كشكول احمد الفارس

[احمد الفارس]

2

)



كُنتُ بعدَ الظهرِ في المقهى .. وكانَ البهلوانْ

يلبسُ الطرطورَ بالرأسِ .. ويلقي كلَّ (ما يطلبهُ المستمعونْ)

عن حزيرانَ الذي صارَ معَ الأيامِ .. (ما يطلبهُ المستمعونْ)

واحتفالاً مثلَ عيدِ الفطرِ والأضحى ..

أراجيحَ ، وكعكاً ، وفطائرْ ..

وزياراتِ مقابرْ ..

كنتُ أسترجعُ أفكاري ، وكانَ المخبرونْ

كالجراثيمِ .. على كلِّ الفناجينِ ، وفي كلِّ الصحونْ ..

كنتُ أصغي .. كألوفِ البسطاءِ الطيّبينْ

لكلامِ البهلوانْ

وهوَ يحكي .. ثم يحكي .. ثم يحكي ..

مثلَ صندوقِ العجائبْ

.. وتذكّرتُ ليالي رمضانْ

وأرجوازَ الذي كانَ له ألفُ لسانٍ ولسانْ

وتذكّرتُ فلسطينَ التي صارتْ حقيبهْ

ما لها في الأرضِ صاحبْ

كانَ في حنجرتي ملحٌ ، وحزني كانَ في حجمِ الكواكبْ

فاعذروني ، أيّها السّادةُ ، إن حطّمتُ صندوقَ العجائبْ

وتقيّأتُ على وجهِ أميرِ المؤمنينْ

وكبيرِ الياورانْ

واسترحتْ ..

كانَ في ودّيَ أن أبكي ..

ولكنّي ضحكتْ ..





(3)



نشروا في صحفِ اليومِ تصاويري .. على أوّلِ صفحهْ ..

واعترافاتي على أولِ صفحهْ ..

فضحكتْ ..

قدّموني للإذاعاتِ طعاماً ، ولأسنانِ الصحافهْ

جعلوني - دونَ أن أدري - خُرافهْ

ربطوني بالسّفاراتِ .. وأحلافِ الأجانبْ

فضحكتْ ..

إنني لم أشتغلْ من قبلُ قوّاداً .. ولا كنتُ حصاناً للأجانبْ

أنا عبدٌ من عبادِ اللهِ مستورٌ ومغمورٌ ، ومحدودُ المواهبْ

أسمعُ الأخبارَ كالناسِ .. وأستقبلُ مأمورَ الضرائبْ

زوجتي طيّبةُ القلبِ ، وعندي ولدانْ

وأبي حاربَ ضدَّ التُركِ في الشامِ .. وماتْ

أنا لا أفهمُ في النحوِ .. وفي الصرفِ .. وفي علمِ الكلامْ

غيرَ أني لم أعدْ أفهمُ - من بعدِ حزيرانَ - الكلامْ ..

لم أعدْ أهضمُ حرفاً .. من أكاذيبِ أمير المؤمنينْ

صارت الألفاظُ مطاطاً ..

وصارت لغةُ الحكّامِ صمغاً وعجينْ

خدّروني بملايينِ الشعاراتِ .. فنمتْ

وأروني القدسَ في الحلمِ ..

ولم أجدَ القدسَ ، ولا أحجارَها ، حينَ استفقتْ

فاعذروني ، أيّها السّادةُ ، إن كنتُ ضحكتْ

كانَ في ودّيَ أن أبكي .. ولكنّي ضحكتْ

,,,, لك الكبرياء ,,,, عزيزي نــــــزار ,,,

[احمد الفارس]

[align=justify]ــ اقتربي ارجوك لا تبتعدي ...... مللت البعـــــــد ... ليتي آراه .. لعمرك كنت قتلته

إلـــــــى متى هل تريديني أن أحتــــــــرق ... هـــــــــل تريدينني ... أن أمــــــــــوت هما يكنفه الغم ....

نعمـــــ ... ها أنا انتهيت ..... ماذا تريدين أن اصيح بحبك (( والله والله ... ثملت الحب ... سكرت الحب .... أدمنت الحب ... بك ))

أنـــــــــت لستي مجموعة آنثى .... تصاحبها النون وقت الجمع .... انت لست مجموع آنثى تحملين النهد .. وقت اللقــــاء

أنـــــــــــت لست مجموعة آنثى يشرب من فمك السكر المعسول ... حال السٌكر ..... أنـــــــــت ناموسا انقاد إليــــــــه ....

