الإمارة الخالدية الأولى
(1097 ﻫ 1093 ﻫهـ) (1669 م – 1793 م
الأمير براك بن غرير
(1079 ﻫ 1093 ﻫ) (1669 م – 1682 م)
الأمير براك يعتبر أول أمير من أمراء بني خالد حكم الإحساء وما حولها حكماً عربياً مباشراً بعد استسلمت له الحامية العثمانية أثر محاصرته لها وقتل الكثير من أفرادها(201) فأجلى العثمانيين الذين سيطروا على الإحساء قبل بني خالد مدة (80 عام)(202)، وفي السنة الثانية من حكمه غزا قبيلة الظفير جنوب غربي القصيم وفي طريق عودته غزا قبيلة كثير في سدوس أما في سنة 1676 م فقد غزا الظفير وأسر زعيمهم الشيخ سلامة بن مرشد بن سويط وأخيراً وفي عام 1677 م غزا عشائر الدرعية(203) ويبدو أن الأمير براك كان طموحاً لتوسيع حكمه وبسط نفوذه على قبائل المنطقة رغم أن فترة حكمه لا تعد طويلة إذا ما قيست بانجازاته في الحروب والغزوات التي وصلت قواته فيها إلى أواسط شبه الجزيرة ا لعربية أو بالجانب العمراني الذي اهتم به رغم كل غزواته الآنفة الذكر فقد أكمل بناء حصن الكوت ووسعه وهو الكوت الذي بناه شقيقه الأمير عقيل عام (1060 ﻫ)(204) وكذلك بنى قصراً كبيراً سمي باسمه يسمى موضعه الآن بالقلعة وبنى مسجداً بالقرب من هاذ القصر يعرف بمسجد براك(205)، ويذكر أن سنوات حكمه كثرت فيها الكوارث الطبيعية المجاعات والجراد والأوبئة إلاّ أن ذلك لم يثنه عن عزمه في القتال والعمران فكان أميراً قوياً حكم الإحساء ثلاثة عشر عاماً. توفي في عام 1682 م(206).
الأمير محمد بن غرير بن عثمان
(1093 ﻫ - 1202 ﻫ) (1682 – 1691 م)
تولى الحكم بعد وفاة أخيه براك عام (1093 ﻫ/ 1682 م)(207) وصال على أهل اليمامة(208) في منطقة الخرج وبعد أربعة أعوام من توليه الإمارة غزا عشائر سبيع حاير من وادي حنيفة ثم عاد الكرة فغزاهم في صيف سنة 1687 م في (حائر المجمعة) في سدير(209). واتبع الأمير محمد سياسة أخيه الأمير براك في توسيع نفوذ الإمارة الخالدية وتثبيت أركانها وتعرضت إمارته أيضاً للجراد والطاعون(210) ومات في عام (1691 م) فتولى بعده ابن أخيه ثنيان بن براك الإمارة(211).
ثنيان بن براك
(1102 ﻫ/ 1691 م)
لم يدم حكم ثنيان بن براك طويلاً غذ حكم عاماً واحداً فقد وقتل في إحدى غزواته عام (1102 ﻫ/ 1691 م)(212) وعلى ما يبدو حاول الأمير ثنيان زيادة مساحة نفوذ إمارته ولكن الموت كان أسرع منه ورغم قصر فترته إلاّ أنه قام بأكثر من غزوة وقول الأستاذ عبدالكريم محمود غرايبة في كتابه مقدمة تاريخ العرب الحديث، ج1، ص251 (إنه قتل في إحدى غزواته) خير دليل على ذلك.
الأمير سعدون بن محمد بن حسين بن عثمان
(1102 ﻫ - 1135 ﻫ) (1691 م – 1723 م)(213)
خلف ثنيان في حكم الإمارة الأمير سعدون، وكان والده (محمد بن حسين بن عثمان) الساعد الأيمن للأمير براك عندما أخرج العساكر العثمانية من الإحساء(214) قام سعدون بغزو الخرج والعارض والدرعية وأقام حلفاً مع امير العينية عبدالله بن معمر(215).
ودشن الأمير سعدون السنة الأولى من القرن الثامن عشر بغزو قبيلة الظفير في معركة نشبت في (بترا) بين رمال نفوذ السر كما أنه لم يترك زعيمهم سلامة بن سويط يستقر إذ هزمه في معركتين في موقعي (السلع والبترا)(216)، وفي عام 1718 م أدى الأمير سعدون مناسك الحج مع حجاج الإحساء وخيم معهم في ثادق وشعيب العتك(217).
وفي سنة 1126 ﻫ/ 1714 م غزا اليمامة وكان يصاحبه في غزوته هذه عبدالله بن معمر شيخ العينية(218) وفي السنة 1132 ﻫ/ 1719 م هجم على الدرعية وكانت تصاحبه مدفعية (219) وما أن حل عام 1721 م حتى قام الأمير سعدون بغزوة عامة وشاملة على نجد فأمضى الصيف محاصراً بنو كثير قاطعاً عليهم طريق العارض وجلب مدافعه فحاصر (عقربة) و(العمارية) وتوجه لغزو الدرعية ودمرت مدفعيته عدة منازل في قرى الظهرة والسريحة والملوي(220) وامتلاك قوات الأمير سعدون للمدفعية تدلل على عظمة قدراته التسليحية آنذاك وتوفي سعدون وهو يعد العدة لغزو نجد(221) في أوائل سنة 1723 م عن الأمير سعدون إذ يقول (والواقع إن سعدون قد ساس قبيلته وتولى الحكم فيها بصورة ممتازة لأكثر من ثلاثين عاماً ومن سوء طالع أبناء وطنه أن افل نجمه وغبات يده الحازمة من على دفة الحكم في اللحظة التي بدأ فيها الصراع الحقيقي لقيادة العرب).
هذا وعند مقارنة تاريخ هجرة العتوب إلى الكويت واستقرارهم فيه بحماية بني خالد نجد أنها حدثت في عهد هذا الأمير(222) وقد حصل نزاع على هذه الإمارة عقب وفاة الأمير سعدون بين ولديه دجين ومانع وبين ولدي محمد بن غرير وهما علي وسليمان(223) وطلب مانع ودجين مساعدة الظفير والمتنفق لهما(224)، وأخيراً استقر الأمر لعلي بن محمد بن غرير الذي ألقى القبض على دجين ومانع ولدي سلفة الأمير سعدون(225).
الأمير علي بن محمد بن غرير
(1135 ﻫ - 1148 ﻫ) (1723 م – 1736 م)(226)
تولى الأمر بعد وفاة الأمير سعدون وبعد صراع على الإمارة بينه وبين دجين ومنيع ولدي الأمير السابق(227) إذ حاول دجين في نهاية عام 1726 م الاستيلاء على الإمارة وبعد أن تمكن من إقناع قبائل الظفير والمنتفك للوقوف إلى جانبه وطالب (بعرش والده)(228) فضرب حصاراً على الهفوف في الوقت الذي أخذ حلفائه البدو يفتكون بالسكان وينهبون ما تناله أيديهم. ولكن انتصار علي وصمود السكان أدى بالتالي إلى هدنة توصل إليها الأميران(229) وبقيت الإمارة بيد الأمير علي الذي ساعد شريف مكة عام (1140 ﻫ/ 1727 م) في هجومه على قبائل الظفير في الخرج(230) وفي العام التالي أعلن الحرب على الظفير بعد أن جمع له حلفاء من قبيلة عنزة مما اضطر شيخهم ابن السويط للهرب إلى الرياض(231)، توفي علي عام 1148 ﻫ/ 1736 م(232).
