نمر قبلان نمر حمدان عدوان فايز )
ولد وتوفي نمر في منطقة ياجوز غربي الأردن في عام 1735م وتوفى في تاريخ 1820 ( حوالي 1104- 1199هـ)
وكانت حياته زاخرة بالقصص والروايات واستطاع أن يوثقها بقصائده الخالدة بالذاكرة، لأنها حياة إستثنائية عاشها الشاعر وأضاءت لنا ماهية ابداعاته، ويعد نمر بن عدوان هو أول من تعلم القراءة والكتابة من بادية الأردن، على يد سيدة فرنسية أعجبت بذكائة وفطنتة وهو طفل، وواصل تعليمة في القدس والأزهر، ويذكر أنه اول من أقتنى بندقية متطورة في ذلك الوقت، وقد جاءته البندقية هدية من السائحة الفرنسية التي أهتمت بتعليمه، وقد تزوج عدة نساء بعد رحيل (وضحى) هن: ( صيته، وطفا، الجازية) ووطفا أخت وضحى، وصيتة كان يناديها ( رهيفة ) ولم يجمع نمر زوجتين في آن واحد، وقد عاشت ( وضحى ) معه عشرين عاما وانجبت منه أبنتين توفيا قبل مجيء عقاب،وسلطان وسارة، ووضحى هي بنت فلاح القضاة من عشيرة السبيلة من بني ضخر، ورزق نمر بن عدوان بعشرة أولاد هم: ( سلطان، مسلط، عقاب، فاضل، شبيب، قندي، فارس، عبدالعزيز، باكير، سليمان ) وقد توفى عدد منهم قبل وفاته، ويعد الشاعر المعروف نمر بن عدوان فارس عين وفارس ذراع، أي أنه يجيد الفروسية والدقة والإصابة باستخدام البندقية بشكل دقيق بدون خوف أو وجل، ويحمل بداخل نفسه خصال الرجولة والكرم والفروسية، وكان شعره شاهدا حيا على أفعاله، وكان شعره مؤثراً ويحمل في طياته كثيراً من القصص الحقيقية، وقصائده كان لها الأثر الطيب في تطوير وانتشار القصيدة البدوية والانتباه لها في ذلك الوقت، حيث أسس مدرسة شعرية خاصة به، وهو شاعر كبير وفارس عنيد ولا يرضى بأنصاف الحلول، لأنه أصلاً شيخ قبيلة ونزاع نحو الطموح لتبوأ المراكز الأولى سواء بقيادة القبيلة أو طلب العلا على المستوى الأدبي أو الاجتماعي.
وقد لفت إنتباه الناس منذ صباه وأصبحت قصائده أمثالا حية وشائعة مثل( هذا بلى أبوك ياعقاب ) أو كما يقولون ( وضحه وابن عجلان ) أو ليس كل ( وضحى وضحى )..
وقد ذكر الرواة أن ابناء نمر بن عدوان ماتوا إلا انه لم يرثيهم مثلما رثى (وضحى) ويقول البعض ولقد وافاهم الأجل وهم صغاراً، ولم يبك على فراقهم كما بكى عند قبر (وضحى) وهو يقول:
يعقاب والله لايميني حواوين=مايفهمون أبدين محيي المماتي
صبري زرعته في زبارات نمرين=أضحيت مثل أجويف أجرجر عباتي
وقد ضرب شاعرنا مثالا في الوفاء والحب على عكس مايتردد أن البدوي قلبه قاس ولايلين، ولايتعاطف مع المرأة ويعتبرها مكملا من محتويات منزله، وربما يذهب البعض بعيدا ويقول أن البدوي ( ناقته ) اغلى من أمرأته، أو (فرسه) اغلى من زوجته أو أبنته، فقد قال نمر بن عدوان:
ماسقت بها غير خمسة وثمانين=بهن أبكار وبعض يدرج ولدها
أن جيتها زعلان قامت تراضين=مثل الشفوق اللي تلهي ولدها
مالاعب السامر بين الفريقين=أولاقط أبا العملات كبر جهدها
ولاناطقت غطريف بمنطق اللين=ولاوسوس الشيطان داخل جسدها
وإذا حلفت ياحاج بوائق الدين=ماتحلف إلا بحياتي سندها
من لامني يبلى أبجن الفراعين=يبلى بحاكمٍ ظالم في بلدها
يبقى كصيم الأيادي بلا يدين=وأخرس وأطرم مايسمع نددها
من ناحية اخرى يقال ان قصيدة
البارحه يوم الخلايق نياما
ليست لنمر بن عدوان وانها للشاعر محمد بن مسلم ويلقب بشاعر الاحساء ولكن لم اجد ما يؤيد هذا القول .
