منتديات الفطاحله

منتديات الفطاحله (http://www.ftahilah.com/index.php)
-   الرياضه والشباب (http://www.ftahilah.com/forumdisplay.php?f=55)
-   -   تاريخ الألعاب الأولومبيه الحديث (http://www.ftahilah.com/showthread.php?t=22767)

راجي الحاج 15-08-2008 07:11 PM

تاريخ الألعاب الأولومبيه الحديث
 
[align=center][color=#00008B][color=#FF0000]أثينا 1896 م[/color]

عادت لتبصر النور من حيث انطلقت, بعد أكثر من ألف وخمسمائة عام على الغياب, فكان يوم السادس من نيسان/أبريل 1896 يوم نصر عالمي للفكرة "الكوبرتانية", التي انتصرت بعد كفاح سنوات ونجحت في حشد أكبر تجمع رياضي عالمي في التاريخ حتى اليوم المذكور, دولاً ورياضيين, فأتت الدورة الأولمبية الأولى ناجحة بكل المقاييس خصوصاً أن حماسة كبيرة أظهرها الشعب اليوناني للحدث, مما أضفى رونقا خاصاً على الدورة, التي شكلت باكورة لأربع وعشرين دورة فعلية تلت حتى الآن, دون احتساب الملغاة منها قسراً بسبب الحروب.

نجاح مميز
ما بين السادس والخامس عشر من شهر نيسان عاش العالم فرح الالتقاء لأول مرة في أثينا التي كانت اختيرت في الثالث والعشرين من حزيران/يونيو 1894, في مؤتمر دولي جرى على مدار ستة أيام, لاستضافة أول دورة اولمبية باعتبارها الأحق في الدورة الأولى كون الألعاب القديمة انطلقت منها, وفعلاً نظمت الدورة بمشاركة أربع عشرة دولة, ومئتي وواحد وأربعين رياضياً, تنافسوا فيما بينهم بتسع رياضات ضمت ثلاث وأربعين مسابقة, غابت عنها النساء كلياً واقتصرت المشاركة على الرجال.

انطلقت الدورة في الرابع والعشرين من آذار/مارس 1896, وهو ما يوافق السادس من نيسان 1896 في الروزنامة المعروفة حالياً, وجرى حفل افتتاح الدورة في السادس من نيسان في ستاد باناثينايك أمام ثمانين ألف متفرج, تقدمهم ملك اليونان جورج, وزوجته وأبناؤهما, وأعلن الملك جورج افتتاح الألعاب "إنني أعلن افتتاح أول ألعاب أولمبية في أثينا", ثم تم عزف نشيد البطولة, بمشاركة فرقة موسيقية ضخمة قوامها أكثر من مئة وخمسين عازف ومؤدي, وأضفى النشيد جواً رائعاً على الافتتاح, مما دفع بالمشجعين بالمطالبة بالمزيد.




لم تكن قوانين الدورة الأولى من حيث الجوائز كما نعهدها اليوم, فكانت تمنح فقط للأول والثاني, وليس للثالث مكافأة خاصة, فكان الأول يحصل على ميدالية فضية وشهادة تقدير وتاج من أغصان الزيتون, أما الثاني فكان يحصل على ميدالية برونزية وشهادة تقدير وتاج من الغار, في حين أن جميع المشتركين كانوا ينالون ميدالية تذكارية عن المشاركة, ولم يكن التتويج يلي المنافسة كما اليوم, بل كان يجرى في ختام البطولة حيث يقوم الملك جورج بتقليد الفائزين, في الحفل النهائي, ويذكر أن ميداليتي الفائزين الأول والثاني هما من تصميم الفرنسي جول شابلين, في حين أن التذكارية منها من تصميم اليوناني نيكيفوراس ليتراس.

أما الدول التي شاركت فهي أستراليا, إيطاليا, السويد, سويسرا, الدنمارك, ألمانيا, فرنسا, بريطانيا العظمى, بلغاريا, النمسا, المجر, تشيلي, الولايات المتحدة واليونان, أما الرياضات التي كانت مدرجة آنذاك فهي الدراجات, المصارعة, العاب القوى, السباحة, التنس, الرماية, الجمباز, المبارزة, رفع الأثقال, وكانت الولايات المتحدة هي الأبرز بين المشاركين, خصوصاً في ألعاب ألقوى, وتصدرت في الختام جدول الميداليات, أمام اليونان وألمانيا, وجرت المباريات في ستاد باناثينايك الذي أعيد بناؤه خصيصاً لهذه الألعاب, بأموال تبرع بها أثرياء يونانيين لنجاح الحدث, بالإضافة لملاعب أخرى.

وبعد تسعة أيام من التنافس كان مقرراً أن يجري حفل الختام للدورة في الرابع عشر من نيسان 1896, لكن سوء الأحوال الجوية, والأمطار دفعا بالمنظمين إلى تأجيل الحفل الختامي للخامس عشر من الشهر نفسه, حيث جرت مراسم الختام بحضور الملك وعائلته أيضاً, وبدأت بالنشيد اليوناني, ثم قصيدة لشاعر بريطاني, تلاها توزيع الميداليات والجوائز على الفائزين, ثم قام العداء اليوناني الفائز بالماراتون سبيريدون لويس بدورة نصر في الملعب تصدر فيها العدائين الفائزين, وعلى وقع نشيد البطولة, قبل أن يعلن الملك رسمياً انتهاء الألعاب "إنني أعلن رسمياً انتهاء أول دورة ألعاب أولمبية".




المسابقات الرياضية
المسابقة الأبرز في هذه الألعاب كان الماراتون, الذي ما إن أعلن عن إدراجه ضمن جدول المسابقات, حتى تحمس اليونانيون كثيراً, نظراً للمعاني التاريخية والوطنية لهذا السباق لهم, فشرعوا يبحثون عن أكفأ العدائين لديهم, وشارك في السباق النهائي, ستة عشر متسابق منهم أربعة من خارج اليونان, هم الفرنسي ألبين ليرموسيو ثالث سباق الـ1500م والذي شارك في الـ800م, والأسترالي ادوين فلاك بطل سباقي الـ800م والـ1500م, والأميركي أرثور بلاك الذي حل ثانياً في الـ1500م, والمجري غيولا كيلنر.

تصدر العداؤون الأجانب في بداية الماراتون على حساب عدائي اليونان, لكن انسحاب الأميركي والفرنسي والأسترالي تباعاً في كيلومترات مختلفة, قلب المقاييس, فنجح العداء اليوناني, سبيريدون لويس في الفوز بالسباق وسط فرحة يونانية مجنونة, وقد ركض الملك جورج مع المتسابق اليوناني في آخر السباق داخل الإستاد, في حين أن المكافآت انهالت عليه من الجماهير كل على طريقته, وجاء كيلنر رابعاً ومُنح ميدالية برونزية كونه الأجنبي الوحيد الذي نجح في إنهاء السباق.


وفي سباقات الدراجات فقد جرت منافسات المضمار في نيو فاليرون فيلودروم, وهو مركز رياضي في أثينا, في حين أن سباقا واحداً جرى على الطريق لمسافة 85 كيلومتراً, وقد تمكن الفرنسي بول ماسون في أن يكون أفضل دراج على المضمار بفوزه بثلاث مسابقات, ضد الوقت, وسباق السبرنت, وسباق الـعشرة آلاف متر, وفاز النمساوي أدولف في سباق ألاثنتي عشرة ساعة علماً أن متسابقين فقط اشتركا في هذا السباق, في حين فاز اليوناني أريستيديس في سباق الطريق, أما سباق المئة كلم داخل المضمار فقد فاز فيه الفرنسي ليون فلامينغ علماً أنه توقف خلال السباق, وانتظر أحد منافسيه اليونانيين كي يصلح عطلاً في الدراجة.


وبالانتقال إلى كرة المضرب التي كان لها شأناً عظيماً في نهاية القرن التاسع عشر, فقد أحرز اللقب البريطاني- الأيرلندي جون بيوس بولاند بسهولة, علماً أنه كان سائحاً وقتها في اليونان, واشترك بالصدفة عبر أحد أصدقائه اليونانيين, كما فاز بمسابقة الزوجي التي خاضها بمشاركة زميل ألماني هو فريندريش ترون كان قد خسر أمام بولاند في الدور الأول, علماً أن الألماني شارك في سباق الـ800م وخسر, وقد تمكن الزوجي البريطاني الألماني من الفوز على زوجي يوناني-مصري في النهائي.




وفي مسابقة سلاح المبارزة التي جرت في مركز زابيون, المسمى باسم إيفانجلوس زاباس أحد منظمي ألعاب أولمبية يونانية محلية في القرن التاسع عشر, فقد فازت كل من فرنسا واليونان, أما في الجمباز فقد سيطر الألمان بشكل كبير بعد أن أرسلوا وفداً ضم إحدى عشر لاعباً فتفوقوا في خمس مسابقات من ثماني وفي بعض المنافسات حازوا المراكز الثلاثة الأولى, أما منافسات السباحة, فجرت في البحر وليس في مسبح خاص, وتضمنت أربع سباقات في السباحة الحرة, برز فيها بشكل خاص المجري ألفريد هايوس الذي فاز بسباقي المئة متر والألف ومئتي متراً.

أما رياضة رفع الأثقال, فقد جرت في الهواء في الطلق بقوانين مختلفة كلياً عن تلك المعروفة اليوم, فلم يكن هنالك أوزاناً محددة, بل كان الجميع يتبارون سوياً, شأن رياضة المصارعة التي كانت أقرب إلى المصارعة اليونانية-الرومانية, إذ لم يكن هنالك أوزاناً محددة, أي بطل واحد يتوج في النهاية, كما لم تجر المباريات لوقت محدد, بل كانت مفتوحة, أما رياضة الرماية فقد جرت بخمس مسابقات, اثنتين منها بالبندقية وثلاث بالمسدس.




وقفات بارزة
الميدالية الأولى
في السادس من نيسان 1896, بات البريطاني جايمس كونولي, البالغ 27 عاماً حينها, أول من يحرز ميدالية ذهبية في الألعاب الأولمبية الحديثة بعد فوزه بذهبية الوثب الثلاثي, التي كانت مختلفة تقنياً عما نعرفه الآن, إذ كانت تؤدى بحجلتين (الحجلة هي الارتقاء بإحدى القدمين والهبوط على القدم نفسها) ووثبة, أما الآن فحجلة+خطوة +وثبة, ولم تقتصر ميداليات البريطاني على الوثب الثلاثي, بل تخطتها إلى المركز الثاني في الوثب العالي والثالث في الوثب الطويل.

سبيريدون لويس
نظراً للأهمية التاريخية لسباق الماراتون لدى اليونانيين, والذي تعود قصته للمحارب فيديبيديس الذي اجتاز مسافة 42 كلم من مدينة ماراتون لأثينا لتبليغ الحكام خبر انتصار اليونانيين في معركة ماراتون العام 490 ق.م, بات سبيريدون لويس أبرز بطل في أولمبياد أثينا 1896, ونجمه الأول, بعد فوزه عن عمر 24 عاماً وقتذاك بالمركز الأول, في السباق المذكور, متفوقاً بأكثر من 7 دقائق عن صاحب المركز الثاني, علماً ان سبيريدون انتزع الصدارة في آخر أربع كيلومترات وقتها.

جون بولاند
كان الايرلندي جون بولاند تلميذاً من جامعة أوكسفورد شغوف بدراسة الأساطير اليونانية القديمة, سافر إلى أثينا لحضور الألعاب الأولمبية كسائح حين علم بإقامتها, وهو الذي كان على اطلاع على الألعاب الاولمبية القديمة, فكان أن اشترك صدفة بالألعاب برياضة كرة المضرب, بنصيحة من زميله ثراثيفولاس مانواس, سكرتير اللجنة المنظمة للدورة وقتها, واستطاع بولاند بالرغم من انتعاله حذاء جلدياً قاسياً من الفوز بالمركز الأول في المسابقة المذكورة.




شعار البطولة
لم يجر وضع أي شعار خاص بدورة أثينا 1896, لكن غلاف التقرير الرسمي عن البطولة بات يستخدم كشعار يدل على أول ألعاب أولمبية, وقد نقش على هذا الملصق أو الشعار, "776-1896", كتاريخ يدل على نشأة الألعاب القديمة والحديثة, كما نقش الإستاد الأولمبي بشكله الجديد, الأكروبوليس, وفتاة تمثل آلهة أثينا مرسومة وكانها تقدم غصن زيتون لفائز ما.

الفريق المختلط
سمح في بدايات الألعاب الأولمبية أن يلعب بعض الأفراد مع فرق من غير جنسياتهم, فما كان من اللجنة الأولمبية الدولية إلا أن وضعت نتائج هذه الفرق تحت اسم الفريق المختلط (mixed team) أما رمز هذه الفرق الأولمبي والمتعارف عليه أولمبياً فهو (zzx), والمفارقة أن ميداليات الفريق المختلط جاءت جميعها في كرة المضرب لفئة الزوجي, ففاز في المركز الأول بريطاني وألماني, وفي الثاني يوناني ومصري (يوناني من أصل مصري), وفي المركز الثالث أسترالي وبريطاني.

ترتيب الميداليات
يعتبر جدول ترتيب الميداليات هذا رسمياً ومأخوذاً عن التقارير الرسمية للبطولة, لكن عموماً يصعب إعطاء أرقام إحصائية دقيقة جداً لبعض الدول نظراً لأن بعضها كان يتمثل أحياناً بلاعبين من جنسيات مختلفة.





برونز فضة ذهب الدولة
2 7 11 الولايات المتحدة الاميركية
19 17 10 اليونان
2 5 6 ألمانيا
2 4 5 فرنسا
2 3 2 بريطانيا العظمى
3 1 2 المجر
2 1 2 النمسا
0 0 2 أستراليا
3 2 1 الدنمارك
0 2 1 سويسرا
1 1 1 الفريق المختلط
36 43 43 المجموع [/color][/align]

[align=center]
[size=5][color=#FF0000]يتبع[/color][/size][/align]

خافي العبره 16-08-2008 11:14 AM

رد: تاريخ الألعاب الأولومبيه الحديث
 
الله الله
تقرير ولا اروع
ماشاء الله عليك =)
ونتريا التكملهـ
وتقبل مروري

ابومياس 16-08-2008 05:08 PM

رد: تاريخ الألعاب الأولومبيه الحديث
 
[B][COLOR="Blue"]جهد رائع ياراجي

بيض الله وجهك

ولك مني جزيل الشكر على هذه المعلومات


دمت بخير[/COLOR][/B]

راجي الحاج 16-08-2008 09:12 PM

رد: تاريخ الألعاب الأولومبيه الحديث
 
[align=center][QUOTE=خافي العبره;453908]الله الله
تقرير ولا اروع
ماشاء الله عليك =)
ونتريا التكملهـ
وتقبل مروري[/QUOTE]

[color=#00008B]هلا أخوي خافي العبرة

شرفني تواجدك هنا

لا خلى ولا عدم [/color][/align]

راجي الحاج 16-08-2008 09:13 PM

رد: تاريخ الألعاب الأولومبيه الحديث
 
[align=center][QUOTE=ابومياس;453974][B][COLOR="Blue"]جهد رائع ياراجي

بيض الله وجهك

ولك مني جزيل الشكر على هذه المعلومات


دمت بخير[/COLOR][/B][/QUOTE]
[color=#00008B]
حياك الله أخوي أبو مياس

وأنا سعيد جدا لتشريفك متصفحي

دمت بخير وعافيه[/color][/align]

راجي الحاج 16-08-2008 09:16 PM

رد: تاريخ الألعاب الأولومبيه الحديث
 
[align=center][color=#FF0000]باريس 1900 م[/color][/align][align=center][color=#00008B]استضافت باريس دورة الألعاب الأولمبية الثانية العام 1900, وذلك وفقاً لاتفاق سابق جرى في المؤتمر الأولمبي الأول العام 1894, حيث أعطيت أثينا حق الاستضافة الأولى, وباريس الثانية, علماً أنه أثناء انعقاد الدورة الأولى في اليونان العام 1896, طلب اليوناني ديميتريوس فيكيلاس رئيس اللجنة الأولمبية وقتذاك أن تنعقد الدورة كل أربعة أعوام في أثينا فقط, لكن كوبرتان عارض الفكرة بشدة, معتبراً أن أهداف اللقاء الأولمبي تنتفي حين تنعقد الدورة فقط في اليونان.

فشل ذريع
لم تشهد الدورة الثانية أي حفل افتتاح أو اختتام, ذلك أنها أقيمت كجزء من معرض باريس الدولي وقتذاك, الأمر الذي أثر سلباً على الدورة وأفقدها أية قيمة فكانت باهتة طويلة إذ استمرت منذ 14 أيار/مايو حتى 28 تشرين الأول/أكتوبر من العام 1900, لم تثر الاهتمام, مما دفع بكوبرتان بالقول إن استمرار الحركة الاولمبية بعد هذه الدورة يكاد يكون معجزة, وقد تخلل الدورة عرض واحد في الثالث من حزيران/يونيو 1900, قام به لاعبو جمباز في ستاد فيلودروم ديفينسين (velodromme de Vincennes) وذلك احتفالاً بالعيد الوطني لاتحاد جمعيات الجمباز في فرنسا.




