[مازن حجازي]

	سألتها مرة : هل تعرفيني ؟ فأجابتني بجواب متقطع وجمل قصيرة : نعم أعرفك أنت من مصر ! فقلت لها نعم أنا مصري المنبت ، وطني العروبة ، إسلامي الديانة أحب كل ذرة تراب على أرضي وأعشق كل نسمة هواء على سطحي أعرف معالم الحياة كما يعرفني العالم وأنت قالت أنا من فلسطين فتاة من غزة الحبيسة لا أعرف إلا حلم واحد التحرير لا أحب إلا شيء واحد الحرية أخبرتها بحقيقتها فأجابتني / بصمت قاتل أخبرتني أنها ولدت فى ضيعة خضراء وبستان زيتون ونور الشمس يشرق فى كل مكان أخبرتها بأني أحب الحياة وأحب فلسطين فقالت : هل زرتها ؟ قلت نعم : زرتها بروحي وعشقتها من كلامك فقالت وكيف لو رأيتها وعرفت طيبة اهلها وسماحة شعبها فقلت يا ليتني من هناك فقالت ولماذا ؟ أتحب أن تجوع ؟ أتريد أن تحاصر ؟ أتحب أن تشعر بالبرد حتى ترتعد فرائصك ؟ أتحب أن تعرى ؟ أتحب أن تموت ؟ أتحب أن نرى من نحب يقتلون وبقطعون ويشردون ؟ فقلت لا فقالت فيا ليتك تشعر بهم وتحس احساسهم وتنير دربهم وتواسي جريحهم وتضم أطفالهم إنهم من غزة يا أمتي غزة هاشم أرض الكفاح والدفاع أحلامهم حرية ودعواتهم حرية وطعامهم حرية فيا ليتني كنت منهم