أما قصة وفاة (( وضحا )) فاغرب ما روي عنها أنها اعتادت حلب الناقة لنمر قبل عودته لبيته من مجلسه بدقائق قليلة وذلك لشدة حرصها عليه لكي يشرب حليب الناقة ساخناً ، وذات ليلة عاد نمر قبل موعده الذي تعود أن يعود فيه . . . وفى طريقة إلى البيت لمح نمراً خيالاً بين أرجل الناقة فظنه حائفاً يريد سرقتها فضربه برمحه وأرداه قتيلاً وإذا بالخيال وضحا انتظر هالمشهد على نار
وهناك روايات كثيرة عن أسباب وفاتها فمن الرواة من يقول أنها توفيت بمرض الطاعون حيث حل بهم الوباء وكانت من ضحاياه . . . وهناك من يقول إنها توفيت بالجدري وغير ذلك من الروايات
يقول الرواة إن نمر بن عدوان قد تزوج بعد وضحا بتسع وتسعين وضحا لعله يجد من تحل محلها فلم يحد حتى أنهكه المرض وأعياه الوجد فلحق بوضحا في مطلع القرن الثالث عشر الهجري وهو لم يتجاوز الأربعين من عمره .
كان له صديق يستسر له ، ويثق في رأية ... يدعى الشيخ جديع بن قبلان الملحم وهو من شيوخ قبيلة عنزه ، افضى له نمر بحزنه و ألمه ، ووحدته .
والشيخ جديع يعرف كيف كان صديقه وكيف اصبح من شدة الحزن. فطرح عليه فكرة ان يتزوج ويبدلها بأخرى تأنس وحشته و تغير عليه حياته وتهتم بصغاره .. الا انه أبى بشده .. فكيف يبدل وضحى وهو من قتلها؟؟!!
الح عليه صديقه وعرض عليه بنات قبيلته كلهن الا انه اصر على الرفض ثم قال قصيدته المشهوره:
يا جديع انا قلبي من الوجد حارى = لاتلومني وتقول ان البكا عار
وسط الحشا يجديع كن شب نارى = والموت عدة طالب عندنا ثار
من دمع عيني كن غدينا سكارى = اللة يجازي داير الدور غدار
وضحى شفاتي بين كل العذارى = ياسين يم عقاب ترحل عن الدار
سار القلم يعقاب بلحبر سارى = بمزيزف القرطاس يامهجتي سار
سار القلم لبو نهود صغارى = ياعين حر ينثر الريش لاطار
اكتب جواب مثل قطف الثمارى = من قيل ابن عدوان نضم لي اصطار
في ضامري كنة مواقيد ناري = يانيرة النمرود تشبة لها النار
لكن ينهش بي غليث السعارى = والحال مني تقل يبراة نجار
علي وليف شفت منة الدمارى = غديت من فقدة وحيد ومحتار
يا عقاب من فقدة عيوني سهارى= لكن فيها ذر شب وجنزار
اهرف هريف الذيب ليل ونهارى = واعول عويل الخلج حنن علي حوار
علي عشير بالترايب توارى = وغديت مثل مدوة راح دوار
وحيات عازل غلسها والغتارى = الواحد اللي عالم سر الاسرار
ماقلتها كذب ولاهو قمارى = شفت الحبيب بغيبة النوم واندار
انا نضرتة يوم طش الجمارى = يطوف بلكعبة وللبيت زوار
لو تجتمع سود المقانع جهارى= من نجد للبلقا اليادار سنجار
من البصرة الفيحا اليا قندهارى= لو تجتمع عفر البني دار مادار
لو جن بنات البدو صف تبارى = علي الحنايا دللن كل خوار
ولو جن بنات الحضر مثل المهارى= سطر الذهب برقابهن تقل نوار
لو جن بنات صليب فوق الشهارى= لمحلا بشفيهن دق الاوبار
ولو جن بنات الترك هن والنصارى= والهند واللي ساكن كل الامصار
ولو جن ضحي العيد وسط النهارى= وقالو لنا يانمر قم طب وختار
ماخذ سوى مضنون عيني خيارى = الجادل اللي فر قلبي معة طار
وحيات مجري فلكها لة مسارى= منجي سفينة نوح من قب الابحار
لو تجتمع يعقاب كل العذارى= من غير وضحى مالك اللة نختار
خلي حسين الدل عدل المسارى= راعي ثليل فوق الامتان نثار
عنق الغزال اللي تقود العفارى= قايد خشوف الريم في دو الاقفار