وكادت هذه الدورة أن تقضي على الفكرة الاولمبية, إذ أن لجنتها المنظمة التي كانت تابعة لنظيرتها المشرفة على معرض باريس الدولي الذي امتد أشهراً مستقطباً الملايين, لم تستخدم كلمة اولمبية في المسابقات, وحل مكانها في تقرير اللجنة المنظمة الرسمي "مسابقات دولية في التمارين البدنية والرياضة", أما الصحافة فكانت تائهة بين تسميات متعددة, "الألعاب الدولية", و"بطولة باريس", و"البطولات الدولية", و"غران بري معرض باريس", وغيرها, مما أصاب كوبرتان بالإحباط هو الذي اعتقد أن تزامن الحدثين سيمنح الاولمبياد المزيد من الشعبية, إلا أن النتيجة جاءت بجهل العديد ممن شاركوا في هذا الاولمبياد, أنهم خاضوا ألعاباً أولمبية حتى ممن فاز منهم!

شارك في هذه البطولة أربع وعشرون دولة, مثلها تسعمائة وسبعة وتسعون رياضياً, بينهم اثنتين وعشرون امرأة, وهذه كانت المرة الأولى التي تشارك فيها النساء, فباتت الفرنسيتان السيدة بروهي والآنسة أونييه, أول امرأتان تشاركان أولمبياً, وكانت رياضتهما الكروكيت, أما عموماً فقد تنافس المشتركون والمشتركات في خمس وتسعين مسابقة, اشتملتها تسع عشرة لعبة هي كرة القدم, المبارزة, الغولف, الدراجات الهوائية, الفروسية, الكروكيت, الكريكيت, ألعاب القوى, الرماية (من ضمنها القوس والنشاب), الجمباز, الغطس, السباحة, كرة المضرب, شد الحبل, بولو, كرة الماء, الإبحار, التجذيف, والركبي.

العديد من الرياضيين الفائزين لم ينلوا أية ميدالية, بل كانت جوائزهم عبارة عن كأس أو جائزة تقديرية, وقد شارك محترفون في هذه الألعاب, خصوصاً في رياضة المبارزة, أو السلاح, ونال ألبرت روبرت, الذي فاز بمسابقة سيف المبارزة, جائزة مالية قدرها, ثلاثة آلاف فرانك, والملفت في هذه الدورة إدراج بعض الرياضات غير الاعتيادية, والتي دخلت البرنامج فقط في النسخة الثانية الأولمبية ولم تعد تظهر, مثل ركوب الخيل مع الوثب العالي والطويل, والسباحة مع الحواجز, الرماية على الحمام الحي




أبرز المسابقات
جرت مسابقات ألعاب القوى في راسينغ كلوب دي فرانس racing club de france, لم يكن يوجد مضمار مجهز, فأجريت سباقات الجري على أرض عشبية غير مستوية, مزروعة بالأشجار, وشملت المسابقة بعض المنافسات الخاصة بالمحترفين, بالإضافة إلى بعض السباقات الخاصة بالمقعدين, لكنها لم تكن اولمبية ولم تعتمد نتائجها في الترتيب, وقد سيطر رياضيو الولايات المتحدة على سباقات الجري السريع السبع فحصدوا ثلاث عشرة ميدالية منوعة من أصل إحدى وعشرين ممكنة, فتمكن رياضيو جامعات كولومبيا وبرنستون وبينسيلفينيا, من حصد الذهب.

وفي كرة المضرب شهد الدور نصف النهائي مشاركة لثلاثة أبطال سابقين لدورة ويمبلدون, بينهم الفائز بذهبية المسابقة في الفردي والزوجي, الإنكليزي لورنس دويرتي Lawrence Doherty, الذي يملك في سجله خمس بطولات فردي في ويمبلدون, وقد وصل إلى النهائي بعد انسحاب أخاه الأكبر, وتفضيله عدم مواجهة شقيقه الصغير مما جعل الكثير يعتبر أن المسابقة ثانوية لدى الرجال, بعكس السيدات التي لاقت اهتماماً لرؤية أول بطلة أولمبية لدى السيدات, وكانت الإنكليزية شارلوت كوبر charlotte cooper الأبرز إذ فازت بذهبية الفردي والزوجي المختلط.




أما بالنسبة للسباحة, استضافت مياه نهر السين غير النظيفة المسابقات, شأن دورة 1896 التي جرت في البحر وليس في مسبح خاص, وقد تمكن السباحون من تحقيق أزمنة سريعة جداً قياساً على أوقات ذلك الزمان, بسبب التيارات, وقد برز جون أرثور john arthur من بريطانيا العظمى, وفريديريك لاين Frederick lane من أستراليا, وإرنست هوبنبرغ من ألمانيا Ernst Hoppenberg, وقد نجح كل من السباحين الثلاثة في الفوز بميداليتين ذهبيتين.

وفي رياضة الركبي شاركت ثلاث دول هي فرنسا وألمانيا التي مثلها فريق من فرانكفورت, وإنكلترا التي تمثلت بفريق موسلي واندررز, وقد نجحت فرنسا في الفوز بالذهب, بعد هزمها منافسيها, في حين أن مباراة تحديد المركزين الثاني والثالث لم تقم فتم منح المركز الثاني للفريقين سواسية, مع العلم أن الفريق الإنكليزي كان قد خاض مباراة في بلاده قبل الوصول لفرنسا صباح اليوم الذي كان مقرراً فيه أن يخوض لقاءه, فلعب العصر, وسافر مباشرة صباح اليوم الذي تلا عائداً إلى بلاده.




وفي رياضات أخرى فقد نجح فريق هواة من لندن أبتون بارك أف سي في الفوز بأول ذهبية لكرة القدم, بعد أن هزموا الفرنسييين أمام خمسمائة متفرج, وفي المبارزة شارك تسع عشرة دولة, ونجح الفرنسيون في السيطرة عليها بالإضافة لرياضيين من كوبا وإيطاليا, وفي رياضة الغولف فقد فازت تلميذة كلية الفنون في شيكاغو مارغاريت إيفز أبوت بالذهبية, وقد توفيت العام 1955 من دون أن تعرف أنها أحرزت ذهبية أولمبية, وذلك بسبب ضعف بطولة العام 1900 من جميع النواحي, وباتت أول بطلة أولمبية أميركية.

وقفات بارزة
الفين كرايزلين
كان كرايزلين أبرز من شاركوا في الألعاب الاولمبية العام 1900, فقد نجح في الفوز بأربع ذهبيات في غضون ثلاثة أيام فقط, فاز في الـ60 متراً والـ110 أمتاراً حواجز, والـ200 متراً حواجز, والوثب الطويل, وقد سمحت التقنية التي استخدمها كرايزلين في عدو الحواجز (مد الساق الحرة أثناء القفز)في تحقيقه رقمين عالميين, بالإضافة إلى أنه كان يملك خمسة أرقام عالمية في الوثب الطويل حقها العام 1899, أما منافس كرايزلين الأبرز فكان ميير برينشتاين, الذي تصدر مسابقة الوثب الطويل في التصفيات, قبل أن يخسر بفارق سم واحد أمام كرايزلين بسبب منعه من خوض النهائيات من قبل مدربه كونها جرت يوم الأحد, ويعود الأمر لاعتبارات دينية.




راي إيوري
من أبرز رياضيي الألعاب الاولمبية, فاز بثماني ذهبيات في دورات 1900 و1904 و1908, لكنه غير معروف كثيراً كون المسابقات التي فاز بها وهي الوثب الطويل والعالي والثلاثي, من وضع الوقوف لم تعد موجودة على الجدول الاولمبي وألغيت من البرنامج منذ دورة 1912, والملفت في هذا البطل المولود في 14 تشرين الأول/أكتوبر العام 1873, انه عانى من شلل الأطفال وهو صغيراً قبل أن يتعافى تدريجياً وأخذ في التدرب بشكل فردي إلى أن بات احد أبرز الرياضيين الاولمبيين.

شارلوت كوبر
باتت البريطانية شارلوت كوبر أو بطلة أولمبية بفوزها بمسابقة كرة المضرب, لكنها ليست الأولى التي تتوج بميدالية ذهبية, كون هذا العرف لم يكن موجوداً في دورة فرنسا العام 1900. ولدت كوبر في 22 أيلول/سبتمبر العام 1900, وكانت عضواً في نادي إيلينغ لاون الإنكليزي لكرة المضرب, بدأت مسيرتها مع الألقاب العام 1895 حين فازت بلقب دورة ويمبلدون على حساب الاسترالية هيلين جاكسون 7-5 و8-6, ثم أحرزت اللقب أربع مرات أخرى, أعوام 1896 و1898 و1901 و1908, وقد فازت في فرنسا بذهبيتي الفردي والزوجي المختلط.

الرياضيون الأكثر تتويجاً


المجموع برونز فضة ذهب الرياضة البلد المتباري
4 0 0 4 ألعاب القوى الولايات المتحدة الفين كرايزلين
4 1 0 3 الرماية سويسرا كونراد ستايلي
3 0 0 3 ألعاب القوى الولايات المتحدة راي إيوري
5 0 3 2 ألعاب القوى الولايات المتحدة إيرفنغ باكستر
5 1 2 2 ألعاب القوى الولايات المتحدة والتر تكسبري
3 0 1 2 رماية سويسرا إميل كيلينبرغر
3 0 1 2 ألعاب القوى بريطانيا العظمى شارل بينيت
3 0 1 2 ألعاب القوى بلجيكا هابرت فان إنيس
3 1 0 2 كرة المضرب بريطانيا العظمى هيو لورنس دويرتي
2 1 0 1 كرة المضرب بريطانيا العظمى رينالد فرانك دويرتي




ميير برنستن
تصدر مسابقة الوثب الطويل في مراحلها الأولى, وكانت وقتها النتائج تحتسب من التصفيات حتى المراحل النهائية, لكنه خسر المركز الأول لمصلحة الفين كرايزلين بعدما امتنع عن خوض المرحلة الأخيرة كونها جرت الأحد, وهذا يوم مخصص للعبادة وفقاً لاعتقاداته ومدربه, فغضب كثيراً عقب خسارته بسم واحد فقط, فما كان منه إلا أن هاجم منافسه الفائز كرايزلين, ولكمه, علماً أن اللاعبين أميركيان, وقد اعتبر ميير أنه كان يجب على كرايزلين عدم اللعب, احتراماً للدين.

الكروكيت
شارك في هذه الرياضة في فئة الرجال, متبارون فرنسيون فقط من باريس, لكن المفارقة أن التذكرة الوحيدة التي بيعت لحضور منافسات هذه اللعبة اشتراها رجل إنكليزي, حضر خصيصاً من مدينة نيس إلى باريس لحضور المنافسات, التي شهدت أيضاً أول ظهور نسائي أولمبي, كمشاركة, عبر الفرنسيتين فيلول بروهي وأونييه, لكنهن خسرن أمام المشاركة الوحيدة الأجنبية هي البلجيكية مارسيل هانتينز, كما شهدت الكروكيت مسابقات للمقعدين.

ترتيب الميداليات


برونز فضة ذهب البلد
34 41 26 فرنسا
14 14 19 الولايات المتحدة
9 6 15 بريطانيا العظمى
3 3 6 الفريق المختلط
1 2 6 سويسرا
5 5 5 بلجيكا
2 2 4 ألمانيا
0 1 2 إيطاليا
3 0 2 أستراليا
2 3 1 الدنمارك
2 3 1 المجر
0 1 1 كوبا
1 0 1 كندا
0 0 1 إسبانيا
3 3 0 النمسا
3 2 0 النروج
0 2 0 الهند
3 1 0 هولندا
1 1 0 بوهيميا
1 0 0 المكسيك
1 0 0 السويد[/color][/align]
[align=center][size=6][color=#FF0000]
يتبع[/color][/size][/align]

راجي الحاج 17-08-2008 06:57 PM

رد: تاريخ الألعاب الأولومبيه الحديث
 
[align=center][size=5][color=#FF0000]سانت لويس 1904 م[/color][/size]


[color=#00008B]
انعقدت فعاليات دورة الألعاب الأولمبية الثانية, كما تعرف رسمياً في مدينة سان لويس في ولاية ميسوري في الولايات المتحدة الأميركية ولفترة طويلة جداً للمرة الثانية توالياً, ما بين الأول من تموز/يوليو 1904, والثالث والعشرين من تشرين الثاني/نوفمبر من العام نفسه, وأقيمت منافساتها في حرم جامعة واشنطن في سان لويس, وشأن الدورة الثانية, كانت الثالثة جزءاً من معرض لويزيانا الدولي, فتكرر خطأ أولمبياد باريس, ولاقت ثالث دورات الأولمبياد فشلاً أسوأ من ذلك التي لاقته دورة باريس من جميع النواحي.

فريق كرة القدم الكندي



صراع الاستضافة
لم يكن اختيار المدينة المستضيفة للنسخة الثالثة بالعمل السهل بل واجه هذا الاختيار مصاعب جمة وعراقيل عدة, من ناحية اختيار المدينة وليس الدولة كون المؤتمر الدولي الذي عقد في باريس العام 1894 كان قد أقر ضمناً وباتفاق غير معلن منح الولايات المتحدة الأميركية شرف احتضان ثالث الألعاب الأولمبية, لكن المَشكل كمن في الصراع الداخلي فبعد أن كانت الألعاب متجهة للاستقرار في شيكاغو, وفقاً لخبر موثوق طالعت به صحيفة "نيويورك صن" قراءها العام 1900, دخلت عدة جهات على الخط أبرزها مدينة سان لويس التي كانت ستستضيف معرض عالمي العام 1903, نقلته إلى العام 1904 لاعتبارات مالية.

أمام هذا الواقع, وبالرغم من أن المؤتمر الأولمبي الرابع الذي عقد العام 1901 في 21 أيار/مايو في باريس كان يميل إلى شيكاغو, وقد حدد حتى في وقتها فترة الألعاب ما بين 10 و 25 أيلول/ سبتمبر 1904, دخلت سان لويس بقوة, مرسلة التهديدات إلى مواطنتها شيكاغو, بأنها ستنظم, إذا ما استضافت الأخيرة الحدث, بدورها أحداثاً رياضية على هامش معرضها الدولي للتغطية على الأولمبياد وإضعافه مع إشاراتها إلى قدرتها على استضافة كبار الرياضيين, ولم ينفع حينها اقتراح شيكاغو بنقل الدورة للعام 1905 إذ أن البارون كوبرتان عارض, فما كان من الجميع إلا أن أوكل اتخاذ القرار لرئيس الولايات المتحدة وقتها ثيودور روزفت.

سباق الـ100 يارد سباحة



روزفلت الذي كان مولعاً بالرياضة, لم يتردد في اختيار سان لويس, خصوصاً أنها ستكون قبلة العالم بمعرضها الدولي إضافة للاحتفاء بالعيد الوطني للويزيانا, قبلت اللجنة الاولمبية الأمر على مضض بتصويت داخلي وافق فيه على قرار روزفلت 14 عضواً مقابل صوتين عارضوا, وتملك الندم والخوف أعضاءها, كون الألعاب ستكون مصاحبة للمعرض الدولي للمرة ثانية, وهم, وتحديداً كوبرتان, لم يكونوا نسوا ما حل بالدورة الماضية من نتائج كارثية, وكان ندمهم في محله إذ استمرت الدورة من الشهور أربعة ونصف, وجاء افتتاحها باهتاً غير ذي أهمية, وسعى المسؤولون وقتها لتنظيم مسابقة واحدة يومياً ولو كتصفيات, كي تمتد الأحداث طوال فترة المعرض وتضفي جواً ترفيهياً عليه, فضاعت الهوية الأولمبية للدورة من جديد.

فشل الدورة امتد ليشمل الوافدين والمشتركين, فبعد أن كان عدد الدول المشتركة في دورة باريس أربع وعشرين دولة, انخفض العدد إلى النصف تماماً, أي اثنتي عشرة دولة, وبطبيعة الحال عدد المشتركين الذين كانوا 651 لاعباً ولاعبة بينهم, ست من الإناث فقط, ومنهم 523 أميركياً, والباقي أجانب, جاء منهم اثنين وخمسين من جارة الولايات المتحدة كندا, بالإضافة إلى أن العديد من المشاركين الوافدين من دول أخرى شاركوا في رياضات استعراضية غير مدرجة رسمياً أولمبياً, مثل البايسبول وكرة السلة, إنما كانوا ضمن وفود بلادهم, علماً أن بعد المسافة, والحرب الروسية-اليابانية أثرت على الحضور الأوروبي عموماً, فغابت بريطانيا وفرنسا رسمياً, باستثناء مشاركات فردية, وغيرها من الدول.

