اسبرانزا في مدينة النور و الحياة (هونج كونج - Hong Kong)

ابو ياسر · 23-12-2005, 12:50 PM

السلام عليكم ورحمة الله

هونج كونج
Hong-Kong

(اظغطو على الصور لرؤيتها بحجم اكبر)

مدينة النور و الحياة ، المدينة صممت و أديرت من قبل مجموعة من أفضل المهندسين المعماريين على مستوى العالم ، هي مدينة مكتظة و ذي ثقافات متعددة و مختلفة ، هي مدينة تستطيع إن تجد ما تريد وقت ما تريد.
هي أكثر بقاع العالم ازدحاما و تنوع ، كما أنها أكثر مدن العالم في التنوع العمراني و روعته.
روعة و جمال هذه المدينة يتضاعف عشرات المرات عندما تغيب الشمس و تضاء الأنوار فتصبح المدينة ما يشبه ورده عملاقة من أنوار النيون.

و أفضل مكان للاستمتاع بجمال المدينة في المساء هو عند السير على كورنيش المدينة في برومنداد (promendade) في التي اس تي (TST) ، او من النظر اللي المدينة من اعلي قمة فيكتوريا.

إما التجربة الحقيقية في المدينة هي عبور الخليج على متن احد العبارات البحرية ، فأنت عندما تكون على متن احد هذه العبارات التي تقطع هذه المسافة القصيرة من طرفي المدينة ليلا و نهارا منذ أكثر من مائة سنة و تتمتع بالنظر اللي المدينة من بعد هو بالفعل منظر خلاب يأخذ الأنفاس.

شارع نيثن (Nathan road) بأنواره الرائعة بالليل.

أفق جزيرة هونج كونج بالليل من الكورنيش

وصولي إلي مطار هونج كونج الدولي كان بعد الساعة 12 بالليل بقليل ، بعد ما خلصت من الجوازات و أخذت عفشي أول شي سويته هو إني رحت لم مركز خدمة خاص بالمواصلات من المطار إلي المدينة ، شريت من المركز خريطة للمدينة باللغة الانجليزية و بطاقة مواصلات عامة الكترونية يسمونها اكتبوس كارد (Octopus Card) حسب كلام الموظفة اللي كانت في المحل إن البطاقة هي مثل بطاقة الائتمان اللي ممكن استفيد منها في ركوب الباص بالإضافة إلي إني ممكن استفيد من البطاقة في شراء بعض الحاجيات من بعض السوبرماركتات ، البطاقة كانت قيمتها حدود 550 دولار هونج كونجي (حدود 100 دولار أمريكي) ، طلعت من المحل و تبعت اللوحات الإرشادية اللي كانت تدلني على المكان اللي بركب منه الباص اللي وسط مدينة هونج كونج اللي منطقة تسمي كولون (Kowloon) ، حصلت الباص المتجه لوسط المدينة و كان رقمه A21 أول ما ركبت الباص شرح لي السواق بالإشارة (السواق ما كان يعرف ولا كلمة انجليزية) طريقة دفع قيمة التوصيلة و ذلك بتمرير البطاقة اللي كنت شريتها فوق ما يشبه السكانر الموجود جنبة ، سويت الطريقة اللي شرحها لي السواق و ظهر على شاشه صغيرة جنب السواق انه تم استلام قيمة التوصيلة و كانت في حدود 10 دولار هونج كونجي ، بعد ما دفعت قيمة المشوار بالبطاقة أخذتها و حطيتها في محفظتي ، حطيت شنطتي في أرفف في الدور الأول من الباص مخصصة للشناط و بعدين طلعت للدور الثاني منه و أخذت لي كرسي جنب احد الشبابيك ، الباص على كبره الظاهر ما كان فيه إلا حدود 10 ركاب فكان الجلوس على أي كرسي أمر سهل و يسير.

