[الطائر المهاجر]

الطب النفسي يعتمد على معايير ثابته حتى يصل الطبيب فيه إلى تشخيص الفرد
فلو اشتكى شخص آخر بأنه يعاني من الوهم والشك ، فإن أول خطوة يبدأ فيها
الطبيب هي معرفة مصدر الوهم والشك ، فإن كان له مايسنده من بينات التي تدعم الشك ، فإن الشكوى ترد على المشتكي ، لأن المتهم لديه بينته، وربما نظر للمشتكي ليتأكد من شخصيته. ولو ساور الطبيب ادناة شك فإنه يوكل المهمة للفحوصات النفسية الدقيقة من خلال مجموعة من الإختبارات النفسيه
التي بعدها تتضح الصورة . لنأخذ المثال التالي:
تعاني بعض النساء من اضطراب نفسي هو الهيستيريا ، فتراها تحب الأناقة والزينه
وتلفت الإنتباه في مشيتها وحركتها وحديثها، وربما توهم من يسمعها او يقابلها
بأنه تريده، وبجمع المعلومات عنها نجدها اكره ما إليها هو اقتراب الرجل منها
فمثل الشك او الوهم في مثل هذه المرأة ، كل البينات تسنده ، لكن اصابتها
بإضطراب الهيستيريا ، يجعل الطبيب النفسي مقتنعا بأن المرض سبب شك الآخرين فيها، وفي المقابل امرأة كلما ارادات الخروج من البيت تلبس احسن الملابس وتتعطر بأجمل العطور ، ولا تستقر في بيتها ، وعند طلب زوجها ما حلله الله منها ، ترفض او تتصدد ، فإذا ساور الزوج الشك في عفتهاوتبين للطبيب النفسي سلامتها من الهيستيريا، فإن الزوج محق في شكه ، وفيما يتخذه من اجراءات .
فالتشخيص إذاً ليس امرا سهلا يخوض فيه كل من هب ودب ولا قصص وحكايات تروى ولكن له منهجه العلمي والعقلاني حتى يتم الوصول إلى تأكيده او دحضه .