سباق الـ200م حواجز



أما الرياضات التي تضمنها برنامج الدورة فهي ألعاب الماء واشتملت على السباحة والغطس وكرة الماء, القوس والنشاب, كرة السلة,الملاكمة, الدراجات, المصارعة, المبارزة, كرة القدم, الغولف, الجمباز, التجذيف, كرة المضرب, رفع الأثقال, روك (رياضة أميركية شبيهة بالكروكيت), لاكروس (رياضة جماعية يتكون الفريق فيها من عشرة أفراد وتلعب بعصاة), شد الحبال, وألعاب القوى, وضمت هذه الألعاب إحدى وتسعين مسابقة, وقد وزعت في هذه المسابقات الميداليات على الثلاثة الأوائل في كل مسابقة, أي ذهبية وفضية وبرونزية, وذلك لأول مرة منذ انطلاق الألعاب الحديثة من أثينا العام 1896.

المسابقات الرياضية
العديد من الرياضات أطلت للمرة الأولى من خلال دورة سان لويس, وهي كرة السلة التي كانت استعراضية والملاكمة, حيث شارك ملاكمين من الولايات المتحدة الأميركية فقط, ورياضة الغطس, كجزء من ألعاب الماء, في حين أدرجت المصارعة الحرة لأول مرة, علماً أن الرومانية كانت موجودة منذ أول دورة, وتم لأول مرة أيضاً اعتماد المنافسات على أساس الأوزان, كما شكلت هذه الدورة الظهور الثاني والأخير أولمبياً لرياضة الغولف, شأن رياضة لاكروس التي عادت وظهرت استعراضياً فقط في دورات أخرى, أما كرة القدم فكانت استعراضية, إلى أن عادت اللجنة الاولمبية الدولية واعتمدتها لعبة رسمية وزادت ميدالياتها في الترتيب, كما شهدت هذه الدورة الظهور الوحيدة لرياضة روك في التاريخ الأولمبي, وقد نازل فيها أميركيون فقط.


وسيطرت الولايات المتحدة في معظم الرياضات وكان هذا طبيعياً قياساً على نسبة المشاركة, فاستطاعت مثلاً في ألعاب القوى, التي شهدت خمس وعشرين مسابقة بينها ثلاث مسابقات جديدة أبرزها الديكاتلون والترياتلون, أن تحصد ثماني وستين ميدالية كمجموع بينها ثلاث وعشرين ميدالية ذهبية, وأفلتت منها ذهبيتان فقط, فذهبت ذهبية مسابقة رمي الـ56 باوند, وهي مسابقة كانت ظهرت للمرة الأولى, إلى الكندي إتيان ديمارتوÉtienne Desmarteau, كما نالت بريطانيا ذهبية الديكاتلون التي كانت مسابقاتها مختلفة عن اليوم, وكانت تشمل دفع الكرة الحديدية, الوثب العالي, 880 ياردة مشياً, رمي المطرقة, الوثب بالزانة, 120 ياردة حواجز, رمي وزن الـ56 باوند, وثب طويل, جري الميل, وجري الـ100 ياردة.

وفي أبرز ما سجل في ألعاب القوى, حافظ جون فلاناغان على ذهبية المطرقة التي أحرزها في دورة باريس, وحذا حذوه راي إيوري ray ewry الذي حافظ على ذهبياته الثلاث في مسابقات الوثب العالي والطويل والثلاثي من وضع الوقوف, مسجلاً 1,50م و3,47م, و10,55م على التوالي, علماً أن المسافة كانت تقاس بالقدم وليس بالمتر, كما برز رياضيين أميركيين آخرين استطاع كل منهم الفوز في ثلاث ذهبيات, هم أرشي هان archie Hahn في الـ 60م, 100م, 200م وجايمس دايفس james davies الاسكتلندي الأصل في الـ2590 م موانع, 800م, 1500م, وهاري هيلمان harry Hillman, في الـ 400م حواجز, 200م حواجز, 400م.

ميدالية نادرة الوجود



أما أغرب مسابقات ألعاب القوى فكان الماراتون, الذي اشترك فيه 31 عداءاً بينهم يوناني جاء خامسا وكوبي سادساً, بالإضافة إلى أفريقيين, كانا أول من يشارك من أفريقيا في الأولمبياد, وقد جرى السباق في جو سيء بيئياً حيث عدا المتبارون بين السيارات والأحصنة والمارة على الطرقات, وتخللها غش متنوع حيث أن الفائز تناول حقناً منشطة من مدربه, وفي التفاصيل فقد وصل الفائز توماس هيكسThomas hicks في المركز الثاني, لكنه اعتبر فائزاً, رغم تناوله حقنا من مادة strychnine, حيث لم يكن أحد ليعترض وقتها, وقد منح المركز الأول بعد اعتبار أن الفائز الأساسي فريد لورز fred lordz قد فاز بالغش, (تفاصيل أخرى في وقفات بارزة).

وفي باقي الرياضات سيطرت الولايات المتحدة على رياضة الجمباز حاصدة 12 ذهبية, وقد برز بشكل لافت نجم البطولة الأول جورج أيزر george eyser الفائز بست ميداليات بينها ثلاث ذهبيات, وبقدم من خشب, وهو البطل الاولمبي الوحيد المتوج بحالة مشابهة, وفي السباحة دانت السيطرة لألمانيا أمام الولايات المتحدة بأربع ذهبيات مقابل ثلاث, أما في الملاكمة فقد جرت منافسات سبع أوزان حسمتها الولايات المتحدة كلها, كونه لم تشترك أية دولة أخرى, وفي كرة القدم أحرزت كندا الذهبية أمام الولايات المتحدة, وفي كرة المضرب جرت مسابقتان لدى الرجال فقط فازت بها الولايات المتحدة, وفي المصارعة سيطرت الولايات المتحدة أيضاً على الأوزان السبعة كونه لم تشارك أية دولة أخرى, وفي رياضة المبارزة سيطرت كوبا بشكل واضح بأربع ذهبيات من خمس.

الدول المشاركة وعدد اللاعبين


آسيا أميركا أفريقيا أوقيانيا أوروبا
كوبا-3 جنوب أفريقيا -8 أستراليا-2 ألمانيا-17
كندا-52 النمسا-2
الولايات المتحدة-523 فرنسا-1- مشاركة غير رسمية
بريطانيا العظمى-3- مشاركة غير رسمية
اليونان-14
المجر-4
سويسرا-1
- ثلاث دول دولة واحدة دولة واحدة سبع دول




وقفات بارزة
أرشي هان (1880-1955)
عرفه محبوه وقتها بـ"شهب ميلووكي", “the Milwaukee meteor”, كان قصير القامة 1,65 م, ونحيل البنية 59 كلغ, برز في دورة سان لويس في سباقات السرعة ففاز في الـ60 م, مسجلاً 7 ثوان, وفي الـ200م, مسجلاً 21,6 ثانية, وفي الـ100م مسجلاً 11 ثانية, والجدير ذكره أنه لم يبدأ خوض السباقات قبل سن التاسعة عشرة, وقد مثل جامعة ميشيغان العام 1900 حيث حقق نجاحاً ملفتاً, درس المحاماة لكنه لم يمارسها, درب العدائين الناشئين, ووضع كتاباً خاصاً عن كيفية الجري السريع "how to sprint".

مارتن شيريدان (1881-1918)
أميركي أيرلندي المولد, انتقل إلى الولايات المتحدة عن عمر 16 عاماً, من أبرز الرياضيين الأولمبيين عموماً فاز في دورة سان لويس بذهبية رمي القرص, وتوج في مسيرته بتسع ميداليات أولمبية, ففاز عوضاً عن ذهبية سان لويس بذهبيتي رمي القرص والقرص اليوناني وبرونزية الوثب الطويل من الوقوف في أولمبياد لندن 1908, وفاز في دورة أثينا 1906 في ذكرى مرور عشر سنوات على انبعاث الاولمبياد بذهبيتي رمي القرص ودفع الكرة الحديدية وفضيات الوثب الطويل والعالي من الوقوف, وبمسابقة رمي الحجر, حطم في مسيرته رقم القرص 15 مرة, توفي عن عمر الـ37 عاماً أثناء خدمته مع الشرطة الأميركية.

الوصول في سباق الـ400م



رامون فونست (1883-1959)
أحرز ثلاث ذهبيات لكوبا في دورة سان لويس اثنتين في الفردي وواحدة في الفرق, من أصل أربع ميداليات نالتها بلاده التي كانت مميزة في هذه الرياضة أوائل القرن العشرين, وكان أحرز قبلها في دورة فرنسا 1904 ذهبية وفضية, الأمر الذي جعله أول رياضي أميركي لاتيني يحرز ميدالية أولمبية, شارك في أولمبياد باريس العام 1924, أي بعد عشرين عاماً من فوزه في الولايات المتحدة, وبعد نهاية مسيرته كرياضي أصبح رئيس اللجنة الأولمبية الكوبية.

سباق الماراتون
من أغرب وأطرف الأحداث التي شهدتها الألعاب الاولمبية, فبعد فوز العداء الأميركي فريد لورز في السباق والاحتفال به وتصويره من قبل ابنة الرئيس الأميركي أليس روزفلت, ومجيء توماس هيكس ثانياً بفارق 45 دقيقة, تم منح الذهبية لهيكس وتجريد لورز ذهبيته, إذ أن لورز استقل سيارة أثناء السباق, لكن التحقيق أثبت فيما بعد أن لورز لم يكن يريد الغش لكنه تعرض أثناء الجري لشد عضلي جعله عاجزاً عن العدو, فما كان منه إلا أن استقل سيارة لعوْنه للوصول إلى نقطة النهاية, لكن في الطريق تعطلت السيارة, وكان وضع لورز تحسن, فقرر وعلى سبيل المزاح استكمال السباق فوصل أولاً بفارق كبير عن الثاني واستقبل استقبال الأبطال, وعند التبليغ من المراقبين على الطرق عما فعله لورز جرد من المركز الأول, ولم يكن أحد يصدق أنه يمزح في البداية, لكن الجميع اقتنع بقصته بعد ذلك وسمح له في المشاركة في بطولة الولايات المتحدة بعد سنة العام 1905 حيث استطاع الفوز بها.

ترتيب الميداليات


برونز فضة ذهب البلد
79 82 78 الولايات المتحدة الاميركية
5 4 4 ألمانيا
3 2 4 كوبا
1 1 4 كندا
1 1 2 المجر
0 1 1 بريطانيا العظمى
0 1 1 الفريق المختلط
1 0 1 اليونان
1 0 1 سويسرا
1 0 0 النمسا[/color][/align]
[align=center][size=5][color=#FF0000]
يتبع[/color][/size][/align]

خافي العبره 18-08-2008 10:39 AM

رد: تاريخ الألعاب الأولومبيه الحديث
 
الله الله عليك
والله انك مبدع
ماشاء الله عليك
مجهود ولا اروع
وبانتظار التكمله ~

راجي الحاج 18-08-2008 09:02 PM

رد: تاريخ الألعاب الأولومبيه الحديث
 
[align=center][color=#00008B]والله يا خوي خافي العبرة تواجدك هنا هو الأروع

والشكر الجزيل لمتابعتك الراقيه

تحياتي لشخصك الرائع[/color][/align]

راجي الحاج 18-08-2008 09:04 PM

رد: تاريخ الألعاب الأولومبيه الحديث
 
[align=center][size=6][color=#FF0000]لندن 1908م[/color][/size][/align]





[align=center][color=#00008B]بعد دورة مخيبة للآمال العام 1900, وأخرى كارثية العام 1904, فتحت لندن ذراعيها باهتمام غير مسبوق واستضافت الألعاب الأولمبية بنسختها الرابعة ما بين السابع والعشرين من نيسان/أبريل والحادي والثلاثين من تشرين الأول/أكتوبر من العام 1908, لكن الافتتاح تم في الثالث عشر من تموز/يوليو بحضور العائلة الملكية, وكانت الدورة مدرجة, شأن النسختين السابقتين ضمن معرض, كان هذه المرة الفرنسي-البريطاني مع فارق كبير إذ أن المنظمين حرصوا بشكل شديد على عدم ذوبان الألعاب ضمن فعاليات المعرض بشكل تضيع هويتها كما حصل عامي 1900 و1904, فأولوا اهتماماً بارزاً للأحداث الرياضية, فلاقت رواجاً واستحساناً وإقبالاً جماهيرياً, وأقيم بغية استضافة الألعاب صرحاً رياضياً خاصاً للأولمبياد, ونجح البريطانيون في تنظيم حدثاً ممتازاً بما صنعوه وبزمن قياسي, أدخلوا فيه ألعاباً شتوية لأول مرة, وقسموا المسابقات على أربع مراحل زمنية وفقاً للفصول والشهور.

مسابقة رمي الرمح التي دخلت لأول مرة



استعداد قياسي
ولم تكن لندن حتى العام 1906 مكلفة باستضافة الألعاب, إنما الاختيار كان واقعاً على العاصمة الإيطالية روما, وكانت التحضيرات جارية على قدم وساق لتنظيم المهرجان, حين ثار بركان "جبل فيسوفياس" Mount Vesuvius في السابع من نيسان/أبريل العام 1906, ملحقاً دماراً رهيباً بمدينة نابولي التي يقع شرقها, فما كان من الحكومة الإيطالية إلا أن حولت الأموال المخصصة لتنظيم الاولمبياد, إلى المدن المنكوبة بغية إغاثتها وإعادة إعمارها, فباتت إيطاليا حينها غير قادرة على تنظيم الحدث, مما أدى إلى فتح باب ترشيح جديد تنافست لندن البريطانية وبرلين الألمانية وميلان الإيطالية بدعم فردي, وآلت المعركة الرياضية بتاريخ الرابع والعشرين من شهر تشرين الثاني/نوفمبر العام 1906 لصالح الأولى.

وما إن عرف البريطانيون بفوزهم بشرف الاستضافة حتى شرعوا في العمل علماً أن الوقت كان ضيقاً جداً, سنتين فقط, لكن رغم ذلك استطاعوا بناء أحد أهم الصروح الرياضية عالمياً, "وايت سيتي ستاديوم" الذي أقيم في وايت سيتي بسعة جماهيرية بلغت 66 ألفاً و288 متفرجاً, وشيد بفترة قياسية هي عشرة أشهر, واعتبر ثورة حقيقية وقتها, وقد كان مجهزاً في حينها لاستقبال مسابقات ألعاب القوى, الدراجات, السباحة, المبارزة, الجمباز, والمصارعة, كرة لقدم, الهوكي على العشب, القوس والنشاب, رياضة لاكروس, وكان طول مضمار الدراجة 666 متراً ومبنياً من مادة الاسمنت, في حين أن طول مضمار ألعاب القوى 536 متراً أي ثلث الميل البري, وهي الوحدة المعتمدة أكثر في بريطانيا للقياس.

رام يوناني



وقد استفاد البريطانيون كثيراً من خبرة سنين طويلة في الرياضة يتميزون بها عن غيرهم, فعلى سبيل المثال لا الحصر كان اتحاد العاب القوى البريطاني للهواة موجوداً قبل ثلاثين سنة من تاريخ الدورة, لذا فقد تمكنوا من تنظيم اثنتين وعشرين رياضة اشتملت على مئة وعشرة مسابقات, والمسابقات هي بالإضافة إلى ما ذكر, الملاكمة, الغطس, الإبحار, الرماية, الراكيت, شد الحبال, كرة الماء, كرة المضرب, التجذيف, الركبي, التزحلق على الجليد (رياضة شتوية إنما أدرجت وقتها), سباق المراكب الآلية, jeu de paume, أي لعبة راحة اليد, كانت تمارس بمضرب, والجدير ذكره أن تصنيف اللجنة الاولمبية الحالية يختلف عن التصنيف الذي اعتمد وقتها, فمثلاً رياضة شد الحبال التي كانت من ضمن ألعاب القوى وقتها, تم لاحقاً ووفقاً لتصنيف معايير اللجنة الأولمبية حالياً, اعتمادها كرياضة مستقلة.

وشهدت هذه الدورة رقماً قياسياً من حيث عدد المشاركين, فبلغ ألفين وثمانية مشترك ومشتركة, منهم سبع وثلاثين امرأة, أما عدد الدول فكان اثنتين وعشرين دولة هي, أسترالاسيا (تحالف أستراليا ونيوزيلاندا) النمسا, بلجيكا, بوهيميا, كندا, الدنمارك, فنلندا (كانت من ضمن الوفد الروسي وقتها لكن نتائجها فصلت فيما بعد), فرنسا, ألمانيا, اليونان, بريطانيا, المجر, إيطاليا, النروج, جنوب أفريقيا, السويد, سويسرا, تركيا, الولايات المتحدة, روسيا, هولندا, الأرجنتين, ولم تسجل أية مشاركة لدولة آسيوية, وكان الوفد البريطاني هو الأكبر يليه الفرنسي ثم السويدي فالأميركي, وتمكنت في النهاية عشرون دولة من تسجيل اسمها في جدول الميداليات.