منظر من أعلى قمة جبل فيكتوريا لمبنى بنك الصين في هونج كونج ، و الذي يبلغ ارتفاعه 369 متر ، و مركز شونق كونق و الذي يبلغ ارتفاعه 290 متر

منظر ليلي لمدينة هونج كونج من اعلي قمة جبل فيكتوريا

بعض العمائر السكنية على سفوح جبل فيكتوريا

كان في الدور الثاني من الباص شاشة كبيرة في وسطه تصور أرفف الشناط في الدور الأول منه (اعتقد إن المقصود من الشاشة هو انك تراقب عفشك لا يأخذه احد).
عندما وصل الباص إلي مدخل منطقة وسط المدينة (كولون) كان منظرها رغم تأخر الوقت و كأننا في عز النهار بسبب أنوار النيون الكثيرة و التي جعلت من شدت أنوارها الليل مثل النهار ، و كانت إعداد الناس الكثيرة في الشوارع و المحلات الأكثر من الناس توحي باسم المدينة (مدينة النور و الحياة).
الجميل في الباص انه كل ما اقبل على احد محطات الوقف كان فيه صوت مسجل باللغة الانجليزية يشير اللي اسم المحطة و الفنادق القريبة منها.
لكن لسبب إنا كنت أجهلة صوت التسجيل اللي كان يعلن عن أسماء المحطات فجاءه توقف عندما قربنا من منطقة كورنيش المدينة و اللي كان من المفترض يكون الفندق حقي فيها.
استمر الباص في سيره بسرعة و هو يتخطي المحطات المختلفة و إنا ما أخفيكم كنت خائف إني اتعدا المحطة حقتي و إنا مدري ، حاولت اسأل واحد صيني كان جالس في كرسي قريب مني إذا كنت قربت من المحطة حقتي ، لكن للأسف الصيني ما كان يعرف انجليزي ولا فهم على ، و انا مستغرق في التفكير في المشكلة هذي فجأة اشتغل صوت المسجل و أعلن عن المحطة القادمة و ذكر من ضمن الفنادق الفندق حقي ، إنا ما أمداني اسمع اسم فندقي إلا و نقزت و نزلت بسرعة للدور الأول من الباص و أخذت عفشي و طلبت من سواق الباص يوقف ، على ما وقف الباص و نزلت منه كنت تعديت المحطة حقتي بعلي الأقل محطتين ، لكن ما كان فيه مشكلة بالنسبة لي لان محطتي كانت على بعد 300 متر من المحطة اللي إنا نزلت فيها و كان الشي هذا واضح في الخريطة اللي كنت شريتها من المطار.
شلت شنطتي و بدية في المشي عايدا اللي المحطة اللي كان مفروض انزل فيها.

مبنى بنك الصين و مركز شونق كونق بالليل.

احد الباصات العامة في شوارع كولون و مبني بنك الصين بالليل.

احد شوارع جزيرة هونج كونج بالليل

خليج هونج كونج و بعض المباني على جزيرة هونج كونج من كورنيش مدينة هونج كونج.

مشيت على الرصيف بجانب الخط و كان الجو شوي يضايق بسبب الرطوبة و الحرارة العالية رغم إن الوقت كان متأخر، وصلت للمحطة بعد حدود 5 دقائق مشي و كان عند المحطة عدد من اللوحات الإرشادية اللي تشير اللي أماكن الفنادق ، الحمد لله وصلت للفندق حقي و اللي كان على بعد كم دقيقة من المحطة ، الفندق حقي أسمة نيو ورلد رينسينس كولون (New World Renaissance Kowloon) ، دخلت الفندق و رحت للاستقبال و أعطيتهم الفاوتشر الخاص بحجزي غرفة عندهم (الغرفة كان سعرها حدود 360 دولار هونج كونجي ، حوالي 50 دولار أمريكي)
الفندق كان 4 نجوم و أجمل ما فيه هو موقعة في وسط المدينة على الرغم من إن غرفتي ما كانت تطل على شوارع وسط المدينة إنما كانت تطل على الحواري الخلفية.
كون الفندق كان في موقع استراتيجي في وسط المدينة فنا كان بإمكاني الخروج منه و أكون في مباشرة إمام كورنيش المدينة بمنظره الرائع.

احد العبارات البحرية في أسفل الصورة و مباني من وسط جزيرة هونج كونج.