الأمير سليمان بن محمد بن غرير
(1148 ﻫ - 1165 ﻫ) (1736 م – 1752 م)(233)
آلت السلطة إلى الأمير سليمان بن محمد بن غرير عقب وفاة أخيه الأمير علي فكان قوي الإرادة وذو نفوذ واسع وتجاوز نفوذه المناطق القريبة من الإحساء فوصل حدود العراق ونجد والشام(234) وخير دليل على هذا النفوذ القوي هو حادثة طرد الشيخ محمد بن عبد الوهاب(235) الذي كان يتمتع بحماية عثمان بن معمر شيخ العيينة(236) والتي سنقوم بسرد أحداثها في نهاية حكم الأمير سليمان وبصورة مختصرة لكونها حدثاً مهماً حدث في عهد هذا الأمير.
ومن الأدلة الأخرى على قوة إمارة بني خالد في هذه الفترة هو استمرار خضوع الكويت بصورة مباشرة لأمراء بني خالد(237) وفي عام 1165 ﻫ غدر المهاشير (وهم من بني خالد) بالأمير سليمان فهرب إلى بلد الخرج ومات فيه(238).
قصة طرد الشيخ محمد بن عبدا لوهاب من العيينة
كان الشيخ محمد بن عبد الوهاب في العيينة يتمتع بحماية عثمان بن معمر رئيس العيينة نفسها(239).
وعندما طلب الأمير سليمان بن محمد من عثمان بن معمر أن يطرد الشيخ محمد بن عبدا لوهاب فما كان من ابن معمر إلاّ أن يوافق على طرد الشيخ محمد بن عبدا لوهاب فالتجأ الشيخ المذكور إلى الدرعية ليحميه أميرها محمد بن سعود الذي رحب بلجوئه(240) والجدير بالذكر أن عثمان بن معمر لم يستطع مخالفة ما أمره به أمير بني خالد سليمان بن محمد بعد تهديد الأخير إليه بقطع المؤن التي تقدم إلى العيينة تلك المؤن المعطاة لأجل تأمين طرق تجار الساحل مع المنطقة الواقعة داخل الجزيرة العربية. وبطبيعة الحال هي ليست جزية فما كان من عثمان إلاّ أن وافق على الأمر وطرد الشيخ محمد بن عبد الوهاب(241) وعلى ما يبدو أن هناك أسباب غير مباشرة لطرد الشيخ المذكور وأسباب أخرى مباشرة فأما الأسباب غير ا لمباشرة فهي المبادئ التي نادى بها مثل هدم بعض الأضرحة(242) وغيرها. أما السبب المباشر فهو كما دونه د. أحمد مصطفى أبو حاكمة في تاريخ الكويت ج1، ص216-ص217 ما نصه (أثر عمل من أعمال العنف قام به الشيخ محمد عبد الوهاب بالعيينة رجمت فيه امرأة زانية حتى الموت أراد أعداء الدعوة الوهابية أن يقمعوها قبل أن يعم أمرها سائر بقاع نجد...) لذا فإن حادثة طرد الشيخ محمد عبدا لوهاب تعتبر بداية تأجيج الصراع بين بني خالد من جهة وبين السعوديين – وأعني به آل سعود أينما يرد ذكرهم – وحليفهم الشيخ محمد بن عبدا لوهاب صاحب الدعوة السلفية. وعبارة (الوهابية) أينما ترد أعني بها أتباع الشيخ محمد بن عبد الوهاب ودعوته السلفية.
الأمير عريعر بن دجين بن سعدون
(1165 ﻫ - 1188 (أ. ﻫ)) (1752 م – 1774 م)(243)
(وقعت اضطرابات في أراضي بني خالد كان من جرائها أن ظهرت شخصية قدر لها أن تكون شوكة قوية في عيون أعداء الإمارة الخالدية في السنوات التالية).
هكذا تحدث المؤرخ سنت جون فيلي عن الأمير عريعر بن دجين في كتابه تاريخ نجد في ص48 منه وهذا لعمري اعتراف صريح لا يرتقي إليه الشك بمدة قوة حكم هذا الأمير وحنكته صادر عن مؤرخ من يقرأ مؤلفه الآنف الذكر يستنتج تعاطفه مع أعداء الإمارة الخالدية إلاّ أن الأمير عريعر واجه في بداية ارتقائه عرش الإمارة بعض المعارضين فلم يستقر له الأمر بعد قتله زعير بن عثمان حفيد غرير وإجبار حمادة (وهو من بني خالد أيضاً) على الفرار إلى الشمال(244) وعلى الأرجح كان السعوديون وحلفائهم وراء هذا الصراع ونستدل على ذلك من تدخلهم في شؤون هذه الإمارة فيما بعد(245) وعلى أية حال فإن أول عمل قام به هذا الأمير بعد أن استقر له الأمر هو إرسال ابن عمه عبدالله بن تركي(246) على رأس حملة على الظفير غنم فيها بنو خالد الشيء الكثير(247) كان الأمير عريعر فارساً شجاعاً صبوراً لا يعرف اليأس ويمكن استنتاج ذلك من خلال دراسة فترة تزعمه للإمارة الخالدية ما قام به من أعمال رغم وجود منافسة له(248) من داخل قبيلته. إلاّ أن السعوديين وحلفائهم في فترة حكمه كانوا غير قادرين على شن الغزوات على الإحساء(249) ومع ذلك قام الأمير عريعر بثلاث حملات لإخضاع الدرعية، أولها كان عام 1172 ﻫ/ 1758 م حين تحالف مع زعماء عدة مناطق في نجد مثل الوشم وسدير والخرج والرياض محاولاً القضاء على نفوذ الدرعية فوصل جيشه القوي(250) وقوات حلفائه إلى الجبيلة في وادي حنيفة إلاّ أن تراجع أهل المحمل وثادق وإرسالهم بطلب الصلح مع الدرعية وإعلان تراجعهم وخضوعهم وموافقتهم على دفع غرامة كبيرة جزاء لما حدث منهم وكذلك إرسال الدرعية ساري بن يحي ممثلاً عنها إلى المنطقة فت في عضد عريعر ولم تنجح هذه المحاولة(251)
وحاول ثانية في عام 1178 ﻫ/ 1765 م وقاد جيشه الذي عززه بقوات من نجد كانت متذمرة من السعوديين وحلفائهم وكان هدفه الرئيس إسقاط الدرعية وفي نفس الوقت كان صاحب نجران حسن بن هبة الله المكرمي يتقدم بجيشه إليها والهدف كان مشتركاً بين الأمير عريعر وحسن بن هبة الله ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان إذ تراجع صاحب نجران ورغم ذلك قام الأمير عريعر بالهجوم وساندته قوات من حلفائه النجديين وحاصر الدرعية شهراً كاملاً وقصفها بالمدافع(252) ولكنه لم يتمكن من الاستيلاء عليها. وفي عام 1188 ﻫ/ 1774 م قام بشن هجوم كاسح على بريدة عاصمة القصيم وعزل أميرها عبدالله بن حسن وأسرته المؤيدة لآل سعود وجعل مكانه راشد الدريبي المناهض لنفوذ الدرعية وحظي عمل الأمير عريعر هذا في القصيم على تأييد في بعض مناطق نجد التي سيطر عليها السعوديون وحلفائهم(253) وفعلاً انضم تحت لوائه الكثير من النجديين ولكن إرادة الله أسرع إذ توفي في شهر أيار من نفس السنة (1774 م/ 1188 ﻫ) في الخابية أثناء إعداده العدة ليشن هجوماً عاماً كاسحاً على الدرعية وذلك بعد انسحابه من بريدة بشهرين(254).