سباق الدراجات في "وايت سيتي"



وواجهت هذه الدورة التي شهدت أول استعراض للوفود في التاريخ الأولمبي افتتاحاً بحضور الأسرة الملكية وأول ميدالية أولمبية رسمية لروسيا القيصرية حينها, بعض المشاكل في الافتتاح, فرفض الوفد الفنلندي أن يمشي تحت راية العلم الروسي, علماً أن فنلندا كانت جزءاً من روسيا القيصرية وقتها, فسار منفرداً دون علم, أما الأيرلنديين فكانوا مرغمين على السير مع الوفد البريطاني, الأمر الذي أدى لانسحاب العديد منهم, وكذلك السويديين الذين رفضوا المشاركة في الافتتاح نظراً لعدم رفع علمهم فوق الملعب, وانسحب الأمر بطريقة مختلفة على الأميركيين فكانوا محتجين على عدم رفع علمهم فرفض حامل العلم وضعه في المكان الملكي المخصص حسب العادات وقتها, إلا أن تحية العائلة الأميركية للوفد الأميركي غيرت الموضوع.

المسابقات الرياضية
شهدت المسابقات الرياضية دخول رياضتين جديدتين على الجدول الاولمبي هما الهوكي على العشب, والتزحلق الفني على الجليد, فيما باتت رياضة كرة القدم أولمبية للمرة الأولى, بعكس الدورة السابقة في سان لويس حين كانت استعراضية, كما عادت بعض الرياضات ودخلت الجدول الأولمبي بعد غياب عن الدورة السابقة مثل البولو والركبي والرماية والإبحار, علماً أن تلك الألعاب سبق وأن ظهرت اولمبياً في دورة باريس العام 1900, فيما غابت رياضات سبق لها الظهور أولمبياً مثل الغولف ورفع الأثقال, اللتين لم يشأ المنظمون إدراجهم على البرنامج.

غالباً ما كانت مسابقات ألعاب القوى الأبرز في الأولمبياد, وهكذا كانت في بريطانيا التي لها أصلاً باعاً طويلاً في اللعبة, فاشتملت مسابقاتها على ست وعشرين منافسة, كان الصراع الأبرز فيها بين الولايات المتحدة وبريطانيا, وتمكنت الأولى في حينها من حسم المنافسة لصالحها بفوزها بست عشرة ميدالية ذهبية, وسط اعتراضات دائمة على الحكام الذين كانوا بريطانيين, وقد تحقق في هذه المسابقة وقتها أربعة أرقام عالمية وأربعة أرقام أولمبية, أما من حيث جديد المسابقات فحققت مسابقتا البدل ورمي الرمح إطلالتها الأولى, في حين أن في رمي القرص تم تثبيت وزن القرص لدى الرجال على 2 كيلوغرام.

القوس والنشاب للسيدات



واجهت منافسات القوى الكثير من الاعتراضات, لكن أبرزها جاء في سباق الـ400م الذي تعتبر حادثته الأغرب في التاريخ الأولمبي, إذ اتهم الفائز في السباق الأميركي جون كاربنتر john carpenter بأنه أعاق منافسه البريطاني ويندام هالسيلWyndham Halswelle , فاستبعد الأميركي وتقرر إعادة السباق, وأعيد بالفعل حيث عدا هالسيل وحيداً دون أي منافس, بعد انسحاب المشتركين الآخرين, الأميركيي الجنسية أيضاً تضامناً مع زميلهما, علماً أن الأميركي المستبعد ركض وفقاً للقانون في بلاده, وعليه لم يرتكب خطأ, لكن القانون البريطاني مختلف, لذا ومنذ ذلك الحين بات يستعان بقضاة وحكام من بلاد مختلفة, كما أنه تم وضع حبال بين الحارات في ما تبقى من منافسات في دورة لندن كي لا تتكرر الحادثة.

عدة نجوم ظهرت في لندن من أبرزها, الأميركي ميلفين شيبارد Melvin Sheppard الذي فاز بثلاث ذهبيات في الـ800م والـ1500م والبدل الأولمبي الذي كان (200م+200م+400م+800م), وقد حقق حين فاز في الـ800م رقماً قياسياً عالمياً, هو 1,52,8 دقيقة, كما سطع أيضاً نجم الأميركي الآخر جون فلاناغان john Flanagan , الذي نجح في الحفاظ على لقبه في رمي المطرقة للمرة الثالثة توالياً, فبات أول من يحقق هذا الانجاز في التاريخ الأولمبي. ولم تقتصر الإنجازات الأميركية على ذلك إذ أن راي إيوري ray ewry نجح في الفوز بميداليتين جديدتين هما السابعة والثامنة له أولمبياً, حين فاز بمسابقتي الوثب العالي والطويل من وضع الوقوف.

لاعب الجمباز الإيطالي ألبرتو براغليا



وفي سباق الماراتون تم تحديد المسافة بشكل نهائي, إذ قيست, أي المسافة, بين نقطتي الانطلاق والوصول, من قصر ويندسور إلى النقطة المواجهة للمقصورة الملكية في الملعب الأولمبي, فوجدوها 42 كم و195 متراً, فتم من حينها اعتماد هذا الرقم تحديداً في الماراتون.

ولم يسلم سباق الماراتون من الغرابة أيضاً إذ أنه عانى الواصل الأول الإيطالي دوراندو بييتري dorando pietry قبيل إنهائه السباق من التعب الشديد جداً فانهار مرات عدة, فما كان من القضاة, إلا أن ساعدوه لاجتياز خط النهاية, لكن بعد ذلك تم استبعاده لتلقيه مساعدة خارجية, علماً أنها جاءت من القضاة أنفسهم, وتم نقل العداء بعدها إلى المستشفى حيث صارع للبقاء حياً, فأثّر الأمر في الملكة ألكسندرا, فما كان إلا أن منحته جائزة مشابهة لتلك التي نالها الفائز في الماراتون الأميركي جوني هاييس Johnny hayes, وقد تواجه الطرفان مرة أخرى بعد أربعة أشهر ففاز الإيطالي.

أما في الرياضات الأخرى فبات الروسي نيكولاي بانين nicolai panin أول من يفوز بذهبية مسابقة التزحلق الفني على الجليد, في حين سيطرت بريطانيا على الملاكمة حاصدة خمس ذهبيات, ونالت أيضاً ذهبية كرة القدم أمام الدنمارك وهولندا, كما تألق سباحو الدولة المضيفة بأربع ذهبيات أمام الولايات المتحدة بذهبيتين, فيما استأثر البريطانيون أيضاً بذهبيات كرة المضرب الست, وتفوقوا في المصارعة بثلاث ذهبيات مقابل اثنتين للولايات المتحدة الأميركية, وفازت فرنسا بمسابقة المبارزة بذهبيتين شأن المجر إنما بفارق الفضة, ونالت إنكلترا ذهبية الهوكي التي شارك في منافساتها ست دول, بعد فوزها في النهائي بنتيجة كاسحة 8-1 على أيرلندا, علماً أن دول المملكة البريطانية, اسكتلندا وأيرلندا وويلز اشتركت بصورة منفردة, لذا نسب الفوز إلى إنكلترا وليس بريطانيا.

لقطة من إحدى مباريات االمصارعة



وقفات بارزة
ألبرتو براغليا (1883-1954)
من أبرز الذين شاركوا في الألعاب الأولمبية, لاعب جمباز إيطالي, تدرب في مزرعة بشكل منفرد حتى سن الثانية عشرة, فاز بمسابقة الفردي العامة على كل الأجهزة, عانى في حياته من مشاكل عصبية أثرت عليه نتيجة موت ولده في عمر الرابعة, وتعرض لإصابات عدة أبرزها, كسور في الكتف والأضلاع. طرد من الاتحاد الإيطالي للجمباز, كونه اعتبر محترفاً إثر تقديمه عروض أمام العامة, ثم عاد هاوياً العام 1912 حين فاز بالذهبية مرة أخرى في أولمبياد استوكهولم وقتها.

أوسكار شوان (1847-1927)
فاز الرامي السويدي أوسكار شوان بأول ميدالية ذهبية أولمبية له عن عمر الستين عاماً في لندن العام 1908, علماً انه حقق ذهبيتين وقتها, أولاها في الفردي والثانية في الفرق, ثم عاد وفاز ببرونزية وذهبية في أولمبياد استوكهولم 1912, كما عاد واشترك بعد نهاية الحرب العالمية الأولى عن عمر 72 عاماً و279 يوماً في الألعاب الاولمبية العام 1920 ففاز بفضية, ويعتبر أكبر بطل أولمبي إطلاقاً يفوز بذهبية, كما أنه الأكبر الذي يفوز بميدالية اولمبية من أي لون كانت.

سباق 3200م موانع



"أهم شيء..."
أطلق كوبرتان شعاراً وفلسفة اولمبية جديدة استوحاها من صديق أميركي كان يحضر الدورة في لندن "أهم شيء في الألعاب الاولمبية ليس أن تربح بل أن تشارك" وقد كتب هذا الشعار على يافطات وقتها وتم نشره وتوزيعه أمام العالم والناس كي يتم نشر الفكرة والمبدأ علناً.

المسبح الأولمبي
يعد المسبح الأولمبي الذي أقيم مع ستاد "وايت سيتي", أول مسبح أولمبي مقفل في التاريخ, شيد على مقربة من مدينة ويمبلي بسعة جماهيرية بلغت ثمانية آلاف متفرج, بلغ طوله اكثر من خمسين متراً, وهي المسافة المعتمدة في المسابح الأولمبية, فتم تقصيره بدرج خشبي, وجرى فيه ست مسابقات سباحة في فئتي الحرة والصدر.

ترتيب الميداليات


برونز فضة ذهب البلد
38 51 56 بريطانيا العظمى
12 12 23 الولايات المتحدة الأميركية
11 6 8 السويد
9 5 5 فرنسا
6 5 3 ألمانيا
2 4 3 المجر
10 3 3 كندا
3 3 2 النروج
0 2 2 إيطاليا
2 5 1 بلجيكا
2 2 1 أسترالاسيا
0 2 1 روسيا
3 1 1 فنلندا
0 1 1 جنوب أفريقيا
0 3 0 اليونان
3 2 0 الدنمارك
2 0 0 بوهيميا
2 0 0 هولندا
1 0 0 النمسا[/color][/align]

[align=center][size=5][color=#FF0000]يتبع[/color][/size][/align]

راجي الحاج 19-08-2008 06:13 PM

رد: تاريخ الألعاب الأولومبيه الحديث
 
[align=center][size=6][color=#FF0000]ستوكهولم 1912م[/color][/size][/align]

[align=center][color=#00008B]اكتمل المشهد مثالية في السويد في الدورة الخامسة حيث التقت كل عناصر النجاح من همم وجهود بشرية, مروراً بجمال طبيعة ساحر أضفى رونقاً خاصاً تغنى به الجميع, وصولاً إلى مشاركة واسعة, واستقلالية تامة بعيداً عن أي معرض دولي, فنتج عن كل ذلك دورة أولمبية تركت أثراً بيناً في التاريخ الأولمبي الحديث, وباتت النسخة الخامسة التي احتضنتها العاصمة السويدية ستوكهولم في الفترة الممتدة ما بين الخامس من أيار/مايو حتى الثاني عشر من تموز 1912, محطة فارقة ترمز إلى الانتصار الكامل للفكرة الكوبرتانية نتيجة الاجتماع الأول للعالم متمثلاً بدول حملت رايات القارات الخمس المشار إليها على العلم الأولمبي بدوائر ملونة, فاكتملت معها الصورة الأولمبية كما يفترض لها أن تكون.

مشهد عام من الافتتاح



الأولمبية تنتصر
لطالما كان البارون الفرنسي بيار دو كوبرتان قد شكا, قبل دورة السويد, من المحاربة الدائمة للجنة الأولمبية الدولية من جهات مختلفة أخّرت انتشار الفكرة الأولمبية كما يجب وأضعفت من الدورات الأولمبية السابقة, لكن دورة 1912 ولدت بشكل مختلف كلياً, حيث غابت الشوائب والاعتراضات والصعوبات, خصوصاً أن أي معارضة للفكرة الأولمبية كانت قد زالت قبل بدء الألعاب مع بدء اللجنة الدولية بتثبيت أقدامها أكثر, وبذلك جاءت دورة ستوكهولم وفقاً لإيمان كوبرتان ولمعتقداته التي من أجلها ناضل منذ العام 1884, حيث كانت الألعاب الخامسة عبارة عن مهرجان دولي للرياضة والإخاء والنوايا الحسنة والتضامن.

السمة الأبرز التي طبعت أولمبياد العاصمة السويدية ستوكهولم, المعلن عن اختيارها للاستضافة دون أية منافسة في المؤتمر الأولمبي العاشر في برلين في السابع والعشرين من أيار من العام 1999, تواجُد دولاً تمثل القارات الخمس لأول مرة, أوروبا, آسيا, أفريقيا, أميركا, أوقيانيا, لكن تلك الميزة لم تكن يتيمة, بل شهدت هذه الألعاب التي شارك فيها 28 دولة مثلها ألفان وأربعمائة وسبع رياضي ورياضية, منهم ثماني وأربعين امرأة, الاستخدام الأول للميقاتي نصف الالكتروني في سباقات ألعاب القوى ولصور الوصول, كما تم استعمال مكبر الصوت لأول مرة أيضاً لمخاطبة الجماهير واللاعبين أثناء المنافسات, الأمر الذي اعتبر ثورة حقيقية وقتها, كما شكلت هذه الدورة نهاية صلاحيات الدول المستضيفة في اختيار نوع الرياضات, فبات الأمر بعهدة اللجنة الاولمبية الدولية, نظراُ لكثرة ما كان يحدث من تعديلات على الألعاب.

والدول التي شاركت في النسخة الخامسة فهي, أسترالاسيا (نيوزيلاندا وأستراليا) عن قارة أوقيانيا, واليابان وتركيا عن آسيا وقتها, كندا وتشيلي والولايات المتحدة عن قارة أميركا, مصر وجنوب أفريقيا عن قارة أفريقيا, ألمانيا, النمسا, بلجيكا, بوهيميا (تشيكيا), الدنمارك, فنلندا, فرنسا, اليونان, المجر, ايسلندا, إيطاليا, لوكسمبورغ, النروج, هولندا, البرتغال, بريطانيا العظمى, روسيا, صربيا, سويسرا والسويد عن قارة اوروبا, أما الدول الجديدة فهي مصر واليابان ولوكسمبورغ والبرتغال وصربيا.

السويد خلال الاستعراض في الافتتاح



تم إدراج أربع عشرة رياضة ضمن جدول هذه البطولة هي, ألعاب الماء (سباحة, كرة الماء, الغطس), ألعاب القوى, الدراجات, الفروسية, المبارزة, كرة القدم, الجمباز, الخماسي الحديث, التجذيف, الإبحار, الرماية, كرة المضرب, شد الحبال, المصارعة, وعليه حلت رياضة الخماسي الحديث ضيفة لأول مرة في الأولمبياد, فيما أضفت مشاركة الحسناوات في مسابقتي السباحة والغطس لأول مرة أولمبياً رونقاً جديداً ومميزاً على منافسات البطولة التي بلغ عدد مسابقاتها الاثنتين ما بعد المئة, تميزت بحضور جماهيري هو الأكبر وقتها بين كل الدورات, إذ حضر مثلاً مباريات ألعاب القوى التي جاءت قمة في المستوى الرفيع, حوالي مئتي ألف متفرج سويدي.

أقيم حفل افتتاح البطولة متأخراً في السادس من تموز/يوليو العام 1912 في الإستاد الأولمبي في ستوكهولم الذي شيد خصيصاً للبطولة واستعمل لأول مرة في شهر أيار/مايو من العام نفسه, وجرى في بداية المراسم, التي حضرها رئيس اللجنة الأولمبية الدولية الفرنسي بيار دو كوبرتان, عزف النشيد الأولمبي بحضور 35 ألف متفرج, ثم صلاة من رجل دين سويدي, تبعها استعراض الوفود شأن الدورة السابقة, فدخل الوفد البلجيكي أولاً فيما كان وفد أهل الدار آخراً, وبعد كلمة ألقاها رئيس اللجنة الأولمبية السويدية, أعلن ملك السويد وقتها غوستاف الخامس افتتاح البطولة رسمياً, وتلا الافتتاح مباشرة انطلاق منافسات الجمباز التي أقيمت في الملعب نفسه في الهواء الطلق.

الفريق السويدي في شد الحبال





المسابقات الرياضية
كان السويديون متجهون لتخفيض الألعاب التي سيدرجونها ضمن جدول البطولة وقَصرها على ألعاب القوى والجمباز والمصارعة والسباحة, لكن معارضة واسعة غيرت في الأمر وتم رفع الرياضات إلى أربع عشرة, سبق ذكرها, وتم تسجيل غياب الركبي والغولف والقوس والنشاب بقرارات من اللجنة الأولمبية الدولية اتخذتها في مؤتمراتها المختلفة بين العام 1910 و1912, والتي, أي القرارات, تضمنت أيضاً بقاء رياضات أخرى مثل الدراجات والتجذيف, فيما كان ظهور البنتاتلون أو الخماسي الحديث المبتكر من كوبرتان, بإذن من اللجنة الدولية وهو يشتمل على الفروسية, المبارزة, السباحة, الرماية والجري, كما شهدت النسخة الخامسة عودة الفروسية للظهور الأولمبي بعد غياب استمر اثني عشر عاماً, فيما تم شطب الملاكمة لأن القوانين السويدية آنذاك لم تكن تسمح بممارستها, وفي النهاية استقر العدد على 14 رياضة و102 مسابقة.

