ أهل البدع لأهل السنة بالألقاب، مثل قولهم: حشوية، أو مجسمة، أو غير ذلك بغرض التنفير لإلصاقهم به بعض الدعاوى الخطيرة.
الإمام محمد بن عبدالوهاب وتلامذته ومن سار على نهجهم من التمسك بالقرآن والسنة الصحيحة، هم من جملة أهل السنة، وليست هذه التسمية حكراً عليهم، بل عامة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها هم من جملة أهل السنة والجماعة، إلاّ من انتقل إلى مذهب آخر عرف أصوله وانتسب إليه، وهؤلاء قلة إذا قورنوا بسواد المسلمين الأعظم.
هذه الحملة الجائرة، دعوة لمحاربة الإسلاميين أياً كانوا تحت ستار اسم أثيرت حوله الشبه والدعاوى الباطلة، وهي نظير حملتهم على ما يسمونه بالإرهاب، فهم يدخلون فيها عامة المسلمين المتمسكين بالكتاب والسنة، ولايفرقون عند التحقيق بينهم رغم تباين توجهاتهم ورؤاهم.
دعوة الإمام محمد موجودة قبل 11 سبتمبر بنحو ثلاثة قرون، وقد كانت جذوتها أكثر اتقاداً في النفوس قبل عدة عقود، ومع ذلك لم نكن نسمع بعمليات شنها ذووها على الدول الكبرى، بغض النظر عن صواب تلك العمليات أو خطئها، وهذا يدل على أن لما حدث في 11 سبتمبر أسباب أخرى حقيقية قد ترجع لأسلوب تسلكه أمريكا في التعامل مع القضايا الإسلامية أوغير ذلك، فحري بالإدارة الأمريكية أن تعمل على معالجة الأسباب الحقيقية، بدلاً من تحميل المسؤولية لهذه الجهة أو تلك، حتى لايتكرر الحدث. هذا من جهة ومن جهة أخرى فقد ظل الأمن مستتباً في الجزيرة العربية إثر قيام دعوة الإمام لمدة تزيد على الثلاثة قرون، لم تكن فيها تفجيرات أو أحداث عنف وإرهاب مذموم، بينما كانت أراضي كثير من الدول مسارح دامية لعمليات صراع مرير، وما بدأت الأحداث الدامية في الجزيرة العربية إلاّ بعد تدخل بعض الدول، وبعد بعض أهل الدعوة الحقة عن دعوتهم، ولا يعني ما سبق أن دعوة الإمام محمد لا تقر بجهاد الطلب فضلاً عن جهاد الدفع، ولكنها دعوة إصلاحية تلجأ إلى الجهاد وفق ضوابطه وشروطه المعتبرة.
انتهى