استيقظت من النوم متأخرة كعادتها، غادرت فراشها واتجهت لتغسل وجهها ، وما أن دلفت إلى الحمام حتى رأت خطاباً ملصقاً على المرآة ، الغلاف وردي جميل...... فتحت الخطاب .. إنه زوجها .. كتب يقول:
كنز حياتي ودرة دنياي وأغلى ما عندي .... حبيبتي
أكتب هذا الخطاب لكي يكون أول ما ترين عندما تستيقظين ، أكتبه لأقول لك أني أحبك حباً لو صببته في البحر لتحول ماء البحر إلى عسل ، ولو نثرته في السماء لأصبح الفضاء كله عطراً ، ولو سطرته على الأرض لأصبحت الأرض كلها وروداً وأزهاراً.
حبيبتي .....
يامن أهداك الله لي لكي أعرف كيف تكون حور الجنة وأنا مازلت في الدنيا ، يامن جعلك الله لي آية من آياته لأحمده على نعمائه ، يامن كنت وتكونين وستكونين دائماً ثروتي وروحي وكياني فالحياة بدونك لا تكون حياة ........ حبيبتي ... لا تنسي أبداً أنك عندي زينة الدنيا وما فيها.
اعتذر لك وسأظل أعتذر حتى ترضين ن فقد أغضبتك أمس وكنت مخطئاَ ، لست أدري أي شيطان جعلني أقول ما أبعد الابتسامة عن شفتيك ، وهل هناك في الدنيا كلها أجمل من ابتسامتك. اغفري ذنبي ياأقرب الناس إلى نفسي وقلبي وعقلي ، لا تصدقيني يوماً إن قلت أنني غاضب منك ولا تسمحين لكلمة غضب أن تتسلل لأذنيك فتفسد لحظة واحدة تعيشينها ، فمن لغيرك أعيش ؟ ........
حبيبتي ونور عيني وقلبي وعقلي ، عديني أن تسامحيني وانتظريني يامنية نفسي ، سأحضر على الغذاء لكي أصالحك بنفسي واستعدي فهديتي لك ستكون اليوم كله أقضيه معك أنت وحدك. وضعت على ورقة هذا الخطاب قبلة فتقبليها مني حتى نلتقي.
أغمضت عينيها ، ضمت الخطاب إلى صدرها وهي تتمتم: لا لم تغضبني أبداً ياحبيبي ... وسرحت بعيداً بعذب أفكارها وهمست لنفسها: لم لا تأتِ الآن ؟؟
يخرجها رنين الهاتف من بهاء مشاعرها .. ترد .. زوجها على الهاتف: ها أنت قد استيقظت، طلبتك عدة مرات قبل ذلك، أصبح نومك ثقيلاً جداً.
قالت: حبيبي، اشتقت لك ، لم لا تأتِ مبكراً اليوم ؟
قال: لا لدي عمل كثير .. فقط أردت أن أتأكد أن ابنتنا قد أخذت الخطاب الذي كتبته لها وألصقته على المرآة بالحمام، هل استيقظت أم مازالت نائمة ؟ ......... ألو ... ألو ... لم لا تردين ؟ .... ألو .. ألو ... ألو ..... ألوووووووووووو