التقاعد هو فرصة للمرء ان يخلو بنفسه ليتعرف عليها عن كثب
فيعرف قدراته ومواطن الإبداع لديه
ويتفرغ لمكتسباته من اسرة وأولاد ليعطيها حقها
وكل ذلك قد لايتسنى له فعله وهو على رأس العمل
وإذا كانت الأنظمة العسكرية تجيز الإحالة على التقاعد المبكر
فذلك أن العسكري لايملك قرار نفسه منذ ان التحق بها ، لذلك
فيفترض ان يكون مهئ لمثل هذا القرار ، ولكن لم اعهد عسكري
احيل للتقاعد المبكر إلا لأنه لم يتقيد بالأنظمة التي تحتم عليه
ان يكون مطواعا لرئيسه ، فالطاعة العمياء اهم ركن في الحياة العسكرية
او ان يرتكب اعمال خاطئه ، لايمكن ان تصدر من رجل امن او رجل دفاع عن الوطن.
اما المدني فإن ارتكب مخالفة فإنه يجازى ولا يتم احالته للتقاعد
وقد تكون المخالفة كبيرة فيفصل من العمل ولا تفاعد له ، اما من سار في المسار
الصحيح فإن سن الستين وابتعاده عن عمله ، لايعني نهاية الدنيا ، فقد رأينا الكثيرين
ممن عملوا بعد هذا السن وكونوا ثروات طائلة بعدما تفرغوا ، او نراهم وقد ابدعوا
كمفكرين او كتاب او شعراء ...الخ
وبالتالي يفترض ان كل من اقترب من سن التفاعد ان يكون مجهز نفسه للإنتقال لهذه
المرحلة بهدوء ، ليستغلها افضل استغلال.
إذاً فالتقاعد ليس موتا ولكنه بعث من جديد لمن احسن استغلاله
شكرا لك
تحياتي