السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: اخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي فقال: (كُن في الدنيا كأنك غريب او عابر سبيل)
وكان عمر رضي الله عنهما يقول: (إذا امسيت فلا تنتظر الصباح وإذا اصبحت فلا تنتظر المساء وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك)
قوله صلى الله عليه وسلم ( كن في الدنيا كأنك غريب او عابر سبيل )
الدنيا تغرُ. لماذا؟
لان الإنسان وهو فيها له قدرة ويقدر يعمل ويقدر يتكلم ويقدر يجري ويقدر كذا
ويظن ان هذا سيدوم له
نقول له: لو دامت لغيرك ماوصلت اليك
بل كل شيء قابل للأغيار
ومادام كل شيء قابل للأغيار فلا تعتر انت بما يمكن ان يزول منك
إن اغتررت بقوة فاذكر انك قد تضعف
إن اغتررت بصحة فاذكر انك تمرض
إن اغتررت بمال فاذكر انك قد تفتقر
إن اغتررت بسلطان فاذكر جيداً انك يمكن ان تخرج عن سلطانك برضاك او قهراً
فلابد ان تأخذ في بالك انك ابن أغيار ومادمت ابن أغيار فلا يغرك حال عن مال
بل لابد ان تجعل المال امامك وتستصحب معه حالك
ومادام حالك حسناً فاغتنمه لينفعك في مآلك
وقوله ابن عمر رضي الله عنه (وإذا امسيت فلا تنتظر الصباح)
يعني معناها كما قلنا : إن الموت ليس له حد
ومادام ليس له حد فانتظره في أي لحظة
ليس فقط لا تنتظر الصباح بل يقو: طرفة عين
انك إذا فتحتها بحياة لا تأمن ان تقبضها إلا بموت
فمادامت المسألة كذلك فانتهز فرصة وجودك على طريقة السلامة حتى تستعد الى وقت لاتنتفع لك فيه بقوة ولا بذاتية ولا بعلوم
وقوله (وخذ صحتك لمرضك)
مثل ماقلنا ايضاً
وقوله (ومن حياتك لموتك)
فالدنيا ساعة فاجعلها طاعة
الدنيا ساعة لأنني لا اعرف متى سأموت
ولذلك مامضى فات والمؤمل غيب ولك الساعة التي انت فيها الآن
الذي فات فات والآتي لا نعرف ماهو
فعمرك هو الساعة التي تعيشها
فاجعلها دائماً في مفيد لك ولا تجعلها في معطب
اللهم لا تشغلنا بأوقاتنا عما يأتينا من المستقبل واجعل حركتنا الآن مُجدية لنا فيما يستقبل من الزمان.
كتاب وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم
ثلاثون وصية من وصايا الرسول
محمد متولي الشعراوي
دراسة وتحقيق مركز التراث لخدمة الكتاب والسنة
مكتبة التراث الاسلامي
يكفيني جزاك الله خير