عرض مشاركة واحدة
قديم 31-05-2007, 03:11 PM   رقم المشاركة : 1
مازن حجازي
شاعر V.I.P
 الصورة الرمزية مازن حجازي





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  الحالة :مازن حجازي غير متواجد حالياً

 

افتراضي مغلوب شحاته... حكاية بلا نهاية !




السيد رئيس الجمهورية ... المحترم
أدام الله حكمك ابد الآبدين... وأطال الله عمرك ليوم الدين
وبعد...
اكتب لمعاليك وأنا اعلم قدر مشغولياتكم الجسيمة، لكن التمس لنفسي الحجة، مذكراً إياي – كلما نسيت – أنكم قلتم في موضع غير ذي شأن يوم حديثكم الكريم لعامة الشعب الأثرياء منهم والحثالة، أن سمعكم سيكون حاضراً دوماً لشكاوى العامة منا والخاصة.

ولا اخفي عليك يا ريس، وأنت المضطلع بالأمور ما ظهر منها وما بطن، إنني كلما رأيت سحنتك تملأ شاشة تلفازي المتواضع (14 بوصة) ماركة توشيبا العربي، لا اخفي عليك أن تعاسة شديدة تصيب نفسي.
لا لشئ، إلا لأن مقامك عندنا ارفع، واكبر شاناً، من أن نراك وأسرتي المعدومة الحيلة عبر تلفاز صغير.
لذا أرجو منك يا ريس، وكلي ثقة باستجابتكم، ان تهيبوا لمن بيده الأمر، أن يقوم بصرف تلفزيون 25 بوصة لعائلتي، على أن يكون مرفق بسماعات ديجتيل، وذلك لكي نمتع أعيننا برؤياك، وأذاننا بسماع صوتك!
رفعه إليكم المواطن
مغلوب شحاته
العنوان للمراسلة:
فوق السطوح – 6 شارع إملاق المطحون، المتفرع من حارة المنسي
* * * * * *
بعد أسبوع...
قامت قوات الحرس الجمهوري، بمداهمة وحصار حارة المنسي، من أدناها لأدناها، كما انتشرت فرق الصاعقة، وفصائل مكافحة الإرهاب، حول الهدف، مدججين بأسلحة ليزرية، كما طوقت طوافات جوية المنطقة.
وخصصت بالطبع ست هيلكوبترات حربية – هندية الصنع – للتحليق فوق منزل مغلوب أفندي شحاته...
في الوقت الذي استقبل فيه سكان حارة المنسي وما جاورها القوات المدرعة بحفاوة كبيرة، فاخذت نساء المنطقة وفتياتها ممارسة الهواية المفضلة لديهن، فصدحن بالزغاريد، مبشرات وممنيات انفسهن بالخلاص، متخيلات بسادية جديرة بالاحترام اجسادهن وليمة لنخبة محترمة من القنابل العنقودية، فهكذا – كما يعتقدن – يحققن مرادهن ويتخلصن من الحياة بدون ألم!
* * * * * *
كل هذا يحدث، بينما مغلوب أفندي شحاته يغط في نوم عميق، على مرقد صغير، في الغرفة الوحيدة التي تقع أعلى المبنى، الذي يقطنه وزوجته فتحية، وستة من الصعاليك الصغيرة، وبطتين، وأربع دجاجات!

