الثمار الجنية في أهمية تعلم اللغة العربيه ( رسالة علمية )

[ماجد المهدي]

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا
وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن
لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ( يأيها الذين
ءامنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون )آل عمران102)
( يأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها
وبث منهما رجالاً كثيراً ونسآء واتقوا الله الذي تسآءلون به والأرحام إن الله
كان عليكم رقيبا ) النساء1)(يأيها الذين ءامنوا اتقوا الله وقولوا قولا
سديدا (70)يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد
فاز فوزًا عظيما )الأحزاب (70-71) أما بعـــــــــــــــد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد بن عبد الله وشر
الأمور محدثتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار
وبعــد : فيقول الله تعالىكتاب فصلت ءاياته قرءانا عربياً لقوم
يعلمون)فصلت3)وقال تعالى : (بلسانٍِِِ عربي مبين ) الشعراء 195 ) .

فاللغة العربية هي اللغة التي اصطفاها الله تعالى على سائر اللغات فكرمها
وشرفها وأنزل كتابه بها وعلمها نبيه محمد صلى الله عليه وسلم فصار أفصح
من نطق بها على الإطلاق . فمن أراد أن يفهم كتـــــاب الله وسنـــــــــــــــة
نبيه محمد صلى الله عليه وسلم فهماً صحيحاً فعليه أولاً أن يتعلم ويفهم اللغة
العربية وأن يتقنها ويحذر كل الحذر من اللحن الجلي الذي يقلب المعنى.
رأساً على عقل فمثلاً:كلمة( الله يشفيك)بالفتح تكون بمعنى طلب الشفاء
والعلاج من الله.وأما بالضم فتكون بمعنى آخر وهو طلب الهلاك أي الله
يهلاكك.*كما في قصة المرأة التي أرادت أن تدعو لشافعي رحمه الله
بالشفاء فقالت الله يشفيك)بالضم .فقال الشافعي رحمه الله:اللهم فبقلبها لا
بلسانها.فلذلك كان سلفنا الصالح يهتمون باللغة العربية ويعلموها أبنائهم
وتلامذتهم ويحذرونهم من اللحن.
*فقد خرَّج البيهقي رحمه الله:أن ابن عباس وابن عمر كانا يضربان
أولادهما على اللحن.
*وخرَّج أبو طاهر : عن الشعبي رحمه الله أنه قال:قال أبو بكر الصديق
رضي الله عنه :لأن أقرأ وأسقط أحب إليَّ من أن أقرأ واللحن.
*وخرّج ابن أبي شيبة في مصنفه(10/457) عن أبي بكر الصديق أيضاً
أنه قال:لتَعَلم إعراب القرآن أحب إليّ من تعلم حروفه.

