هذه أبيات يحذر فيها ابن زيد شخصا اسمه سليمان من مناوأة الأمير أجود بن زامل الجبري ويذكره بفضل أجود عليه. وبعد استطراده في مدح أجود يختتم بالدعاء لدياره بالسقيا والسيول التي يصف قوة جريانها ودفعها للغثاء في قوله "تجر الغثا جر السكارى برودها" وهذا المطر من الغزارة بحيث أغرق الغزلان
وهي من الطروق الهلاليّة من نوادر النبط بجزالتها وقوة الفاظها
يقول ابن زيدٍ قيل باني مثايل
جدادٍ قوافيها غريبٍ عقودها
فقل أيها الركب الذي قد تقللوا
على ضمرٍ من عيدهيّات قودها
فردّوا سلامي يَمّ قومٍ تجمّعوا
كما جمّعت عربان سندٍ لبودها
حذاري حذاري ياسليمان لا تكن
فراشة نارٍ حين جاها وقودها
ولا تنس جزلات العطايا من اجود
إذا نسي جزلات العطايا جحودها
فياويل كل الويل من حارب اجود
إلى جر من روس البوادي جنودها
ونادى المنادي للرحيل ودِنّيَت
بليهيّةٍ مثل البنايا حيودها
يدنين لامثال البدور ملايح
لكن ذيول الدهم ضافي جعودها
إلى ما رْكِبن الزمل هللن رغبه
إلى الله ما فاجا المعادي سدودها
فما وِلْد من عصر النبي محمد
ولا أرضعت بيض العذارى نهودها
بأفرس من ستر العذارى ابن زامل
إلى ذل من سادات قيسٍ بنودها
جواده عرجا والمناعير كنها
قصاصيب نضح الدم كاسٍ جلودها
سقى كل ما حلّوا من الأرض مرزم
ألكن دياميم المصاري رعودها
مقتّلة الغزلان صادقة الحيا
تجرّ الغثا جر السكارى برودها
حقيقٍ بها من أرض ما ينزل اجود
أبا سندٍ سلطان قيسٍ عمودها
كفى الله ذاك الوجه حر جهنم
إلى أسعرت وآزى حديدٍ وقودها
وصلوا على خير البرايا محمد
عدد ما مضت بيض الليالي وسودها