الأمير بطين بن عريعر
(1188 ﻫ - 1188 ﻫ) _1774 م – 1774 م)
بعد وفاة الأمير عريعر بن دجين أًبح نجله الأمير بطين قائداً للجيش وقرر تنفيذ خطة والده في الاستيلاء على الدرعية ولكن عدم رغبة قبيلته حال دون ذلك. وعاد إلى الإحساء حيث مات مخنوقاً على أيدي أخوية سعدون ودجين(255)
الأمير دجين بن عريعر
(1188 ﻫ - 1188 ﻫ) (1774 م – 1774 م)
حكم هذا الأمير فترة قصيرة جداً إذ مات مسموماً ويعتقد إن أخاه سعدون هو الذي سمه(256) وهذا غير مستبعد إذا علمنا أن الدرعية كانت وراء الشيء الكثير من هذا القبيل والذي ظهر فيما بعد(257) ونلاحظ قصر فترة حكم الأمير بطين والأمير دجين من خلال ملاحظة وفاة والدهما عريعر بن دجين (1188 ﻫ/ 1774 م) واستلام أخيهم سعدون الإمارة (1188 ﻫ/ 1774 م) وهي نفس السنة.
الأمير سعدون الثاني بن عريعر بن دجين
(1188 ﻫ - 1200 ﻫ) (1774 م – 1785 م)
سار على خطى والده في صراعه مع السعوديين وحلفائهم وقاد بنفسه الحملات مراراً ضدهم، أو لإنقاذ بعض المدن التي تطلب الحماية والتخلص منهما(258) في عام 1778 م وصل أمير الإحساء سعدون بن عريعر إلى الخرج وأراد أن يعقد حلفاً مع زيد بن زامل وحلفائه ولكن هذا الحلف لم يتم ويذكر فيلي في كتابه تاريخ المجد ص71 ما نصه (ولسبب مجهول قرر الرجل أن يتفاهم مع عبدالعزيز فقبل أ تعقد بينهما معاهدة للصلح غير أنه لم يتم الإجتماع بين الزعيمين المتنافسين... الخ) ويعود في نفس المصدر والصفحة فيقول (إن سعدون كان ثائراً يتوقع هجوماً من الدرعية ولذا قرر العودة إلى الإحساء بسرعة في وقت حزيران وتموز فخسر الكثير من غنمه وجماله). ونحن نعتقد بأن الأمير سعدون حاول أن يكسب الوقت فس مسألة عقد الصلح بينه وبين عبدالعزيز حتى يتمكن من العودة بسرعة إلى الإحساء لأنه فعلاً كان يتوقع هجوماً على الإحساء في فترة غيابه وغياب قواته وإلا ما عاد في قمة أشهر الصيف حزيران وتموز وعرض غنمه وجماله للهلاك وما أن حل عام 1779 م حتى قرر الأمير سعدون القيام بهجوم على المجمعة المركز المهم للسعوديين وحلفائهم ويسانده في ذلك سكان حرمه وزلفى وحاصر المجمعة وحاميتها ثم انسحب(259) وبعد هذا بمدة وجيزة هاجم الأمير سعدون قوات عبدالله بن محمد والتي كانت قد أعدت لضرب زلفى لمشاركتها حرمة في الهجوم على المجمعة وألحق بها هزيمة كبيرة وقتل فيها قواد قوات الوشم والسدير وتمكن عبدالله من الفرار هو والقليل من أفراد جيشه(260). ونتيجة لما قام به الأمير سعدون من غزوات(261) ضد السعوديين وحلفائهم وما اتصف به جيشه من قوة اتخذ عبدالعزيز أسلوباً آخر وحسب رأي صاحب لمع الشهاب وكان هذا الأسلوب هو الرشوة والدس فبعث بالخطابات إلى أخوة سعدون وشيوخ آخرين من بني خالد يحثهم فيها على التمرد والثورة على الأمير سعدون فيقول عبدالعزيز في أحد خطاباته لهم (أليس سعدون أولى منكم في الحكومة بل كونوا أنتم حكاماً بأجمعكم فإن أبى عن ذلك فاصنعوا فيه ما يزل رأسه(262)، وعلى ما أشرنا فمن المعقول جداً أن تكون ثورة عبدالمحسن ابن سرداح ابن عبدالله آل حميد ودويحس ومحمد أخوي سعدون اندلعت بتحريض السعوديين وحلفائهم(263) ولكن هذه الثورة لم تنجح لولا مساعدة ثويني رئيس قبيلة المنتفق فكانت معركة جضعة(264) هي نهاية حكم سعدون الذي فر إلى الدرعية ولجأ إلى خصومه ثم توفي بعد فراره بسنة واحدة.
دويحس ومحمد ولدا عريعر بن دجين وخالهما عبدا لمحسن السر داح
(1200 ﻫ - 1204 ﻫ) (1785 م – 1789 م)
استخدم السعوديون وحلفاءهم كل جهودهم حتى يبقوا على الخلاف الذي نشب على الإمارة بين بني خالد فعبد المحسن بن سرداح بن عبدالله من آل عبدالله أما ولدا اخته دويحس ومحمد فهما من آل عريعر فنراهم تارة يحرضون بني خالد عل خلع عبدالمحسن ودويحس ومحمد وتنصيب سعدون بدلاً عنهم وتارة أخرى يحرضون القبيلة على تنصيب زيد بن عريعر بعد وفاة سعدون(265) ومن المعلوم أن عبدالمحسن السرداح كان هو الأمير الفعلي في فترة تزعم دويحس ومحمد إذ (لم يكن بأيديهما من الأمر شيئاً)(266).
انتهى حكم هؤلاء الثلاثة في عام 1204 ﻫ/ 1789 م بعد معركة نشبت بينهم وبين قوات الدرعية أسفرت عن خسارتهم وفرار عبدالمحسن ودويحس(267) وعلى أية حال فإن غزوات السعوديين وحلفائهم التي حدثت بين عامي 1787 م و1788 م كانت سريعة وقصيرة(268).