....... أنـــــــــــــت شهدٌ ربــــــــاني تنازعني البشر عليــــــــه ..... ضعيني في فردوسك قليــــــلا ... أرجـــــوك

.... أنــــــــت قاتلتي .... ... لكــــــــن (( أحبــــــــك .... لا تفسيـــــر عندي لصبوتي ............ أفســــر ماذا ... والهـــــــوى لا يفســــــــر ....... ))[/align]

[احمد الفارس]

.. أرجـــوك ,, اقتربي ,,

صبوتي .. تنظر إليـــك ..

.. نظرت .. أدمت النظر ...

حفظت قديسك زمنــــا طويلا

.. بكيت على أطلال مملكتك كثيرا .. كنت شخصـــا هـــرما ... يحمـــل

بقايا ... بشر ... هو ليس بشر

... رحم الله البشــــر ..... غفر الله للبشر

.... كنت شخصا هـــرمـــا .... يتؤكأ على

غدر الزمـــــن .... ارتكن خلف الأزقة

يأكل ... زادا ....... بكت عليه .. الهواد

.... كنت شخصا هــــرما ..... أطال الإنتظــــار

.....

[احمد الفارس]

..... أرجـــــوك أن تسمح لهـــوسي ... بالحديث قليلا نيابة .... عن رزانتي ..... شكرا لك

.... كنت في إحدى الدول العربية ...... أدارس الارصفة مشيا ....... هــــوت قدماي عدة

مرات

... لأني عربي .... والعربي .... كما دوّن التاريخ ...... لا ينظر إلــــى الأمام .... كنت أناظر

... وأتــــــامل ...... بتلك الأمهـــــــار .... اللاتي من حركتهن يتقاطر الغنج ..... .....


أخذني الطريق طويلا

...... توقفت عند إحدى .... بائعي الذرة .... كانت بضاعته مزجاة .... أغراضه مبعثرة ....

كأوراق (..............)

..... نظر إلـــــى قائلا (( هاه عمو تريد ذرة )) قلت : نعــــــم ..... بعد ذلك أخرج تلك الذرة


.... اللعاب بدأيسيل

..... أظهرت قليلا من رزانتي ........ لكـــــــن لــــم أستطع ........ بعدها : أخرج (( البيان والتبيين ))

.. فقلت (( ماشاء الله ...... .... علـــــــم وتجارة ..... لله درك يا رجل ........ فتبسم ,,, ثم فتح الكتاب

بقوة ....

ومزق منه ورقة بشدة ... ( لو أن الجاحظ سمعها .... لرجعت عينيه إلى مكانها من قوة ذلك المزق ...... ))

.... قلت : ماذا ستفعل ... هل الذرة عليها سحب .... أم ..... مع كل ذرة هدية من الجاحظ ........

..... قال ..: لا ... يا بني ... هـــــــذه الورقة ... لتحفظ يديك الجميلتين من زيت تلك الذرة ...

ولكي لا تلتصق بهما رائحة الذرة

..... بعــــدها ... وقفت ... أقرأ بتلك الورقة ..... وكلمات الجاحظ وعباراته .......

والزيت قــــد اذاب حبرهـــا

.... أعطيته ....... قيمة تلك الذرة ...... وقلت سأبتاع منك قيمة هذا الكتب بكم ؟ قال لن أبيعه

: قلت لماذا ؟

.... قال : يا بني كيف أسوّق بضاعتي ....... : وليس فيها ما يحفظ يد الزبون من دهون الذرة ,,,,,,,,,

....... قلــــــت : أنتهت أوراق الدنيــــــــا ...... وتوقفت المصانع إلا على اوراق الجاحظ ,,,,,,,

( يا عم خذ هذه النقود .. واشتري بها أوراق لتحفظ بهـــــــــا ذرتك ...... وتحمي أيدي الأعراب من الدهن

,,,, ( بسم الله عليها )

....... بعدها ذهبت ....... وتركته .... متأملا ....... في فكـــــــر هؤلاء البشر ...... التي تكدس وتجعل

حضارتها وثقافتها

.... زادا تأكل به ......... وتعيش على إتلافــــــــــــــــه .......... لكـــــن (( تعربيتي ))

[احمد الفارس]

..... لقيتها ليتني ... ما كنت القاها .... تمشي وقــد أثقل الإملاق مماشها

...كانت تفكر بهـــا ( امي دائما ) ,,, قد أصبحت ( الجدة ) لا تقبل .. سكرا إلا من يدها

... أرتفعت الأصوات ونادات ... ( بجمالها ... لا بـــد أن تتزوجها ,,,, هي من نصيبك )

... كنت أحمـــــل طوفان المشاعر ,,,, وكنت اعمل على تخزين كل حاسة ,,, وطاقة ..

