منذ تواجد الإنسان على هذا الكوكب ، وهو في صراع بين الخير والشر ،
فجاءت غالبية الأديان لتساعد على استتباب الخير ودحر الشر وصقل شخصية الإنسان
ليكون خيراً ، ولكن مع مرور الوقت بدأ الإنسان يتخذ من هذه الأديان قناعا للوصل
الى طموحات مادية ، اعلاها مستوى الوصول الى ادارة غيره من البشر ، لينساقوا
خلفه مؤملين بالفوز برضاء الإله ، والبناء لآخرة خالدة في جنات النعيم . ومن هنا رأينا
كيف ان بعض الأديان تصر على قتل الإنسان لأخيه الإنسان لمجرد انه ليس على نفس الدين
او ربما انه ليس على نفس المذهب ، ففي ذلك تقرب للإه ، وكسب الأجر والثواب ، والفوز
بمغريات الآخرة . لذلك رأينا كيف كانت الحملات الصليبية التي ظاهرها نصرة المسيح
وباطنها استعماري بحت لم يتحقق الهدف منه إلا بعد ضعف الدفاع عن المناطق المستهدفة
شرق البحر المتوسط ، والآن نرى الأطماع الفارسية في حملات منظمة تتخذ من التشيع
ستارا لها للهيمنة على العراق وربما في نظرهم الإنطلاق منه للخليج العربي ، الذي كان
قبل الإسلام تابع للأمبراطورية الفارسية ، مثله في ذلك مثل جنوب الجزيرة العربية ،
ولا غرابة في ذلك ، فقد صرح قادة الثورة الإسلامية في ايران منذ بدايتها ان من طموحاتهم
احياء الإمبراطورية الفارسية التي انهارت تحت ضربات المسلمين العرب .
وفي المقابل نرى حملة اخرى بقيادة الولايات المتحدة تجمع بين الغرض الديني
والغرض الإقتصادي ، وأن كان الظاهر أكثر الإقتصادي ، بحكم علمانية من يدير امريكا .
اذاً فهاهو التاريخ يعيد نفسه لنرى الأمبراطوريتين العظيمتين قبل الإسلام يلتقيان مرة اخرى ،
ولكن في هذه المرة ، تحاول روما ان تعطي الأمان لفارس ، وتستفيد منها لتصفية العرب
والسنة في العراق ، لتستتب الأمور لها ، فتتفرغ لفارس مستفيدة من الغضب العربي
والسني بل والأموال العربية لإستكمال ما توقف عنده صدام حسين في حربه مع ايران.
ليس هذا فقط ، فقد كسبت روما الجولة في شق الصف المسلم في الإنقسام الحاصل
بين شيعة وسنة ، وهذا مما يجعل في مخزونها سلاحا يمكن ان تستخدمه متى شاءت ،
لمزيد من الهيمنة على منابع النفط والثروات .
فماذا ترون ؟؟