زيد بن عريعر بن دجين
(1204 ﻫ - 1208 ﻫ) (1789 م – 1792 م)
كان بنو خالد في عهده منقسمين على أنفسهم فتبع فريق منهم زيد الذي أقام في الإحساء وخضعت له المنطقة المحصورة بين العقير جنوباً والقطيف شمالاً، أما البدو النازلين في أراضي بني خالد الشمالية فكانوا يشكلون فريقاً آخر يدينون بالولاء لآل عبدالله وشيخهم الأول هو عبدالمحسن السرداح(269) ومع هذا لم يكن باستطاعة الأمير سعود أن يخضع الإحساء بأكملها وذلك لحصانة مدنها كالمبرز والقطيف والهفوف والعقير(270) وامتازت غزوات السعوديين وحلفائهم في فترة حكم الأمير زيد وفي الفترة التي سبقتها بين عامي 1200 ﻫ - 1208 ﻫ/ 1785 م – 1793 م بطابع من الإرهاب والقسوة وخير دليل على ذلك هجومهم على قرية الفضول وذبح أهلها والتدمير الذي أصاب حاصلات الإحساء بسبب هذه الغارات(271)، وفي عام 1793 م تقدمت على الإحساء قوة كبيرة من السعوديين وحلفائهم اشترك فيها أهل الدرعية وباقي المدن الخاضعة لها وبمساعدة براك بن عبدالمحسن الذي لعب دور الوسيط بن آل سعود وبني خالد في الإحساء(272)
وعلى أثر ذلك قام الأمير زيد بن عريعر بإستنفار جيشه لصد الهجوم القادم من نجد إلى الشرق أما أولاد عريعر دويحس وماجد ومحمد الذين عادوا من الزيارة(273) فقد كانوا على رأس قوة بني خالد في قلعة المبرز(274) ثاني مدن الإقليم بعد الهفوف والتي سارت إليها قوات السعوديين وحلفائهم لغرض إسقاطها، فخرج للقوة المهاجمة زيد بن عريعر إلاّ أنه لم يتمكن من صدها فعاد إلى (العاصمة)(275) ثهم هاجمت قوة من السعوديين وحلفائهم حصن المهيرس المنعزل وحاميته فلم تتمكن من إسقاطه لدفاع أهله المستميت. فهجموا على قرية البتالية وقرية جبيل وفي نفس الوقت أرسلت قوات من البدو لنهب أموال السكان وتدمير قراهم (بلا رحمة)(276) ومع هذا لم يتمكنوا من الاستيلاء على مدن الإحساء المحصنة لولا تواطئ براك بن عبدالمحسن الذي دخل المبرز حيلة(277) فغادرها أولاد عريعر ونصب براك(278) شيخاً على بني خالد. ويعتبر الأمير زيد بن عريعر بن دجين هو آخر أمراء بني خالد حكم الإحساء حكماً مستقلاً(279) وبانتهاء حكمه انتهى حكم الإمارة الخالدية الأولى والتي لها أن تعيش 124 عاماً ابتداءً من استيلاء الأمير براك على السلطة عام 1079 ﻫ/ 1669 م عندما هزم العثمانيون من الإحساء(280) وحتى سقوط الأمير زيد بن عريعر عام 1208 ﻫ/ 1793 م (وكان حكمهم حكماً صالحاً مرموقاً مهاباً بين جميع العشائر)(281) ولكن الدسائس والفتن انتشرت في أواخر حكمهم(282) فتحولت المنافسة المشروعة على الإمارة بينهم إلى صراع دامي أدى إلى ضياع مجدهم وأفول نجمهم.
براك بن عبد المحسن السرداح
(1208 ﻫ - 1211 ﻫ) (1793 م – 1796 م)
أراد براك بن عبد المحسن وبعد أن أصبح أميراً على الإحساء أو بتعبير أدق هو والي الإحساء التابع للسعوديين وحلفائهم(283) أراد هذا أن يستقل بالإحساء(284) محاولاً إعادة إمارة بني خالد إلى ما كانت عليه من قوة ومنعة في أيام مجدها الذي هدمه هو بنفسه حين شارك جيوش الدرعية في هجومها على الإحساء أبان حكم الأمير زيد فدخل المبرز حيلة(285) وشتت أبناء عمومته من آل عريعر لأجل كرسي الإمارة أو لثارات سابقة(286) فكان تشتت أولا عريعر ضعفاً لحكم براك ما بعده ضعف ووهناً ما بعده وهن. وهذه المحاولة لإعادة قوة الإمارة تمثلت باتصاله بدويحس ومحمد ولي عريعر ليقوما بثورة على السعوديين والمطاوعة (المرشدين) والجيش التابع لهما المقيم في الإحساء منذ حروب عامي 1792 م – 1793 م بعد قيامهم بهذه الثورة رفضت قبيلة السياسب وأهل المبرز الاشتراك بها واستسلم البعض الأخر من الثوار مثل صالح بن النجار قبل وصول الدرعية بقيادة إبراهيم بن عفيصان(287) حاصرت بعض مواقع الهفوف ورغم انشقاق السياسب وتخاذل صالح بن النجار إلاّ أن الرفعة والنعاثل قاتلوا إبراهيم بن عفيصان ولكنهم لم يتمكنوا منه(288) وأخيراً وبعد استسلام الإحساء وهروب براك بن عبدالمحسن طلب الأمير سعود من نجم بن دهيم أن يدله على كل من اشترك بهذه الثورة وبعد أن قام هذا بعمله عينه سعود والياً على الإحساء(289) وأخيراً قتل براك في إحدى غارات السعوديين وحلفائهم التي شنوها على سوق الشيوخ والسماوة عام 1212 ﻫ/ 1797 م لأنه انظم فيما بعد إلى جند السعوديين وحلفائهم(290).
هجرة آل صباح إلى الكويت واستقرارهم فيه بحماية بني خالد
1125 ﻫ/ 1712 م
ترك آل صباح وآل خليفة منطقة الهدار في مقاطعة الأفلاج التابعة لنجد نتيجة خلافات وخصومات مع أبناء عمومتهم فكان تركهم لديارهم ابتعاداً من المشاكل وتخلصاً من حوادث الثأر وهذا سبب اختيارهم الأول إلى قطر والتي كانت آنذاك تحت حكم آل مسلم من بني خالد(291) وبقيا هناك مدة من الزمن فلم يطب لهم المقام لخلاف مع حكام قطر(292) فأدى ذلك إلى تفكيرهم الجدي بضرورة إيجاد مأوى آخر غير قطر وفعلاً كان الاختيار الثاني هو كوت بني خالد فنزلا فيه(293) وكان ذلك بحدود عام 1125 ﻫ/ 1713 م واستقر بهم الحال هكذا بحماية(294) بني خالد في زمن أمرهم سعدون بن محمد بن حسين بن عثمان الخالدي (1691 م/ 1102 ﻫ - 1723 م/ 1135 ﻫ)(295) ومما لاشك فيه أن العتوب في تلك الفترة كانوا بحاجة ماسة لحماية بني خالد(296) فبقوا بكنف وحماية تلك القبيلة الواسعة الثراء الكثيرة العدد المهابة الجانب(297) مطمئني القلب قريري العين بعد أن عانوا أثناء تركهم قطر حياة اللااستقرار والجفاء وهم يجوبون الخليج العربي(298) وما أن مضت مدة على استقرارهم هذا حتى أهداهم الأمير ابن عريعر الكويت المسمى بكوت ابن عريعر(299) وتؤكد الكثير من المصادر التاريخية إن أمراء بني خالد بقوا يشرفون على هذا الحصن (الكوت) بصورة غير مباشرة ولم يتوانوا عن أي تقصير يصدر من آل الصباح قد يؤدي إلى ضياع هذا الكوت الذي بدأ ينمو إلى مدينة شيئاً فشيئاً(300)
الحلقة الخامسة ......