كانت السيدة فتحية زوجة مغلوب أفندي منهمكة كراقصة غجرية في ثني الملابس ونشرها خلف (سندرة الدجاج)، ولم تحاول أن تخف انبهارها الشديد المصحوب بسائل ما يخرج من شدقها، وهي ترى الطوافات الحكومية تحوم فوقها، كما لم تستطع إخفاء بهجتها الشديدة عندما أبصرت رجال الصاعقة يصوبون بنادقهم الآلية نحوها!
كل هذا وعم مغلوب يغط في نوم عميق...
ولكن من قال: أن النوم العميق فضلاً عن أن يكون غطيطاً هو من حقوق الفقراء!
فما مرت إلا دقيقة من تأملات الست فتحية، حتى وجدت فوق رأسها عشرة من ضباط قوات الصاعقة، أصغرهم شأناً كان يحمل فوق كتفه نسراً وثلاثة نجوم!
وبينما هي تتساءل في دعة وادعة: هو القيامة قامت! قام أصغرهم شأنا، وأكثرهم بأساً، بحملها من قفاها، سائلاً إياها أين يجد مغلوب شحاته أفندي.
وبصمت مطبق أشارت تجاه باب صغير يقف حائراً بين خشبتن، مؤكدة للاشاوش أن مغلوب أفندي قابع خلفهما منذ ثكلته أمه!
* * * * * *
هندم الضباط هندامهم، وابرق العسكر أبواقهم، وقوفاً بإجلال، خُشعاً بالأبصار، قبل أن يخطو كبيرهم تجاه الغرفة التي فيها يقبع صاحبنا، حتى إذا ما اقبل اطرق بسمعه هنيهة، قبل أن يحمل على عاتقه كف يده، هامساً بهدوء لا يليق وملامح البغضاء في محياه، قائلاً: يا أستاذ مغلوب أفندي شحاته!
فلمّ لم يحر جواباً، كرر قوله، بصوت أكثر ارتفاعاً..
لكن لا مجيب..
فالتفت لـ فتحية يسألها: جوزك فين يا وليه!
فقالت مختنقة في رعب: فول
- إيه، بتقولي إيه يا روح أمك
- فول يا بيه.. مغلوب متعشي فول حراتي امبارح، عشان كده تلاقيه لمؤاخذة دماغه تقيله!
فأشار كبيرهم لاثنين من العسكر، أن اقتحموا المنفذ!
فاقتحماه...
وما هي إلا ثواني، حتى خرج احدهما يحمل رأس مغلوب أفندي، بينما الآخر اكتفى بحمل ما تبقى منه..
* * * * * *
خيانة... كان هذا أول ما صدح به مغلوب صاحبنا عندما رأى العسكر والضباط المتناثرين حوله... موجهاً حديثه لزوجته فتحية.
- كده برضه يا فتحية، عملتيها وخليتي الواد أمين الشرطة ابن أختك يعملها، ويجيب شويه البلطجيه صحابه عشان يضربوني، طب وربنا يا جزمه ما أنا شاري لحمه السنة الجايه، وابقي وريني بقى ابن أختك حيعملك إيه!
لم تحر فتحية جواباً... فآثرت الصمت على غير عادتها، حتى أشار كبيرهم لإحدى الطوافات أن أنزل بما معك من عطايا!
وما هي إلا دقائق مرت، حتى كان بين يدي مغلوب أفندي تلفاز مسطح، 6×7 متر، مع وصلات كهربائية طويلة، ومعدات تكفي لبناء محطة إذاعية!
* * * * * *
حدق مغلوب أفندي طويلاً في ما هبط عليه من السماء، غير مستوعباً ولا مدركاً مدى الكرم الجمهوري...
لم يخرجه من ذهوله إلا صوت كبيرهم قائلاً: "السيد رئيس الجمهورية.. يبلغك وحرمك المصون تحياته العميقة، مؤكداً أن مصر ستبقى بخير، ما دام فيها مواطنون يفضلون سماع صوت سيادته على أم كلثوم، وما دام فيها من يستمتع بمشاهدته، دون أن تزوغ عينيه على (روتانا) ونسائهاّ!
* * * * * *
و...
ومرت سنة...
وتبدل الحال إلى غير حال...
فترى مغلوب أفندي مضطجعاً في كوفي شوب سياحي، وحوله نخبة النخبة من أكابر القوم، يحيط بهم لفيف من حسناوات العباسية، يتناقشون معاً في أمور الدولة!

بينما تقوم الست فتحية هانم، باستعراض جلد الحمار الوحشي الذي تتشح به، والذي تصرّ على انه جلد كنغر استرالي تم تهجينه!


منقووووووووووووووووووووووووووو وووووول






توقيع مازن حجازي
 
  رد مع اقتباس