*وخرج البيهقي في الشعب(2/257) عن عمر رضي الله عنه قال تعلموا
العربية فإنها تثبت العقل وتزيد في المروءة ) ورواه أيضاً الخطيــــــــــــب
البغدادي في الجامع (2/25)
* وخرّج الخطيب في الجامع في آداب الراوي عن شعبة رحمه الله قال:مَن
طلب الحديث فلم يبصر العربية فمثله مثل رجل عليه بُرنس وليس له رأس.
*وخرّج البيهقي كما في شعب الإيمان:عن شعبــــة أيضاً أنه قال:إذا كان
المحدث لا يعرف النحو فهو كالحمار يكون على رأسه مخلاة ليس فيها
شعير.
*وخّرج أيضا ًعن أبي الزناد عن أبيه أنه قال:ما تزندق من تزندق
بالمشرق إلا جهلاً بكلام العرب.
*وجاء في بهجة المجالس عن ابن المبارك رحمه الله قال: اللحن في الكلام
أقبح من الجدري في الوجه.
*وقال شيخ الإسلام المجدد ابن تيمية في الفتاوى(32/252):كان السلف
يؤدبون أولادهم عن اللحن فنحن مأمورون أمر إيجاب أو أمر استحباب أن
نحفظ القانون العربي ونصلح الألسنة المائلة عنه فيحفظ لنا طريقة فهم
الكتاب والسنة والإقتداء بالعرب في خطابها فلو تُرك الناس على لحنهم
كان نقصاً وعيباً فكيف إذا جاء قوم إلى الألسنة العربية المستقيمة والأوزان
القويمة فأفسدوها بمثل هذه المفردات والأوزان المفسدة للسان.
*وقال الذهبي في السير(13|380): الأمانة جزء من الدين والضبط داخل
في الحدق فالذي يحتاج إليه الحافظ أن يكون تقياً ذكياً نحــــوياً لغــــوياً زكياً
حيياً سلفيـــــــــاً يكفيه أن يكتب بيده مئتين مجلد ويحصل من الدواوين
المعتبرة خمس مئة مجلد وأن لا يفتر من طلب العلم إلى الممات بنية
خالصة وتواضع وإلا فلا يتعنّ .
*وقال عبد الحميد الكاتب في رسالته التي أرسلها إلى الكُتاب بعد حمد
الله والثناء عليه أما بعـــــــــد : حفظكم الله يا أهل صناعة الكِتابة
وحاطكم ووفقكم وأرشدكم . لقد جعلكم الله يا معشر الكُتاب في أشرف
الجهات وأهل الأدب والمروءات والعلم والرزانة بكم تنتظم للخلافة
محاسنها وتستقيم أمورها وبنصائحكم يصلح الله للخلق سلطانهم ويُعمِّر
بلدنهم لا يستغني الملك عنكم ولا يوجد كاف إلا منكم . وليس أحد من أهل
الصناعات كلها أحوج إلى اجتماع خلال الخير منكم فإن الكاتب يحتاج إلى
أن يكون حليماً في موضع الحِلم فهيماً في موضع الفهم مقداماً في موضع
الإقدام محجاماً في موضع الإحجام ليناً في موضع اللين شديداً في موضع
الشدة مؤثراً للعفاف والعدل والإنصاف كتوماً للأسرار وفياً عند الشدائد.
فتنافسوا يا معشر الكُتاب في صنوف الأداب وتفقهوا في الدين وابدؤوا بعلم
كتاب الله عز و جل والفرائض ثم العربية فإنها ثقاف ألسنتكم ثم أجيدوا
الخط فإنه حلية كتبكم وارووا الأشعار واعرفوا غريبها ومعانيها وأيام
العرب والعجم وأحاديثها وسيرها فإن ذلك معين لكم على ما تسمو إليه
هِمَمَكم ولا تضيعوا النظر في الحساب فإنه قِوام كُتاب الخراج . ونزهوا
صناعتكم عن السِّعاية والنميمة وما فيه أهل الدناءة والجهالة وإياكم والكبر
والسُّخف والعظمة وتحابوا في الله عز وجلا في صناعتكم وتواصوا عليها
فإنها شيمة أهل الفضل وإذا ولي الرجل منكم فليراقب الله وليؤثر طاعته
وليكن على الضعيف رفيقاً وللمظلوم منصفاً فإن الخلق عيال الله تولانا الله
وإياكم يا معشر الطلبة والكتبة بما يتولى به السعداء فإن ذلك إليه وبه .
والسلام عليـــــــكم ورحمــــة الله وبركــاتــــــــــه)
(انتهى كلامه رحمه الله. راجع كتاب الأدب العربي لصف الأول ثانوي ص 106طبعة عام 1424هـ ).
*وخّرج ابن عبد البر في جامعه (419): عن الأوزاعي قال:أعربوا
الحديث فإن القوم كانوا عرباً.