رياضة واحدة كانت غير رسمية على الجدول آنذاك هي سباق التحمل للدراجات الهوائية على الطرقات لمسافة 320 كلم, وهو يعتبر الأطول بين جميع الرياضات في التاريخ الأولمبي, وبالإضافة لهذا السباق تميزت الدورة بعدة مواقف في المنافسات منها استمرار نزال الروسي مارتن كلين Martin Klein والفنلندي ألفرد أسيكاينن Alfred Asikainen في نصف نهائي الوزن المتوسط لرياضة المصارعة اليونانية الرومانية لإحدى عشر ساعة, ونجاح الفنلندي هانيس كوليماينن Hannes Kohlemaine في الفوز بثلاث ذهبيات في الجري الطويل, كما برز بشكل ملفت بل كان الأكثر نجاحاً الأميركي جيم ثورب Jim Thorpe في الديكاتلون والبنتاتلون, أما النمساوي أوتو هيرشمان Otto Herschmann رئيس اللجنة الأولمبية وقتها في بلاده فقد فاز بفضية في المبارزة وهو يعتبر الحالة الوحيدة المماثلة أولمبياً.

من نهائي كرة القدم بين بريطانيا والدنمارك



في الألعاب الجماعية سجلت كرة القدم ظهورها الرابع أولمبياً, وشارك في منافساتها أحد عشر منتخباً جميعها من أوروبا, وبحضور حاملة اللقب في دورة لندن 1908, بريطانيا, وجرت المباريات في ثلاثة ملاعب مختلفة بين 29 حزيران/يونيو و5 تموز/يوليو, اثنان من هذه الملاعب تقع خارج ستوكهولم المدينة التي استضافت أربع مباريات من أصل إحدى عشرة أقيمت من بينها المباراة النهائية التي جمعت بين بريطانيا والدنمارك, وانتهت لصالح الأولى 4-2 أمام 25 ألف متفرج, فيما نالت هولندا البرونزية بفوزها على فنلندا 9-0, بينما حققت ألمانيا في مباريات التراضي للخارجين اكبر نتيجة بسحقها روسيا بستة عشر هدف مقابل لا شيء أمام ألفي متفرج.

وكما سبق وورد اعتبر الفنلندي هانيس كوليماينن من الأكثر نجومية في الألعاب الخامسة بنجاحه في الفوز بثلاث ميداليات ذهبية وميدالية فضية في سباقات العدو الطويل, وشكلت انتصاراته بداية للسيطرة الفنلندية في سباقات الجري للمسافات الطويلة لمدة ثلاثين سنة تلت. وكانت أولى ألقابه في الثامن من تموز حين فاز بسباق الـ10 آلاف متر بفارق تخطى الـ40 ثانية عن الثاني, أتبعها بعد ذلك بنزال غاية في الإثارة في مسافة الـ5 آلاف متر مع الفرنسي جان بوين Jean Bouin الذي حطم في خلال التصفيات الرقم العالمي للسباق مسجلاً 15,05 دقيقة, لكن النهائي حسمه الفنلندي المدعوم بقوة من السويديين في الأمتار الأخيرة مسجلاً رقماً عالمياً جديداً 14,36,6 دقيقة, أما ذهبيته الأخيرة التي كانت الثالثة في غضون ثلاثة أيام, فجاءت في اختراق الضاحية.

رالف كريغ لحظة الوصول في نهائي المئة متر



أسطورة الدورة الآخر الأميركي, ذو الجذور الهندية, جيم ثورب استحق عن جدارة الرياضي الأكثر كمالاً وقوة بفوزه بالمسابقتين المركبتين في ألعاب القوى, فقد نجح بما امتلكه من قدرات بدنية (1,87م و83 كلغ) من الفوز أولاً بالبنتاتلون (مختلفة عن البنتاتلون الحديث وتتضمن الوثب الطويل, رمي الرمح, 200م, رمي القرص, والـ1500م), ثم اتبعها بإنجاز خارق فيه حطم في مسابقة الديكاتلون أي العشارية, الأرقام العالمية للمسابقات العشرة لهذه الرياضة, غانماً ذهبيته الثانية, وقد حياه على إنجازه كل من قيصر روسيا نيكولا الثاني وملك السويد غوستاف الخامس, الذي قال عنه إنه أعظم رياضي في العالم, والرئيس الأميركي ثيودور روزفلت.

لكن فرحة ثورب لم تدم طويلاً إذ كشفت إحدى الصحف الأميركية عن حصول البطل الأميركي على مال مقابل لعبه البايسبول في كارولينا, واعترف بالأمر عازياً مغامرته للمتعة فقط وليس للمال, ومن المعروف أن الاحتراف كان محرماً أولمبياً, فتم سحب ميداليتيه الذهبيتين منه العام 1913, وباتت حالته الأولى في الألعاب الأولمبية, وقد دفعه ذلك للقول دوماً إنه سيرد اعتباره, لكن ذلك لم يحصل إلا العام 1982 بعد وفاته بـ29 عاماً, حين أرجعت الأولمبية الدولية بوساطة من رئيسها وقتها خوان انطونيو سامارانش, الذهبيتين لابنه جاك ثورب الذي قال "أنا واثق بأن والدي بيننا اليوم, وتعوزه الكلمات للامتنان".

ماكدونالد الأول من اليسار, وإلى جانبه روز



أما عموماً وفي أبرز الألعاب فقد تصدرت الولايات المتحدة ذهبيات العاب القوى برصيد 16 ذهبية أمام فنلندا بـ6 والسويد بـ4, وتقاسمت ألمانيا وأسترالاسيا والولايات المتحدة وكندا صدارة السباحة بذهبيتين لكل من الفرق الأربعة مع فارق في الفضة والبرونز, واستأثرت فنلندا بثلاث ذهبيات من أربع في المصارعة فيما ذهبت الرابعة للسويد, وتصدرت إيطاليا مسابقة الجمباز بذهبيتين, وقبضت فرنسا على مسابقة كرة المضرب بثلاث ذهبيات مقابل اثنتين لكل من بريطانيا وجنوب أفريقيا, واكتسحت السويد الفروسية بأربع ذهبيات من خمس, ونالت كل من المجر وبلجيكا ذهبيتين في المبارزة.

وقفات بارزة
ديوك كاهاناموكو (1890-1968)
حقق السباح الأميركي ديوك كاهاناموكو من هاواي إطلالته الأولمبية الأولى في دورة 1912, ونجح أثناء مشاركته في تصفيات سباق الـ100م حرة في معادلة الرقم القياسي العالمي, ثم نجح في النهائي في الفوز بالذهبية بالرغم من توقف حصل معه في نصف السباق, وفاز أيضاً بفضية في الحرة مع الفريق الأميركي, كما أنه شارك في أولمبياد 1920, وحقق ذهبية الـ100م حرة كاسراً رقمه العالمي, علماً أنه فاز مرتين بالسباق نتيجة أنه أعيد لجدل حوله, وأضاف ذهبية ثالثة أولمبية إلى سجله عقب فوزه في البدل 4×200م حرة مع منتخب بلاده في الدورة نفسها, ولم يكتف بهذا بل شارك في دورة 1924 حيث نال فضية الـ100م حرة ومثل أيضاً فريق الولايات المتحدة في كرة الماء العام 1920.

النزال الاطول أولمبياً بين الروسي كلين (أسود) والفنلندي أسيكاينن



باتريك ماكدونالد (1887-1954)
لاعب ألعاب قوى أميركي ضخم البنية (1,96 م, و136 كلغ) كان شرطياً في نيويورك, شارك في مسابقة دفع الكرة الحديدية, نال ذهبيتها هازماً بشكل مفاجئ حامل اللقب في الدورتين الأخيرتين مواطنه رالف روز, الذي عاد وثأر في مسابقة دفع الكرة باليدين (تدفع الكرة الحديدية باليمين ثم باليسار وليس باليدين معاً), حين نال الذهبية, وماكدونالد الفضية, وعاد الأخير للفوز بذهبية رمي وزن 56 باوند في أولمبياد 1920, مع العلم أن أولمبياد 1916 ألغي بسبب الحرب العالمية الأولى, كما أنه حل رابعاً في دفع الكرة الحديدية في نفس الأولمبياد, علماً أنه كان يبلغ وقتها 42 سنة و26 يوماً الأمر الذي جعله أكبر بطل أولمبي يفوز بذهبية في مسابقة ألعاب القوى حتى تاريخه, وقد بقي بعد ذلك في شرطة نيويورك حتى العام 1946, خادماً 41 عاماً.

صربيا
شاركت صربيا للمرة الأولى في الألعاب الأولمبية, وقد مثلت وقتها المملكة الصربية, وكانت البعثة مرسلة من قبل النادي الصربي الأولمبي, وقد حقق عداؤها دوشان ميلوسيفيتش المركز الثالث في تصفيات سباق المئة متر, فيما جاء دراغوتين توماسيفيتش في المركز السابع والثلاثين في سباق الماراتون.

مصر
سجلت مصر ظهورها الأولمبي الرسمي الأول في تاريخها والظهور العربي الأول أولمبياً, لكنها لم تحرز أية ميدالية في هذه النسخة, ومنذ ذلك الحين شاركت مصر في جميع الدورات الأولمبية الصيفية اللاحقة, ولم تغب إلا عن دورتين هما 1932 و1980, وقد سجلت مصر نتيجة مميزة في أولمبياد أمستردام 1928 محققة ميداليات أولمبية من المعادن كافة, عبر المصارعين إبراهيم مصطفى (1904-1968) والسيد نصير (1905-1968) اللذين فازا وقتها بذهبيتين في اليونانية-الرومانية, والغطاس فريد سيميكا الذي نال فضية وبرونزية عن سلم العشرة أمتار والثلاثة أمتار.

الرياضيون الأكثر تتويجاً


برونز فضة ذهب الرياضة البلد الرياضي
0 1 3 ألعاب قوى فنلندا هانيس كوليماينن
0 0 3 رماية الولايات المتحدة ألفريد لاين
0 2 2 رماية السويد فيليم كالرلبرغ
1 1 2 رماية السويد يوهان هيوبنر
0 1 2 رماية السويد إريك كارلبرغ
0 1 2 رماية السويد أيك لنديبرغ



نزالات ماراتونية
في نصف نهائي المصارعة اليونانية الرومانية هزم الروسي مارتن كلين الفنلندي ألفريد أسيكاينن بعد نزال استمر إحدى عشر ساعة, يعتبر الأطول أولمبياً على مدى التاريخ الحديث, ولم يكن النزال متواصلاً بل كان يتوقف كل ثلاثين دقيقة للاستراحة, وقد حل الروسي في النهائي ثانياً بعدما خسر أمام السويدي كلايس يوهانسون. وفي نزال مشابه في نهائي الوزن الخفيف الثقيل استمر لتسع ساعات, تم منح الطرفين وهما السويدي أندريس ألغرين والفنلندي إيفار بولينغ ميدالية فضية لكل منهما بعد استمرار التعادل.

ألعاب قوى
في سباقات الجري السريع حقق العداء الأميركي رالف كريغ (Ralph craig (1898-1972 أول "دوبليه" في التاريخ الأولمبي بعد فوزه في سباقي الـ100 والـ200م, ولم يشارك في سباق البدل مع فريق بلاده, وقد اعتزل كريغ مباشرة بعد نهاية الألعاب. وفي ألعاب القوى أيضاً شهد سباق الماراتون حادثاً مأساويا إذ انهار العداء البرتغالي فرانسيسكو لازارو Francisco Lazaro في الكيلومتر الثلاثين متأثرا بدرجة الطقس العالية وأشعة الشمس, فتم نقله إلى المستشفى حيث فارق الحياة.

ترتيب جدول الميداليات


برونز فضة ذهب البلد
19 19 25 الولايات المتحدة الأميركية
17 24 24 السويد
16 15 10 بريطانيا العظمى
9 8 9 فنلندا
3 4 7 فرنسا
7 13 5 ألمانيا
0 2 4 جنوب أفريقيا
4 1 4 النروج
3 2 3 كندا
3 2 3 المجر
2 1 3 إيطاليا
3 2 2 أسترالاسيا
3 1 2 بلجيكا
5 6 1 الدنمارك
1 0 1 اليونان
3 2 0 روسيا
2 2 0 النمسا
3 0 0 هولندا[/color][/align]

[align=center][size=6][color=#FF0000]يتبع[/color][/size][/align]

راجي الحاج 20-08-2008 12:41 PM

رد: تاريخ الألعاب الأولومبيه الحديث
 
[align=center][size=6][color=#FF0000]أنتويرب 1920 م[/color][/size][/align]

[align=center][color=#00008B]حطت الحرب العالمية الأولى (1914-1918) ضيفاً ثقيلاً على الألعاب الأولمبية موقفة إياها قسراً ثمانية أعوام امتدت من 1912 إلى 1920, بإلغاء النسخة السادسة التي كانت مقررة في برلين ألمانيا العام 1916 نظراً لاستحالة إقامتها علماً أن الآمال بتنظيم الدورة وقتها لم تنكسر مع اشتعال الحرب, إذ لم يظن أحد أنها ستمتد لفترة طويلة, فكان كوبرتان يشعر بإمكانية تنظيم أولمبياد برلين, لكن الأمور تفاقمت سوءاً فما كان إلى أن ألغيت الدورة التي كان جهز لها ستاد اولمبي في برلين بني عامي 1912 و1913, لكن رغم إلغائها إلا أنها رقمياً احتسبت في ترتيب الدورات الأولمبية, بإيعاز من البارون بيار دو كوبرتان.





إعجاز بلجيكي
أصابت الحرب وما نتج عنها من ويلات ومأساة وانعكاسات صميم كوبرتان فبقي إلغاء دورة برلين 1916 محفوراً في قلب اعتصره ألم الدمار والتقاتل, وهو الذي عمل دوماً تحت شعارات إنسانية أخوية, إلا أنه رغم ذلك لم ييأس وكان مصراً عقب انتهاء الحرب بضرورة انعقاد الدورة السابعة في الموعد والتاريخ المفترض أن تجري بها, رغم عدم تبقي سوى ما يزيد عن السنة قليلاً للاستعداد, وعليه لم تكن مضت بضعة أسابيع على صمت المدافع, حتى جرى انعقاد مؤتمر للجنة الأولمبية الدولية في لوزان سويسرا, حيث تقرر تنظيم الدورة الأولمبية السابعة في مدينة أنفير البلجيكية العام 1920.

وجاء منح شرف الاستضافة لبلجيكا في المؤتمر الأولمبي السابع عشر الذي انعقد في لوزان في الخامس من نيسان/أبريل حيث كانت عدة مدن مرشحة للاستضافة هي بالإضافة إلى أنفير, ليون (فرنسا), أمستردام (هولندا), أتلانتا (إيطاليا), فيلادلفيا (الولايات المتحدة), هافانا (كوبا) بودابست (المجر), وكان في البداية التوجه لبودابست لكن نظراً لأن أمبراطور النمسا-المجر وقتها كان حليفاً لألمانيا في الحرب وقع الخيار على بلجيكا بعد مشاورات أولمبية, وجرى خلافاً لإرادة كوبرتان منع الدول التي كانت حليفة لألمانيا من المشاركة في دورة 1920, وهي بالإضافة لألمانيا والنمسا-المجر, بلغاريا, وتركيا.

العائلة الملكية البلجيكية في الافتتاح



لم يكن اختيار بلجيكا بالأمر السهل بل تحدياً أرادته الأولمبية الدولية وقتها وقفة دعم واحترام مع الشعب البلجيكي الذي عانى ظلم العدوان وقتها متكبداً الخسائر البشرية والمادية لفترة فاقت الأربع سنوات, لكن بمعزل عمّ عنيه اختيار بلجيكا لاستضافة أولمبياد 1920 من معان شرفية وتقديرية إلا أن حملاً عظيماً ألقي على كاهل هذه الدولة التي كان عليها النهوض من ويلات أربع سنوات انمحت في خلالها بعض مدنها تماماً مثل إيبر وفورنس, والتحضير لألعاب أولمبية في غضون سنة فقط, لكن عملاً جباراً تغلب فيه البلجيك على وجعهم وتمكنوا من بناء ستاد اولمبي رائع توفرت فيه إمكانية استضافة كرة القدم وألعاب القوى والسباحة والغطس وألعاب القاعات وغيرها.

جرت الدورة السابعة في الفترة الممتدة ما بين العشرين من نيسان/أبريل والثاني عشر من أيلول من العام 1920, شاركت فيها 29 دولة من القارات الخمس للمرة الثانية, وهي, أستراليا و نيوزيلاندا من أوقيانيا, والهند واليابان من آسيا, جنوب أفريقيا ومصر من أفريقيا, الأرجنتين, البرازيل, كندا, تشيلي, والولايات المتحدة من أميركا, الدنمارك, إسبانيا, استونيا, فنلندا, فرنسا, اليونان, إيطاليا, لوكسمبورغ, موناكو, النروج, هولندا, البرتغال, بريطانيا العظمى, السويد, سويسرا, تشيكوسلوفاكيا, يوغوسلافيا, وبلجيكا من أوروبا. وشكلت الدورة الظهور الأول لاستونيا والبرازيل وموناكو ونيوزيلاندا (كانت فيما سبق تشترك بفريق موحد مع أستراليا), كما حلت دول مكان أخرى, مثل يوغوسلافيا مكان صربيا وتشيكوسلوفاكيا مكان بوهيميا.