) فيقول الأستاذ يعقوب عبد العزيز الرشيد في كتابه تاريخ الكويت ص88 ما نصه (بعد أن علم ابن عريمر بوفاة صباح زم مطاياه إلى الكويت ليعزي
آله فيها فقابله عبدالله خارج البلد وليس معه إلا القليل من الرجال فأراد ابن عريمر تنبيهه إلى خطأه وإهماله وإن مقابلته لزائري بلده من غير استعداد يعد من خرق السياسة، سيما ومن المحتمل أن يكون فيهم من يتحين الفرص للقضاء عليه أراد ذلك وماذا عمل؟ قبض على شحمة أذنه وهزها هزة قوية دمعت منها عيناه وقد فهم عبدالله ما أراد فقال له أما أنت فوالدي وعبدالله يريد بقوله هذا إني إذا قابلتك ولم استعد فلأني مطمئن القلب منك وواثق بحسن نيتك، إذ أنت بمنزلة والدي وأما غيرك فأخذ حذري منه وأعد لمقابلته العدة) ويقصد الأستاذ يعقوب عبدالعزيز الرشيد في النص المذكور أعلاه بابن عريمر هو الأمير سعدون بن عريمر بن دجين(301) وفي الحقيقة يذكر هذه الرواية مؤرخون آخرون(302) فنستنتج من هذا أن حصن أو كوت ابن عريمر بقي تحت إشراف وحماية بني خالد ولفترة طويلة وأثناء وجود آل الصباح(303).
إذ إن مؤرخي تلك الفترة قد أشاروا في مؤلفاتهم إلى قوة بني خالد وسيطرتهم على منطقة الإحساء والكويت وحمايتهم لجميع المدن الواقعة ضمن هذه الرقعة الجغرافية بصورة غير قابلة للجدل(304) ثم أنهم أكدوا على وجود قوتين فقد حاولتا السيطرة على شرقي الجزيرة العربية(305) أحدهما قوة عريقة بدأ نفوذها في القرن السادس عشر(306) وهي قوة أخرى بدأت تظهر إلى حيز الوجود بعد منتصف القرن الثامن عشر(307) وهم السعوديون وحلفائهم الذين حاولوا بكل الطرق والوسائل(308) القضاء على إمارة بني خالد إلاّ أن هذه الإمارة ظلت صامدة بوجه هذه القوة ولفترة متأخرة إذ أنه حتى عام 1793 م لم يتمكن السعوديون وحلفائهم من الاستيلاء على أية قلعة تابعة لبني خالد بقوة السلاح(309) وبقيت المدن الواقعة على ساحل الخليج العربي بقيت بيد بني خالد والحكم الفعلي للمنطقة أًبح بيد أحد شيوخ بني خالد وهو زيد بين عريعر (1204 ﻫ/ 1789 م – 1208 ﻫ/ 1793 م) ومن ثم انتقلت إلى برا بن عبد المحسن الذي حكم بين (1208 ﻫ، 1793 م -= 1211 ﻫ/ 1796 م) وهذا يؤكد أن بني خالد قد حافظوا عل مدنهم حتى نهاية القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر.
نمو البناء وازدهار التجارة في العهد الخالدي
سكن قسم من بني خالد المدن والقرى وفضل البعض الآخر البقاء على حياة التنقل والترحال حسب توفر الكلأ والعشب وهذا بالطبع يرتبط بالظروف المناخية لتلك المناطق(310) وكانت المساحة الجغرافية التي تقع ضمن نفوذ إمارة بني خالد مترامية الأطراف وتمتد من الساحل المهادن جنوباً(311) إلى حدود الكويت والبصرة شمالاً وتتوغل غرباً حتى منطقة الصمان وعلى هذه المساحة شيدوا بعض المدن المهمة ومن الجدير بالذكر أن المدن في ذلك الوقت كانت بحاجة ماسة إلى من يحميها(312) من خطر غزو القبائل التي كانت تجوب الفيافي والقفار متخذة من الغزو سبيلاً لعيشها كما كانت تقتضيه حياتهم في تلك الفترة(213) فكان بنو خالد حماة تلك المدن من الداخل والخارج ومن المعلوم أن أول بناء شيد في الكويت(214) هو كوت ابن عريعر الذي أخذت الكويت اسمها منه(315) إذ بدأ بتشييده سنة 1060 ﻫ عقيل بن غرير(316) شيخ بني خالد الذي كان يبسط نفوذه على شرق جزيرة العرب وأكمل براك هذا ا لبناء بعد أن أصبح أميراً على الإحساء والكويت عام 1979 ﻫ(317) ويقع هذا الحصن بمواجهة الفرضة (دائرة الجمارك الحالية) ويروى أن عائلة المصيبيح والبورسي وهما من عوائل الكويت كانوا يحرسون الحصن طيلة أيام السنة من قبل آل عريعر(318) وعلى مر الأيام بني أول مسجد ثم البيوت فالأسواق(319) فكانت الكويت ومن المعلوم أن الأمير براك بن غرير الخالدي توفي سنة 1682 م قبل مجيء آل صباح إلى الكويت سنة 1713 م ولم يهد هذا الكوت إلى الأمير صباح بن جابر العتبي كما يقول الأستاذ عبدالله بن خالد الحاتم في كتابه من هنا بدأت الكويت ص8 ما نصه (ويروى أن هذا الحصن قدمه براك بن عريعر زعيم بني خالد وشيخ الإحساء والكويت هدية إلى الأمير صباح بن جابر العتبي بعد أن أعلن الأخير ولاءه آل عريعر ووقوفه إلى جانبهم إذا لزم الأمر.
وتذكر المصادر التاريخية والتي تعنى بدراسة الخليج العربي والجزيرة العربية على العموم أن حماية بني خالد لمدن الإحساء والكويت هذه الحماية التي وفرت الأمن والاستقرار هي التي أدت إلى ازدهار تجارة الكويت وبقية مدن الخليج(320)
كما لم تكن الكويت هي المدينة الوحيدة التي شيدها بنو خالد في الكويت بل أن هناك الكثير من المدن الأخرى فعلى سبيل المثال لا الحصر يذكر الزعيم محمود بهجت سنان في كتابه (الكويت زهرة الخليج) في ص26 ما نصه (شيد بنو خالد في هذه البقعة السهلة ذات المياه الوافرة مدينة (البهرة) الجهرة أقاموا فيها الحصون والمباني حيث كانت أكثر المناطق آهلة بالسكان ثم لو سرنا في كوت ابن عريعر جنوباً معقبين ساحل البحر لوصلنا بعد قطع مسافة 17 ميلاً إلى قرية آهلة تأتي أهميتها بعد الجهرة وتدعى بالفنيطس حوضا لملتقى وديان متعددة قادمة من الغرب نحو البحر فيها آبار عذبة دائمة المياه حتى في موسم الجفاف وعلى بعد أميال منها تقع قرية الفنطاس). ثم يقول (وهذه المواقع الأربعة يقصد بها كوت ابن عريعر والبهرة والجهرة والفنيطيس والفنطاس هي أهم المناطق الآهلة في إمارة الكويت في الوقت الحاضر أيضاً). ومن المدن والموانئ المزدهرة في ذلك الوقت والتي كانت تحت نفوذ وسلطان بني خالد ميناثي القطيف والعقير إذ كانا حلقتي الوصل بين الهند واليمن من جهة ومناطق نجد من جهة أخرى فكانت القوافل تحمل القهوة والسكر والتوابل إلى نجد عن طريق هذه الموانئ(221) وفي حماية بني خالد أيضاً كانت تنعم مدينة الزيارة الواقعة في قطر والتي بناها العتوب عام 1766 م فعظم شأنها في التجارة رغم قصر فترة حياتها والتي انتهت مطلع القرن التاسع عشر(322).
