هو إسماعيل بن القاسم بن سويد العيني العنزي
ولد سنة 130 هـ / 747 م ـ توفي سنة 211 هـ / 826 م
من شعراء العصر العباسي
هذه أحد قصائده "لعمرك ما الدنيا"
لعَمْرُكَ ، مَا الدُّنيَـا بِـدارِ بَقَـاءِ=كَفَـاكَ بِـدارِ المَـوْتِ دَارَ فَنَـاءِ
فَلاَ تَعشَقِ الدُّنيَا ، أُخـيَّ ، فإِنَّمـا=يُرَى عَاشِقُ الدُّنيَـا بِجُهْـدِ بَـلاءِ
حَلاوَتُهـا مَمـزُوجَـةٌ بِمَـرارَةٍ=وَرَاحَتُـهَا مَمْـزُوجَـةٌ بِعَـنَـاءِ
فَلاَ تَمشِ يَوْماً فِي ثِيَـابِ مَخيلَـةٍ=فإِنَّكَ مِنْ طِينٍ ، خُلِقـتَ ، وَمَـاءِ
لَقَـلّ امـرُؤٌ تَلقَـاهُ لله شَاكِـراً=وقَلّ امـرُؤٌ يَرْضَـى لَـهُ بقَضَـاءِ
وللهِ نَعْمَـاءٌ عَلَينَـا عَظِـيـمَـةٌ=وللهِ إِحسَـانٌ وَفـضْـلُ عَطـاءِ
وَمَا الدَّهرُ يَوماً وَاحِداً فِي اختِلافِـهِ=وَمَا كُـلّ أَيَّـامِ الفَتَـى بسَـوَاءِ
وَمَا هُوَ إِلاَّ يَـوْمُ بُـؤسٍ وَشـدَّةٍ=وَيَوْمُ سُـرُورٍ ، مَـرَّةً ، وَرَخـاءِ
وَمَا كُلّ مَا لَمْ أَرْجُ أُحـرَمُ نَفْعَـهُ=وَمَا كُلّ مَا أَرْجُـوهُ أَهـلُ رَجـاءِ
أَيَا عَجَبـاً للدَّهـرِ لاَ بَـلْ لِرَيْبِـهِ=يُخَرّمُ رَيـبُ الدَّهـرِ كُلَّ إِخـاءِ
وَشَتّتَ رَيبُ الدَّهـرِ كُلَّ جَماعَـةٍ=وَكَدّرَ رَيـبُ الدَّهـرِ كُلَّ صَفَـاءِ
إِذَا مَا خَلِيلي حَلَّ فِي بَرْزَخِ البِلَـى=فَحَسبِي بِهِ نَـأيـاً وَبُعْـدَ لِقَـاءِ
أَزُورُ قُبُـورَ المُتْـرَفِيـنَ فَـلاَ أَرَى=بَهاءً ، وَكَانُوا ، قَبـلُ ، أَهل هَـاءِ
وَكُـلُّ زَمـانٍ واصِـلٌ بِصَريـمَةٍ=وَكُـلُّ زَمـانٍ مُلطَـفٌ بِجَفَـاءِ
يَعِزُّ دِفَاعُ المَـوْتِ عَنْ كُلّ حِيلَـةٍ=وَيَعْـيَا بِـداءِ المَـوْتِ كُـلُّ دَواءِ
ونَفسُ الفَتَـى مَسـرُورَةٌ بِنَمَائِهـا=وللنّقْـصِ تَنْمُـو كُلُّ ذَاتِ نَمـاءِ
وَكَم مِنْ مُفَدًّى مَاتَ لَمْ يَرَ أَهْلَـهُ=حَبَـوْهُ ، وَلاَ جَـادُوا لَـهُ بِفِـدَاءِ
أَمَامَكَ ، يَا نَوْمـانُ ، دَارُ سَعـادَةٍ=يَدُومُ البَقَـا فِيـهَا ، وَدَارُ شَقَـاءِ
خُلِقتَ لإحدَى الغَايَتَينِ ، فَلاَ تَنـمْ=وَكُنْ بَينَ خَوْفٍ مِنهُـمَا وَرَجَـاءِ
وَفِي النَّاسِ شَرٌّ لَوْ بَدَا مَا تَعَاشَـرُوا=وَلَكِنْ كَسَـاهُ اللهُ ثَـوْبَ غِطـَاءِ