من سباق الدراجات لمسافة 1000م



واشتمل برنامج الدورة السابعة على اثنتين وعشرين رياضة ضمت مئة وأربع وخمسين مسابقة, والرياضات هي, ألعاب الماء (سباحة, غطس, كرة الماء), القوس والنشاب, الملاكمة, ألعاب القوى, الدراجات, الفروسية, المبارزة, كرة القدم, الجمباز, الهوكي, الخماسي الحديث, بولو, التجذيف, الركبي, الإبحار, الرماية, كرة المضرب, شد الحبال, رفع الأثقال والمصارعة, أما عدد اللاعبين واللاعبات فبلغ 2626, منهم خمس وستين لاعبة, وآلت الصدارة في النهاية للولايات المتحدة, بفارق كبير أمام السويد, بريطانيا, فنلندا وبلجيكا.

أمران ميزا هذه الدورة, الأول هو ظهور العلم الأولمبي, ذي القاعدة البيضاء المرسوم عليها خمس دوائر متداخلة تمثل القارات الخمس المأهولة, وتعود فكرته أي العلم, لكوبرتان العام 1913, علماً أنه تم التداول بفكرته منذ العام 1910, واعتمد رسمياً العام 1914, وأول رفع رسمي تم في أنفير في حفل الافتتاح, في حين أنه أدخل في حفل الختام بدءاً من دورة 1956, وبات يتم تسليمه إلى عمدة المدينة التي ستستضيف الدورة اللاحقة بدءاً من العام 1960, أما الأمر الآخر فهو القسم الأولمبي الذي ردد في الافتتاح في 14 آب/أغسطس 1920 أمام ملك بلجيكا و35 ألف متفرج في الستاد الأولمبي وقد قاله وقتها, لاعب المبارزة البلجيكي فيكتور بوان.

نهائي الركبي بين الولايات المتحدة وفرنسا



المسابقات الرياضية
بات وقتها السويدي أوسكار شوان أكبر رياضي يفوز بميدالية اولمبية عن عمر الـ72 عاماً حين نجح في خطف فضية في الرماية, علماً أنه أكبر بطل أولمبي يفوز بذهبية أيضاً عن عمر أربعة وستين عاماً, وتألق لاعب المبارزة الإيطالي نيدو نادي حاصداً خمس ألقاب, وشهدت العاب القوى تنافساً حاداً بين الولايات المتحدة وفنلندا, فيما نسائياً برزت بشكل ملفت إثيلدا بليبتري Ethelda Bleibtrey, التي تألقت في السباحة بفوزها بثلاث ميداليات ذهبية. أما قانوناً فالأبرز كان رسو مسافة جري الموانع على 3000م بصورة نهائية, كما سجلت في هذه الدورة الحالة الوحيدة أولمبياً التي جرت فيها مسابقة في دولتين, إذ جرى أحد سباقات الإبحار بين بلجيكا وهولندا.

برز العداؤون الفنلنديون للمسافات الطويلة في هذه الدورة وكانوا من أبرز نجوم ألعاب القوى والأولمبياد عموماً, في مقدمتهم سطع اسم العداء بافو نورمي paavo nurmi, الذي فاز بذهبية العشرة آلاف متر بفئتيها الفردي والفرق, وبذهبية الثمانية آلاف مترفي اختراق الضاحية, وحصد أيضاً فضية الخمسة آلاف متر, علماً أنه حصد أولمبياً بشكل عام في مسيرته تسع ذهبيات وثلاث فضيات, وتألق أيضاً مواطنه هانيس كوليماينن Hannes Kolehmainen الذي فاز بمسابقة الماراتون بعد ثماني سنوات من تألقه في أولمبياد استوكهولم 1912, ونجح العداء ألبرت جورج هيل albert georges hill في أن يكون أول بريطاني جمع بين لقبي الـ800م والـ1500م

من مسابقة الغطس عن سلم العشرة أمتار





وفي سباقات السرعة خطف الأميركي شارلز بادوك Charles Paddock ذهبية المئة متر بتقنية جديدة ومميزة وقتها, حين قام بقفزة بلغت الأربع أمتار تقريباً قبل عبور خط النهاية, وفاز وقتها أيضاً بفضية الـ200م حيث آلت الذهبية لمواطنه آلن وودرينغ allen woodring وأحرز باتريك مكدونالد ذهبية رمي وزن الـ56 باوند, علماً انه فائز بذهبية دفع الكرة الحديدية في ستوكهولم 1912, وبفضيتها في الدفع الثنائي (باليدين بشكل منفرد), وعموماً تصدرت الولايات المتحدة رياضة ألعاب القوى محرزة تسع ذهبيات شأن فنلندا إنما الفارق كان في الفضة, وجاءت بريطانيا ثالثة بأربع ذهبيات.

وشكلت هذه الدورة الظهور الخامس لرياضة كرة القدم أولمبياً وقد شارك في أنفير 14 فريقاً, جرت المباريات بطريقة خروج المغلوب حيث لعب اثني عشر فريقاً في الدور الأول, تأهل منهم ستة فرق حيث انضموا إلى بلجيكا الدولة المضيفة وفرنسا فخاضت الفرق الدور ربع النهائي, ثم نصف النهائي فالنهائي بين تشيكوسلوفاكيا وبلجيكا, الذي لم يكتمل بعد انسحاب التشيكوسلوفاكيين في الدقيقة 40 احتجاجاً على الحكم الإنكليزي جون لويس, فألغيت نتائجها كلياً, واضطرت اللجنة المنظمة, خصوصاً بعد سفر المنتخب الفرنسي الذي كان خسر نصف النهائي أمام التشيكوسلوفاكيين, إلى إعادة مباريات تصفية شملت فرق خرجت من ربع النهائي مثل إسبانيا, فكان أن فازت بلجيكا في النهائي وجاءت إسبانيا ثانية وهولندا ثالثة.

لاعبة المضرب سوزان لينغلين



وفي رياضة السباحة وبالرغم من مرور ثمانية أعوام على أولمبياد ستوكهولم, فقد نجح السباح الأميركي القادم من هاواي دوك كاهاناموكو Duke Kahanamoku من الحفاظ على لقبه في سباق المئة متر, وبرز بشكل ملفت مواطنه نورمان روس norman ross الذي فاز بسباقات الـ400م والـ1500م, والبدل 4×200م سباحة حرة, شأن مواطنته إثيلدا بليبتري التي أحرزت ألقاب سباقات 100م, و300م, 4×100م, في السباحة الحرة محطمة الأرقام العالمية في السباقات الثلاث, علماً أنها أول بطلة سباحة أولمبية أميركية, وقد تمكنت الولايات المتحدة في النهاية من حسم السباحة لصالحها بثماني ذهبيات من عشر.

وبرز بشكل فوق العادة لاعب المبارزة أو السلاح الإيطالي نيدو نادي Nedo Nadi الذي كان الأكثر تتويجاً بالذهب في أنفير بحصده خمس ذهبيات بثلاث أسلحة مختلفة, علماً أنه استفاد كثيراً من غياب أبرز نجوم اللعبة وقتها من المجر ومن الاتحاد السوفياتي, فخاض عدداً كبيراً من المسابقات ونجح في حصد لقبين في الفردي وثلاثة في الفرق, حيث لعب أخوه ألدو نادي, الذي بدوره فاز بثلاث ذهبيات في الفرق وواحدة في الفردي, وقد تصدرت إيطاليا في النهاية المسابقة بخمس ذهبيات مقابل ذهبية واحدة لفرنسا.

وفي رياضات أخرى تصدرت فنلندا مسابقة المصارعة بخمس ذهبيات أمام السويد بثلاث, وفي رفع الأثقال نالت فرنسا المركز الأول بذهبيتين أمام بلجيكا واستونيا وإيطاليا بذهبية, وتقاسمت ست دول ذهبيات مسابقة الدراجات الست وهي بريطانيا, السويد, هولندا, بلجيكا, فرنسا وإيطاليا, وتفوقت إيطاليا بالجمباز حاصدة ذهبيتين من أربع, وتصدرت الولايات المتحدة ذهبيات الملاكمة بإحرازها ثلاثة ألقاب أمام بريطانيا اثنين, وهيمنت النروج على مسابقة الإبحار بشكل كبير بفوزها بسبع سباقات مقابل اثنين لهولندا ومثلها للسويد وبريطانيا, وأحرزت بريطانيا ذهبية شد الحبل أمام هولندا وبلجيكا, وقبضت الولايات المتحدة على مسابقة التجذيف بثلاث ذهبيات أمام إيطاليا وسويسرا, كما فازت بريطانيا بذهبية كرة الماء أمام بلجيكا والسويد.





ألبرت هيل أول بريطاني حقق الدوبليه في الـ800م والـ1500م



وقفات بارزة
سوزان لينغلين (1899-1938)

تعتبر واحدة من أبرز لاعبات كرة المضرب تاريخياً, فازت بذهبية الفردي الأولمبية العام 1920 بخسارتها فقط أربعة أشواط, وعززت ذهبيتها بأخرى بعد فوزها في الزوجي المختلط مع زميلها ماكس ديكوغيس, وببرونزية الزوجي مع إليزابيت دايين, فازت ببطولة ويمبلدون ست مرات في الفردي وست في الزوجي وثلاث في الزوجي المختلط, وبلغ مجموع ألقابها في الفردي 81 لقباً بينها سبعة دون أن تخسر شوطاً واحداً, و31 لقب غراند شلام, كما فازت بـ73 لقب في الزوجي. أصيبت بمرض فجائي في الدم فقدت نتيجته بصرها وسرعان ما توفيت.

أوسكار شوان (1847-1927)

أكبر رياضي أولمبي في التاريخ يحرز ميدالية, إذ تمكن في أولمبياد أنفير 1920 من الفوز بفضية بمسابقة الرمي عن عمر 72 عاماً, علما أنه فائز بثلاث ذهبيات وبرونزيتين في الأولمبيادين السابقين 1908 و1912, بينها ذهبيتين برونزية في الأولمبياد الأول عن عمر 60 عاماً, وذهبية وبرونزية عن عمر 64 عاماً, وبات حينها أكبر بطل أولمبي وهو ما زال حتى الآن يتصدر قائمة الأبطال الأولمبيين سناً, علماً أيضاً أنه شارك مع ابنه أكثر من مرة أولمبياً, ويحمل نجله بدوره ألقاباً ذهبية.

الرياضيون الأكثر تتويجاً


برونز فضة ذهب الرياضة البلد الرياضي
0 0 5 المبارزة إيطاليا نيدو نادي
0 2 4 القوس والنشاب بلجيكا هوبرت فان إنيس
1 1 4 الرماية الولايات المتحدة لويد سبونر
1 1 4 الرماية الولايات المتحدة كارل أوسبرن
0 2 3 الرماية النروج أوتو أولسن
1 1 3 الرماية الولايات المتحدة ويليس لي
0 1 3 ألعاب القوى فنلندا بافو نورمي



هوبرت فان إينيس (1866-1961)

رامي قوس ونشاب بلجيكي, حائز على أربع ذهبيات وفضيتين في دورة أنفير 1920, وذهبيتين وفضية في دورة باريس العام 1900, وجاءت ذهبياته في مسابقتين فرديتين عن مسافة 28م و33م, وفي مسابقتين للفرق عن مسافة 33م و50 متراً, أما فضياته فجاءت في الفردي عن مسافة 50 متراً, وفي الفرق عن مسافة 28 متراً, يعتبر أكثر لاعب قوس ونشاب في التاريخ الأولمبي حاصداً على ميداليات.

آيلن ريغن (1906-2002)


أثارت الأميركية آيلن ريغن ابنة الأربعة عشر عاماً وصاحبة الـ1,40م طولاً, والـ29,5 كلغ, إعجاب الجميع بأدائها فنالت ذهبية في الغطس عن جدارة وأمست أصغر بطلة في اولمبياد 1920, لم تكن خائفة من المنافسة كما قالت عقب فوزها, بل أثارت هلعها المياه غير النظيفة والموحلة, فخافت من عجزها عن الصعود من الماء إذا ما علقت في الوحول "فكرت طوال الوقت المياه سوداء ولن يجدني أحداً إذا علقت...قد أموت ميتة رهيبة", عادت وشاركت في اولمبياد 1924, حيث فازت بفضية في الغطس, وبرونزية في سباحة المئة المتر ظهراً.

فيكتور بوان (1886-1974)

أول من ردد القسم الأولمبي عن الرياضيين في دورة أنفير 1920, سباح بلجيكي متخصص في السباقات الحرة, ولاعب في رياضتي كرة الماء والمبارزة, شارك في الدورات الأولمبية 1908, و1912, و1920, فاز بفضية مسابقة كرة الماء مع الفريق البلجيكي في دورة 1908, وببرونزية دورة 1912, وبفضية في المبارزة للفرق العام 1920, كما شارك العام 1908 في تصفيات سباق المئة متر حرة لكنه خرج من الدور الأول.


إدي إيغان (1897-1967)

يعتبر الأميركي إدي إيغان رياضياً مميزاً في التاريخ الأولمبي, فهو الوحيد الذي نجح في حصد الذهب في الأولمبياد الصيفي أو الشتوي, اشتد عوده في عائلة فقيرة ومتواضعة, تمكن من شق طريقه ودخول أهم الجامعات, مثل هارفرد وأوكسفورد, وبات محامياً لامعاً, حكايته مع الذهب بدأها في أنفير حيث نال ذهبية الملاكمة في الوزن الخفيف الثقيل هازماً النروجي سفيري سورسدال, أتبعها لاحقاً باختراق نوعي حين بات أول أميركي يفوز ببطولة بريطانيا للهواة, إلى أن حقق إنجازه الشتوي بعد اثنتي عشر عاماً, في دورة 1932, حين فاز بذهبية الـ"بوبسلاي" للفرق من أربعة اشخاص, محققاً الـ"دوبليه" الأولمبية الوحيدة من نوعها.

ترتيب جدول الميداليات


برونزية فضية ذهبية البلد
27 27 41 الولايات المتحدة الأميركية
24 18 19 السويد
13 15 15 بريطانيا العظمى
9 10 15 فنلندا
11 11 14 بلجيكا
9 9 13 النروج
5 5 13 إيطاليا
13 19 9 فرنسا
5 2 4 هولندا
1 9 3 الدنمارك
3 4 3 جنوب أفريقيا
3 3 3 كندا
7 2 2 سويسرا
0 2 1 إستونيا
1 1 1 برازيل
1 2 0 أستراليا
0 2 0 اليابان
0 2 0 إسبانيا
0 1 0 اليونان
0 1 0 لوكسمبورغ
2 0 0 تشيكوسلوفاكيا
1 0 0 نيوزيلاندا



*لم تجر الدورة السادسة إنما احتسبت عددياً[/color][/align]


[align=center][size=5][color=#FF0000]يتبع[/color][/size][/align]

خافي العبره 20-08-2008 10:09 PM

رد: تاريخ الألعاب الأولومبيه الحديث
 
ماشاء الله عليك ~
تفصيل وتقرير رائع
بانتظار التكملهـ

راجي الحاج 23-08-2008 04:29 PM

رد: تاريخ الألعاب الأولومبيه الحديث
 
[align=center][color=#00008B]وافر الشكر وجزيل العرفان على هذه المتابعة الرائعه

دمت بخير وعافيه[/color][/align]

راجي الحاج 23-08-2008 04:32 PM

رد: تاريخ الألعاب الأولومبيه الحديث
 
[align=center][size=6][color=#FF0000]باريس 1924 م[/color][/size][/align]


[align=center][color=#00008B]فتحت باريس أبوابها واستقبلت للمرة الثانية الدورة الأولمبية بنسختها الثامنة بتمني خاص من البارون بيار دو كوبرتان الذي أراد أن يكون ختام حضوره للدورات كرئيس للجنة الأولمبية الدولية من وطنه الأم فرنسا لهدف أراد منه محو الصورة السيئة التي ظهرت بها بلاده حين استضافت الدورة الثانية العام 1900 ولاقت فشلت ذريعاً من جميع النواحي, والتأكيد على مقدرة الشعب الفرنسي على احتضان كبرى التظاهرات الرياضية, وبالفعل نجحت فرنسا في ترك أثر بارز بالرغم من الصعوبات التي صادفتها من مالية أولاً وطبيعية ثانية تمثلت بفيضان نهر السين العام 1923 مخلفاً كوارث جمة أصابت البنوك والبنى التحتية وسائر المباني, إلا أنه رغم ذلك خرج الفرنسيون بدورة كبيرة شكلت مفترق طرق وثورة جديدة في المهرجانات الاولمبية إن كان عن طريق كثافة المشاركة أو النتائج الفنية والمنافسة أو التنظيم أو إقبال جماهيري.