الإمارة الخالدية
(1819م -1830 م)
اضمحلت الصراعات الداخلية في الجزيرة العربية في نهاية القرن الثامن عشر بعد نهاية إمارة بني خالد الأولى وظهور السعوديين وحلفائهم كقوة محلية دينية وسياسية وحيدة في المنطقة والتي تمتلك قوة عسكرية بدأت تقلق الباب العالي في الاستانة بسبب الغارات المستمرة على العراق وبلاد الشام(323) الخاضعين في ذلك الوقت للحكم العثماني، إلاّ أن الدولة العثمانية آنذاك وبسبب ضعفها وانشغالها بمشاكل داخلية وخارجية لم يكن باستطاعتها أن توقف زحف السعوديين وحلفائهم فأسندت الأمر إلى واليها في مصر محمد علي باشا الذي وافق على الأمر في الحال لطموحه المتزايد في الاستياء على بلاد الشام والعراق والسيطرة على التجارة وطريق الحج الذي تأثر بسبب سيطرة السعوديين وحلفائهم(324) وأخيراً أعتبر محمد علي الجزيرة العربية هي مفتاح العراق وبلاد الشام(325) فأرسل بدوره حملة عسكرية يرأسها أبنه طوسون عام (1811 م)(326) ثم أعقبها بحملة ثانية عام (1813 م)(327) قادها بنفسه، وأخيراً حملة ابنه إبراهيم عام (1816 م) والتي أسقطت الدرعية في 15 أيلول عام 1818 م(328) وسقطت الإحساء والقطيف بعدها وفي أيلول عام 1819 م بدأ محمد بن مشاري بن معمر بإعادة إعمار الدرعية التي حطمها جيش إبراهيم بن محمد علي باشا واستطاع أن يثبت حكمه وخضعت له بعض البلدان(329) وعلى أثر انهيار الحكم السعودي في الإحساء بيد إبراهيم باشا عاد محمد وماجد ابنا عريعر لتزعم الإحساء وعادوا لإمارتهم الهفوف والقطيف(330) إلاّ أن قوة من الجيش المصري بقياد محمد كاشف قدمت إلى الإحساء اضطرت هذين الأميرين لترك الإحساء ثانية(331).
الأمير ماجد بن عريعر بن دجين
1819 م – 1830 م
غادرت الإحساء القوة المصرية بقيادة محمد كاشف بعد مدة وجيزة وعاد الأميران ماجد ومحمد لحكم الإحساء وقوي نفوذهما في المنطقة بعد أن تمكنا من إنهاء دور سيف بن سعدون زعيم السياسب بإلقاء القبض عليه والمعروف أن السياسب تظاهروا بدور المحايد في الثورة التي حدثت ضد السعوديين وحلفائهم إذ رفضوا الاشتراك بها ولكنهم نصروا السعوديين وحلفائهم إذ قام زعيمهم في حينها بإبلاغ الدرعية بالثورة فكانوا سبباً لفشل الثورة(332)، وعلى أية حال قرر الأمير ماجد القضاء على حركة ابن معمر فجهز حملة على الدرعية عام
1235 ﻫ/ 1820 م وأيد هذه الحملة أهل الرياض وحويملا والخرج ونحن نعتقد أن الأمير ماجد يعمل إن بقاء الدرعية معناه نهاية حكمهم للإحساء وما نهاية إمارة بني خالد الأول الأخير دليل على ذلك.
واستخدم ابن معمر الخديعة إذ وافق على ما أراده الأمير ماجد وكاتبه وأغدق عليه الهدايا(333) وعلى هذا ترك آل عريعر نجد وشؤونها لمدة عشر سنوات استفادت منها نجد في تقوية نفوذها(334) ويذكر سنت جون فيلي في كتابه تاريخ نجد ص174 الأمير ماجد بقوله (وجد ماجد نفسه يواجه تحدياً سافراً من فيصل الدويش حليف الأتراك القديم فقد خرج إليه على رأس جيش مختلط من قبائل مطير والعجمان فوقعت معركة الرضيعة في هضبة عرمة) وحدثت هذه المعركة في رجب 1238 ﻫ/ 1822 م(335) إذ إتحدت فيها قبيلتا مطير والعجمان ضد بني خالد وانتهت بخسارة بني خالد لهذه المعركة ويذكر عثمان بن سند في كتابه مطالع السعود من سادات العرب الذين قتلوا في هذه المعركة حباب أحد فرسان مطير وأحد سادة البرزان قتله مشعان ابن مغيلث أحد سادات آل هذال البطن المعروف من عنزة وممن قتل أيضاً مغيلث ابو مشعان وقتل من بني خالد وجين بن ماجد بن عريعر ومعظم المقتولين في بني خالد هم من بني حسين فيصفهم عثمانن بن سند فيقول: فصابروا وجالدوا بالسيوف حتى تكسرت ولا غرو إذ هم من مركز الشجاعة.
ومن القوم الذي يصدق فيهم قول الشاعر (من الطويل):
تسيل على حد الظبا نفوسنا وليست على غير السيوف تسيل(336)
وقتل أيضاً خزيم وهو من كبار السهول، القبيلة المعروفة ويصفه صاحب كتاب مطالع السعود عثمان بن سند فيقول (هو من فرسان العرب المعدودين قتله أشجع من ركب الخيل من العرب في أيامه ماجد بن عريعر الحميدي شيخ بني خالد) ويقول أيضاً (وبلغني من الثقات أن المطيرين قالوا: لسلامة حباب وخزيم السهلي أحب إلينا من أدائنا على بني خالد ولنود إننا لم يبق خف ولا حافر ويسلمان) وهؤلاء جميع من ذكرهم عثمان بن سند في يوم الرضيعة. وفي عام 1827 م أرسل الأمير ماجد بن عريعر حملة بحرية بالتعاون مع حكام البحرين والقطيف إلى رحمة بن جابر القرصان المعروف والذي كان صديقاً وحليفاً قوياً للسعوديين قبل سقوط الدرعية انتهت بمقتل هذا القرصان وبموته سيطر الأمير ماجد على الإحساء سيطرة تامة(337).