* وخّرج الخطيب البغدادي في شرف أصحاب الحديث (70) : عن أبو بكر
محمد بن أحمد قال:بلغني أن الله خص هذه الأمة بثلاثة أشياء لم يعطها مَن
قبلها الإسناد والأنساب والإعراب.
*وخرج البيهقي في الشعب عن ابن المبارك فال : لا يقبل بنوع من العلوم
ما لم يزين علمه بالعربية , على أنه ترافع رجل وأخوه إلى زياد في ميراث
فقالا: إن أبونا مات وأخينا وثب على مال أبونا فأكله. فقال زياد: إن الذي
أضعت من نفسك أضر عليك مما أضعت من مالك, وأما القاضي فقال له لا
رحم الله أباك ولا حبر عظم أخيك قم في لعنة الله وحرَ سقر.
*ومن أكبر الدلائل المبينة لحرص السلف على اللغة العربية سبب تأليف
أبي الأسود الدؤلي للنحو وذلك لأنه كان ليلة على بيته وعنده بنته فرأت
السماء ونجومها وحسن تلألؤ أنوارها مع وجود الظلمة.فقالت:يا أبتِ ما
أحسن السماء (بضم النون وكسر الهمزة) فقال:أي بنية نجومها(وظن أنها
أرادت أي شيء أحسن منها) فقالت:يا أبتِ ما أردت هذا إنما أردت التعجب
من حُسنها فقال:قولي: ما أحسن السماء وافتحي فاكِ.فلما أصبح غدا على
علي رضي الله عنه وقال: يا أمير المؤمنين حَدَثَ في أولادنا ما لم نعرفه
(وأخبره القصة). فقال: هذا بمخالطة العجم العرب, ثم أمره فاشترى
صحيفة وأملى عليه بعد أيام أقسام الكلام ثلاثة: اسم وفعل وحرف جاء
لمعنى,وجملة من باب التعجب وقال: انحُ نحو هذا. فلذلك سُمِِيَ بعلم النحو.
* وقال الخطابي في شأن الدعاء: ومما يجب أن يراعى في الأدعيـــــــة
الإعراب الذي هو عماد الكلام وبه يستقيم المعنى و بعدمه يختل ويفسد
وربما انقلب المعنى باللحن حتى يصير كالكفر إن اعتقده صاحبه كدعاء مَن
دعاء أو قراءة مَن قرأ{إيّاك نعبد وإياك نستعين} بتخفيف الياء من (إيّاك)
فإن الأيا ضياء الشمس فيصير كأنه يقول: شمسك نعبد وهذا كفر.
* وقال النووي في شرحه لمقدمة ابن الصلاح:وعلى طالب الحديث أن
يتعلم من النحو واللغة ما يسلم به من اللحن والتصحيف.
* وقال السيوطي رحمه الله في شرح ألفيته: وقد اتفق العلماء على أن النحو
يحتاج إليه في كل فن من فنون العلم لاسيما التفسير والحديث فإنه لا يجوز
لأحدٍ أن يتكلم في كتاب الله حتى يكون ملياً بالعربية لأن القرآن عربي ولا
تفهم مقاصده إلا بمعرفة قواعد العربية وكذا الحديث.
*وقال ابن الصلاح رحمه الله :ينبغي للمحدث أن لا يروي حديثه بقراءة
لحان .*ثم روى عن أبي داود قال:سمعتُ الأصمعي يقول: إن أخوف ما
أخاف على طالب العلم إذا لم يعرف النحو أن يدخل في قول النبي صلى الله
عليه وسلم(مَن كَذَبَ عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار)لأنه لم يكن صلى الله
عليه وسلم يلحن فمهما رويت عنه ولحنت فيه كذبتَ عليه.أهـ.
* وقال العراقي في ألفية الحديث:

وليحذرِ اللحَّانَ والمصحِّفـا =على حديثه بأن يحـرِّفــــــــا
فيدخُلا في قول(مَن كذبـــا) =فحقُّ النحو على مَن طلبـــــا
والأخذ من أفواههم لا الكتب=أدفع للتصحيف فاسمع وادْأبِ

*قال أيوب السختياني:تعلموا النحو فإنه جمال للتوضيع وتركه هجنة
للشريف) بهجة المجالس.
* وقال الشعبي:النحو في العلم كالملح في الطعام لا يستغنى عنه).الجامع
للخطيب(2/28 ).
* وقال العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في شرحه على متن
الأجرومية:فإن علم النحو علمٌ شريف علم وسيلة يتوسل بها إلى شيئين
هامين :الشيء الأول:فهم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فإن
كثيراً من فهمهما أو فهم الكثير منهما يتوقف على معرفة النحو. والثاني:
إقامة اللسان على اللسان العربي الذي هو كلام الله عز وجل أو الذي نزل به
كلام الله عز وجل.لذلك كان فهم النحو أمراً مهماً جداً ولكن النحو في أوله
صعب وفي أخره سهل وقد مُثل ببيت من قصب وبابه من حديد يعني:أنه
صعب الدخول لكن إذا دخلته سَهُل عليك كل شيء ولهذا ينبغي للإنسان أن
يحرص على تعلم مبادئه حتى يسهل عليه الباقي ولا عبرة بقول مَن قالإن
النحو صعب) حتى يتخيل الطالب أنه لن يتمكن منه فإن هذا ليس بصحيح
ولكن ركّز على أوله يسهل عليك أخره.
*فقول القائل :
النحو صعب وطويل سلمه إذا ارتقى فيه الذي لا يفهمه
أراد أن يعربه فيعجمه
هذا ليس بصحيح نحن لا نوافق على هذا بل نقول إن شاء الله: النحو سهل
وسلمه قصير ودرجه سهلة من أوله تفهمه.أه
* كذلك لا عبرة بقول القائل:
لا بارك الله في النحو ولا في أهله
إذا كان منسوباً إلى نفطويه
أحرقه الله بنصــف أســـــــمـــــه
وجعل الباقي صراخاً عليه

