شكرا لكم على كريم الحضور والتفاعل
إن قمة تمتع الإنسان بالصحة النفسية الجيدة هو قدرته على الموازنة بين تلك العناصر الثلاثة ،
فلكل مقام مقال ، فعند الجد تجد الجد وعند الهزل تجد الهزل ، وعند الرغبة في الوقوع في امور لاتقرها المبادئ
الإنسانية ، يتحرك عنده الضمير ، لمنعه . وبالطبع الوصول إلى هذه الدرجة من النضج الشخصي لاتأتي إلا بعد عمر طويل مرورا بمختلف التجارب الإنسانية . لذلك حينما نرى شاب او شابة تحت سن الثلاثين يشتكون من قوة الضمير او النفس اللوامة وكثرة محاسبتها لهم ، فهذا أمر طبيعي ، فالعناصر الثلاثة تستمر في صراع ، حتى يصل الإنسان إلى سن الرشد ، فلما اشده وبلغ اربعين عاما . إذا يبنغي أن نقلق على كثرة عتاب ضميرنا لنا على افعال
قمنا بها بالأمس ، ونحاول الإستفادة ممن هم اكبر منا للحكم على هذه الأعمال ، لأننا إن استسلمنا لتأنيب الضمير ، أصبحنا نعيش صراعات نفسية لاتنتهي . وكلنا يعلم أن الله سبحانه وتعالى قادر أن يخلق الخلق فلا يرتكبون الخطايا ، وفي الحديث الشريف ، لو لم تذنبوا وتستغفروا لأتى الله بخلق يذنبون فيستغفرون فيغفر الله لهم ، وهذا دلالة على أن لامخلوق معصوم من الخطأ ، فأينما وجد الإنسان وجد نفسه مع الأخطاء وعلينا أن نتقبل ذلك بصدر رحب ، فما كان بيننا وبين الله نستغفره ، وما كان منا ضد الخلق نعتذر لهم ، وما كان ضد أنفسنا ، فعلينا
الإستفادة من تجاربنا وعدم الوقوع فيه مرة اخرى .
عرفنا هنا اذا كانت الأنا العليا او الضمير أو السوبر ايقو ، هي المسيطرة أي الظاهرة على غيرها ، ولكن ماذا يحدث لو طغت الأنا ، هنا نجد الإنسان يكون انانيا متمركزاً حول الذات ، وقد يتطور لديه اضطراب البرانويا .
وهنا يجعلنا نستدرك قولنا السابق ونؤكد على أن النفس المطمئنة ليست الأنا ولكنها حصيلة التوازن بين تلك العناصر التي ذكرناها.
بالنسبة لسؤال اختي الرموح : "هل طبيعة البشر سبب في وجود نوع ( النفس بنوعها المحدد ) ؟"
العناصر الثلاثة موجودة في الإنسان منذ ولادته لكنها تتأثر قوة ونقصاً بالعديد من العوامل مثل التربية والبيئة
الإجتماعية المحيطة.