أرسل مهنا أبوعنقاءالخالدي ( شاعر بني خالد ) هذه القصيدة إلى محسن الهزاني بعد وفاة الملك عريعر بن دجين بن سعدون الخالدي سنة 1188 هـ ..
ويشتكي مهنا من تغير الأحوال فقال :
عضّنـي نـاب الزمـان فقلـت آه=نابنـي وانـا مغـر ّ ٍ مـن بـلاه
نابنـي نـابـه ونابيـتـه وانــا=خايف ٍ من غـدر مايرمـي قضـاه
والليالي لو بغـت تصفـي زمـان=كـدرّت بالغـدر مطعومـي ومـاه
مثـل أيّـام المقـيـظ وطيبـهـا=تقتفيهـا مـع مقـاديـر الإلــه
عبثت أيّـام الشتـا بـرد ٍ وجـوع=والربيـع وطيـب أيّامـه قـفـاه
مثل أنا المغضي على خبث ٍ وطيب=كل ّ حـي ّ ٍ ذايـق ٍ طيبـه وفـاه
أيّا الغـادي علـى بكـر ٍ صبـور=يطـوي البيـدا بتطويحـة خطـاه
أغلبـي ّ ٍ دغلبـي نابـي القفـار=في عمان ٍ مع بنـي يـاس ٍ غـذاه
كل ّ مايعجـب بمرعـوب ٍ هميـم=كـن ّ ينهـش فـي عراقيبـه ذراه
في نجير ٍ أعوج ٍ راعـي قريـض=ما يملّـون السـرى ربـع ٍ حـذاه
حاذق ٍ فـي بـدع توليـف ٍ نشـر=صاينه إلاّ لمـن هـو لـه شـراه
حينمـا تلفـون لـي ياغانمـيـن=بيـن ذالـوك الصناديـد الـلـواه
فانشروا حالي فما لي من صديـق=أشتكـي ماصـار مـن حالـي إلاه
عقب عرعر مـع سنـادي زامـل ٍ=أو سراج الدار سـرداح ٍ بهـاه
ثـم ّ أولاد ابـن هــزان سـنـاد=منـزل ٍ لـي منـزل ملجـا غنـاه
جمرة الحـرب المنايـا البارعيـن=خزنة المعسر إلى جـا مـا عنـاه
نادهم فـي نادهـم بأزكـى سـلام=من قبالـي ثـم ّ أبلغهـم وصـاه
وانخ أخو محسن وقل شاعرك صيب=سوّ حظّه في شـرك سـوّ ٍ رمـاه
ويـن ميـم وشيـن را ياسـيّـدي=ووين صنديد الكمـى شـقٍّ عـداه
وين مـن لاخـذّ غيـر الطايـلات=وين أخو محسن مهدّي من عصـاه
وين سـور الـدار ويـن أحزامهـا=وين ريف الضيف من جوع ٍ حـداه
ويـن عمـه تركـي ذرب اليميـن=وين من للضدّ يبحـث عـن كـداه
وين أخوي محسن ومحمـد وزيـد=ويـن شاديـن المكـارم منتـهـاه
كلّهـم مـا قـط فيهـم ناقصيـن=يطعنون القـرم مـن كـلّ الجهـاه
مالهم بالوقـت هـذا مـن نطيـح=فانّ طفـل الجـود هـم أمّـه وراه
جمـرة ٍ تنهـاب مـا فيهـا رمـاد=غير بالماضي مثـل عنتـر عـزاه
كم بروس أحراربهـم ذاق الممـات=من شجـاع ٍ فـارس ٍ تنثـر كـلاه
يعتفـر بالقـاع مرمـيّ ٍ مصـاب=راثع ٍ في الخـدّ يرثـع فـي دمـاه
غيـر ذا ياكاسـب ٍ نـوّ الجميـل=ياحمـى الخفـرات ياسـتـره ذراه
يامنـى مـن خـفّ مـزهـب زاده=بالشتا ماتقضب أصباعـه عصـاه
منكف ٍ أو حـادر ٍ حاديـه جـوع=فـي مسيـره يمّكـم أنتـم حجـاه
جاتكـم لـي فاطـر ٍ ياغانمـيـن=عيرة ٍ مـا وقّـع الشاطـر حفـاه
جاتكم لي بري مع ضـبّ ٍ مكـون=أطلبـه منـكـم وذاك أنــا دواه
نوّ خيرٍ ٍ من ضحاكـم لـي قـلاط=فـان ّ نـوّ الخيـر أنتـم منتهـاه
مثل مـن وردن علـى شـط ّ وذاك=مثـل حفّـار النقـا يبـحـث وراه
ذا وصلّى الله علـى سيّـد قريـش=ما حدا الحادي ومـا رجّـع غنـاه
وهذا رد محسن على قصيدة مهنا أبو عنقاءالخالدي:
مرحبـا مـا غـرق بـرّاق ٍبمـاه=أو تردّد صوت رعـد ٍفـي جهـاه
أو بكنّ عيون مـزن ٍجنـح ليـل=أو ابتسم نـوّار نبـتٍ مـن بكـاه