فهذا أيضاً ليس بصحيح لأن الله بارك في النحو وفي أهله كيف لا
وقد أنزل كتابه باللغة العربية كما أسلفنا,ومن المعلوم أن علم النحو
هو أســـــاس اللغة العربية.
*وكما قال بعضهم:

مَن فاته النحو فذاك الأخرس =وفهمه في كل علم مفلس
وقدره بين الورى موضـــوع=وإن يناظر فهو المقطوع
لا يهتدي لحكمة في الذكـــــــر= وماله في غامض من فكر

*وقال ابن الوردي في اللامية:

جمّل المنطق بالنحو فمَن =يُحرم إعراب النطق اختبل

*وقال المبرد:

النحو زين وجمال ملتمس=فالتمس النحو ونعم الملتمس
صاحبه مكـــرم أنَّى جلس=شتان ما بين الحمار والفرس

*وقال أحدهم وأجاد:

لو تعلم الطير ما في النحو من شرفٍ =حنَّت وأنَّت إليه بالمنــــــاقير
إن الكلام بلا نحوٍ يمـــــــــــــــــــاثله=نبح الكلاب وأصوات السنانير

* وقال صاحب كتاب الفصحى في مواجهة التحديات:

هي الفصحى وهل لغة سواها =لدى التبيـــــــــــان يبلغ منتهاها
لقد وضحتْ بأحرفها المعاني =كمثل الشمس تطلع في ضُحاها
تسيل على اللسان بكل يســرٍ=ويُطرب لحنها مَن قد وعـــــاها
لها وقع على الأسماع عذبٌٌ =وفي الألبــــــاب يحلو مجتناها

*وقال أحدهم :

لو لم تكن أم اللغات هي المنى=لكســرت أقلامي وعفت مدادي
لغةٌ إذا وقعت على أســــماعنا=كانت لــــهـــا برداً على الأكباد
وإذا أراد الله يــقــظـــــــة أمةٍ=أوحى إليـــهـــا يـقــــظة الأفراد
أفما رأيت الشمس وهي بعيدة=تُهدي الشــعــــاع لأنجد و وهاد

*وقال العمريطي رحمه الله في نضمه للأجرومية:

الحمد لله الذي قـــد وقفـــا=للعلم خيرَ خلقه و للتُّقـــــى
حتى نحت قلوبهم لنحـــوه=فمن عظيم شأنه لم تحـــوه
فأشربت معنى ضمير الشأن=فأعربت في ألحان بالألحان
ثم الصلاة مع سلام لائـــق=على النبي أفصح الخلائــــق
محمدٍ والآلِ والأصحـــاب=مَن أتقنوا القرآن بالإعــراب
وبعد فاعلم أنّه لمّا اقتصـر=جل الورى على الكلام المختصر
وكان مطلوباً أشد الطلـــب=من الورى حفظ اللسان العربي
كي يفهموا معاني القـــرآنِ=والســـــــنة الدقيـــقة المعـــاني
والنحو أولى أولاً أن يُعلما=إذ الكـــلامُ دونه لــــن يُفهـمـــا
وكان خيرُ كُتبهِ الصغيــره=كراســـــةً لــطيفــةً شهـيــــره
في عربها وعجمها والروم=ألفها الحبــــــــــر ابن ءاجروم
وانتفعت أجلّــــــةَ بـعلمهــا=مع ما تراهُ من لطيف حجمهــا