... لأجد الوعاء ( الوردي ) الذي يسكب فيه تلك المشاعر ......


... أحفز نفسي ... واعدّ جدولي ( لأنتظر .... الريس عادل ... في أفلامه ... ليظمأني

.... ويعمل على تعطيشي ...... إلـــى الجنس الآخــــر .... في أفلامه الوردية )

.... تعبت .. ظمئت .... حتـــى أنتابتني موجة ( العشق )

..... لكن من كنت ( تعشق ) يامن بإسمك ,,,, ( تحبك الخطب ) ....


.... هـــاه لا ( اعلم ) لكن أنا أحب .... أقسم لك بأني ( أحب )

.... ( أمـــي ) قالت لي .. أصبر يا ( بني ) .... ستعمل قصرا منيفا

..... في ( قلبها ) ...... لكن لا تحزن .....


...... سأنتظر إلى أن يمل مني صبري ,,,,

[احمد الفارس]

... اجتمعت العرب لـــتحل ( مشكلتي ... العويصة ,, )
,, تقـــدم المندوب العام ,, المرسل من قبلي ,, ليطلق

... استيائه ... من سوء التحضير ,, لهذا الإجتماع ,,,,

... إلا وتفاجأ ( قصّر الله عمره ) أن الاجتماع ,, معدّ

لبيع الخراف والأغنام ,,, فبدأ ( المحرّج الأول ) بإطلاق السعر

.... واعلن عن ( السومة ) الاولى ...

تدخل ... مندوب البلد الآخر ,,, وزاد في السعر ....

... ( منودبي ) غضب من ذلك واخبـــر ( انه قادم ) ليحل مشكلة ,,

... رجل مسلم ... قد وقع ( تحت الأسر ) ,,,,

... صرخ رجل من آخر الاجتماع ... نظر مندوبي إليه وأحدق النظر ....

.... إلا صار ( والدي ) يعمل مصورا ,,, قدم للتغطية ,,,,,

... قام مندوبي إليه مسرعا ,,, وضمه إليه ,,, فبـــدأ

,,, والدي ( يقول ,,, كتمت الحب وأثر الحب ما ينفع به الكتمان )

.... ( حكمني وانحكمت ,,وصرت له عبد وهو سلطان ,,,,,,, )


.... مندوبي ( اشتاط غضبا ) وقال يا عم : ماذا تقول : قال يابني

... تلك ( أغنية بني ,,, المفضلة ,,,, أرجع يا بني ,,, فصاحبك ,,, قد بيع

... وقسمت ... قسمته علـــى أكلة البشر ,,,, تلك لعمرك قسمة ضيزى ,, )

... مندوبي ,,, حوّل ( إلى ,, مستشفى النقاهه ) ليكمل علاجه ,, رحمه الله

[احمد الفارس]

( ممـــــــا نقـــــش في ذاكرتي )


,,, كان في الزمن الغابر ,,, يسافر الناس علــى ظهور الإبل


,,, ليرتزقوا ... ويبحثوا عن لقمة عيشهم ... وكان _ رغم ذلك _ اسفارهم

طويلة ومتعبة .... وكان من ( أؤلئك الركبان ) ... قريب لي ,,, وبالأخص

هــــو ( عمي ) وكان علاقته : بوالده ( أي جدي ) علاقة العدو للعدو

.. ليس كثيرا يرتبط بهما المعنى ذلك .... لكن كانا قريبا منه ....

... وكان كل منهم ( وليدا ... لبيئته ,,, الصحراوية ,, التي يتميز .. ساكنيها )

.. بحدة المزاج .... وسرعة تعكر الجــــــو .... والعصبية ( أي الحرارة الزائداة )

... ( عمي ) قد اطال السفر .... وتغيّب السنوات الطوال إلى ما يقرب

من ثمان سنوات .... وكان جدي في ذلك الوقت ( يسلي نفسه ... )

ويحاول ان يقاوم عنفوانه ... عصبيته ...... إلا أنّ رحمة الأبوة انتصرت في الأخير

... فبكى جــــدي بكاء عظيما ...... لطول غياب ( ولده ) الذي مهما كان

بينهما من تشاجر وخصام .... فالبنهاية هو ( قطعة من لحمة ,,, وقطرة من دمه )


.... بعدها ذهب جـــدي إلى ( ابنه الصغير ) الذي هو والدي ... وأخبر بحزنه

... وأنه يريد ,,, مسافرا يسافر ... الى المكان الذي يتواجد به عمــــي ( لكي )

... يرسل معه مرســــــول ( يعاتب وينشاده ) الرجوع إليه والى أمه

التي ضاقت ذرعا ......