مشهد عام لحفل الافتتاح



الشرف لفرنسا
لم يكن اختيار باريس لاستضافة الألعاب بالأمر السهل إذ اعترض بداية أعضاء اللجنة الاولمبية الدولية مفضلين منح شرف التنظيم لأمستردام الهولندية أو لوس أنجليس الأميركية, لكن بعد عدة مشاورات حصلت في المؤتمر التاسع عشر للجنة الاولمبية الدولية في لوزان بتاريخ الثاني من حزيران/يونيو 1921, نال كوبرتان مبتغاه وتم اختيار باريس لاحتضان النسخة الثامنة العام 1924 بعد منافسة مع برشلونة الإسبانية وبراغ التشيكوسلوفاكية وروما الإيطالية إلى جانب المدينتين المذكورتين سابقاً, وجرى في هذا المؤتمر إقرار إطلاق الألعاب الاولمبية الشتوية وتم منح شرف استضافة أول دورة لمدينة شاموني الفرنسية في شتاء العام 1924.

جرت أحداث دورة باريس ما بين الرابع من أيار/مايو 1924 والسابع والعشرين من تموز/يوليو من العام نفسه, اعتبر حفل افتتاحها رائعاً وترك أثراً كبيراً في النفوس وقتها, إلا انه بالطبع يعد بسيطاً على ما بدأت تشهده الدورات بدءاً من العام 1970. وقد جرى الافتتاح في ستاد كولومب الاولمبي أمام 40 ألف متفرج في الخامس من تموز/يوليو بمشاركة 44 دولة.

جرى استعراض الدول وفقاً للترتيب الأبجدي فدخلت جنوب أفريقيا أولاً ويوغوسلافبا آخراً, ونالت فرق فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا النصيب الأكبر من التصفيق, وبعد ذلك أعلن غاستون دومرغ الرئيس الجديد لفرنسا وقتها رسمياً افتتاح الألعاب, وتم رفع العلم الأولمبي بعد بضعة عروض استعراضية ثم ألقى الرياضي الفرنسي جورج أندري الفائز بميداليات أولمبية في دورتي 1908 و1920 قسم الرياضيين كما شهدت هذه الدورة حفل اختتام في السابع والعشرين من تموز وقد شهد لأول مرة رفع الأعلام الثلاثة, الاولمبي والدولة المضيفة والدولة التي ستستضيف النسخة القادمة.

الفريق الفرنسي أثناء الافتتاح



وأقيمت المباريات على ستاد كولومب الذي كان يتسع لـ45 ألف متفرج بينهم 20 ألفاً جالسين, وقد تم بناؤه بتمويل من راسينغ كلوب دي فرانس الذي نال 50% من عائدات الدورة, كما تم بناء حوض سباحة خاص "مسبح توريل" الذي بات وقتها أول حوض بطول خمسين متراً تم تقسيمه إلى حارات بعوازل من مادة الفلين, أما الرماية فقد جرت في رين بمكان شيد خصيصاً للدورة, فيما جرت الفروسية في الـ"هيبودروم دوتيي", واستضاف الفيلودروم الشتوي المشيد في باريس العام 1909 والمهدم العام 1959, مباريات الملاكمة والمصارعة ورفع الأثقال, واستضافت استادات بيرشنغ وبيرجير مباريات كرة القدم, واحتضنت مدن فرساي وباغاتيل وبيانكور سائر الألعاب, والملفت في هذه الدورة تشييد مباني لإقامة الوفود حول الستاد الرئيسي.

شارك في هذه الدورة أربع وأربعين دولة بزيادة خمس عشرة دولة عن الدورة السابقة التي كانت تحمل الرقم القياسي من حيث المشاركة, ومثل هذه الدول 3089 رياضي ورياضية منهم 159 لاعبة, واشتمل برنامج البطولة على سبع عشرة رياضة ضمت مئة وست وعشرين مسابقة, كما شهدت هذه الدورة ظهور الشعار الأولمبي "أسرع أعلى أقوى" رسمياً وتعود فكرته لشاب فرنسي ألهم كوبرتان به منذ العام 1894, كما شهدت الألعاب الظهور الاخير لكوبرتان كرئيس للجنة الأولمبية الدولية, ذلك أنه تنحى وسلم في العام التالي أي 1925 خليفته البلجيكي هنري دو باييه لاتور الرئاسة, وقد توفي كوبرتان العام 1937.

الدول المشاركة


أوقيانيا أفريقيا أميركا أوروبا آسيا
أستراليا جنوب افريقيا الأرجنتين النمسا الهند
نيوزيلاندا مصر البرازيل بلجيكا اليابان
كندا بلغاريا فيليبين
تشيلي الدنمارك تركيا
كوبا إسبانيا
الإكوادور إستونيا
هاييتي فنلندا
المكسيك فرنسا
الولايات المتحدة الأميركية اليونان
الأوروغواي المجر
أيرلندا
إيطاليا
لاتفيا
ليتوانيا
لوكسمبورغ
موناكو
النروج
هولندا
بولونيا
البرتغال
رومانيا
بريطانيا العظمى
السويد
سويسرا
تشيكوسلوفاكيا
يوغوسلافيا





والرياضات التي اعتمدت هي ألعاب الماء, ألعاب القوى, الملاكمة, دراجات, الفروسية السلاح, كرة القدم, الجمباز الخماسي الحديث, بولو, التجذيف, الركبي, الإبحار, الرماية, كرة المضرب, رفع الأثقال, المصارعة, أما من حيث الدول المشاركة, فقد سجل غياب ألمانيا للدورة الثانية على التوالي بقرار من الاولمبية الدولية لدورها في الحرب العالمية الأولى, لكن الدول الأخرى المهزومة في الحرب والتي جرى استبعادها في الدورة السابقة عادت وشاركت, أما الدول التي حققت ظهورها الأول أولمبياً فهي أيرلندا, ليتوانيا, الفيليبين, الاوروغواي والإكوادور, فيما حققت لاتفيا وبولونيا ظهورهما الاولمبي الأول في الدورات الصيفية, وليس الاولمبية إذ سبق أن اشتركا في الدورة الشتوية الأولى العام نفسه.

المسابقات الرياضية
شهدت المسابقات الرياضية الظهور الأخير لرياضة كرة المضرب أولمبياً, فغابت بعدها فترة طويلة إلى أن عادت للظهور العام 1988 في دورة سيول, وسجلت رياضة المبارزة لدى السيدات إطلالتها الأولى أولمبياً, وشهدت الدورة بعض الرياضات الاستعراضية مثل الملاكمة الفرنسية, والكانوي الكندي, وبيلوت باسك (رياضة تلعب بالمضرب), وكان دو كومبا (رياضة قتالية), وتمكنت في ختام المنافسات الرياضية التي جاءت عالية المستوى خصوصاً في العاب القوى, الولايات المتحدة من تصدر الترتيب العام للميداليات أمام فنلندا الثانية وفرنسا الثالثة.

جورج أندري يردد القسم الرياضي



وفي أبرز النتائج الرياضية دمغ العداؤون الفنلنديون البطولة بطابعهم الخاص بعد سيطرة كبيرة على مسافتي الطويل والمتوسط فسميو "الفنلنديون الطائرون", بنجاحهم في الفوز بثماني ذهبيات وباثنتي عشرة عموماً, أكثرهم لمعاناً كان بافو نورمي Paavo Nurmi الذي أحرز عدة ألقاب في أنفير العام 1924 لم تشبع نهمه, ففاز بخمس ذهبيات في باريس, بدأها في 10 تموز/يوليو بفوزه بذهبية الـ1500م, اتبعها بذهبية الـ5000م بعد ساعتين, ثم فاز بعد يومين بذهبية اختراق الضاحية متقدماً وصيفه بدقيقة و24 ثانية, وزاد غلته في مسافتي الـ3000م واختراق الضاحية للفرق.

فنلندي آخر برز في الدورة هو فيي ريتولا الذي لم يكن معروفاً كثيراً حين حضر لباريس إلا انه شيئاً شيئاً تألق بعد فوزه بسباق الـ10 آلاف متر محققاً رقم عالمي جديد, ثم فاز بذهبية الـ3000 م متر موانع بفارق وصل إلى خمسة وسبعين متراً عن الثاني, وكان أيضاً في عداد المنتخب الفنلندي الذي فاز بذهبيتي الـ3000 آلاف متر واختراق الضاحية. ولم يكن هذان العداءان الوحيدان من الفنلنديين الذين نالوا نصيبهم من التالق, فقد أحرز ألبين ستينروس Albin Stenroos ذهبية الماراتون بفارق أكثر من ست دقائق عن الثاني, ونال إلياس كاتز Elias Katz عوضاً عن ذهبية الـ3000 م للفرق, فضية الـ3000 متر موانع, كما صعد إلى منصة التتويج كل من إيرو بيرغ eero berg وهيكي ليماتاينن heikki liimatainen المتوجين في المسافتين المتوسطة والطويلة.

إيطاليا وإسبانيا في تصفيات كرة القدم



وفي رياضة السباحة لمع اسم السباح الأميركي جوني ويسمولر Johnny Weissmuller الذي تألق بشكل بارز وفاز بثلاث ذهبيات و برونزية عن عمر تسعة عشر عاماً, وقد بدأ حصده للمراكز الأولى في سباق الـ400م حرة حين تقدم في النهاية منافسه السويدي أرني بورغ بأكثر من ثانية, وأعقب ذلك بعد بضعة أيام فوزه بلقب المئة متر حرة هازماً مواطنه النجم ديوك كاهاناموكو الذي تألق في دورات سابقة, مسجلاً 59 ثانية, وتلا هذا الانتصار بآخر حين توسط منصة التتويج بعد نيله المركز الأول في مسابقة التتابع 4×200م مع زملائه الأميركيين متقدمين الفريق الثاني بتسع ثوان, ولم يكتف النجم الأميركي بميداليات السباحة, بل فاز مع فريق بلاده في كرة الماء ببرونزية المسابقة.

ولم تقتصر النجومية في هذه الدورة على من ذكر, لكن في رياضة المبارزة ظهر الفرنسي روجيه دوكري roger ducret وخطف الأضواء في هذه الرياضة عقب فوزه بأربع ميداليات, الأولى في الـ"فلوري" الفردي بفوزه على مولطنه فيليب كاتيو, ثم نال ذهبية في الفرق مع فرنسا بالفوز على بلجيكا في نفس المسابقة, أتبعها بذهبية فرق أخرى في الـ"إيبي" ضد بلجيكا أيضاً, قبل أن يعزز غلته بفضية الـ"سابر" الفردي. وشهدت مسابقة المبارزة الظهور النسائي الأول, وقد نالت الميدالية الذهبية الدنماركية إلين أوزيير Ellen osier.

بافو نورمي يجتاز خط النهاية في الـ1500م



وفي رياضة أخرى نالت الولايات المتحدة ذهبية الركبي بفوزها على فرنسا 17-3, وأحرز لاعب كرة المضرب الأميركي فينسان ريشار ثلاث ميداليات بينها ذهبيتين في فردي وزوجي الرجال, وتألق فريق الدراجات الفرنسي محرزاً ست ميداليات في ست مسابقات بينها أربع ذهبيات, ونال منتخب الأوروغواي ذهبية كرة القدم وقد خطف لاعبه خوسيه أندرادي الأنظار بمهاراته الفائقة ونال جائزة أفضل لاعب في البطولة, وفي الجمباز ذاقت الدول الست التي دخلت جدول الترتيب في هذه المسابقة طعم الذهب, وتقاسمت الولايات المتحدة وفنلندا المركز الأول في المصارعة عقب فوز كل من الدولتين بأربع ذهبيات مع فارق في الفضة للثانية.

وقفات بارزة
رموز وعادات وأرقام
شهدت هذه الدورة الإطلالة الأولمبية الأولى لشعار "أسرع أقوى أعلى" الذي كان تحدث عنه كوبرتان في الدورة الأولى 1896 في اليونان, كما ظهر تقليد جديد في هذه الدورة هو رفع العلم الأولمبي وعلم الدولة المضيفة وعلم الدولة التي ستستضيف الحدث القادم في الحفل الختامي. كما جرى تغطية هذه الألعاب من قبل ألف صحفي كما حضر الدورة 625 ألف متفرج عموماً, وشهدت بالإضافة للمسابقات الرياضية مسابقات فنية لم تدرج في الترتيب العام.

جوني ويسموللر (1904-1984)
بات نجماً فوق العادة في هذه البطولة بانتصاراته التي منحته ثلاث ذهبيات وبرونزية, عززها بذهبيتين في أولمبياد 1928 في أمستردام-هولندا, فاز باثنتين وخمسين بطولة في الولايت المتحدة الأميركية, وحقق سبع وستين رقماً قياسياً عالمياً لم تقتصر نجوميته على الرياضة إذ دخل عالم التمثيل وأدى دور "طرزان", واعتبر أبرز من لعب هذه الشخصية التي أداها أكثر من اثني عشر ممثلاً.

الرياضيون الأكثر تتويجاً


برونز فضة ذهب الرياضة البلد اللاعب
0 0 5 ألعاب القوى فنلندا بافو نورمي
0 2 4 ألعاب القوى فنلندا فيي ريتولا
0 1 3 المبارزة فرنسا روجيه دوكري
1 0 3 سباحة وكرة ماء الولايات المتحدة جوني ويسموللر
0 1 2 كرة مضرب الولايات المتحدة فينسان ريشار



جاك بريسفورد (1899-1977)
لاعب تجذيف بريطاني, حائز على خمس ميداليات أولمبية في خمس دورات أورمبية متعاقبة, وهذا رقم قياسي عادله فيه فيما بعد البريطاني الآخر ستيف ريدغرايف, فاز بذهبية في باريس العام 1924, وأخرى العام 1932 في لوس أنجليس, وكذلك العام 1936 في برلين, كما يحمل فضيتين في أنفير 1920 وامستردام 1928, منح الشهادة الاولمبية للاستحقاق العام 1949, درب لاحقاً فريق التجذيف البريطاني في أولمبياد 1952, والده كان لاعب تجذيف أيضاً وحائز على فضية في أولمبياد 1912.

قرية الرياضيين
شهدت هذه الدورة بناء أول قرية اولمبية للرياضيين, طبعاً ليس بالمفهوم وبالشكل المعروف اليوم, وكانت عبارة عن غرف خشبية شيدت حول الستاد الأولمبي "كولومب" لم يكن فيها الكثير من وسائل الراحة لكنها شكلت نقلة جديدة في التطور الاولمبي للدورات المتعاقبة, أما أول قرية أولمبية اشتملت على العديد من وسائل الراحة فهي تلك التي شيدت في دورة لوس أنجليس العام 1932.

ترتيب جدول الميداليات


برونز فضة ذهب البلد
27 27 45 الولايات المتحدة الأميركية
10 13 14 فنلندا
10 15 13 فرنسا
12 13 9 بريطانيا
5 3 8 إيطاليا
10 8 7 سويسرا
3 2 5 النروج
12 13 4 السويد
5 1 4 هولندا
3 7 3 بلجيكا
2 1 3 أستراليا
2 5 2 الدنمارك
4 3 2 المجر
0 0 2 يوغوسلافيا
5 4 1 تشيكوسلوفاكيا
2 3 1 الأرجنتين
4 1 1 إستونيا
1 1 1 جنوب أفريقيا
0 0 1 الأوروغواي
1 3 0 النمسا
1 3 0 كندا
1 1 0 بولونيا
1 0 0 هاييتي
1 0 0 اليابان
1 0 0 نيوزيلاندا
1 0 0 البرتغال
1 0 0 رومانيا[/color][/align]

راجي الحاج 24-08-2008 04:58 PM

رد: تاريخ الألعاب الأولومبيه الحديث
 
[align=center][size=6][color=#FF0000]أمستردام 1928م[/color][/size]

[color=#00008B]
بعد فشل لازمها لدورتين متتاليتين نجحت العاصمة الهولندية أمستردام في أن تنال حظها الأولمبي وبالتالي في احتضان دورة الألعاب الأولمبية الصيفية التاسعة العام 1928 من السابع عشر من أيار/مايو حتى الثاني عشر من آب/أغسطس, بجو من السلام والهدوء, وكانت قد حصلت على شرف الاستضافة في الثاني من حزيران/يونيو العام 1921 في خلال المؤتمر السنوي للجنة الأولمبية الدولية في ظل منافسة من لوس أنجليس الأميركية.

الفريق الهولندي في الافتتاح



سعي دؤوب
كانت أمستردام سعت لاستضافة الدورة السابعة العام 1920 والثامنة العام 1924 دون أن تصيب نجاحاً, إذ منحت السابعة لأنفير البلجيكية بعدما اعتبرت بلجيكا ضحية في الحرب العالمية الأولى فأرادت اللجنة الدولية مساندة هذا الشعب ودعمه وتقديره على ما عاناه, فيما نالت باريس شرف الثامنة نزولاً عند رغبة البارون بيار دو كوبرتان باعتبار أنها آخر دورة في عهدته كرئيس للجنة الأولمبية الدولية, بالإضافة لسعيه لرد اعتبار بلاده بعد فشلها التنظيمي للنسخة الثانية العام 1900.