فصلٌ
{شبة والرد عليها}

الشبة اللغة العربية الفصحى لم تعد لغة العصر لأنها لا تخدم الأمة
ولا ترقيها بل هي أحد أسباب التأخر الاجتماعي وأن هناك من
المصطلحات الحديثة ما لا تستطيع العربية استيعابه).
الرد عليها:هذه المقولة قالها الدعاة إلى العامية وهذه الدعوة لهي لون من
ألوان التخريب الثقافي والهدم الداخلي لحضارتنا الإسلامية وقطع الصلة
بين المسلمين وتراثهم وترويج لهجات السوقية المحلية وإحلالها محل
الفصحى. وتريد أيضاً أن تقوقع أبناء الأمة العربية لغوياً داخل مجالات
ضيقة فتنقطع صلتهم بلغة القرآن الكريم ،اللغة التي لولاها لما كانوا أمة،
ويريدون أيضاً أن ينزعوا عن العربية قداستها حتى تُحرم من حماية الدين
وحصانته فيتم كشفها أمام الأعداء ثم الإجهاز عليها. إن اتهامهم للغة العربية
بالعجز والقصور لهو شيء عظيم فإن هذه اللغة قد حملت رسالة السماء
وانفردت وحدها من بين لغات الأمم قاطبة بأن كانت معجزة تتحدى
المكذبين. ولو كانت اللغة العربية ليست لغة العصر لما كان القرآن موجود
بنفس اللغة العربية ولم يتغير حتى هذا العصر وحتى تقوم القيامة. ولو
كانت هذه اللغة هي السبب في التأخر الاجتماعي لما استعملها اليهود حيث
لم يكن لهم معجم فاقتبسوا فكرته من العرب ولهذا يقول سعد بن ياقاون
بصراحة: (إنه مدين لعلماء اللغة العربية الذين اتخذهم مثالاً في تأليف
معجمه أجرون)
وكما قال المستشرق الهولندي دوزي على لسان أحد النصارى الأسبان
قائلاً إن الجيل الناشئ من النصارى الأذكياء لا يحسنون أدباً ولغةً غير
الأدب العربي واللغة العربية. إنهم يلتهمون كتب العرب ويتمرنون بالثناء
على ذخائر العربية ويأنفون من الكتب النصرانية التي لا تساوي في نظرهم
شيئاً لقد نسي النصارى لغتهم ولا تجد واحداً في الألف يكتب بها خطيّاً إلى
صديقٍ،أما لغة العرب فما أكثر الذين يحسنون التعبير بها على أحسن
أسلوب)
هكذا كانت العربية سبباً في الرقي العقلي و الاجتماعي للغربيّن ومظهراً لهم
بل مفخرةً يفتخرون بها- فمن باب أولى نحن أهل اللغة- فكيف يصبح أن
تتهم اليوم بأنها سبب تخلقنا وتأخرنا؟ إن هذا إلا محض افتراء.



*وقد وجدت أثناء بحثي في هذا الموضوع أبيات شعرية جميلة في الرد
على هذه الشبة لأحد الشعراء قال فيها:

مـــــــــدّّوا على الكون ظل الشعر فيّنانا =وأجزلــــــــــــــوا من رحيق الشعر سقيانا
يا معشر الشعراء صــــــــان الله معقلكم =ولم يزل صوتــــــــــــــكم في الأفق رنانا
وَرَدَ عنكم وعن أم اللغـــــــــــــات أذى =على كثيـــــــــــــــــــــر من الأفهام قدرَانا
جــــــــــــــارت على لغة القرآن طائفة =من أهلها ليــــــــت هذا الجـــــور ما كانا
عقــــــــــــوا التي علمتهم كل ما علموا =يا ويــــــــــــــح مَن عق أهليه ومَن خانا
ثاروا على الشـــــــــعر إذ جافوا قوافيه =وأنكـــــــــــــــــــروا منه أنماطاً وأوزانا
وبعضهم هجــــــــــر الفصحى إلى لغةٍ =سوقيــــــــــــــــــــة،لا أدال الله فصحانا
والنحــو والصرف والأسلوب قد برموا =بها وقد أمعنــــــــــــــــوا صداً وهجرانا
وسمّـــــــــــــــوا العجز تجديداً ومقدرةً =وصـــــــــــوروا المسخ والتشويه إتقانا
هل يسمــــــــع القول مني فتية جرحوا =لســـان عدنان والهفـــــــــــى لعدنانا ؟
لا تحسبــوا النثر شعراً واعقلوا وخُذوا =بالنســـــــــــــــخ واعتدلوا ذوقاً وأذهانا
ثوبـــوا إلى الضاد واجنوا من روائعها =واسرحــــــــــــــوا صوراً منها وألوانا
ما أفصح الضــاد تبيانـــــــاًً وأعذبهـــا =جرســاً وأفسحَهـــــــا للعلــــــــم ميدانا
لو لم تكن للغـــــــــــات الأرض سيدةً =لأنزل الله باللاتِيِــــــــــــــــــــن ِ قرآنا

*أخي إن هذه الوريقات لهي غيض من فيض وقليل من كثير في بيان أهمية
اللغة العربية وفضلها وشرفها ويكفيها شرفاً أن الله أنزل كتابه بها وأن
الرسول صلى الله عليه وسلم تكلم بها وأن أهل الجنة يتكلمون بها.




