عرض مشاركة واحدة
قديم 25-09-2007, 04:38 AM   رقم المشاركة : 1
الطائر المهاجر
** (عثمان العبدالله) ** المؤسس والمشرف العام
 الصورة الرمزية الطائر المهاجر





معلومات إضافية
  النقاط : 20
  الحالة : الطائر المهاجر متواجد حالياً

 

افتراضي من رواد الشعر النبطي:ابو حمزة العامري


ذكر صفي الدين الحلي (ت 750هـ) وابن خلدون (ت 808هـ) أنواعاً من الشعر غير الفصيح وذكر أسماء ما كان معروفاً في زمانهما فإن النبطي تسمية حادثة بعدهما لم يذكراها فيما ذكرا من الأسماء. ويظهر أن التسمية بدأت في الجهة الشمالية المجاورة للعراق لقربها من الأنباط وبدأت تعرف؛ لانتشار الشعر بسرعة، وأول من عرف من شعراء الشعر النبطي في القديم "أبوحمزة العامري" من الأحساء و "راشد الخلاوي"، و "قطن بن قطن" من أهل عمان و"رميزان" و "جبر بن سيار" من أهل نجد و"بركات الشريف" و"بديوي الوقداني" من أهل الحجاز، و"حميدان الشويعر" من أهل الوشم و"الهزاني" من أهل (العقيق)، وفي القرنين الثالث عشر والرابع عشر الهجريين، انتشر الشعر النبطي انتشاراً واسعاً في جزء كبير من الجزيرة العربية وكثر الشعراء الذين يحسنّونه وقوي في كل مكان وعلى كل لسان، وبلغ الغاية في سرعة الانتشار في العصر الحاضر وبرع فيه شعراء كثر منهم على سبيل المثال: جهز بن شرار و ابن سبيل ، و شليويح العطاوي، و رشدان بن موزة، ولافي العوفي ومحمد بن لعبون وغيرهم. وكل هؤلاء عاشوا في النصف الأول من القرن الرابع عشر الهجري.


أول ما وصلنا من الشعر النبطي يقال انه لأبي حمزة العامري ويقول الدكتور سعد الصويان في كتابه الشعر النبطي ص 255 لانجد في قصائد أبي حمزة مايشير بشكل قاطع وواضح إلى زمنه إلا أنه يرد في احد قصائده اسم كبش بن منصور بن جماز الذي يحتمل انه كبيش بن منصور بن جماز بن شيحة بن هاشم بن قاسم بن مهنا الشريف الحسيني الذي ولي امارة المدينة المنورة سنة 725هـ حتى مقتله سنة 728 هـ ا.هـ
ثم اطال الكلام واورد له عدة قصائد ، من بينها

