حين ألتقيك أصبح مدينة منفى

حين ألتقيك .. أعانق روحي المسافرة الملم ذكرياتي العلبرة .. أحن إلى وريقات مهاجرة إلى مقعد وردي .. حين ألتقيك تمطر السماء عشقا .. فرحا .. حزنا .. لأرى بعينيك صمتي جنوني .. و من ثم موتي .. و أنت تسافر في أعماقي عابرا كل محيطاتي وخلجاني غارقا في قلبي خوفا من فيضان البحر و عاصفة الاغتيال على شطآن تكسرت أجنحتها لتقف على حاجز الانتظار حين ألتقيتك أعبر الكون بمكاني أعيش لحظات لقاء .. وداع .. فراق .. أهدي للشمس عيناي و للقمر شفتاي و تبقى أنت تنتظر ماذا سأهديك في ليلة العيد .. قبلة شتوية توقد الدفء في كانون و تنزع رعشة البرد لتسير تحت المطر حالما بأنك تمشي معي غير ابها ببرق أو رعد بكل قطرة ماء أذوب أتغلل في الشريان أصنع من معطفك رسالة كلمات وردية و اعزف من تناعم همساتك أجمل قصيدة غزلية لأكون كالثلج حين تصافحني يديك أنهمر كالسيل كالطوفان لتكون أنت مجرد حالما ترفع يداك للسماء .. تبحث عني بين آلاف النجمات لتقف كالمهاجر من قلب عاشق .. تسقط حبات ثلج كأنها الذكريات ترتعش في صقيع السراب لتعود أدراج الوقت تخبىء يديك من برد الأحلام لتشعل فتيل أول لقاء لأكون محطة عبورا و إشارة استفهام تلغي بعدها كل التساؤلات .. حين ألتقيك تضيع مني الكلمات .. أنسى حروفي الأبجدية أمزق آلامي .. أحزاني و أناشد أمنياتي اعترف بأني أحبك آلاف المرات لتغرد الطيور و تتمايل الأغصان للتعانق الغيوم و يلتحف الموج الشطآن ليعلن الكون ولادته مع أول اعتراف بأول ليلة عيد شتوية أنا و أنت نبحث عن لقاء آخر في موعد ترسمه خيوط الشمس دائماً تقف الحواجز ما بيني و بينك لأكون كالسجينة بين طيف ألوان قزح تغطيني الورود و تنشر صوري إلى آخر الحدود لأكون عاشقة .. غائرة في تفاصيل الأشياء .
أحاول العبور دائماً إلى جسرا آخر إلى عالم آخر لكني أقف .. أرتجف .. أصرخ .. لأوقظ من قلب حبيبتي أرتمي بين أغصانه فرحا لتمتزج دمعتي بماء المطر و أغنية السفر .. و نبقى عاشقين نجمع التواريخ نقلب صفحات الزمن .
لنبقى أجمل محطة ذكريات تتناقلها كل عام على ذاك المقعد المنتظر لأكون مدينة منفى تلغي كل الأمكنة من لائحة الذكريات .

هويدا مصطفى - طرطوس

قصيدة للكاتبة و الشاعرة و الاديبة هويدا
احببت ان انلها لكم و ذكرت اسم الكاتبة