صفاء الحياة ونقاؤها والشعور بالسعادة فيها مرهون بالأمل الذي يضئ جنبات النفوس المؤمنة بالله تعالى.
ولا يكون الأمل عظيما ورائعا ورائعا إلا عندما يكون الإيمان قويا راسخا، شأنه في ذلك شأن الزهرة .. لاتكون جميلة ندية العود إلا عندما تحظى بتربة صالحة وسقي متتابع يطرد عنها شبح الجفاف.
والإيمان يسعد قلب الإنسان بالأمل حتى في أحلك المواقف وأشدها سوادا.
وذلك لأن النفس البشرية إذا كانت مضيئة من الداخل ، استطاعت أن تنشر ذلك الضياء في الوجود كله مهما كان ليل الوجود بهيما أوما رأيت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه عندما كانوا في " شعب أبي طالب محتجزين" ، كيف كان الإيمان بالله يشعل لهم قناديل الأمل، وكيف كانت تلك الحشرة الصغيرة تأكل بيان قريش الظالم، فإذا الظلام الدامس يتحول إلى نهار مشمس جميل ؟؟
لو لم تكن نفوس القوم مشرقة من الداخل بنور الإيمان لما كان ثباتهم كما كان، ولما حصل لهم فرج الله الذي حصل.
بل تعال معي في نقلة أخرى وقف معي على هذه الرابية ومدّ بصرك إلى حيث مددت بصري لترى معي رجلين يجلسان في غار ثور مختبئين عن المشركين، وخيول قريش تجوب المكان وتشرق فيه وتغرب طمعا في العثور على هذين الرجلين الكريمين ... ثم انصت معي قليلا لتسمع في هذا الموقف المظلم تلك الكلمة التي أشرق بها وجه الكون
" ما بالك باثنين الله ثالثهما" .
لولا الإيمان في قلب الرسول-صلى الله عليه وسلم- لما أضاء بهذه الكلمة قنديل الأمل في نفس صاحبه أبي بكر.
بل ماذا دهاني حتى أنسى أن الأمل طائر مغرد كما أنه قنديل مضئ.
ما من نفس تنمو فيها شجرة الإيمان إلا وعلى غصن من أغصانها طائر أمل ينشد ألحان السعادة.
وطائر الأمل حر في تغريده، لا يلتفت إلى كال ولا إلى جاه ولا إلى قوة مادية مهما عظمت .. فهو يغرد وينشد أناشيد الصفاء بدافع حقيقي من قوة معنوية يفجرها في النفس الإيمان بالله العظيم الذي يصغر أمام عظيمته كل عظيم
اشهد ان لا اله الا الله
م ن ق ول لفائدته