28-01-2009, 11:11 AM | رقم المشاركة : 1 | ||
|
إرحل وعارُك في يديك ...!
كل الذى أخفيته يبدو عليكْ فاخلع ثيابك وارتحلْ اعتدتَ أن تمضى أمامَ الناسِ دوماً عارياً فارحل وعارُكَ فى يديكْ لا تنتظر طفلاً يتيماً بابتسامته البريئة أنْ يقبِّلَ وجنتيكْ لا تنتظر عصفورةً بيضاءَ تغفو فى ثيابكَ ربما سكنتْ إليكْ لا تنتظر أُمّاً تطاردها دموعُ الراحلينَ لعلها تبكى عليكْ لا تنتظر صفحاً جميلاً فالدماءُ السودُ مازالت تلوث راحتيكْ وعلى يديكَ دماءُ شعبٍ آمنٍ مهما توارتْ لن يفارق مقلتيكْ كل الصغار الضائعين على بحارِ الدم فى بغدادَ صاروا.. وشمَ عارٍ فى جبينكَ كلما أخفيتَه يبدو عليكْ كل الشواهد فوقَ غزةَ والجليلَ الآن تحمل سخطَها الدامى وتلعنُ والديكْ ماذا تبقى من حشود الموتِ فى بغدادَ.. قلْ لى لم يعد شىء لديكْ هذى نهايتك الحزينة بين أطلال الخرائبِ والدمارُ يلف غزةَ والليالى السودُ.. شاهدةً عليكْ فارحل وعاركَ فى يديكْ الآن ترحل غير مأسوفٍ عليكْ.. ■ ■ ■ ارحل وعارُكَ فى يديكْ انظرْ إلى صمتِ المساجدِ والمنابر تشتكى ويصيحُ فى أرجائها شبحُ الدمارْ انظرْ إلى بغدادَ تنعى أهلها ويطوفُ فيها الموتُ من دارٍ لدارْ الآن ترحلُ عن ثرى بغدادَ خلفَ جنودك القتلى وعارك أى عارْ مهما اعتذرتَ أمامَ شعبكَ لن يفيدكَ الاعتذارْ ولمن يكونُ الاعتذارْ؟ للأرضِ.. للطرقاتِ.. للأحياءِ..للموتى.. وللمدنِ العتيقةِ.. للصغارْ؟! ولمن يكونُ الاعتذارْ؟ لمواكب التاريخ.. للأرض الحزينةِ للشواطئِ.. للقفارْ؟! لعيونِ طفلٍ مات فى عينيه ضوءُ الصبحِ واختنقَ النهارْ؟! لدموعِ أمٍّ لم تزل تبكى وحيداً صارَ طيفاً ساكناً فوق الجدارْ؟! لمواكبٍ غابت وأضناها مع الأيام طول الانتظارْ؟! لمن يكون الاعتذار؟ لأماكنٍ تبكى على أطلالها ومدائن صارت بقايا من غبارْ؟! للّهِ حين تنام فى قبر وحيداً.. والجحيمُ تلال نارْ؟!! ■ ■ ■ ارحل وعارك فى يديكْ لا شىء يبكى فى رحيلك.. رغم أن الناس تبكى عادة عند الرحيلْ لا شىء يبدو فى وداعك لا غناءَ.. ولا دموعَ.. ولا صهيلْ مالى أرى الأشجار صامتةً وأضواءَ الشوارعِ أغلقتْ أحداقها واستسلمتْ لليلِ.. والصمتِ الطويلْ مالى أرى الأنفاسَ خافتةً ووجهَ الصبح مكتئباً وأحلاماً بلون الموتِ تركضُ خلفَ وهمٍ مستحيلْ اسمعْ جنودكَ فى ثرى بغدادَ ينتحبون فى هلعٍ فهذا قاتلٌ.. ينعى القتيلْ.. جثث الجنودِ على المفارقِ بين مأجورٍ يعربدُ أو مُصاب يدفنُ العلمَ الذليلْ ماذا تركتَ الآن فى بغدادَ من ذكرى على وجه الجداولِ.. غير دمع كلما اختنقتْ يسيلْ صمتُ الشواطئ.. وحشةُ المدن الحزينةِ.. بؤسُ أطفالٍ صغارٍ أمهات فى الثرى الدامى صراخٌ.. أو عويلْ.. طفلٌ يفتش فى ظلام الليلِ عن بيتٍ توارى يسأل الأطلالَ فى فزعٍ ولا يجدُ الدليلْ سربُ النخيل على ضفافِ النهر يصرخ هل تُرى شاهدتَ يوماً.. غضبةَ الشطآنِ من قهرِ النخيلْ؟! الآن ترحلُ عن ثرى بغدادَ تحمل عارك المسكونَ بالنصر المزيفِ حلمَكَ الواهى الهزيلْ.. ■ ■ ■ وتطول القصيدة
ولكن اقتطفنا منها ماجاز لنا للكاتب والصحفي فاروق جويدة |
||
28-01-2009, 03:33 PM | رقم المشاركة : 2 | ||
|
رد: إرحل وعارُك في يديك ...!
بسم الله الرحمن الرحيم |
||
29-01-2009, 06:13 PM | رقم المشاركة : 3 | ||
|
رد: إرحل وعارُك في يديك ...!
رائع اخيتى الشاعرة رفيعة |
||
29-01-2009, 09:51 PM | رقم المشاركة : 4 | |||
|
رد: إرحل وعارُك في يديك ...!
اقتباس:
حياك الله ولاااهنتي |
|||
01-02-2009, 03:47 PM | رقم المشاركة : 5 | ||
|
رد: إرحل وعارُك في يديك ...!
ارحل وعارك في يديك آخر تعديل الطامي يوم 01-02-2009 في 06:43 PM.
|
||
05-02-2009, 12:30 AM | رقم المشاركة : 6 | ||
|
رد: إرحل وعارُك في يديك ...!
ياهلابك اختي القديرة |
||
25-02-2009, 11:12 PM | رقم المشاركة : 7 | |||
|
رد: إرحل وعارُك في يديك ...!
اقتباس:
فعلاً أعجبتني جداً لما فيها من تعابير مندفعه أشكر لك مرورك ولاااهنت |
|||
27-02-2009, 05:51 PM | رقم المشاركة : 8 | ||
|
رد: إرحل وعارُك في يديك ...!
رفيعة الشان |
||
05-03-2009, 11:25 PM | رقم المشاركة : 9 | |||
|
رد: إرحل وعارُك في يديك ...!
اقتباس:
يسعدني تواجدك الجميل محبتي وتقديري لك ولاااهنتي |
|||
06-03-2009, 11:38 PM | رقم المشاركة : 10 | ||
|
رد: إرحل وعارُك في يديك ...!
من بدايتها |
||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
مدي يديك | سميح دليقان | منتدى الشعر والخواطر بالفصيح | 15 | 16-12-2010 06:50 AM |
بين يديك... | وردة الضحى | منتدى الشعر والخواطر بالفصيح | 36 | 01-01-2008 04:58 PM |