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ
استدراكات وتصحيحات على موضوع ( الإمارة الخالدية الأولى والثانية في شرق جزيرة العرب ):
شكرا على هذا الطرح المميز وهناك بعض الاستدراكات والتصحيحات لا بد من إيضاحها لتعم الفائدة
ذكرتم حفظكم الله اسم : ( سعدون بن محمد بن حسين بن عثمان )
وعليه وأفيدكم أنه لا يوجد شخصاً بهذا الاسم والسبب ما يلي :
لأن محمد بن حسين بن عثمان آل حُميد الجبري الخالدي (قتل في معركة غبيبة بني خالد 1082هـ ) و أبنائه هم : تركي وفراج وزامل . و لم تذكر المصادر أن من أبناء محمد بن حسين شخصا اسمه ( سعدون ) .
وصواب النسب والخبر هو :
سعدون بن محمد بن غرير بن عثمان بن سعدون آل حُميد الجبري الخالدي ( 1103-1135هـ):
الثابت الذي لا جدال فيه أن : الأمير سعدون هو ابناً لمحمد بن غُريِّر بن عثمان ، وأعمامه براك وعبيدالله وعثمان وهزاع أبناء غُريِّر بن عثمان، وابن عمه ثنيان بن براك بن غُريِّر بن عثمان ، وابن عم أبيه محمد بن حسين بن عثمان :
في سنة 1103هـ مات محمد بن غرير بن عثمان رئيس بني خالد ، وفيها قُتِل ابن أخيه ثنيان بن براك بن غرير بن عثمان الذي لم يتولى الرئاسة ، ثم تولى سعدون بن محمد بن غرير بن عثمان الرئاسة على بني خالد ، وفي نفس السنة أخذ زعب .
وفي سنة 1118هـ أخذ سعدون شمر عند (رك ) من قرى حائل .
وفي سنة 1126هـ صال سعدون بن محمد هو وعبدالله ابن معمر بأهل العارض على اليمامة ونهبوا منازلهم .
وفي سنة 1127هـ مناخ سعدون بن محمد الغرير على آل ظفير والحجاز وقتل سلامة بن سويط و أمَّر محمد بن عبدالله راعي جلاجل عليه .
وفي سنة 1133 هـ في شهر رجب نوخ سعدون على آل كثير على ( عقرباء ) ثم حجرهم في ( العمارية ) حتى أصابهم الجوع وهزلت مواشيهم .
وفي سنة 1135هـ مات الرئيس سعدون بن محمد الغرير في ( الجندلية ) اسم موضع في الدهناء .
ثم تنازع آل حُميد في الرئاسة بعد موت سعدون بن محمد وانقسمت إلى فرقتين فرقة تطالب ببقاء الرئاسة بيد دجين بن سعدون ومعه أخويه منيع بن سعدون وداحس بن سعدون ، وفرقة تطالب بنقل الرئاسة إلى سليمان بن محمد بن غرير ومعه أخوه علي بن محمد بن غرير ، فنشبت الحرب بينهم فاقتتلوا ، فانهزم جند دجين بن سعدون وأخذ أسيراً هو وأخوه منيع ، وتولى الرئاسة علي بن محمد بن غرير.
وفي سنة 1143هـ قُتِل علي بن محمد بن غرير على يد ابني أخيه داحس ودجين .
ثم صارت الرئاسة بيد سليمان بن محمد بن غرير وتجاوزت سلطته إلى نجد ، وبني مسجده المعروف باسمه شرقي سوق التمر ببلدة المبرز ، وفي أيامه على شأن الشيخ محمد بن عبدالوهاب في نجد ، وبعد تحريض الوشاة الناقمين استطاعوا تشويه سيرة الشيخ محمد بن عبدالوهاب عند سليمان بن محمد بن غرير فكتب سليمان أكثر من مرة إلى عثمان ابن معمر رئيس العيينة يأمره بإخراج الشيخ محمد بن عبدالوهاب فخرج منها إلى الدرعية ، وفي أيامه بدأ العداء بينه وبين آل سعود وقوية دولة آل سعود في نجد .
وفي سنة 1166هـ غدر المهاشير من بني خالد بسليمان بن محمد فأحس سليمان بأن هناك مؤامرة تحاك لقتله فخرج من الأحساء خفية وقصد بلاد الخرج في أرض نجد فوافته المنية هناك . ثم تولى الرئاسة في نفس السنة دجين بن سعدون بن محمد بن غرير مدة قصيرة ، فمات في تلك السنة .
ثم تولى الرئاسة عريعر (عرعر) بن دجين بن سعدون بن محمد بن غرير بعد أن قَتل ابن عمه غرير بن عثمان بن غرير ، ثم أن حمادة بن غرير بن محمد بن غرير غدر بابن عمه عريعر بن دجين وأجلاه فلجأ عريعر إلى جلاجل ثم عاد إلى الأحساء لما طرد بني خالد حمادة بن غرير إلى الشمال فتولى عريعر بن دجين الرئاسة مرة ثانية ، وفي أيامه كثرة الحروب مع الدرعية مقر إمارة الإمام محمد بن سعود ومركز دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب ، ولعريعر من الولد : دجين وسعدون وماجد ومحمد وزيد ودويحس ، فقد جاء عريعر بن دجين بجيش جرار من العربان وبمدافع حملتها الجمال فاجتازت الدهناء وحاصر الدرعية لمدة شهر دون نتيجة ، اخترع عريعر بن دجين آلة جديد للحرب سميت ( الزحافة) شبيهة بالدبابة ، ثم حاول تدمير الدرعية لكن لم يستطع ، ومثله ابنه سعدون بن عريعر الذي اجتاز الدهناء بجيشه ومعه المدافع متجها إلى اليمامة لكنه عادا بدونها ، هزم الأب وهزم الابن فعاد سعدون بن عريعر مرة ثانية وحاصر بريدة في بلاد القصيم فاستمر الحصار أربعة أشهر .
وفي سنة 1188هـ مات عريعر بن دجين في ( الخابية ) وكان ابنه بطين بن عريعر يرافقه في حملته فتولى الحكم من بعده فسار على خطة أبوه في الحملة ولكن قوات من الوشم يقودها محمد بن جماز رئيس شقراء اشتبكت مع جيش بطين بن عريعر بقتال وهو في ( النبقية ) ولم يصف إلا القليل الجيش بطين بن عريعر فاضطر للعودة إلى الأحساء منهزما ، وكان بطين بن عريعر قاصر التدبير مهملا لأمور رعاياه مستبدا في أحكامه وبعد ستة أشهر من توليه الرئاسة دخل عليه أخواه دجين بن عريعر وسعدون بن عريعر فخنقاه في بيته سنة 1188هـ فتولى الرئاسة دجين بن عريعر ولم تطل مدة رئاسته فيقال أن أخاه سعدون سقاه سمَّاً ومات سنة 1189هـ ثم ترأس سعدون بن عريعر وكانت الأمور في الأحساء مضطربة وفي أيامه قوية شوكة آل سعود في الدرعية.
و في سنة 1190هـ خرج سعدون بن عريعر في الشتاء إلى البر كعادة وعادة أسلافه فغد به أهل الأحساء وأرادوا صده عن العودة إلى البلد فهجم عليهم ودخل البلد وقتل رؤوس الفتنة .