أو ضفا ديجـور جلبـاب الظـلام=أو بدا فيـروز صبـح ٍمـن قفـاه
أو عدد ما حـنّ مشتـاق ٍدنيـف=فارقه مـن بعـد محبوبـه عـزاه
أو عدد ما ضجّ في قرن الحجاج=أو نفر من بعد حجّه مـن قضـاه
أو سرى الخريّت باكـوار ٍهجـان=أو تـبــارت يعمـلـيّـات ٍوراه
بالكتاب اللى لفانـي مـن صديـق=نظـم درٍّ مـن بحـر فكـر ٍنقـاه
من محبٍّ لى رفيـق ٍمـن عشيـر=صادق ٍفرض ٍعلـى مثلـي قضـاه
بعـد منظومـي كتابـي والسـلام=للـذى ممّـا جـرالـه قــال آه
أيّها الغـادي علـى حـرٍّ هجيـن=دارب ٍكالقـوس محـنـيٍّ قــراه
سالم ٍمن سـوق معـوجّ الظـلاف=كنّ حمرة ناظـره جمـرة غضـاه
هملعـيٍّ نايـف المقـدم نجـيـب=مـا يشـدّه راكبـه لـولا بــراه
شد قميٍّ أعيط ٍمـن نسـل عيـط=نقع خفّه من حـدو جريـه غطـاه
نابي الوركيـن كـنّ انّـه يطيـر=أين وخده من جنونـه يـوم جـاه
دارب ٍلافـرق بيـنـه والعـجـاج=ما حد ٍيـوم اللقـا يقـوى لقـاه
يسبق الكدري إلى جـنّ قاصـدات=منهل ٍيجلي الصدى سلسـال مـاه
في ضحى يوم من الشعرى مخيف=لفح بارح كافـح الجـوزا شـواه
بالبرا عجّ راس نضوك لي كفيـت=مـن زمانـك شـرّ ماتخشـى أذاه
قدر شـرب العجـل فنجـال ٍودون=باغي ياهيـه تنقـل لـي وصـاه
يّم أبو عنقا وقلّ لـه ليـش يـوم=دزّ نظمـه ماتفطـنّ فـي قـفـاه
فـاق بالآفـاق فـي قيلـه وانـا=كـل نظـم ٍرايـق ٍعنـدي قضـاه
ما احقر يالعشر مـن ردّ السـلام=يوم جيت " الخرج " يوم ان زاد ماه
بعد ذا إن كـان لـي عنـدك كمـا=عندنـا مـن ذات توقيـر وجـاه
فافتهم نظمـي وسلّـم لـي علـى=منتج الطولات مغنـي مـن أتـاه
من حشا قلبى وقل لـه ذا سـلام=من محـبّّ ٍوالمـودّة فـي حشـاه
ميم حا سيـن ٍونـون ٍكـن فـي=وسط عينـه يـوم فارقكـم قـذاه
مـن عطايـاه الأصايـل والجيـاد=مثل " عرعر " في زمانه ما نـراه
مظفي الحسنـى وبـدّاع الجميـل=فرز شطرنج الوغـا بحـر الغنـاه
ذروة العليا شقـا عيـن الحريـب=ترجة الصاحب سبب عـزّه غنـاه
تلتجـي بـه بالملاقـات الجيـاد=والرعايـا آمنـات ٍفـي حـمـاه
بدر تمٍّ فـى سمـا المجـد خيـل=عـم مشرقهـا ومغربهـا سنـاه
من بهـاه نجـوم نحـس ٍآفـلات=والسعـود مقارنـات ٍفـي سمـاه
طـوّق رقـاب الأدانـي والبعيـد=بالحسانـي طـوّل البـاري بقـاه
فان بغاني في مديحـي لـه بعـد=يزدرينـي جـاهـل ٍماقـلـت آه
فانّ لي يا سامعيـن القيـل فيـه=من المآرب ما لموسى في عصـاه
لازم ٍ أقضـاه لـو أنّـي بعـيـد=بالثنـا والاّ فمـن ربّـي جــزاه
بعد هذا القيـل يالممـدوح جـاك=في سجلٍّ مـا مـلا عيـن الـرواه
حكيهم لك مثـل لالٍ ٍفـي ضحـى=ضيح دوٍّ حين ما العطشـان جـاه
لـم يجـد إلاّ غديـر ٍمـن هجيـر=شمس قيظ ٍمن وراه وعن ضحـاه
حز بك اللي أنت له طول الزمـان=من جداكم تعـرف اليمنـى جـداه
أدخلـوك بتهلكـة حسبـة سنيـن=والخبر عنـدي وجابتـه الـرواه
ماعهدنـا بإنّ آســاد الـشـرى=قبل ذكرك هادنـت ضـبّ الكـداه
وانت حاشاك انّك تسوّي مثل مـن=قد طوى عن مايح الجمَّـة رشـاه
ختم هذا القيـل والمكتـوب قلـت=مرحبـا ًمـا غـرق بـرّاق ٍبمـاه
ثمّ صلّـى الله علـى خيـر الأنـام=ما حدا الحادي ومـا رجّـع غنـاه