قصة واقعية حدثت مع أحد من عائلتى .....
القصة كما يلى :
الله أكبر ...الله أكبر بدأ صوت يكسر هدوء الليل وصمته ويُبدد من وحشته وظلمته
كُنت أمشى وحيداً مُستغرقاً مُتحاوراً مع نفسي وأفكارى تارة يغلب عليها ساعات الليل الأشد ظُلمةوتارةُ أبتسم مع أنفاس الصباح التى تُلامس شغاف العقل والقلب ،،،اختلفت ايقاعاتخطواتى عند سماعي صوت يخترق صمت المؤذن ،، ويختلط بكلماته العذبه وصوتهِ الشجى النقى ،،،تباطأت خطواتى حتى كادت تتسمر ...اتضحت معالم الكلمات والدعوات والابتهال من امرأة عجوزوهى تقول بمرارة وحُرقةوربما بغضب : الله يغضب عليك ،،انى ما سامحتك ،، حسبى الله ونعم الوكيل أحاسبك بين يدى الله ،،،... ذُهلتُ وصُدمت من هول الكلمات وثقلها ،، اقشعر شعر جسدى وأنا أرى عجوزاً تجاوزت الثمانين وباب البيت مفتوح بالقدر الذى تُخرج رأسها منه شعرها أبيض كشعاع القمر وعيونها كانت تتحرك بشكل غريب كأنها كانت تُحاول أن تخرق سُحب الظلام لترى شيئاً ....
انتابنى احساس أقرب الى اليقين وأنا بمحاذاتها تماماً بأنها فاقدة البصر ...
رغم أن عيونها مفتوحة فقد كان بياض العين غالب على بياض الوجه ،،
كأنها بنظراتها كانت تبحث عن الله لتشكوا اليه همها ،،أو ظلم لحق بها ،،ارتعبت وانتفضت وهرولتُ مسرعاً ،،وربما خائفاً تذكرتُ أمى هل من الممكن أن أكون أغضبتها ؟جالت دمعة فى عينى كأنها لم تولد فقد جفت بسرعة لتعود أخرى مكانها ،،حتى غاب الصوت المحترق بالنار ،،اعتقدت للحظه أنها أشد من نار جهنم .
فجأة أحسست أن خطواتى المهرولة المبتعدة تخف حدتها وأهمس لنفسى بعتاب ولوم وحِدّة : ألم يكن من المفلروض أ، تتقدم وتُقبل يدى المرأة العجوز التى كانت تُعانق الباب وتقول لها : لبيكِ يا أمى ..ما بالك ؟ما حاجتُكِ ؟ مَن المُجرم العاق الذى فجّر هذا الغضب ؟من الذى فجر كل هذه الاحاسيس والدعوات الى الله !
أحسستُ ولا زلت استذكر الحدث بالذنب وأننى مقصر تجاه كل شىء حتى نفسى .
حاولتُ أن أفسر سبب هروبى وخوفي وهرولتي ...هل سيهبط أحد فى هذا الفجر ويتجلى لها ...أم أنه سيرسل ملائكة لتسألها حاجتها وربما أ، تفعل ما تريد وتطلب
وتبتهل ..أم أن الله أدرك أن قلبها ولسانها قالا شيئاً آخر لا يعلمه الا هو .
هذه القصة كما حصلت سُرِدت .