هَلْ أُدْرِكُ القَصْدَ فِي حِبْرِي وَتَسْطِيرِي = فِي رَوْعَةِ الشَّهْرِ فِي الأَضْوَاءِ وَالنُّورِ
فِي هَزَّةِ القَلْبِ لَمَّا ذَابَ مِنْ كَلَفٍ = وَمِنْ حَنِينٍ وَوَجْدٍ غَيْرِ مَسْتُورِ
فِي رَجْعَةِ النَّاسِ مِنْ إِثْمٍ وَمِنْ صَلَفٍ = إِلَى الطَّهَارَةِ فِي حَزْمً وَتَغْييرِ
إِلَى المُنَاجَاةِ حَيْثُ القَلْبَ مُتَّجِهٌ = لِحَضْرَةِ القُدْسِ رَاجٍ كُلَّ تَطْهِيرِ
حَيْثُ المَلائِكَةُ الأبْرَارُ خَاشِعَةٌ = تُسَبِّحُ اللهَ فِي شُكْرٍ وَتَكْبِيرِ
حَيْثُ التَّرَاتِيلُ وَالقُرآنُ تَرْفَعُهُ = حَنَاجِرُ الخَوْفِ أَنْدَى مِنْ مَزَامِيرِ
وَالعَيْنُ فِي دَمْعِهَا الفِضِّيِّ غَارِقَةٌ = بَيْنَ الرَّجَاءِ وَخَلْجَاتِ الأَسَارِيرِ
وَفِي المَحَارِيبِ قَوْمٌ سُجَّدٌ عَكَفُوا = عَلَى المُنَاجَاةِ يَا سَعْدَ النَّحَارِيرِ
طُوبَى وَمِنْهُمْ إِلَى الإِنْفَاقِ وِجْهَتُهُ = لا يَعْرِفُ البُخْلَ فِي حِرْصٍ وَتَقْتِيرِ
لَمْ يَجْعَلِ المَالَ قَيْدَاً دُونَ غَايَتِهِ = وَمَا اسْتَظَلَّ بَأَوْرَاقِ المَعَاذِيرِ
تِلْكَ النُّفُوسُ لَهَا فِي صَوْمِهَا هَدَفٌ = هُوَ السَّلامُ وَجَنَّاتِ الأَزَاهِيرِ
تِلْكَ النُّفُوسُ إِذا مَا الضُّرُّ دَاهَمَهَا = تَعُوذُ بِاللهِ مِنْ بُعْدٍ وَتَقْصِيرِ
وَمِنْ خُضُوعٍ لِشَيْطَانِ الهَوَانِ وَمِنْ = ثَوْبِ الغُرُورِ وَمِنْ كَيْدً وَتَزْوِيرِ
وَمِنْ خُنُوعٍ لِغَيرِ اللهِ فِي سَفَهٍ = أَعَاذَنَا اللهُ مِنْ وِرْدِ المَطَامِيرِ
شَهْرُ المَفَازَةِ وَالرُّضْوانُ غَايَتَنَا = أَعَادَكَ اللهُ يَا عَالِي المَقَادِيرِ
وَحَقَّقَ اللهُ مَا نَرْجُوهُ فِي عَجَلٍ = نَيْلُ الكَرَامَةِ وَالإِحْسَانِ وَالحُورِ