احد شوارع كولون بلافتاته الكثيرة

منظر لمدينة و جزيرة هونج كونج من اعلي قمة جبل فيكتوريا

بعد ما نمت أول ليلة لي في الفندق و أصبحت ثاني يوم توجهت على طول إلي كاونتر تنظيم الرحلات السياحية في المدينة ، أخذت من موظفة الكاونتر معلومات وافية و شاملة عن المناطق السياحية في المدينة و أخذت أيضا من الكاونتر عدد من البروشورات الإرشادية باللغة الانجليزية.
أول شي سويتة بعد ما طلعت من الفندق هو التوجه اللي محطة عبارات بحرية على الكورنيش و ركبت لي عبارة بحرية اسمها ستار فيري (Star Ferry) و توجهت إلي جزيرة هونج كونج.
نزلت على الجزيرة و توجهت لم مطعم أسمة ماكسيمس (Maxim’s) و كان قريب من مكان نزولي من العبارة و كانت موظفة الفندق قالت لي انه مطعم زين و يقدم ما يعرف بالدم سم الصيني (الدم سم هو وجبات صينية خفيفة يدور فيها موظفي المطعم على اللي جالسين فيه و إذا جاز لك شي من اللي معهم تأخذه و تأكله مندون ما تطلب من قائمة الطعام) و لكوني من محبي الدم سم حرصت أروح للمطعم عشان أتلذذ في أكلة.
للأسف عند ما وصلت للمطعم كان توهم موقفين تقديم الدم سم لان الدم سم يقدم في أوقات محدده فقط ، زعلتني السالفة هذي و قررت اترك جزيرة هونج كونج و اركب العبارة اللي حابتني و ارجع لمنطقة كولون اللي جيت منها ، حرصت طبعاً إني ارجع لم كولون بسرعة لأنه كان فيه مطعم ثاني كان الفندق قال لي انه زين و يقدم الدم سم.

احد الحواري الصغيرة الممتلئة بالمحلات في كولون

منظر جوي لمنطقة كولون في مدينة هونج كونج

وصلت لم كولون و توجهت للمطعم اللي كان أسمة جيد قاردن (Jade Garden) ، الحمد لله وصلت للمطعم و كان ما يزال يقدم الدم سم.
طلعت من المطعم و قررت ارجع و ازور السوق الموجود بجانب الفندق حقي ، و إنا امشي في المنطقة أكثر ما شد انتباهي و أدهشني هو العمائر و ناطحات السحاب اللي كانت في كل مكان.
السوق المجاور للفندق و الذي كان يحمل نفس الاسم كان سوق سياحي و مخصص لجذب زوار المدينة و ليس فقط السكن ، و اكبر دليل على ذلك هو إن غالبية المحلات في السوق كانت تضع لوحات انجليزية باسم محلهم و ليس اللغة الصينية ، السوق كان جميل و منضم نوعاً ما و يغلب على محلاته الماركات العالمية الأصلية و ليس التقليد كما هو الحال في بعض الأسواق الأخرى في المدينة.

شارع نيثن في منطقة كولون بلوحات النيون العديدة

احد الشوارع المزدحمة في كولون

خرجت من السوق و بدأت في التجول في بعض إلاحياء الموجودة خلف الفندق و التي تختلف اختلاف جذري في شوارعها و بنيانها عن الشوارع الرئيسية في منطقة كولون ، و اثنا تجولي في هذه الحواري كنت اشعر باني إما شخص مشهور او مكروه من السكان و ذلك من كثرت الأنظار المحدقة بي.
خرجت من الحواري و بدأت في السير في شوارع كولون الرئيسية و من ألاشيا التي أدهشتني هي ألافتات التي كان يكتب عليه باللغة الانجليزية عبارات إرشادية و توضيحية مثل (لا تتوقع إن كل من يقابلك يجيد التحدث باللغة الانجليزية) و (سائقي سيارات الأجرة في الغالب لا يجيدون اللغة الانجليزية) و ما شابة ذلك من اللوحات.

