"بعدين اكسب إثم لوحدك لا داعي أن تأخذ ذنوب الآخرين أيضا بسماعهم مسجلك "
الآخرون لا ذنب لهم ، وإلا لقلنا ان الكافر إذا اسمعناه القرآن اكسبناه الأجر .
هنا ظاهرة لو أردنا تحليلها بموضوعية ، لوجدنا لها فرضيات عديدة منها:
1- شعور الشاب بأن الأغنية تعبر عما يخالج نفسه من مد وجزر عاطفي او حتى تبرم من الحياة او ما يصادفه من عقبات وغيرها من الشحنات المتراكمة ، وبالتالي فالرفع على المسجل يكون وسيلة لتفريغ هذه الشحنات وأنها تتفرغ اكثر كلما رفع على الصوت وتجاوب معه
2- اقتراب الفتى من فتيات فيرغب ارسال رسالة معينة لهن ، لعل فيهن من تتجاوب معه ، وبالتالي فهو كالطاووس حينما يلف حول إناثه وينفش ريشه .
3- اشعار الشباب والشابات بتواجده ، وان لديه سيارة وبها مسجل ، وهذا له دوره في عملية اثبات الوجود
في مرحلة المراهقة ، هذا الدور الذي يأخذ اشكالا وطرق مختلفة
4- بالطبع هذه الظاهرة تعكس تأثر الشباب بما يرونه من أفلام غربيه ، ولربما يكون في ذلك اشعار من حوله
بأنه حضاري فهو يقلد شباب الغرب ، وهذا ايضا له اثره في اثبات الوجود كمراهق. حيث تتميز هذه المرحلة
بالمحاولات الجادة للشاب لإثبات وجوده وتأصيل هويته لشعوره بأنه لايزال هامشي وبالتالي يريد اثبات أنه تعدى مرحلة الطفولة وأصبح رجلا وعلى الآخرين إدراك ذلك .
نأتي لموضوع التوجيه ، فالشاب المراهق في هذه المرحلة لن يتقبل أي توجيه يرى أنه يتعارض مع رغبته
في اثبات الذات حتى ولو كان تصرفه من باب خالف تعرف ، ولن يكترث بكون التصرف حلال ام حرام ، فحينما نقول له عليك أي استبدال الشريط بقرآن فهو تربى على ذلك وكثيرا ما سمعه من الوالدين والمدرسة لدرجة أنه أصبح يكره مثل هذا التوجيه ، فلا بد ان نفكر في طرق توجيهية أكثر تشويقا ، وفي نفس الوقت يصاحبها قوانين تنفذ ، لأن في ذلك تعد على حريات الآخرين .
وهنا يأتي دور مراكز التوجيه الإجتماعية والتربوية التي تعمل جنبا إلى جنب مع الجهات التنفيذية في الأحياء لمساعدة الشباب على تخطي مثل هذه المرحلة بسلام وتوجيه طاقاتهم لما هو أثمن .
موضوع هام يستحق بالفعل القاء الضوء عليه من خلال الحوار الموضوعي الهادف
بارك الله فيك اختي الكريمة
تحياتي الطيبة