[الطائر المهاجر]

من الدلالات التي تدل على التخلف الفكري بين الناس أن نجد البعض يقسم الناس إلى
فئات ويضع لكل فئة معيارا معينا في تعامله معها ، انطلاقا من افكار خاطئة او انطباعات
وقتيه مع اشخاص معينين فيعمم على كل الفئة. ليش مشكلة أن تكون بدويا او حضريا او أبيض أو اسود
ولكن المشكلة أن تكون رجعيا في تفكيرك ولا تحاول تطوير مفاهيمك لتستمر بنفس تفكير من سبقك
ممن لم تتح لهم فرصتك للتعلم والتثقف والإرتفاع بمستوى تفكيرك . من المتعارف عليه ان سياسة فرق تسد
التي انتهجتها الحكومة البريطانية عندما كانت تستعمر معظم الكرة الأرضية ، لاتزال تجد من يدور في فلكها
قد يكون بقصد ام بغير قصد ، لكنها من اقذر اساليب تعامل الإنسان مع أخيه الإنسان. ولو تأملنا في تطور
تاريخ تطور الإنسان لوجدناه مر بعصور مختلفة ابتداءاً بالعصر الحجر ، مرورا بمرحلة التنقل ثم اخيرا الإستقرار.
فمن كان يتنقل بحثاً عن الكلأ هو اخ لمن استقر وفلح الأرض او اتخذ من النجارة مهنة له ومثلهم من وجد في البحر
ضالته... الخ من المهن التي يجد الإنسان نفسه فيها.
الى متى سنظل نخدم فكرة : فرق تسد ؟ ألم يحن الوقت لكي ندرك أن بني آدم يرجعون لأب واحد وام واحدة ،
الم نحاول التفكر في ما آل إليه وضعنا من التشرذم ، في وقت نرى فيه اعدائنا وقد سيطروا علينا ، لأنهم
نبذوا هذه العنصرية المقيتة ، التي نحن الأولى أن ننبذها ما دمنا نؤمن بالله واليوم الآخر وما ورد في كتاب الله
الكريم من آيات تحضنا على نبذها ؟ اليس تجاهلنا لما يأمرنا الله به ، هو أحد العوامل التي ادت بنا إلى وضعنا الحالي ، من تدهور وانحطاط ، نستجدي عدونا عسى أن يرحمنا ، في وقت كنا فيه سادة العالم حينما كنا ننبذ
هذه العنصرية المقيتة ..
موضوع هام يستحق أن نناقشه وان نعمل سوية كطبقة مثقفة ليكون لنا دور في التلاحم والتقارب مع بعضنا
وبين افراد مجتمعنا ، من خلال رؤية موضوعية تساعدنا على عدم تمكن العبارة الإستعمارية "فرق تسد" من
ان تستمر شرارة توقد نار الفرقة بيننا...