فسطـــــــــر ( جدي هذه الأبيات ) وأرسلها إلى ابنه ,,, الذي يقول فيها




ســـــــــلام منـــي عدّ مارفرف الطيــــر

وعــــــدّ ما جــــرى القــــلم بكتـــــــابه


عدّ حصــــى نجد وعـــــد رمل العثامير

وعــــدّ ما ربّ البــــريه سعــــــــى بـــــه


علـــى ( عبيد ) اللي تلّني تلة الســير

( واقفــآ) بقليـــــبي ياللطيـــــــــــف نهـــــــــــابه



ورى ما كــــــزيتلي خــــــــط يالعيــــــــر

ولا جـــــــــاك منـــــي يالسنـــــافي مهــــــــــابه



غرســـــت لك غرس وبنيتلك حيــــــــــــــر

وخطبتــــــــــلك بنــــــــــــت تلاعــــــــــج عـــــذابه



نـــدرتـــها يا مسندي من مغـــــــاتير

مجــــــــدولـــــــها خطـــــــــر يتعــــــدى ثيــــــــــــابه
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ

,,, ياللطيف ... هو تدليع لاسم ( والدي )

( عبيد ) هو عمي ) عبدالله

... بعـــدها جاء ( العم ) باكيا ...... من طول الغياب .... لكن لم يكتب الله لجدي دوام الحياة

,,,,, ( فمات رحمه الله قبل ان يصل ) ولده ........ ( وتلك الايام نداولها بين الناس )

.... صدق الله العظيــــــــم

[احمد الفارس]

... مللت الفــــراق .... كرهت البعد ....

كفرت بالحقيقة المـــــرة ....

آمنت بالهـــــذيان .... شققت جيـــــوب

الشـــــوق إليــــــك ..... تعالى النحيب

لــــن أقف .. أمام قديسك .... أتأمل بـــه

... لن أشكي همك ... لأحــــد ...... حتى الطيــــور

صفحات الامــــل للحيــــاة .... جحدت وجودهـــــا

... هــــي في الحقيقة ليست طيور ..... بل ( أبابيل همٍ )

.. تذكرني ....بوجودك في ( الحياة ) ...


ارتميت ( في أحضان ..حرارة الشوق حتى عشقت مرارة

الحيــــــــاة ,,,,)


.... عصافير ك التي ... اطعمها كل صبــــاح ... وعيناي تبكي

قســـــوة صاحبها .... ... قـــد ( حفرت لها لحــــداً .. )


.. لا تفكـــري ....طيف تفكير ... بوجود ( آدم ,,, في حياة حواء ) تلك حقيقة ... ( أنا كفــــرت بها ) وآذيعيها عني

[احمد الفارس]

مــــــا أقسى الإنتظـــــــار ....


اطفال الشـــوارع يسخرون مني


.... يلقون عليّ الحجــــــارة ..... آخذوا مني ما يحويه


( جيبي ... المرقع )


شاهدوا ...... ( تمثالك .... الصغير ...... )


ألقوه أرضــــــا .... وهربوا


بائــــعي ( المجـــــلات )


يطعمون ذلك الرجل


وغدر الـــزمن قـــد


رسم خارطته عليه


... تلك الخــــارطة


( تبحث عن عاصمة لهــــا )


عاصمة تلك الخارطة


هو ( قلبي )


... لكن يا للأسف


قــــد ( ضُرب على تلك العاصمة )


الإحتلال ... الذي لا يرحم


..... انتي من سيطرت على تلك

( العاصمة ) ........ بعذابك .....


وحـــبك ..... وولعك



.... الا تعلمي


( أني ..... بعـــــد هذا سأعلن العصيان .... وسأخرج علـــى المـــــلأ )

إن لم تعودي ........ وترجعين إلى ( إنسانيتك )


.... سأنتظر ,,,,,, حتى أمل


لكــــــــن ....... أرجوك لا تطيلي البعد .



......فقـــد أخرج عن ( ملتي )


( أحمـــــــــــد )

( الفــــــارس )

[سناعيس]

أحمد كشكولك رائع
بكل مايحتويه
لله درك ياشيخ

تحياتي