[الطائر المهاجر]

في هذا الزمن المادي البحت ، تغيرت الأنفس ، فأصبح معيار التقييم هو :
كم يملك ، وكم لديه ، وما المنصب الذي يحتله ... الخ من الأمور التي تجلب الإحترام الإجتماعي.
ومن هنا برز إلى السطح مصطلحين : الفهلوة والبرانويا ، وكلاهما يتفقان على ان من حقك
ان تتقمص أي شخصية وتلعب أي دور للوصول إلى الهدف ، لكنهما يختلفان في الآثار . فالأول
قد لاينتج آثارا تضر بالفرد ، بقدر ما تضر بالمجتمع ، اما الثاني ، فإنه يضر الفرد والجتمع في آن واحد
حيث ينقل الفرد من مرحلة إلى اخرى حتى بضطرب عقليا . تتقابل مع فلان من الناس وتلاحظ مؤشرات تدل على الثراء ، والثقافة العالية ، تنبهر لمناقشته بعقليته الفذه ، وما يطرحه عليك من افكار ، بالطبع بلإضافة إلى مشاريعه
وتفوقه في المجتمع وانه شخصية هامة ، وبالطبع فلن يداخلك شك في مصداقية ما يقول ، وربما جرك للدخول
معه في عملية استثمارية ، لتكتشف في النهاية انه نصاب من الدرجة الأولى ، ولكن الخطورة تكمن حينما ترى
أن مثل هذه الشخصية قد اودت به عواقب تلك الممارسات إلى الطرف الآخر من البرانويا ، حيث تفاجأ بان الفرد
يتحدث عن افكار غير مقبولة ، فأفكاره تسرق ، وربما افاد بأنه موضوع تحت المراقبة ، ربما من خلال كمرات
زرعت في منزله او حتى جهازه ، وكيف انه ربما رأى اشخاص مكلفين بمراقبته ... الخ من الأوهام . ولو بحثت
عن ماضي مثل هذا الشخص ، فربما تجده من مستخدمي الكحول بشراهه او حتى الحشيش او الحبوب المنبهة
والمنتشرة كثيرا حتى في الصحاري ، وربما بدأت معه بسبب ضغوط نفسيه شديده جعلته يجنح عن الواقع ليجد
في مثل هذه التصرفات ملاذ آمن ليتخلص من معاناته.
نسبة هذه الفئة بأعراضها الأولى كثيرة في المجتمع ... فكم مر عليك من افراد تلاحظ انطباق هذه الأعراض عليهم؟؟