وفي سنة 1200هـ اختلف سعدون بن عريعرمع أخواه دويحس بن عريعر ومحمد بن عريعر وخالهم عبدالمحسن بن سرداح بن عبيد الله بن براك بن غرير آل حميد الجبري الخالدي فالتجأوا إلى ثويني بن عبدالله رئيس قبائل المنتفق بالعراق ، لأنهم اجتمعوا فأرادوا عزل سعدون ، ثم مدهم ثويني ببعض عساكره فقابلهم سعدون بعساكره في معركة تسمى ( جضعة ) فنهزم سعدون لأن أكثر بني خالد كانت قلوبهم مع دويحس ومحمد وخالهما عبدالمحسن فالتجأ سعدون بن عريعر وأخوه زيد بن عريعر إلى آل سعود في الدرعية فأكرموه .
ثم تولى الرئاسة على الأحساء دويحس بن عريعر وأشرك معه في الرئاسة خاله عبدالمحسن بن سرداح ، فأرادت الدرعية أن تمهد الأمر لإعادة سعدون بن عريعر إلى رئاسة الأحساء فأرسلت حملة بقيادة سليمان بن عفيصان لغزو الأحساء فهاجم بلدة المبرز ثم توجه إلى ميناء العقير واستولى على مافيها من أموال وعتاد وسار إلى قرية الفضول فظفر بها ثم عاد إلى الدرعية فوجد سعدون بن غرير قد مات سنة 1200هـ .
وفي أواخرسنة 1204هـ سار الإمام سعود بن عبدالعزيز بجنوده ومعه زيد بن عريعر وقصد بني خالد وهم عند غريميل فنقاتلهم ثلاثة أيام فهزم بني خالد وهرب دويحس وخاله عبدالمحسن إلى المنتفق بالعراق ، واستعمل الإمام سعود بن عبدالعزيز على الأحساء وبني خالد زيد بن عريعر .
وفي سنة 1206هـ انقسم بني خالد على زيد بن عريعر بعد غدره بعبدالمحسن بن سرداح فطردوه وولوا عليهم براك بن عبدالمحسن بن سرداح .
وفي سنة 1207هـ فر براك بن عبدالمحسن إلى المنتفق في العراق بعد هزيمته من الإمام سعود بن عبدالعزيز في معركة الشيط ، وفي نفس العام عين الإمام سعود بن عبدالعزيز على الأحساء محمد الحملي رئيساً فغدر به أهل الأحساء وقتلوا ولاته واستقدموا زيد بن عريعر رئيسا عليهم مرة ثانية وصارت الرئاسة هذه المرة مستقلة عن آل سعود ، فحاربه الإمام سعود بن عبدالعزيز سنة 1208هـ ، ثم أرسل أهل الأحساء براك بن عبدالمحسن إلى آل سعود يطلبون الأمان فعاد براك بشروط الصلح لكن الشيعة أبوا ذلك وتحزبوا لزيد بن عريعر فحاربهم براك بن عبدالمحسن حتى طرد آل عريعر واستولى على الأحساء والقطيف واستمر حتى سنة 110هـ حيث عزله الإمام سعود بن عبدالعزيز و عَيَّن ناجم بن دهينيم ، وكان براك بن عبدالمحسن قد قاد الحملة التي جندها ثويني بن عبدالله ضد آل سعود ثم ندم بعد موت ثويني فلجأ إلى آل سعود وطلب الأمان فأكرموه وقد قُتِل براك بن عبدالمحسن سنة 1212هـ مع جيش الإمام سعود بن عبدالعزيز في حربه لآل جرباء .
وفي سنة 1233هـ سَلَّم أهل الأحساء الأمر لماجد بن عريعر و في آخر هذه السنة جاء محمد آغا الكاشف واستلم الأحساء وابعد ماجد بن عريعر .
وفي سنة 1234 استولى ماجد بن عريعر وأخوه محمد على الأحساء ، ثم سار محمد إلى القطيف واستولى عليها ، ولما قدم إبراهيم باشا في نفس السنة إلى الأحساء ترك آل عريعر البلاد وساروا إلى العراق . وفي نفس السنة وبعد رحيل الباشا من نجد قدم محمد بن عريعر وذووه إلى الأحساء وترئس على القطيف ابنه الضرير سعدون بن محمد بن عريعر ومعه أخوه ماجد وابن عمه برغش بن زيد بن عريعر وابنه طلال بن برغش .
وفي رمضان سنة 1245هـ قضى عليهم تركي بن عبدالله آل سعود ابتدأ من معركة ( السبية ) فقد مات ماجد بن عريعر خلال المعركة وبعد هزيمتهم فر محمد بن عريعر إلى الأحساء ليتحصن بها ثم أنه استسلم لتركي بن عبدالله آل سعود بعد الحصار خلال هذا السنة فأكرمه وزوده بالمال والعتاد و أذن له بالرحيل إلى العراق . وبذلك انتهى عهد آل حُميد الجبور الخوالد وحكمهم
- بنو خالد وعلاقتهم بنجد - عبدالكريم بن عبدالله المنيف الوهبي .
أقول : جميع المعلومات التاريخية في هذا الكتاب فيها فوائد جمة عن بني خالد محققة بشكل علمي. وبالتركيز على المعلومات التا ريخية من صفحة 345 حتى نهاية صفحة 410 . ورغم أن الوهبي قد بنا بعض استنتاجاته على معلومات تاريخية خاطئة أو محرفة عن الأصل . إلا أن استنتاجاته التاريخية لا تخلو من التميز ومنها قوله في ص 94 : ( الشواهد التي أمامنا تدل في مجملها على أن زعامة آل حُميد ماهي إلآ إمتداداً للحكم الجبري الخالدي في شرق الجزيرة العربية، وأن ما حدث هو انتقالٌ للزعامةِ الجبريةِ من بيت الأجود إلى بيت آل حُميد ، فلم تظهر زعامة آل حميد في شرق الجزيرة العربية إلا متدرجة ... بعد أن دب الضعف والخلاف في بيت الأجود ، ثم أن أول من عرفنا من آل حُميد على الأرجح شيخ يدعى ابن حُميد كان أحد قادة خاله السلطان مقرن بن زامل بن أجود الجبري ، وقاد قوات الجبور عند انسحابها من البحرين على إثر مقتل مقرن على يد البرتغاليين عام 927هـ/1521م ، مما يعني وجود صلة ما بين والد ابن حميد والسلطان مقرن دفعته إلى مصاهرته )
وقال في موضع آخرمن كتابه : ( وقد أوردت المصادر البرتغالية اسم شيخ يدعى حُميداً ذا صلة بأحداث احتلالهم للبحرين في عامي 926 ، 927هـ/1520،1521م وتُعرِّفهُ على أنهُ ابن أخت السلطان مقرن بن زامل الجبري ، وبعد ربع قرن تشير الوثائق العثمانية إلى زعيم خالدي قوي يدعى سعدون بن حُميد الذي عينته السلطة العثمانية في المنطقة حاكماً للواء (سنجق) الأحساء فأعلن الشيخ سعدون بداية الثورة ضد الوجود العثماني وادعى ملكية الأحساء من عام 965هـ إلى 1006هـ /1558م إلى 1598م )
منقول