[طَعْمُ المَسَاءِ]

مَرْحَبَاً يَا أَبَا مُعَاوِيَّة

كُلُّ عَامٍ وَ أَنْتَ الأَطْهَر ..../

الصُّورَّةُ مُتَضِحَةٌ مُذْ زَمَنٍ لَيْسَ بِقَرِّيبِ

وَ لَعَلَّ عَوْدَتِي هُنَا .. يَتَقَبَّلُهَا صَدْرُ صَفْحَتِكَ بِرَحَابَةٍ كَمَا اعْتَدْتُ عَلَى ذَلِكَ مِنْ قِبَلِكَ

فَاضِلِّي

أُدْرِكُ تَمَامَ الإِدْرَاكَ بِأنَّ رَاجِي الحَاجّ لا يُلْقِي بِاللَّوْمِ عَلَى الحُكُومَةِ السُّعُودِيَّة

وَ أُدْرُكُ تَمَامَاً أَنَّ ذَلِكَ مِنْ " شَأْنِهِ " إِنْ فَعَل ..

وَ لَكِنْ أَنَا هُنَا لأَقُول وَ أُكَرِّرُ

أَنَّ تَكالِيفَ فَرِيضَةُ الحَجِّ مُذْ زَمَن القَوَافِلِ كَانَتْ مُرْهِقَة ً

وَ مَازَالَ هَذَا الأَمْرُ مُسْتَمِراً حَتَّى عَصْرُنَا الحَالِّي

كَمَا أَنَّ تَكَالِيفَ الحَيَّاةِ يَا سَيِّدِي بَاتَتْ ثَقِيلَّة وَ خُصُوصَاً ِفِي لُجَجِ الأَزْمَةِ الاقْتِصَادِيَّةِ العَالَمِيَّة

حَتَّى عَلَى " أَصْحَابِ الحَمَلاتِ " أَنْفُسِهِم ..

نَحْنُ كَسُعُودِيينَ .. نَنْتَسِبُ لِتِلْكَ الحَمْلاتِ بِأْمَوَالٍ تُقَدَّرُ مِنْ ثَمَانِيَّة الافٍ لِعَشْرَةِ الافِ رِيَّالِ

للفَرْدِ عَلَى أَقَلِّ تَقْدِير

فَكَيْفَ بِتِلْكَ الحَمَلاتِ التِّي تَسْتَقْطِبُ الحُجَّاجَ مِنْ خَارِجِ البِلادِ ..!!

ثُمَّ أَنَّ تِلْكَ الحَمَلاتِ لَدَيْهَا الْتِزَامَاتٌ ثَقِيلَةٌ هِيَ الأُخْرَى

فَوَسَائِلُ النَّقْلِ مُسْتَأجَرَة .. وَ الخِيَامُ كَذَلك ..

وَ مَصَارِّيفِ المَأْكَلِ وَ المَشْرَبِ وَ الحَمَلاتِ الدَّعَوِيَّةِ ..

وَ غَيْرِهَا الكَثِير ..

كَانَ الأَوْلَى يَا سَيِّدِي أَنَ نَقِفَ هُنَا

لِنُلِقِي اللَّوْمَ عَلَى ذَاكَ " الفَقْرِ اللَّعِينِ " الذِّي أَثْقَلَ كَاهِلَ الدُّولِ العَرَبِيَّةِ

وَ جَعَلَ مُوَاطِنِيَّهَا عَاجِزُينَ عَنْ القِيَامِ بِفِرِيضَةِ الحَجِّ

وَ دُمْتَ بِكُلِّ خَيْرٍ أَيُّهَا الطَّاهِر

احْتِرَامِّي وَ عَمِيقُ وَقَارِّي