يـــا خـلـتـي عـوجــوا بــنــا الأنـضـائي=نـبـصــر بــــدارٍ عــذبـــة الـجـرعـائي
دارٍ بكت ربعً ســكـــن في حـيّــهــا=أوزا بــحــالــي شــوفــهــا و بــكــائي
أودى بــهــا صــفــق الــريــاح و لا بــقــى= إلا الــرســوم و مــــا يـهـيــض عــزائي
دارٍ لـمـوضــيــة الـجـبــيــن لكــنــهــا= بــــدرٍ يــفــاوج حــنـــدس الـظـلـمـائي
أو مـشـعـلٍ جـنــح الـدجــى مـــن قـابــسٍ= أو بــــارقٍ يــوضــي مــــن الـمـنـشـائي
أيمن ضبـيـعـي فـــي دعـاثـيـر الـغـضـا= مـقـصــد مـغـيــب الـنـجـمـة الـجــوزا ئي
طـلّـت بـهـا عـنـسـي تـــدور و ظـــلّ بـــي= وجـــدٍ تـوقّــد فــــي كـنـيــن أحـشـائي
مــن بـاكـرٍ حـتـى هـفـت شـمــس الـضـحـى= لـمـغـيـبـهـا و أقــتــادهــا الـمـمـسـائي
إذا تـبــســم عـــــن ثـنــايــا ذبّـــــل=كـالـلــؤلــؤ الـمـنــثــور لـلــشــرائي
و ألا كــمــا ضــيــق الـسـحــاب الـهـامــع= غـــــرٍ غــريـــرٍ جـــــادلٍ نـعـسـائي
هـيـفــا هــنــوفٍ كــاعــبٍ غـطــروفــة= ٍتــذبــح بـرمـقــة عـيـنـهــا الـنـجـلائي
لــــم تـشـتـكـي رمــــدأ و لا مـصـبـوبــةٍ= كــــــلا و لا مـشــبــوحــةٍ قـلــبــائي
إلا كـمــا عـيــن الـجــداة مــــن الـمـهــا= و مـــن غـيــر كـحــلٍ عـيـنـهـا ســودا ئي
بـيـضــاء مـقـنّــاة الـبــيــاض بـحــمــرةٍ = كـالـتـبـر خــالـــط فــضـــةٍ بـيـضـائي
لا بـالـقـصـيـرة بــالــقــوام و لا الـــتـــي= جــــردا الـعــظــام طـويــلــةٍ نـوقــائي
عـريـبــة الألــفـــاظ غــيـــر قـريــفــةٍ= مــــن قـومـهــا بــالـــذروة الـعـلـيـائي
أســري لـهـا و الـلـيـل مـــا حـــتّ الـنــدى= و بـسـاقــتــي ضــــــواريها تــحــدا ئي
مـتـقـلـدٍ صــافــي الـحــديــد الــصـــارم=وافي الـذبــاب يـنــوض فـــي يـمـنـائي
يقلط بــه القـلـب الجـسـور عـلــى الـعــدا= نــعــم الـرفــيــق بـلـيـلــةٍ ظـلـمـائي
أيـضــا وحـدبــا فـــي حــزامــي كـنـهــا= ســــــم الأفـــاعـــي أو زلال الــمــائي
هـمـزتـهـا بالـنـايـفـه مــــن صـابــعــي= و فــــزت فــزيــز الــجــادل الـكـسـلائي
أنــا أبــو حـمــزة مـــن سـلالــة عـامــر= خـيّـالــهــا الــمــعــروف بـالـهـيـجـا ئي
و لا ابـيـع حـقــي من الـسـفـاه و لـــو بـقــت= سـمـامــتــي لـلـنـاظـريــن حــدبــائي
و لــــم تـلـقـنــي يــومـــا أدرّج ضــلّـــع= أيضا و لا مــــع ثــلـــةٍ مـــــن الشــا ئي
و لــــم تـلـقـنــي إلا عــلـــى يـعـبـوبــة= نــوطــا الـعـنــان طـويــلــة الـعـلـبـائي
مـــا يـقــدر الـرجــل الـقـصـيـر يـعـنّـهـا=إلا انه يكون لها على ســنــدا ئي
شـبّـهــت مـنـخـرهـا بكـوكــب عـيــلــمٍ=فــحّــش عـلـيــه الـمــايــح الــروائي
و أذنــيــن قـلّـطـهـا الـمــعــذر كـنــهــا=كـافــور عـيـطـا فـــوق جــــارِ الـمـائي
و مــعــارفٍ عــلــى الـتــرايــب كـنّــهــا= مـشــع الـحـريـر إن جـــالـهــا الـشـرائي
و الـذيــل مـنـهـا مـثــل رايــــح مــزنــةٍ= شـخـتـور صـيــفٍ هـــل مــنــه الـمـا ئي
و حــوافــرٍ مــثــل الــقـــداح مـكـفّـيــة= صــــمٍ صـــــلابٍ تــجـــرح الـبـيـدائي
كـالـفــهــد بـــالأوثــــاب إلا أنـــهــــا= خــلــف الـتـوانــي كـنّــهــا عـرجــا ئي
شـدّيـتــهــا بـحـزامــهــا و أدّبــتــهـــا= لـيـن أنـهــا جـــت لـــي عـلــى مـجـرا ئي
أنــــا إن لـحـقــت الابــل و لا رديـتــهــا= فرزوا علي الخرقة السودائي
لـحـقـت شـيــخ الـقــوم ثــــم قضـعـتـه=قعـضــة جــمــال الــصــدر بالظـلـمـائي
و ذبــحــت مـنـهــم سـبـعــةٍ أو ثـمـانـيــه= و رديــــت جــزلاهــم عــلــى الـهــزلائي
لعـيـون مــن تزهـى الكـحـل فـــي عيـنـهـا= و مـــن غـيــر كـحــلٍ عـيـنـهـا سودائي
هــذا و أنـــا مـــا جـيــت حـــروة بيـتـهـم= ايضا و لا بلّقت بها عينائي
تـأبــى عـــن الـطـمـع الـزهـيـد نـفـوسـنـا= و فـروجـنــا تــأبــى عــــن الـفـحـشـائي
حـنــا حـصــاة المنجـنـيـق عـلــى الــعــدا= و حـنــا شـــراب الـســم و حــنــا الــدا ئي
و حـنــا نـديـّـن جــارنــا مــــن كـيـلـنـا= و نـديــنــه ديـــــنٍ مـن غــيــر وفــا ئي
و نـصـبــر و لو طــــق الـقـصـيـر خـيــارنــا= مـــن خـوفــةٍ تـشـمـت بــنــا الأعــدا ئي
و حـنـا كـمـا حـضـفٍ ربـــا فـــي روضـــةٍ= مـشـروبــة الــمــاء و الــنــدى و هــوائي
مـشـروبــة الــمــاء و الــنــدى مـتــضــرّمٍ= عـيـنـيـه تــوضــي كـنّــهــا شـمـعـائي
فــإن كـنـت يــا أبــن الـعـم أكـثـر عـــزوةٍ= فــأنــا و ربــعــي حــضـــرة الـهـيـجـائي
يومي لحقتك بالمضيق و قلت لك= قدم و وخر مابغيت جزائي
شــهــرت راس الــرمــح ثــــم ركــزتــه=بـالـمــهــره الـمـقــذولــة الـشـقــرائي
تـضـدّونـنـا بـالـكـثـر و حــنــا نـضــدكــم= ضــــد الـمـحـيـم الــلـــي ورد لـلـمـا ئي
و تــــرى الــدجــاج كـثـيــرةٍ أفـراخــهــا= و الـــحـــرار قـلـيــلــة الإضــنــائي
إذا ربــــى بـالــوكــر حـــــرٍ أفــحـــجٍ=تــــازي جـمـيــع الـطـيور حــدا ئي
انشد سربة بني كنانة انهم= بيض الوجيه طعانة الاعدائي
ثـــم أنـشــد ربـيـعــة ابــــن مــقــدّمٍ= راعــــي الـقـبــا و الـجـوخــة الـحـمـرائي
و طـعـنـت أنـــا بـالـخـيـل طــعــنٍ جــيّــد= حــتــى كـســيــت قـطـيّـهــن بـدمــائي
و الـظـعـن يـامــا ذدتـكــم عــــن قــربــه= ذود الـظــوامــي عـــــن ورود الــمــائي
عـدّيـتـكــم عـنــهــن و لا تـرعـونـهـن= مـن خــوفــتـــي خـلــيــتــم الأثـــوائي
قلته وانا من راس غلبا لابه =ماهم بقصـار البتـوع اشوائـي
لعـيـون مــن تزهـى الكـحـل فـــي عيـنـهـا= و مـــن غـيــر كـحــلٍ عـيـنـهـا ســودائي
أقـفــت مع بدوٍ لــكــن ظـعـونـهـم= نــخــلٍ تـمــيــل بـروســهــا الأقـنــائي
ظـعــنٍ قـصــا عـنــا بـضـامـرة الـحـشــا= غــــرّا الـجـبـيــن كـريــمــة الآبــائي
يالله يــــا مـــــولاي تـجــمــع بـيـنـنــا= عــنــد الـــــوداع و حـــــزة الـفـرقـائي
ثـــم الـصــلاة عــلــى الـنـبــي مـحـمــدٍ= عد ما غنت فوق البنا الورقائي