غابة من لوحات المحلات باللغة الصينية في كولون

استمرئت في تجولي في الشوارع و تعلمت من مشاهدة الصينيين بان السيارة هي ملكة الطريق و ليس الأشخاص الذين يسيرون في الطرقات ، و كان هذا الشي غريب نوعاً ما و بالأخص اني تعودت في سفراتي السابقة لدول غربية يكون ملك الطريق هو من يسير على رجليه و ليس السيارة ، لذلك كنت كالموطنين الصينيين الذين يقطعون الطرقات و هم يهرولون خوفاً على أنفسهم من السيارات.
بعد عدة ساعات من التجول في الطرق و الشوارع و بعد إن تضايقت نوعاً ما من كثرة الباعة المتجولين الذين كانوا يلحقوني أين ما سرت لكي يبيعوني منتجاتهم ، استلقيت سيارة أجرة و أعطيت سائقها مفتاح غرفتي في الفندق لكي يعرف و جهتي و ذهبت للفندق و قررت إن أنام باكراً ذلك اليوم لكي أكون مستعداً ليوم حافل في الصباح.

منظر لمدينة هونج كونج و جبل فيكتوريا في الصباح

عبارات بحرية في خليج هونج كونج

في الصباح خرجت من الفندق و بدأت في التجول مره ثانية في بعض المناطق الموجودة في كولون ،الناس في المدينة بصفة عامة كانوا لطيفين و ودودين و لكن إذا لم تكن ترغب في شرا شي أو بيع شي فأنت في الأغلب لست في المكان المناسب عندما تكون في هونج كونج.
كما انك يجب إن لا تزور المدينة إذا كنت من يرهب أو يكره الزحام أو لا تطيق أنوار النيون البيضاء.
الانترنت يبدو بالمجان و في كل مكان إذا كنت من أهل المدينة ، و في ذات الوقت من الصعب إن تجده إذا كنت زائر لها ، فانا لكي استطيع استخدام الانترنت كنت مضطرا لشراء و شرب كوب من قهوة لم أذق مثل سوى طعمه من قبل في احد المقاهي الخاصة بالانترنت (طعم القهوة كان اقرب ما يكون الي الطين الساخن).
لكن عندما يكون استخدام الانترنت مجانا عندما تشتري القهوة فان ذلك شي لا باس به.
و بينما إنا اجلس في المقهى و أتصفح الانترنت و اشرب القهوة بطعم الطين شفت اثنين من الأجانب من ذوي الشعر الأشقر و هم يتباحثون في أمور الاقتصاد في بلادهم و بمعاناتهم مع زوجاتهم و اضطرارهم للسفر وحدهم إلي هونج كونج لكي يأخذوا قسط من الراحة النفسية بعيداً عنهن ، و من حولي مجموعة كبيرة من الصينيين الذين يتحدثون بأصوات عاليه ولكن ليسو مع بعضهم البعض ، إنما كان كل واحد منهم يتحدث عبر هاتفه الجوال في مشهد غريب و محير ، هل جميع أهل هذا البلد يعملون و يشتغلون طوال اليوم حتى بعد انتهاء أوقات عملهم؟
قد تكون هونج كونج ألان صينية حتى جذورها ولكن عندما ندقق فيها و في نضامها الرأس مالي و نقارنها بالبلد التي تتبع له ألان فانا اعتقد بأنها سوف تضل بريطانية ولو روحياً.

مبني بنك الصين و وسط جزيرة هونج كونج

احد العبارات البحرية و هي تغادر جزيرة هونج كونج و تتجه الي مدينة هونج كونج ، جميع العبارات مقدمته مثل مؤخرتها لذلك لا تحتاج للاستدارة عندا العودة للمدينة إنما تسير في خط واحد مستقيم.

الأكل في المدينة صيني و اللوحات صينية و الناس في غالبهم صينيون و قد يمر أسبوع على تواجدك فيها دون إن ترى إلا الصينيون ولا تسمع ولا كلمة غير صينية.

بالنسبة لشخص مثلي عندما يزور هونج كونج لأول مره فسوف يندهش بكل ما تعنيه الكلمة بالنمط العمراني الفريد و العملاق للمدينة و ضواحيها و الذي يمثل تحدي لكل من يفكر في بنا مدينة مشابهة لها.

