مذكرات طفل
( الحلقة الثالثة والعشرون )
من زاوية الذاكرة عبر الأيام
سأتطرق للزواج في القرية وموقف حدث في احد الزواجات :
في ذلك الوقت كانت روح الجماعية والتعاون موجودة
وكان الأهالي كل واحد منهم يحضر مايوجد عنده من فرش ودلال وابريقات وكاسات شاي وفناجيل قهوة وقدور للطبخ وصحون للتقديم
وكل واحد منهم يكون مسؤول عن شغلة معينة.
فهم يجتمعون يوم الزواج نساءً ورجال من الصباح ويذبحون الذبائح ويجزرونها ويوقدون النار ويبدؤون في إعداد الطعام وهناك من يعد القهوة ويكون الرجال في بيت شعر خارج المنزل واذكر إن هناك بيت شعر كبير أو مايعرف بالصيوان فهو خاص بالمناسبات لأهل القرية وكان يوجد في القرية واحد يستعمله الجميع 0
موعد تقديم الأكل ليس بالليل كما هو معروف الآن ولكن يكون بعد صلاة العصر مباشرة وتكون الزفة اما قبل الحفل بيوم او بنفس اليوم بعد صلاة العشاء وبعد ذلك يقوم الرجال بالعرضة النجدية
والسامري ويستخدمون الطار أو الدف0
أما النساء فيكون الرقص بعد الزفة مباشرة وتقوم احد النساء أو من تحفظ القصائد بالغناء مع النساء بس المساكين ماعندهم طار
كل اللي عندهم احد القدور أو الصحون تطق عليه حتى يدوخ رأسها
وتسود يدينها لان القدر توههم شايلينه عن النار ومصدي0
مايميز الزواجات في القرى قديما اليد الواحدة وروح التعاون 0
ومن المواقف التي وجدتها في زاوية الذاكرة هذا الموقف :
كان هناك زواج لابن أمير القرية وكان الجميع كالعادة متواجدين المهم في
الليل وبعد الزفة ايوه قبل لا انسى ( المكان المعد للعريس أو الجناح الملكي هو خيمة خارج المنزل يقضي بها شهر العسل )
نرجع لموضوعنا بعد الزفة كنت أنا وأخي وكان عمري في ذلك الوقت عشر سنوات وأخي اكبر مني ومعنا مجموعة من أبناء القرية
المهم اتفق البعض على أن يذهبوا في مغامرة خطيرة وهي
التلصص على خيمة العريس 0 فكرة شيطانية بس أنا رفضت وبعض الشباب كذلك رفضوا الفكرة والذهاب 0
ليست مبادئ وإنما خوف لأننا خابرين إن فيه دوريات وامن طرق
المهم راحوا هم وكانوا يضحكون علينا ويعايروننا بأننا خوافين
وماحنا رجال 0 أنا قلت إذا على الرجولة أنا متنازل عنها في سبيل إن احمي نفسي لأنه عمل غير سوي 0 (ايه هين ياعمل غير سوي لا والله مامنعني إلا الخيزران اللي أنا خابر 0)
الحاصل ذهب الشباب وتسللوا حتى وصلوا إلى خيمة العريس طبعاً الإنارة كانت سراج مافيه كهرباء جلسوا يبحثون عن ثقب لينظروا من خلاله بس القدر كان أسرع منهم فقد كفشهم أمير القرية وأخذهم إلى
غرفة في المنزل وجاب الخيزران ومحطهم تمحيط الله لاوريكم
حتى قالوا العيد بكرى 0 وجابهم لبيت الشعر وكانوا قدامه يمشون كالغنم
ويوم وصلوا عند الفئة العاقله اللي انا واحد منهم إلا ربعنا الأبطال اللي قبل شوي راجعين وهم معفوسين ووجيههم محمره والدموع بعيونهم قلت ايش فيه أكيد من الضحك واسألهم وكل واحد اسأله يبكي 0 ساعتها أيقنت أن امن الطرق كفشهم وقلت لهم هذا اللي كنت خايف منه ياغنم 0
إلى اللقاء في حلقة قادمة