[ابو أنس]

أخي بحور الحزن................
أولا مما يجب معرفته وهو غير خاف على كل شاعر.
ان الشاعر ينزف بوحه ويصور مشاعره ويصوغها بما يعتمر في فكره وبما يريد ايصاله للمتلقي وقد يكون من جور الناقد ان يمزق النص بمفهومه هو ويتناسى صاحب النص وكاتبه وهو نزفه.
وهذا لايعني سد باب النقد وتحجيمه وعدم الإفادة منه.فكثيرا مايهدي الناقد النص وصاحبه استدراكا يظفي على النص الشيئ الجميل ويعدل ما اختل من توازنه ويوضح ما خبا من معانيه.
وهنا وان داخلت بوجهة نظري فلا أعتبرها صحيحة إلا اذا أجازها صاحب النص ووجدها توافق لما يريد قوله.
وابدأ قائلا ان النص جميل ورقيق وعلى درجة متقدمة من اكتمال المبنى والمعنى وبه رقه وعذوبه وجمال وآخذيه
ويحتوي على جمل تصويريه غاية في الإبداع

والغريب انـي أنـا مـرات مانيـب آعرفنـي

صاحبي من غبت كن الليـل بالسهـد يعسفنـي
.............................. ...وانطفي في وحدتي والوقت يمشي فـي رتابـه

ثم هناك شيئ من وجهة النظر لاأجزم بصحتها ما لم تدعم بآراء أخرى او تجاز من صاحب النص منها....

كل يوم يمرني نفـس السـؤال .. ويختطفنـي

جاء في نهاية الشطر (ويختطفني)واقحمت واو العطف لتقويم الوزن وارى أنها لو استبدلت بحرف الباء كانت أجمل(بيختطفني) أو كان بهذا الشكل(كل يوم يمر بي نفـس السـؤال .. ويختطفنـي )

(لا نبت دمعي على خـد الـورق قبـل الكتابـة)

من المعلوم ان الدمع سائل لايَنْبُتْ وانما قد يُنْبِت وبرأيي انها لوجاءت (لاذرف دمعي أو لانزف أو لاهمل)

صاحبي من غبت وجروحي على جنب تعزفنـي

أرى لو استبدلت كلمة (على جنب) بكلمة(على الهم)أو (على الحزن)لتتوافق مع عمل وتأثير الجروح

صاحبي من غبت كن الصبح بالشمس يحذفنـي
.............................. ..........واحترق من لوعتي والوقت يركض في غرابـه

هنا كأن فيه شيئ من الخروج على المألوف ..اذ ان الشكوى دائما مايصاحبها التضجر من طول الليل والسهد وعدم بزوغ الصبح لتفتت هموم الليل والوحده. وهو هنا أشار الى ان الصبح يأتي بسرعة غير مرغوبهوأشار اليه بكلمة (يحذفني) ثم في جملة (والوقت يركض في غرابه) وناقضها أو أوضحها في قوله

( وانطفي في وحدتي والوقت يمشي فـي رتابـه)

صاحبـي كـن الغيـاب المـر ذنـبٍ يقترفنـي
.............................. ....ليت له توبـه وارددهـا معـه واجنـي ثوابـه

هنا ذكر الغياب المر وكأنه حصل منه هو ـ أي من صاحب النص ـ بينما الأبيات في القصيده التي أتت بعد كلمة (صاحبي) والبيت الأخير كلها توحي بأن الغياب حصل من الحبيب .
فكيف يتوب من ذنب لم يقترفه او على الأصح لايملك تغييره هو بل هو في حكم غيره.

وأخيرا أكرر ان هذه الخربشات لاتنقص من قيمة النص وابداعيته وجماله وعذوبته.
كما انها لاتمثل سوى وجهة نظر لي قد تكون صائبه وهو ظني وما دعاني لكتابتها وقد تكون غير موافقة للصواب
وفي نظري ان كاتب النص أدرى وأخبر بنصه
معتذرا عن كل خلل ونقص وتطفل
شاكرا لأخي بحور الحزن ما علمنا إياه هنا
وللجميع تحيتي وشكري