حرب خليج جديدة
التوتر يتزايد في الشرق الأوسط.. قلب العالم ومعه تتزايد احتمالات انتشار التوتر وعدم الاستقرار في العالم أجمع!! ومؤخرا ظهر من المؤرخين من يتحدث عن احتمالات نشوب حرب عالمية جديدة بل وحدد شهر اغسطس من عام2007 موعدا متوقعا لنشوبها مشيرا إلي أن تلك الحرب ستمثل نهاية عصر البترول الذي شهد صعود وسيادة الغرب.
وكانت العادة قد جرت علي ان يتحدث المؤرخون عن التاريخ الماضي واحيانا يحاول بعضهم الاجتهاد واستقراء المستقبل انطلاقا من معرفته بالماضي,وفي هذا الإطار اقدم نيال فرجوسون استاذ التاريخ بجامعة هارفارد علي كتابة مقال بصحيفةالصنداي تليجراف البريطانيةوضع فيه تصورا لما يمكن ان تؤدي اليه الازمة الايرانية النووية الحالية مع الغرب وكيف يمكن ان تستفحل عند فشل منظمة الامم المتحدة في ادارة الازمة بطريقة حكيمة.
بدأ فرجوسون مقاله بالتساؤل اذا كان العالم يعيش في مرحلة بزوغ اصول حرب عالمية قادمة واكد انه من اليسير عليه كمؤرخ ان يستخدم قدراته في استقراء المرحلة المستقبلية التالية.
واكد فرجوسون ان التوتر يتزايد عاما بعد عام في منطقة الخليج العربي وانه وبحلول بداية عام2006 ستتوفر كافة العناصر اللازمة لتفجير صراع عالمي بالخليج العربي يتجاوز في نطاقه وتأثيراته حربي عام1991 وعام2003.
وشرع فرجوسون في تحليل العناصر المؤدية لتفجير الصراع الذي اكد انه سيقع في اغسطس من عام2007 ويبدأ بهجمات متبادلة بين ايران والولايات المتحدة تستخدم فيها الاسلحة غير التقليدية وذلك بعد فشل كافة المساعي الدبلوماسية في احتواء الموقف.
وردا علي الضربات الامريكية غير التقليدية التي ستوجه الي ايران سيقوم الشيعة في العراق باجتياح القواعد الأمريكية العسكرية في العراق في الوقت الذي سيجد فيه الصينيين ـ المحتاجين الي البترول والغاز ـ انفسهم مجبرين علي التدخل ومساندة طهران لتقوم حرب ضروس تستمر من عام2007 وحتي عام2011. اما عن العناصر التي ستؤدي الي تفجير تلك الحرب الضروس فقد قسمها فرجوسون الي:
أ- عناصر متعلقة بالجغرافيا السياسية:وتتمثل في زيادة الأهمية النسبية للمنطقة ودولها بوصفها مصدرا رئيسيا للبترول والغاز في وقت تزايدت فيه وبشدة احتياجات دول العالم ـ وخاصة اسيا واوروبا والولايات المتحدة ـ الي مصادر الطاقة.
ب- عناصر ديمغرافية:وتتمثل في تراجع معدلات الخصوبة لدي الاوروبيين لتسجل مستويات ادني من المستوي الطبيعي الذي سجل في القارة الاوروبية خلال عقد السبعينيات, في الوقت الذي اصبحت فيه معدلات الخصوبة في الدول الإسلامية الـ8 التي تقع الي الجنوب والشرق من اوروبا اعلي بمقدار مرتين ونصف من نظيراتها الاوروبية.
وفيما يتعلق بإيران فقد اصبح ثلثا الشعب الايراني في عام1995 يتشكل ممن لم تتجاوز اعمارهم14 عاما او اقل واصبح هذا الجيل هو الجيل المستعد للقتال بحلول عام2007.
ج- عناصر ثقافية:وتتمثل في موجة من التشدد الديني تجتاح ايران وتتسرب لبعض دول المنطقة وظهرت بوادر تلك الموجة بوضوح في الهجمة الخطابية التي شنها الرئيس الإيراني أحمدي نجاد ضد اسرائيل بدءا من ديسمبر2005.
د- عناصر سياسية:وتمثلت في ضغوط تمارسها كل من اسرائيل والمحافظين الجدد علي الرئيس الامريكي لاتخاذ قرار بتوجيه ضربة استباقية وقائية للمنشآت النووية الإيرانية انطلاقا من القواعد الامريكية بكل من افغانستان والعراق في ذات الوقت الذي ستتخذ الصين فيه قرار بإستخدام الفيتو في مجلس الأمن ضد القرارات العقابية التي تتخذ ضد ايران ومن ثم لن يفلح المجلس في تمرير قرارات عقابية جادة ضد ايران.
وبحلول عام2007 تكون ايران قد انتجت السلاح النووي الخاص بها وفي مواجهة حكومة اسرائيلية متشددة برئاسة بنيامين نيتانياهو تتخذ ايران قرارا بتوجيه صواريخها نحو اسرائيل التي تشرع هي الاخري في توجيه صواريخها المحملة برؤوس نووية نحو ايران.وبعد تزايد التهديدات المتبادلة تنطلق الصواريخ لتبدأ الحرب.
وفي النهاية يري فرجوسون ان تلك الحرب العالمية التي يمكن ان تنشب في اغسطس2007 وتستمر حتي عام2011, وسيتساءل المؤرخون بعد انتهاء تلك الحرب اذا كان نشوبها قد جاء كتبرير لمبدأ الحرب الاستباقية الذي تتبناه ادارة بوش وليؤكدوا ان الالتزام بذلك المبدأ منذ عام2006 كان يمكن ان يقوض مساعي ايران النووية بأدني خسارة ممكنة, ولجنب العالم ويلات حرب الخليج العظمي!
وهكذا يشير المؤرخ في النهاية الي وجود من يسعون للنفخ في نار الحرب ليزيدوها اشتعالا والي ارتفاع صوت اتباع مبدأ الحرب الاستباقية علي باقي الاصوات المطالبة باللجوء الي الدبلوماسية كطريقة اكثر امنا لإنهاء تلك الأزمة ذات الأبعاد السياسية في المقام الأول