واخيرا بدأت تتضح معالم الخطة الأمريكية فيما اسمته الشرق الأوسط الجديد
فأفضل طريقة لحماية اسرائيل ، أن تجزأ الأراضي الفلسطينية المتبقية إلى قسمين
يحارب كلا منهما الآخر ، ويصفي بعضهما البعض ، لتتفرغ اسرائيل للمهمة التالية
في إبتلاع لبنان واجزاء هامة من سوريا ، لتضمن المياه ، وتضمن الوصول إلى دجلة والفرات
لتبدأ الخطوة التالية لتحقيق الحلم الإسرائيلي : "اسرائيل العظمى" . ولكن هل يعقل أن
الفلسطينيون لم يدركوا اللعبة ، فمن يدفع بحماس ، ومن يدفع بفتح ، لا اشك أن إيران
هي من تمول حماس بكل شئ وربما الرجال ، بينما فتح قد تمولها دولة عربية معينة
تتلقى الأوامر من واشنطن ، لتطوى بذلك صفحة فلسطين ، وليرى العرب بأم أعينهم
أن السنين التي قضوها لدعم صمود الشعب الفلسطيني والمطالبة بإقامة دولة لهم ، قاربت نهايتها ، فمن لايملك
لايكترث بدم أخيه الفلسطيني ، قد لايستحق هذا الدعم طوال تلك السنوات . فانتظروا أيها العرب دولة مجزأة
في العراق ومن بعدها سوريا ثم دويلات الخليج العربي المجزأة من ايام الإستعمار البريطاني .