ألا يَـٍا جٍِبَالٍْ (الِـٍرْيِـٍنْ) مَا شفتي محمد ؟

الأبناء أحد النعم التي أنعم بها الله سبحانه وتعالى علينا فرزقنا بهم وجعلهم فلذات الأكباد وبهجة الحياة الدنيا وزينتها ، فبوجودهم تسعد القلوب وبقربهم تطمئن الأنفس ، وعليهم تعقد الآمال وترسم الأماني والأحلام ، وفي المقابل عند فقدانهم تفجع القلوب وتدمى وتنهار الأعصاب وتتحطم فتختلط الدموع بنزف القلوب التي يملأها الحزن والأسى والمرارة حيث لا يوجد أغلى وأحب من الولد عند والديه ولا يعادل غلاه كنوز الأرض .
ومفرح بن مسهية من الرجال الذين يتمتعون بالطيب والكرم ومكارم الأخلاق وكان لديه ولدا وحيدا اسمه ( محمد ) نشأ وتررع في كنف والديه فنهل من طيب والده وتعلم على يديه المراجل وحب المكرمات ، وكان محمد شابا ذكيا بهي الطلعة ومحبوبا بين جماعته وعند أقرانه ، واشتهر بحبه الكبير لوالديه وطاعته لهما وبره بهما ، وكانا والديه يحبانه لدرجة تفوق الوصف ، وكان محمد مولعا بالصيد والقنص وكثيرا ما يقوم برحلات من أجل ذلك ، وذات يوم رافق والده لزيارة أخواله جهة ( الرين ) في ديار قبيلة قحطان ، وأثناء وجوده هناك أراد الذهاب للقنص فأخذ معه ماءا وطعاما يكفي لرحلته وركب راحلته وخرج للصيد ، فاعترضه قوم أخذوا راحلته وما عليها وتركوه في البراري وحيدا ، وعندما حلّ المساء وتأخر محمد في عودته انتاب والده وأخواله القلق فخرجوا للبحث عنه ، وبعد وقت طويل وهو يبحثون في البراري شاهد والده من بعيد شخصا ملقى على الأرض فاقترب منه واذا هو ابنه محمد وقد فارق الحياة عطشا فصعق والده من هول المصيبة التي حلت به واهتزت الأرض من تحت قدميه وانهار باكيا ، فاجتمع القوم من حوله وهالهم المنظر الحزين ثم أخذوا محمد وغسلوه وصلوا عليه ودفنوه وعادوا بالوالد المنكوب إلى ديارهم ، وأصر مفرح على الرحيل إلى دياره من ليلته خوفا من وصول الخبر لوالدته التي قطعا لن يحتمل قلبها الصدمة ما لم يخبرها هو بطريقته الخاصة ..
وفي الطريق دارت به الأفكار واحتار في كيفية اخبارها ثم اهتدى لطريقة قد تكون مقنعة ، وعندما وصل إلى البيت تصنع التماسك والقوة ورباطة الجأش فطرق الباب وفتحت له زوجته فقال لها إن معي ضيوفا ونريد أن نكرمهم ولكنهم لا يأكلون إلا طعام ناس لم تصبهم مصيبة ولم تفجعهم الدنيا بموت عزيز عليهم ، فانطلت عليها الحيلة وخرجت تبحث عن أناسٍ تنطبق عليهم هذه الصفات وبحثت في كل مكان ثم عادت يائسة وأخبرت زوجها بأنها ما وجدت أناسا إلا وقد فجعتهم الدنيا ، فقال زوجها ونحن ألم تفجعنا الدنيا ؟ فقالت الزوجة لا نحن بخير ولله الحمد ، فأخبرها بأنهم قد لحق بهم نصيبهم من فواجع الدنيا بموت ابنهم محمد ثم أخذ ينصحها بالصبر والاحتساب كما صبر أولئك الناس على مصائبهم ، فخفف ذلك من صدمتها وهدأ من روعتها وحمدت الله فهو الذي أعطاه وهو الذي أخذه ، ثم راح مفرح بن مسية يسأل جبال الرين عن محمد بهذه القصيدة الحزينة التي قال فيها :
