كيف يمكن أن تساعدنا المناهج التي تعرفنا عليها في المحاضرة الأولى على تحليل و دراسة النص الروائي؟
إن الرواية باعتبارها شكلا أدبيا مستقلا و مختلفا تتعدد طرق و زوايا التطرق إليها. فهناك عدة زوايا و مناهج يمكن للناقد أن يتبعها و يعتمدها في تحليله للرواية حيث يمكن ان تقدم له مساعدة جوهرية و كبيرة تمكنه من قراءة اوضح و أفضل للنص الروائي. و بخصوصنا نحن القراء فيمكن لهذه المناهج و الطرق أن تساعدنا بكثرة في محاولة دراسة الرواية.
إن المنهجية النقدية الاولى تكمن و تركز على الكاتب او الروائي الذي انتج لنا هذا النص و ذلك من خلال المحيط الذي نشأ به و أدى به إلى إنتاج هذا النص. و يهتم هذا المنهج بالزاوية الاجتماعية و التاريخية و النفسية للكاتب و الظروف التي اجتمعت و صنعت لنا النص. و بالتعرف على كل هذا المعلومات و الظروف النفسية و الاجتماعية و التاريخية المتعلقة بالروائي يمكننا ان نفهم النص بسهولة و نتمكن من تحليله و دراسته ببساطة كبيرة من خلال ربط ظروف الروائي بالرواية و مدى تأثرها بذلك.
اما المنهج الثاني فيكمن في التعرف على النص الروائيو دراسته و تحليله كنص قائم بذاته و ذلك من خلال الاهتمام بكل ما هو لغوي او لساني حيث يساعدنا الأسلوب و الكلمات و المصطلحات المنتقاة في فهم النص و فهم هدف الرواية و مغزاها الحقيقي و تحليلها تحليلا لسانيا دقيقا. فهذا المنهج تكمن اهميته في النص الروائي بذاته متجردا من كل الظروف المساعدة او ظروف الكاتب او حتى المتلقي، بل هو تركيز على النص و لا شيء غير النص.
أما المنهج الثالث فيهتم بتحليل و فهم و ربط علاقة وثيقة ما بين النص الروائي و منتجه من جهة بالقارئ او الهدف من جهة ثانية من خلال علاقة تواصلية تربطهما. و يمكننا هذا المنهج من فهم العلاقة بينهما و تحليل و دراسة مدى تاثر القارئ بالنص و الروائي الذي انتجه، حيث ان هناك تواصلا وثيقا بين كل من الروائي و القارئ يمكن كل واحد من التفاهم مع الآخر بطريقة غير مباشرة و من خلال النص لوحده. و تعتبر الكلمة او العملية المفتاح هنا هي التواصل. إذن فهذا المنهج أيضا يعتبر مهما لفهم النص بطريقة أفضل في إطار تواصلي بين الكاتب و جمهوره.
و في الاخير لا يسعنا إلا التذكير بأن كل منهج على حدة لا يعتبر كافيا لفهم و تحليل النص بطريقة واضحة حيث أن المناهج الثلاثة تساعد بعضها البعض و تساعدنا نحن من اجل فهم النص الروائي من مختلف الزوايا و الاتجاهات.
الإجابة كانت من المتحصل على المرتبة الأولى بالأكاديمية
محمد العلامي