خلال السنوات القليلة الماضية بدأت هونج كونج في الزحف عن مركزها في الداون تاون و بدأت في الاقتراب أكثر و أكثر من جبالها الخضراء المطلة على المدينة.
ناطحات سحاب جديدة و ناصعة بدأت تحل و تجاور مباني قديمة تعود اللي عشرات السنوات على سفوح الجبال المطلة عليها.
التوسع العمراني للمدينة نحو جبالها الخضراء الفائقة الجمال هو أمر محتوم لمدينة تنمو بسرعة نمو هونج كونج ، فلم يعد هناك مكان للعمران على الخليج التي تطل علية ، و من المؤسف جداً انه في خلال الكم سنة القادمة سوف تختفي هذه الجبال.
ما يعيب المدينة من وجهة نظري هو الإزعاج و الحركة الدائمة فيها ، فليلها مثل نهارها و الزحمة و الاختناقات المرورية لا تنفك أبدا.

وسط جزيرة هونج كونج بالليل

انعكاس أنوار المباني من جزيرة هونج كونج على مياه خليج هونج كونج

لذلك فان مغادرة وسط المدينة و التوجه إلي ضواحيها الخارجية هو أمر أوصي فيه بقوة ، و احد الأماكن الجميلة التي بإمكان زئير المدينة التوجه لها هو للجزر الصغيرة التي تحيط بخليج هونج كونج ، اكبر هذه الجزر ما زالت تحتفظ بطبيعتها الخضراء القاسية المتكونة من غابات استوائية متناثرة ، هذه الجزيرة هي لانتاو (Lantau).
لانتاو تقع بجانب مطار هونج كونج الجديد و المسمى شيب لاب كوك (Chep Lap Kok) و الوصول إليها عبر القطار الكهربائي من محطة تونق شينق (Tung Ching) ، يوجد في الجزيرة عدد من القرى الصغيرة و بعض المعابد البوذية مثل معبد بق بوذا (big Bhudda) في قرية بو لان (Po nLi) يوجد في هذا المعبد تمثال برونزي يبلغ ارتفاعه 38 متر لبوذا.
عندما ترجلت من القطار الذي أوصلني للجزيرة و خرجت من محطة القطارات في قرية تونق شينق (Tung Ching) ، القرية كانت جردا و صغيرة ولكن ذلك لم يمنع سكانها من بنا بعض من العمائر السكنية الكبيرة ، صحيح إن تلك العمائر قليلة و القرية تعد من القرى الصغيرة و الهادية نوعاً ما ، لكن من مشهد كرينات ألبنا الكثيرة المنتشرة في إرجاء القرية فان هذا الهدوء سوف ينتهي قريباً مع الانتهاء من بنا المزيد و المزيد من العمائر السكنية.

منظر أخر لجزيرة هونج كونج

بعد إن قضيت ما يقارب الساعة و إنا أتجول في احد أسواق القرية صعدت في حافلة و توجهت إلي معبد بو لان (Po-Lin) ، الحافلة انطلقت من امام السوبرماركت الرئيسي في القرية و انطلقت في طريق جبلي إلي الطرف الثاني من الجزيرة ، كان الطريق الجبلي صغير و ضيق بشكل واضح و مقلقل بسبب سرعة الحافلة و كثرت السيارات التي تسير فيه.
المعبد يقع على قمة احد جبال الجزيرة و من اعلي قمة هذا الجبل تستطيع رؤية اغلب أجزاء الجزيرة ، و حتى في يوم صافي تستطيع رؤية بعض ناطحات سحاب وسط مدينة هونج كونج.
المعبد مثله مثل جميع المعابد البوذية جميل بأسلوبه العمراني الفريد و يحيط بالمعبد الكثير من الحدائق الاستوائية الخلابة ، و عند التجول في الحدائق فبإمكانك مشاهدة رعاة المعبد البوذيين وهم إما يرشدون السياح أو يؤدون طقوسهم الدينية.
و بجانب هذه الحدائق توجد مطابخ بوذية حيث بإمكانك استطعام بعض من مأكولاتهم المطبوخة فقط من النباتات و الخضار.

خرجت من المعبد و توجهت إلي معبد بوذا الكبير و القريب من هذا المعبد ، معبد بوذا الكبير يحتوي على عدد من التماثل أكبرها تمثال بوذا نفسه و الذي يبلغ 38 متر.

بعد إن انتهيت من جولتي في المعبد نزلت من الجبل و توجهت عائدان اللي القرية و استقليت القطار و عدت إلي مدينة هونج كونج.

