بسم الله الرحمن الرحيم
هذه احدى تجاربي السابقة التي مررت بها في حياتي ...وآتمنى أن يكون فيها العظة والعبرة
عندما تتراقص الأضداد
من أقسى تجارب الانسان في حياته..تجربة المرض التي يذوق فيها طعم الألم..وطعم الخوف..وطعم اليأس وطعم الحب أيضاً..حب الحياة وحب الآخرين..ممن يعرفهم المريض وممن لا يعرفهم من الناس وصدق من قال "لقد ذقت الطيبات كلها فلم أجد أطيب من طعم العافية"..
ولقد كانت لي تجربة مع المرض والألم والخوف..واليأس والحب ..حب الحياة وحب الأهل والمعارف وكل الذين عرفتهم في حياتي.
وأعمق ما يكون الشعور بذلك كله ..أثناء المرض و أثناء العلاج طلباً للعافية..حين يكون الانسان المريض في زهرة شبابه..زهرة لم تكتمل براعمها النضرة الندية تفتحها الساحر الجميل بعد.
واذا كنت أتحدث عن تجربتي الخاصة مع المرض والعلاج فليس ذلك لانني أي شيء أكثر من مجرد انسانة بسيطة عادية جداً ولكنني انسانة عاشت تجربة انسانية مع الالم والخوف والامل ومع الحب الصادق للحياة وللآخرين.
وتجاربنا الانسانية هي ذكرياتنا ..هي رصيدنا من الحياة الذي يبقى لنا حين نبلغ من العمر ذلك الحد الذي يقربنا جداً من الخاتمة المحتومة على كل حي في الوجود الحي.
وكما ان الانسان بدون ماضي لا مستقبل له فان الماضي بدون تجارب وذكريات لا قيمة له في حساب العمر والحياة حتى لو كان هذا العمر قرناً كاملاً من الزمان.
فالمرض ضعف والضعف مذل على كل حال والانسان لم يخلق ليكون ضعيفاً او ليحكمه ضعفه ويقيده الى حالة من الذل.
وهنا تتجلى حكمة الايمان بالله..ولو شاء الله لخلقنا بدون ان نعرف معنى الايمان او معنى يفيده ولكننا في هذه الحالة لن نعرف معنى كلمة انسان او قيمة للانسانية ,,ولن تفضل الحيوانات والحشرات والجمادات في شيْ!
فبالايمان نعرف انفسنا ونعرف الحياة,,ونعرف قيمتنا وقيمة الآخرين وبالمعرفة وحدها من تجربتي القاسية مع المرض والالم وحب الحياة والامل في العافية ..بالمعرفة وحدها نتحرر من ضعفنا ومن كل اسباب هذا الضعف..وبالمعرفة نحس أننا أقوياء دائماً.
وندرك معنى أن نحب الحياة ,,ومعنى ان نحب بعضنا ومعنى أن نعمل الخير لنا وللآخرين خلال عمرنا في الحياة طال أم قصر..
كانت تجربتي مع المرض , مراجعة بالغة الحساسية مع النفس والنيات التي أطويها في قلبي وضميري والأماني والأحلام التي أرجوها في حياتي وكانت التجربة حقلاً لكل ذلك وحقلاً لنفسي وتطهيراً لقلبي من كل ذرة ضعف وخوف,,وعلقاً بأيماني بالله وبنفسي وبأهلي ومعارفي وبالناس جميعاً وايماناً بالخير في الانسان أي انسان حتى لو بدا لنا شريراً لأن الشر طاريْ على الفطرة السوية وعلى الطبيعة الانسانية ولأنه رمز الضعف دائماً وحين نتحرر من ضعفنا نتحرر من رموز كثيرة للشر في سلوكنا وتصرفاتنا وفي معاملاتنا.
انني الآن بعد الشفاء أشعر انني أقوى ايماناً بالله وبالخير وأعمق حباً للحياة والانسان.
واتي اليوم وقد بلغت بحمدالله_العافية أضحك من نفسي أو في الحقيقة من ضعف نفسي حين كنت ابتسم خوفاً للالم..وأضحك أكثر حين اراني بعين الخيال وانا ابكي فرحاً بالعلاج وانتظاراً للشفاء وتعلمت أن لا أخذ الأشياء بمظاهرها أو حتى المعاني بالفاظها التي تعارفنا على ولادتها دو مجرد اجتهاد في إعادة النظر في تلك الدلالات.
أريد أن أقول ان الضحك ليس مصدره السرور والفرح دائماً وان البكاء ليس مصدره الحزن والآسى دائماً وبالمرض والألم وبالشفاء والعافية تعلمت هذا في تجربة كان مسرحها غرفة العمليات بمستشفى الملك فيصل حيث ملائكة الرحمن من البشر هناك الذين جعل الله على ايديهم شفائي..فالشكر لله ثم لهم ولكل الذين سهروا حولي رجاء واملاً في حياة عريضة جديدة مقبلة ..باذن الله.
كما آاتمنى لجميع المرضى الشفاء العاجل وأن يقويهم الله بالايمان الصادق