والمتأمل لهذه القصيدة وقصيدة الغيهبان المري عاش في منتصف القرن الثامن عشر الميلادي ، والتي مطلعها
دارٍ عفت من دار ساكن حيهـا=أدى بصدري عبرتـي وبكائـي

وقصيدة حميدان الشويعر الذي عاش بين 1178- 1251
بان المشيب ولاح في عرضائـي=ونعيت من بعد المشيب صبائـي
قد يثير الكثير من التساؤولات ، فهل هذا التشابه جاء بمحض الصدفة
ام ان الغيهبان ثم حميدان تأثرا بأبي حمزة العامري ؟
ولكن من هو أبو حمزة العامري؟ لماذا لم يستدل على اسمه الصريح ؟ فما امامنا إلا كنية لانعلم من صاحبها .
كلما وجد انه من بني عامرعاش في رواية اخرى تقريبآ سنة 950 هجري الموافق 1543م وهو ينسب الى عامر قبيلة سبيع ويذكر ان مساكنهم بين سواحل عمان والامارات ، ولكن ليس هناك اسم صريح .
ومن قصائده قصيدة مطلعها:
حي المنازل منقادات الاطلال=من حيث ما ينقاد سيل الما الى سال
بيض ترايبها سمر ذوايبها=ماحلى ملاعبها في خلوة الخالي
ويقول في نهاية قصيدة اخرى:
الله من بيت و قصيدة شاعر=عند الأمور المعضلات حميدا
كالـدر إلا أنهـا "نبطيـة"=تحلى على التكرير و الترديدا
ومنها :