صور نهارية لجزيرة هونج كونج من اعلي قمة جبل فيكتوريا

قررت بعد إن عدت لمدينة هونج كونج بعد عودتي من زيارة المعابد إن أتوجه لزيارة بعض المتاحف في المدينة، و أخذت بنصيحة موظفي الفندق فشريت تذكرة واحده بسعر 30 دولار هونج كونجي تخولني لدخول الست متاحف الموجودة في المدينة بدل من إن ادفع 10 دولار مقابل دخول كل متحف.
بعد ما شريت التذكرة حقت المتاحف طلعت خريطة المدينة اللي كانت معي و بدية في التوجه للمتاحف ، أول متحف رحت له كان متحف الفنون اللي كان يعرض مجموعة واسعة من الرسوم و الإعمال لبعض الفنانين الصينيين ، و بعدين رحت لم متحف التراث للمدينة و اللي كان يحتوي على اثأر و منحوتات قديمة لأهل الجزيرة الأوائل ، و بعد كذا رحت لم متحف الفضاء ، و بعدين قررت إن الروحة لثلاث متاحف كانت كافية ، لذلك فكرة شرا تذكرة لرؤية كل الست متاحف في المدينة ما كانت فكرة زينة بالذات إن الدخول إلي متحف الفضاء كان بالمجان في اليوم اللي رحت له.
خلل فترة بقائي في المدينة كنت أتناول الكثير من الأكل الصيني المختلف بأنواعه المختلفة مثل الكنتونيز و المنديرين و السشوان.
صحيح إن الأكل الصيني كان يميزه رخص سعره و لكن مدري ليه طعمه ما كان زي ما إنا توقعت.
اغلب المطاعم اللي رحت لها كانت مطاعم صينية في فنادق فاخرة ، لكن حرصي على المطاعم في الفنادق ما كان بسبب جودتها المفترضة لكن لان قائمة الطعام كانت تكتب باللغة الانجليزية و هذا شي حرصت علية عشان ما اختار طعام قد يحتوي على أشيا محرمة بالنسبة لي.
فيه أكله وحده أعجبتني بين كل الأكلات الصينية الثانية اللي جربتها و كانت البط على طريقة بيكنق و إلي كانت تقدم في مطعم تاي فونق لاو (Tai Fung Lau).

مجموعة من الصور لمدينة و جزيرة هونج كونج بالليل

شي اثأر فضولي و اندهاشي أكثر من غيرة في فترة بقائي في المدينة هو شي لاحظته و إنا أتجول في ميدان ستيشون في منطقة كولون ، ففي اثنا تجولي في الميدان لحضت شي غريب بالنسبة لي ، كان الميدان مزحوم بشكل كبير و بالأخص من النساء ، لكن إشكالهم ما كانت صينية بحته ، إشكالهم كانت اقرب ما تكون فلبينية أو اندونيسية ، و إنا أدور بين زحمة النساء هذي سمعت لغة مألوفة بالنسبة لي و ما كانت لغة صينية كانت اللغة فلبينية و كان اغلب الموجودين في المكان يتحدثون فيها مع وجود مجموعات يتحدثون لغة ثانية كانت تبدو مالاوية ، تجرأت و سألت وحده من اللي كانت موجودات في المكان إذا كانت فلبينية ، و لدهشتي قالت إيه أنها فلبينية ، سألته عن سر الإعداد الكبيرة من الفلبينيات ، فقالت لي إن اليوم هو يوم الأحد و انه اليوم هو يوم عطلتهم و أنهم كلهم شغالات إما فلبينيات أو اندونيسيات.

أنهيت تجولي في الميدان و إنا أقول لنفسي انه الحمد لله إن الشغالات عندنا في السعودية ما عندهن أجازه أسبوعية ولا كان لقينا كل الشغالات في البطحا أيام الجمعة.

بنك الصين و مركز شونق كونق

زيارتي إلي هونج كونج كانت قصيرة و دامت فقط 3 أيام لذلك ما كان عندي الكثير من الإحداث اللي كان ممكن أتكلم عنها ، لكن إنا حبيت انقل لكم و لو بشكل مختصر بعض المعلومات عن هذه المدينة المليئة بالنور و الحياة.

استودعكم الله