|
ط·آ·ط¢آ¸ط£آ¢أ¢â‚¬ع‘ط¢آ¬لا يا جبال الريـن مـا شفتـي محمـد؟عـلـيــك مـنـهــا يـالـجـبــال مـــــلام |
يبكـيـهط·آ·ط¢آ¸ط£آ¢أ¢â‚¬ع‘ط¢آ¬ــودٍ ثالـثـة رجلـيـه العـصـايــكــودهط·آ·ط¢آ¸ط£آ¢أ¢â‚¬ع‘ط¢آ¬ــقـــب الـقــعــاد مــقـــام |
وتبكـيـهط·آ·ط¢آ¸ط£آ¢أ¢â‚¬ع‘ط¢آ¬ــذرا فاتـهـا غــي الـصـبـاكـمـا فــات العـصـيـر لـقّــاف حـمــام |
ومن قبلك الهلالات يالعين فأصبـريبـيـوتـهـمط·آ·ط¢آ¸ط£آ¢أ¢â‚¬ع‘ط¢آ¬ــقــب الـعـمــار هـــــدام |
ومن قبلكط·آ·ط¢آ¸ط£آ¢أ¢â‚¬ع‘ط¢آ¬ل حميد يالعيـن فأصبـريالــــزاد فــقـــه والـبــيــوت خــيـــام |
ومن قبلكط·آ·ط¢آ¸ط£آ¢أ¢â‚¬ع‘ط¢آ¬ل حبيش يالعين فأصبريجـريـس وزبـــن الـجـاذيـات حـــزام |
ومن قبلكط·آ·ط¢آ¸ط£آ¢أ¢â‚¬ع‘ط¢آ¬ل معيض يالعين فأصبريأهـــــل بــيـــوتٍط·آ·ط¢آ¸ط£آ¢أ¢â‚¬ع‘ط¢آ¬ـنــدهــا جــهـــام |
وكــل القبـايـل قــدط·آ·ط¢آ¸ط£آ¢أ¢â‚¬ع‘ط¢آ¬ـثـت بنـزولـهـموجموعـهـمط·آ·ط¢آ¸ط£آ¢أ¢â‚¬ع‘ط¢آ¬ـقـب الصـفـافط·آ·ط¢آ¸ط£آ¢أ¢â‚¬ع‘ط¢آ¬ثــلام |
يالله يالمـطـلـوب تـجـبـر مصـيـبـتـييـــا جـابــر المـكـسـور يـــاط·آ·ط¢آ¸ط£آ¢أ¢â‚¬ع‘ط¢آ¬ــــلام |
أنـــا وغــيــري كـلـبـونـا بـقـدرتــكيــــا خــالــق الأنــــوار والأظـــــلام |
تلـطـف بـعـودٍ يــومط·آ·ط¢آ¸ط£آ¢أ¢â‚¬ع‘ط¢آ¬خــذت جنـيـنـهسـهـيـرط·آ·ط¢آ¸ط£آ¢أ¢â‚¬ع‘ط¢آ¬ـيــن مـــا يـــذوق مــنــام |
عـودٍ غـريـب الــدارط·آ·ط¢آ¸ط£آ¢أ¢â‚¬ع‘ط¢آ¬ــن جماعـتـهالـيــومط·آ·ط¢آ¸ط£آ¢أ¢â‚¬ع‘ط¢آ¬ـنــده كــنــه مــيــةط·آ·ط¢آ¸ط£آ¢أ¢â‚¬ع‘ط¢آ¬ــــام |
وتجبرط·آ·ط¢آ¸ط£آ¢أ¢â‚¬ع‘ط¢آ¬زا مـنط·آ·ط¢آ¸ط£آ¢أ¢â‚¬ع‘ط¢آ¬افـت النـومط·آ·ط¢آ¸ط£آ¢أ¢â‚¬ع‘ط¢آ¬ينهـاوالكـبـد صـامــت مـــا تـبــيط·آ·ط¢آ¸ط£آ¢أ¢â‚¬ع‘ط¢آ¬ـعــام |
دنــيــا دهـتـنــا وفـجـعـتـنـا بــغـــرةعـــودٍ غــريــب وحــايــر الأقــــدام |
دنـيـا فجعتـنـا يــا كـفـى الله شـرهــاوالــــزرط·آ·ط¢آ¸ط£آ¢أ¢â‚¬ع‘ط¢آ¬لابــــده مــــن الــصــرام |
بقـعـا خــذت مــن الأولـيـن وعـادهـاوفـــي خشـمـهـا للمقبـلـيـنط·آ·ط¢آ¸ط£آ¢أ¢â‚¬ع‘ط¢آ¬ــــرام |
وأذكـــر اللهط·آ·ط¢آ¸ط£آ¢أ¢â‚¬ع‘ط¢آ¬ـــدة حـــروف قلـتـهـاوصـلـواط·آ·ط¢آ¸ط£آ¢أ¢â‚¬ع‘ط¢آ¬ـلـى المـخـتـار يـالاســلام |
|
سالم العبيدي