ياغصن موز تحتة المي حارى= في وسط بستان دنت فية الاثمار
فيها خصال من الفضايل كثارى= ومسايل فيها التفاكير تحتار
قلت اة واويلاة ذقت المرارى= من مي زقوم جرعتة لة امرار
من فقد مسلوب الحشا يوم سارى= غرو جبينة صاطع مثل الانوار
ياليتني لو ينرجع بالمثارى= دونة نبيع الروح والملح زجار
لكن جاة الموت مابة مدارى= أخذ عشيري واودع القلب محتار
ولولا ضلوعي فر قلبي وطارى= لكن ينشر ثومة القلب منشار
ريحة جسدها مثل ريح البهارى= وغر ثمان صويحبي تقل محار
من لامني بة ثور ولا حمارى= والثور النك قلت لة دور يندار
وصلاة ربي عد نبت القفارى= علي رسول اللي قهر كل جبار
وحينما سمع بها صديق عمره الشيخ جديع بن قبلان الملحم ، فقال قصيدة يشد بها ازر رفيق عمره ، واهداه ابنته بعد ان ابدل أسمها إلى وضحى ... فكان رحمة الله عليه رمز شامخ في التضيحة وبذل الغالي في سبيل تخفيف الآلم والحزن عن صديقة الغالي ، وهذه هي القصيدة :
يانمر بن عدوان يبن الأمارى=شكيت لي شكواك واعطيك الاشوار
خلك رحل يا القرم والعين تارى= يانمر ما للعبد حيلة بلقدار
واللة مالومك عيالك صغارى= وعلي الصحيب من الوفا تزعج اعبار
يانمر ياريف الضعوف الفقارى= دور بدال صويحبك ياذرى الجار
جبينها مثل الحرير يترارى= زولة صخيف وخدها تقل جمار
بنت الشيوخ معسفين المهارى= مثل القطامي ناض من كف صقار
خل البكا يامسندي والكدارى= واصبر ومثلك راعي العزم صبار
يانمر لوهي بطلب والمثارى= ملزوم دون اصويحبك نهدي الاعمار
لاشك ناقف دون ردة حيارى= امر الولي ينفذ على كل الابشار
البيض فيهن من بياض وحمارى= يزهن خلاخيل الذهب هي والاسوار
تلقا بهن جمال اوقارى = مادوجت بلسوق مع كل عطار
لا نالها مثلك يزيد افتخارى= تنسيك همك من حراير هل الكار
وانت الكسير اللي تدور الجبارى= وانت المخير بين كاسر وجبار
احمل وجالك بالزمان اختبارى= اصبر علي المقسوم لياك تنهار
الحر عادتة يصيد الحبارى= والبوم ينغط ملبد بأوسط الغار
اقبل عزيز صاينة بلخدارى= ماخايلت بين الاخلة بلأنضار
سمي خلك عارف كل كارى = من المحصنات ناجبينة لك خيار
شمى عفيفة ضارية للمدارى= ماباح في غرتها كل غدار
خذها خزيزة يا السنافي قرارى= حلفت مانطلب من المهر دينار
ترثت اشيوخ ينطحون الوزارى= اهل سيوف ترمي الراس بتار
هاذا مرامي ونت عطنا الخبارى= ومن يبذل المجهود مادار الاعذار
ان كنت عابد ماتريد السمارى= عوض عليك اللة للذنب غفار
وان كان عندك بلمعاوز عسارى= حمل ذلولك ولو تبي حمل قنطار
عيال (وايل) في جميع الديارى= من شرقي الغوطة اليا خشم سنار
نجمع دنانير الذهب والبكارى=كلة لبو سلطان بلموقف الحار
خليتها يانمر صيحت عزارى= ماغير وضحى من الغنادير ديار
واللي يلومك قلت كنة حمارى= ولا تقول تشبة مثل الاثوار
مالوم من ضيع عشيرة وغارى= كلن علي خلة لك اللة يغتار
لاشك الوم اللي جداة ايتطارى= ماشاف من يشبة عشيرة ولادار
عوايد الممحل يدور الخضارى= اخير مايسكن علي دمنة الدار
هاذا جواب اللي تبرع وشارى= واللة علي يامسندي كل ماصار
لنا علي الجزلات يانمر كارى= حنا هل الشيمة وحنا هل الكار
حنا لك اللة مانهاب الخسارى= عز الصديق اللي علية الدهر جار
وصلو علي المبعوث دينة اجهارى= شفيع خلق اللة عن واهج النار