عرض مشاركة واحدة
قديم 15-01-2010, 07:09 PM   رقم المشاركة : 395
مروان الشيخ
شاعر
 الصورة الرمزية مروان الشيخ





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  الحالة :مروان الشيخ غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: كشكول مروان الشيخ


كنت قد فقدتها في ذلك الصيف
فلا وسيلة للاتصال الا ان اقابلها صدفة في أماكن كنا قد اعتدنا عليها في سنوات الوصال ,

وهي لم تعد تعمل موظفة استقبال في تلك العيادة البائسة على ناصية شارع الزبداني

كما اخبرتني موظفة جديدة تجلس في مكان(..)

كانت الموظفة البديلة فتاة في العقد الثاني من العمر

تجلس خلف مكتب حقير وحقيقة أبالغ عندما أقول عنه مكتب

كانت تلبس كنزة بيضاء بكم قصير

يكشف عن سواعد بيضاء ملساء لذيذة ككل بنات الزبداني تقريبا

خرجت من عندها يائسا , وفي نظراتها كلام كثير

كأن تقول وماذا يعجبك في تلك ال(..) فأنا جميلة ومتوفرة!!

في الطريق كنت انظر لكل الوجوه

في شوارع الزبداني الضيقة والمليئة بالمارة من السياح الخليجيين

ورجالهم السمر منتفخي الكروش ونسائهم المتلفعات بالسواد

الا عن عيون واسعة ملونة بألوان الطيف السبعة

لم يكن نظري يستهدف السياح ولا كبار السن ولا الرجال ولا الاطفال

فقد كنت أبحث عن (..) في طيف كل فتاة مقبلة او مدبرة

انتصف النهار وشعرت بالحر الشديد وأنا اجوب الشوارع والأزقة

ومحلات بيع الملابس والأستديوهات مكان عملها الأسبق ومكان لقائنا الأول

وبعد عناء انعطفت يمينا تجاه الميدان

وجلست في مقهى مطل على التقاء شوارع الزبداني الرئيسيىة الأربعة

وطلبت فنجان من القهوة المرة وكوب ماء بارد

وجلست ارتشفها ببطئ ومرارتها تزيد من مرارة فراق(..) وفقداني للأمل في لقائها ثانية

مر وقت وأنا لا أشعر به الا مع انقضاء فنجان القهوة وطلب الآخر

وصوت النادل المتملق (بدك شي استاز..) (مو على عيني)


اسبوع كامل وأنا أتردد على نفس الشوارع ونفس المحلات ونفس الوجوه الباردة ابحث عنها

, حتى بأنفي علّي اشمها في نسمة عليلة من نسمات الزبداني الصيفية

وفيما النادل يقدم لي الفنجان الرابع أو الخامس

وقد انحنى امعانا منه في التملق لعله يحظى من ذلك الخليجي الساهي بمال يكفيه قوت شهره

رأيتها تمشي بخطى سريعة كعادتها

وقد لبست نظارتها السوداء التي كنت قد اشتريتها لها قبل عامين من سوق الحمراء وسط دمشق

فأنا وصلت حد اليأس وبدأت فعلا

من الليلة الفائتة بالاستعداد للانتقال من تلك الضاحية الى وسط الشام فالزبداني لاتعني شي بدونها

وكم هم سخفاء هؤلاء السياح وهم يتزاحمون كل صيف في هذا المكان دون ان يكون لهم(..) مثلي!!

اصبت برعدة سقط من قوتها الفنجان الساخن على الطاولة القذرة

واندلق جزء يسير منه على قميصي وأمام دهشة النادل قفزت من مكاني وانا اقول (..) (..) (..






توقيع مروان الشيخ
 
شكرا استبرق:)
  رد مع اقتباس