تمت الرسالةْ
ولله الحمــــد والمنّه.
وصلى الله على رسول الأمه.
وعلــــــى آلــــــه وصحبـــــه الأئمه
14/4/1425هـ

وهي الرسالة السادسة من الينابيع الحسان في رسائل أبا حسان

كتبها:
ماجد علي ثابت المهدي
أبو حسان

[الطائر المهاجر]

عمل رائع يا ابو حسان
ولكن الخط غير واضح ..
كان بودي التطرق لما ورد في القرآن الكريم من لهجات عربية أصيلة
مثل "يهدين ويشفين ويسقين.." فهي لهجة بني اسد الذين كانو في منطقة القصيم حاليا.
ودخول مثل هذه اللهجة في القرآن الكريم دلالة واضحة على ان الفصحى ليست لهجة قريش فقط
ولو راجعت الأحاديث الصحيحة لوجدت بها الكثير مما نعتبره مفردات شعبيه ، مما يؤكد
هذا التوجه ..

[ماجد المهدي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطائر المهاجر

عمل رائع يا ابو حسان
ولكن الخط غير واضح ..
كان بودي التطرق لما ورد في القرآن الكريم من لهجات عربية أصيلة
مثل "يهدين ويشفين ويسقين.." فهي لهجة بني اسد الذين كانو في منطقة القصيم حاليا.
ودخول مثل هذه اللهجة في القرآن الكريم دلالة واضحة على ان الفصحى ليست لهجة قريش فقط
ولو راجعت الأحاديث الصحيحة لوجدت بها الكثير مما نعتبره مفردات شعبيه ، مما يؤكد
هذا التوجه ..

اهلا هلا بالطائر المهاجر

ابو عبدالله

كلامك في الصميم ولكن أنا أحببت أن اتكلم عن اللغة ذاتها وليست اللهجات لان تطرقي للهجات التي تدخل من ضمن الفصيح سيتعمق واختلاف مبنى الكلمة ومعناها يختلف من لهجة إلى أخرى

فشكراً لك على هذا الكلام الرائع والتنبيه الجميل

أخوووووووك

مااجد المهدي

[يوسف الشقران]

الف شكر على هذا المجهود وهذه المعلومات والايضاحات


دراسه ثريه ومهمه

تحيتي

[الم الفراق]

بارك الله فيك اخي العزيز


يعطيك العافيه
جزيت خيراً
ربي يحفظك

[علي إدريس الغانمي]

شكرا على هذا المجهود الكبير
خط الشعر واضح أما الأسود غير واضح
لو وضعت الضمة او الفتحة على الياء في الله يشفيك أسهل للقارئ
واصل مقالاتك عن العربية
تحياتي

[ماجد الزيد]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطائر المهاجر

عمل رائع يا ابو حسان
ولكن الخط غير واضح ..
كان بودي التطرق لما ورد في القرآن الكريم من لهجات عربية أصيلة
مثل "يهدين ويشفين ويسقين.." فهي لهجة بني اسد الذين كانو في منطقة القصيم حاليا.
ودخول مثل هذه اللهجة في القرآن الكريم دلالة واضحة على ان الفصحى ليست لهجة قريش فقط
ولو راجعت الأحاديث الصحيحة لوجدت بها الكثير مما نعتبره مفردات شعبيه ، مما يؤكد
هذا التوجه ..

مع ابو عبدالله
ياليت لو تعدل الخط يالسمي الرسالة دسمة
لكن الخط متعب لاتديكر يالسمي نبي نقرا

حينما تقف فى وجه الريح , ,ـوتشتم رائحة قبيح, فاعلم أنك لن تستريح, وتضيع فى الفضاء الفسيح

[ابو براق الجميلي]

شكرا اخ

ماجد

على المجهود الجميل

[البخيص]

وفقك الله
على ما خطت اناملك
تحياتي