كما نجد ابوحمزة العامري قد مدح
الجد الثاني عشر لعئلة آل سعدون: ( أبو إبراهيم كبش بن منصور) كان الساعد الأيمن لوالده الأمير منصور , له من الذكور ::: (ابراهيم ( أحمر العينين ) وهدف و عبيد ومساعد وعبدالله ) بقوله :
قلت الشريف ابن الشريف أزوره = إبن الرسول إبن البتول ابن الولي
" كبش بن منصور لن جماز " الذي = حاشا الثنا وعذاره لم يكمل...
الجد العاشر : ( أبو مالك سعدون الأول )عاش مع والده وبظله في المدينة المنورة وبوادي نجد، شهد سقوط إمارة أهله في المدينة عام 850 هـ على أيد أمراء مكة الحسنيين. له من الاولاد خمسة هم : ( مالك وهدف ونغيمش وجبران ومنصور )
من هنا فإن ما ذكره د. سعد من ناحية تاريخ تواجد ابو حمزة العامري اقرب إلى الصحة


و يقول الدكتور سعد الصويان بهذا الشأن.."و من الواضح أن التشكل في شعر أبو حمزة وظيفته إيقاعية و ليست نحوية,فالوظائف النحوية التي كانت لحركات الإعراب تلاشت و لم يبق إلا الوظيفة الإيقاعية , أي أننا نضيف التشكيل إلى بعض الكلمات و ننطقها نطقا متفاصحا لإقامة الوزن لا غير ,
دون تحميل هذه الحركات أي دلالة نحوية , فالحركات هنا ليست حركات إعراب و إنما هي مجرد حرف مقابل ساكن و أي حركة تنتقل خلالها عضلات النطق من ساكن إلى ساكن و ليس النطق و التشكيل هما المقياس الوحيد الذي نحكم به على فصاحة القصيدة أو عاميتها.حينما ندقق في القاموس اللغوي لقصائد أبو حمزة نجد أنها مثلما تحتوي على مفردات فصيحه أندثرت و أختفت من الشعر النبطي في حقبه المتأخره فإنها تحوي على مفردات عامية لا وجود لها في معاجم
الفصحى"و لهذا التقارب الشديد في شعر أبو حمزة بين الفصيح و العامي فإنه يمكننا القول أن
قصائد"أبو حمزة العامري"هي من أقدم القصائد النبطية التي بحوزة الباحثين و هي لذلك تمثل بداية الموروث الشعري النبطي..إن لم تكن تمثل المرحلة الأولى من مراحل الإنتقال اللغوي من الفصيح إلى العامي..هذا و قد أطلعنا أبو حمزة أيضا من خلال قصائده على اسم زوجته التي هام بحبها و اسمها "أميمة"وهي التي رمى إليها بجل خطاباته الشعرية و الشاهد على مسمى زوجته هو قوله في مطلع

ولكن الم نجد حميدان والغيهبان على نفس الشاكلة ، فكيف يمكن لنا القول انه مرحلة اولى من مراحل الأنتقال اللغوي من الفصيح إلى العامي ؟
لماذا لانقول ان الشعر النبطي المنسوب إلى عرب الأنباط ، والذين بحكم تنقلهم بين الجزيرة والشام ، هو في الحقيقة شعر عربي لقبائل الجزيرة العربية عدا قريش ، فبدأ ظهوره معهم ، ثم تأكد هذا الظهور بعد رحلة
الهلاليين إلى تونس ، واضطرارهم إلى مكاتبة اهاليهم في الجزيرة شعرا ، بينما في السابق كان ينقل شفاهة .
وحتى نجد الجواب الشافي لابد ان ننتظر حتى تكتمل الحفريات الأثرية في وسط الجزيرة العربية لنعلم علم اليقين
عن لغتهم وهل هي التي لانزال نتوارثها ونسميها باللهجة النجدية ، بحكم انغلاق نجد لألاف السنين ، ام ان لغتهم
هي نفس لغة قريش المسماة بالفصحى ، ولكنها تعرضت لإنحراف في مسارها ؟
اعتقد والله أعلم ان لغة نجد ولغة الأنباط واحدة ، وهي لغة عربية أصيلة ولكنها ليست قرشية ، فلغة قريش
تسيدت بحكم نزول القرآن الكريم بها ، ومن قبله وجود تحفيز للشعراء في الجاهلية ليكتبوا بها ويعرضوا
قصائدهم في عكاظ ، هذه الحوافز الناتجة عن قوة قريش الإقتصادية كوريث للإنباط في الرحلات إلى الشام
لكنه لايعني عدم وجود لغة الشعر النبطي التي لانزال نتكلم بها حتى الآن في نجد ، التي لم تتعرض للإنفتاح
إلا مؤخرا .






توقيع الطائر المهاجر
 
  رد مع اقتباس