وأمست هذه الدورة الأولى تحت رئاسة البلجيكي هنري دي باييه لاتور, ثالث شخص يتولى رئاسة اللجنة الأولمبية الدولية, فيما غاب الرئيس السابق كوبرتان عن الحضور قسراً بداعي المرض وهو أرسل إلى المنظمين والرياضيين رسالة أثرت في الجميع, وأوضح فيها أنه قد لا يتمكن حتى من حضور دورة لوس أنجليس 1932 "يجب أن أكون حكيماً وأستغل الفرصة الحالية كي أقول وداعاً".

كانت كلمات قاسية له وللحركة الأولمبية, وقد شدد في رسالته إلى الرياضيين المشاركين في أمستردام على ضرورة العمل أبداً بقوة وإخلاص لإبقاء الروح والشعلة الأولمبيتين مضاءتين, وختم: "مرة أخرى أنحني لأشكر كل من سار خلفي وساعدني لخوض حرب لمدة أربعين عاماً, لم تكن سهلة في الغالب, كما أنها لم تكن حرباً نظيفة", وهو أشار بذلك إلى كل من عرقل فكرته بإطلاق الألعاب الأولمبية مبينا مدى تأثره العميق بذلك, فالمحاولات بإسقاط أفكاره لم تكُلّ, صحفياً أو أفراداً أو جمعيات, كما أن رسالته وكلماته جاءت لاستشعاره بتدهور صحته.

الهولندي هنري يردد قسم الرياضيين



الصرح الرياضي الرئيسي لهذه الدورة كان الملعب الأولمبي أو الستاد الأولمبي الذي شيد حديثاً وقتها بتصميم من يان ويلز المهندس الهولندي, كان يتسع آنذاك لأربعين ألف متفرج ويضم مضماراً لألعاب القوى بطول 400م, وهي المسافة التي اعتمدت رسمياً فيما بعد, شهد حفلي الافتتاح والختام, ومنافسات كرة القدم والقوى والدراجات, وضع في داخله لوحة عملاقة دونت عليها النتائج بشكل مقروء من الجميع, وضم الستاد أيضاً برجاً عالياً, تم فيه إيقاد أول شعلة أولمبية في تاريخ افتتاح الدورات الأولمبية, وقد أضاءها وقتها عامل في شركة كهرباء أمستردام ومنذ ذلك الوقت اتبع هذا التقليد في جميع الدورات الأولمبية التي تلت, لكن أول تبادل أو تناقل للشعلة بين الدول تم في دورة برلين 1936.

تقدمت اليونان الوفود أثناء استعراضها في حفل الافتتاح لأول مرة, ومر الهولنديون في الأخير, وساد هذا العرف في الدورات اللاحقة وما زال حتى الآن معتمداً, وردد الهولندي هنري دنيس كابتن منتخب بلاده في كرة القدم الفائز ببرونزية ألعاب انفير 1920 القسم الرياضي, فيما أعلن أمير هولندا هندريك افتتاح الألعاب بحضور الرئيس الجديد للجنة الأولمبية الدولية هنري دي باييه لاتور.

وشهد يوم الافتتاح حادثة مردها غير المباشر عودة ألمانيا للمشاركة في الألعاب بعد غياب دام ستة عشر عاماً بسبب الحرب العالمية الأولى, إذ وأثناء استكشاف الملعب الأولمبي منع أفراد الفريق الفرنسي من الدخول في الوقت الذي سمح لسائر البعثات من بينها ألمانيا في الدخول, فقرر الفرنسيون مقاطعة افتتاح الدورة, وأدى الأمر إلى تدخل وزارتي الخارجية في كل من فرنسا وألمانيا لتفادي أزمة سياسية, ذلك أن تفسير هذه الحادثة مرده إلى الميل والتعاطف مع الألمان والكره للفرنسيين (germanophile et francophobe) وقد قدمت اللجنة الأولمبية الهولندية اعتذاراتها, ولم يسر الوفد الفرنسي في حفل الافتتاح.

من سباق الـ3000م موانع رجال



اشتمل برنامج الدورة على أربعة عشر رياضة ومئة وتسع مسابقة, والرياضات هي, ألعاب الماء, ألعاب القوى, الملاكمة, الدراجات الفروسية, المبارزة, كرة القدم, الجمباز, الهوكي, الخماسي الحديث, التجذيف, الإبحار, رفع الأثقال, المصارعة, وشارك في ألعاب أمستردام 2883 رياضياً بينهم 277 لاعبة, أي ضعف أفضل المشاركات السابقة, قدموا من ست وأربعين دولة بينها هولندا, وسجلت ثلاث دول إطلالتها الأولى هي مالطا وباناما وروديسي أي زيمبابوي حالياً, كما شهدت الألعاب عودة ألمانيا للمشاركة بعد منعها في أولمبيادي أنفير 1920 وباريس 1924, لدورها في الحرب العالمية الأولى, وكانت آخر مشاركة لألمانيا قبل دورة أمستردام العام 1912 في استوكهولم السويد.

المسابقات الرياضية
عادت رياضة الهوكي على الحشيش للجدول الأولمبي في هذه الألعاب بعد غياب استمر ثمانية أعوام فيما غابت رياضات الرماية والبولو والركبي وكرة المضرب, والأخيرة لم تعد إلى الظهور إلا في دورة سيول 1988, وشهدت الدورة السماح للنساء في المنافسة في رياضات الجمباز وألعاب القوى في مسافة الـ100م والـ800م والبدل 4×100م والوثب الطويل ورمي القرص, بالرغم من اعتراض كوبرتان على الموضوع خصوصاً ألعاب القوى, إذ اعتبر أن مشاركة النساء تشكل عاراً على نقاوة وأساس هذه الرياضة, علماً أنه منذ العام 1920 قامت عدة حركات نسائية بمحاولات تغيير فكرة حظر بعض الألعاب على النساء, وتم تنظيم لهذه الغاية ألعاب خاصة بهن, ومع الوقت سمحت اللجنة الأولمبية للجنس اللطيف في المشاركة ببعض الرياضات, ولكن تحديداً في ألعاب القوى تم حظر مشاركة السيدات في مسافة الـ200م وما فوق نظراً للحالة البدنية الضعيفة التي وصلت إليها العداءات عقب مشاركتهن في سباقي الـ400م والـ800م في أمستردام, ولم يتم تغيير القوانين إلا في أولمبياد 1960.

إليزابيت لحظة فوزها في المئة متر



وفي الرياضات الأخرى نجحت قارة آسيا لأول مرة في الفوز بميداليات ذهبية عقب نجاح اللاعب الياباني ميكيو أودا mikio oda في الفوز بمسابقة الوثب الثلاثي, ومواطنته يوشييوكي تسوروتا في الفوز بذهبية الـ200 متراً صدراً سباحة, وتمكن المنتخب الهندي في الهوكي على الحشيش من انتزاع لقب المسابقة, التي حاز عليها فيما بعد ست مرات بين 1928 و1960 بشكل متتالي, وتألق المصريون حاصدون أولى ميدالياتهم الأولمبية, وكان عداؤو فنلندا الطائرون على موعد جديد مع انتصارات بطلها كالعادة بافو نورمي, وبرز أيضاً السباح الأميركي جوني ويسمولر مرة أخرى.

في ألعاب القوى واصل في النسخة الأولمبية التاسعة عداؤو فنلندا سيطرتهم في سباقات التحمل الهوائي, فنجح بافو نورمي paavo nurmi في الفوز بذهبية الـ10 آلاف متر رافعاً رصيده إلى تسع ميداليات ذهبية أولمبية عموماً, وحصد مواطنه فيي ريتولا ذهبية الـ5 آلاف متر كما نال هاري لارفا لقب الـ1500م, لكن الفنلنديين خسروا لقب الماراتون حين اكتفوا بالفضة بعدما نجح وبمفاجأة, العداء الفرنسي ذو الأصول الجزائرية أحمد بوغيرا العوفي في الفوز بالذهبية مانحاً بلاده الذهبية اليتيمة في رياضة أم الألعاب التي شهدت مفاجأة أخرى تمثلت في فوز العداء الكندي بيرسي ويليامس percy williams بلقبي السبرنت في المئة والمئتي متر.

الدول المشاركة


أفريقيا أميركا أوروبا أوقيانيا آسيا
جنوب أفريقيا الأرجنتين ألمانيا أستراليا الهند
مصر كندا النمسا نيوزيلاندا اليابان
روديسي تشيلي بلجيكا الفيليبين
الولايات المتحدة بلغاريا تركيا
الأوروغواي الدنمارك
المكسيك إسبانيا
باناما إستونيا
هاييتي فنلندا
فرنسا
اليونان
المجر
أيرلندا
إيطاليا
لاتفيا
ليتوانيا
لوكسمبورغ
مالطا
موناكو
هولندا
النروج
بولونيا
البرتغال
رومانيا
بريطانيا العظمى
السويد
تشيكوسلوفاكيا
يوغوسلافيا
سويسرا





وتمكن رياضيو الولايات المتحدة من السيطرة على مسابقات الميدان من رمي ووثب إذ نجحوا في الفوز بثلاث عشرة ميدالية من أصل أربع وعشرين, من بينها خمس ذهبيات, في الوقت الذي لم يبرع فيه الفنلنديون كما في الجري المتوسط والطويل, وتراجعت نتائجهم عن تلك التي سجلوها في أنفير واكتفوا بالمركز الثاني في رمي القرص والثالث في الوثب الطويل, فيما نال الأميركيون ذهبيات مسابقات رمي القرص ودفع الكرة الحديدية والوثب العالي والوثب الطويل والوثب بالزانة وذلك بمعزل عن الفضة والبرونز أيضاً, أما لدى السيدات فنالت الولايات المتحدة ذهبية المئة متر, وكندا ذهبيتي 4×100م والوثب العالي, وبولونيا ذهبية رمي القرص, وألمانيا ذهبية الـ800م, وقد تصدرت الولايات المتحدة ذهب المسابقة بتسع ذهبيات مقابل خمس لفنلندا.

وفي رياضة السباحة حافظ الأميركي جوني ويسمولر Johnny Weissmuller, على لقبيه في المئة متر حرة والـ4×200م حرة, رافعاً رصيده من الميداليات الأولمبية إلى ست بينها واحدة في رياضة كرة الماء مع منتخب بلاده, وشكلت هذه الألعاب الظهور الأخير له, إذ اعتزل السباحة واتجه إلى السينما حيث لعب دور طرزان في الفيلم الشهير واعتبر من أفضل من أدى هذا الدور إطلاقاً, وقد ظلت أرقامه القياسية المتعددة صامدة لعدة سنوات بعد اعتزاله. أما عموماً فسيطرت الولايات المتحدة على السباحة حاصدة ست ذهبيات مناصفة بين سيداتها ورجالها فيما جاءت هولندا ثانية بذهبية يتيمة شأن عدة دول غيرها.

انطلاق سباق الـ800م سيدات



وبرز المنتخب الهندي بشكل لافت في رياضة الهوكي على الحشيش التي جرت مبارياتها بين السابع عشر والسادس والعشرين من شهر أيار/مايو 1928 بمشاركة تسعة منتخبات بعد انسحاب تشيكوسلوفاكيا, وقسمت الفرق وقتها إلى مجموعتين, واحدة من خمسة فرق والثانية من أربع, تبارى بعد الانتهاء من مباريات كل مجموعة الفريقين اللذين جاءا في المرتبة الثانية على المركز الثالث والرابع وهما ألمانيا وبلجيكا, وفازت الأولى وقتها 3-0, فيما لعبت الهند في النهائي مع هولندا على المركزين الأول والثاني وفازت الهند بثلاثية نظيفة, علماً أنه لم يدخل مرماها أي هدف في الدورة, وكان هجومها مخيفاً إذ سجل في الدور الأول 26 هدفاً, فيما جاءت منتخبات ألمانيا وهولندا وبلجيكا في المركز الثاني برصيد ثمانية أهداف فقط.

وسجل العرب ميدالياتهم الأولمبية الأولى في هذه الألعاب عبر مصر في مشاركتها الأولمبية الرابعة بإحرازها ذهبيتين وفضية وبرونزية, الذهبية الأولى في المصارعة اليونانية الرومانية عبر إبراهيم مصطفى (1904-1968) في وزن الخفيف الثقيل (-82,5 كلغ), وقد فاز في النهائي على متحديه الألماني أدولف ريغر, فيما ذهبية البرونزية لفنلندا, أما الذهبية الثاني فنالها السيد نصير (1905-1968) في رفع الأثقال في وزن الخفيف الثقيل, محققاً أربع أرقام اولمبية ورقماً عالمياً وكان مجموعه 355 كلغ, ووقتها كانت رفع الأثقال عبارة عن ثلاث حركات, هي الخطف والنتر والضغط, وقد سجل نصير 100 كلغ في الضغط, و112,5 في الخطف, و142,5 في النتر, وحل ثانياً فرنسي بفارق 2,5 كلغ, وثالثاً هولندي بفارق 17,5 كلغ, فيما نال الفضية والبرونزية فريد سميكا (1907-1944) في مسابقة الغطس عن الثلاثة أمتار سلم متحرك والعشرة أمتار سلم ثابت, والأخيرة شملت الغطس عن خمسة وعشرة أمتار

الرياضيون الأكثر تتويجاً


برونز فضة ذهب الرياضة البلد الرياضي
0 1 3 جمباز سويسرا جورج مييز
0 2 2 المبارزة فرنسا لوسيان غودين
1 1 2 جمباز سويسرا هيرمان هانغي
1 0 2 جمباز سويسرا أوغين ماك
0 0 2 الفروسية ألمانيا كارل فريير فون لانغن






وفي باقي الرياضات تصدرت إيطاليا الملاكمة بثلاث ذهبيات من ثماني أمام الأرجنتين باثنتين, ونالت كل من ألمانيا والنمسا ذهبيتين في رفع الأثقال أمام فرنسا ومصر ولكل من الأخيرتين ذهبية من أصل ست متاحة, ونالت كل من فنلندا والسويد ثلاث ذهبيات في المصارعة مع فارق في الفضة والبرونز, وذلك من أصل 13 متاحة, وفي المبارزة حصدت كل فرنسا وإيطاليا والمجر ذهبيتين فيما ذهبت سابع ذهبية لألمانيا, وتبوأت سويسرا صدارة الجمباز بخمس ذهبيات من ثماني متاحة, ونالت كل من هولندا وألمانيا ذهبيتين في الفروسية من أصل ست, وتوزعت ذهبيات التجذيف السبع بين ست دول فكانت الولايات المتحدة الوحيدة التي نالت ذهبيتين, وسيطرت الدنمارك على رياضة الدراجات بثلاث ذهبيات من ست, فيما تقاسمت ثلاث دول ما تبقى هي هولندا وإيطاليا وفرنسا, ونالت الأوروغواي ذهبية كرة القدم أمام الأرجنتين وإيطاليا التي حلت ثالثة بفوزها على مصر 11-3 وتوجت ألمانيا بذهبية كرة الماء أمام المجر وفرنسا.

وقفات بارزة
الشعلة الاولمبية
لأول مرة في تاريخ الألعاب الأولمبية تم إيقاد الشعلة الاولمبية في افتتاح دورة العاب أمستردام 1928, وقد بني لهذه الغاية برجاً خاصاً هندسه هولندي يدعى يان ويلز, وأضاءها احد العاملين في شرك الكهرباء في أمستردام وظلت مشتعلة طيلة فترة الدورة, ومن وقتها لم تغب الشعلة عن الألعاب الاولمبية, وسجل أول تبادل لها عبر العالم العام 1936 في أولمبياد برلين.

بيرسي ويليامس (1908-1982)
من مواليد فانكوفر في كندا, فاز في التصفيات الكندية المؤهلة لاولمبياد أمستردام في سباقي المئة والمئتي متر وكان هو نفسه متفاجئاً بنتيجته, شارك في هولندا وحقق نتيجة مميزة في السباقين عن عمر 20 عاماً بفوزه في الاثنين بعد تركيزه كثيراً على الانطلاق حيث نجح في السباقين في التصدر منذ البداية, وقد برهن في سباقات وبطولات أخرى عدة أنه الأفضل عالمياً وقتها, إذ نجح في الفوز في تسعة عشر سباقاً من أصل 21 خاضها, شارك فيما بعد في أولمبياد لوس أنجليس 1932 لكنه فشل في التصفيات ربع النهائية, ومن ثم ترك العاب القوى بعد ذلك.

من مسابقة الغطس



إليزابيت روبنسون (1911-1999)
كانت في عمر الستة عشر عاماً حين اكتشف أحد المدرسين سرعتها المميزة, خاضت أول سباق لها قبل أربعة أشهر فقط من أولمبياد أمستردام 1928, محققة رقما عالمياً جديداً في المئة متر, نافست في السباق نفسه في الألعاب الاولمبية فباتت أول امرأة تعانق الذهب في الألعاب الأولمبية في رياضة ألعاب القوى, وعززت غلتها بفضية الـ4×100م. تعرضت بعد ثلاث سنوات من فوزها الاولمبي لحادث تحطم طيارة, اعتقد من وجدها بأنها ميتة فنقلها إلى حانوتي, بقيت في غيبوبة لمدة سبعة أسابيع, وعاجزة عن المشي بشكل جيد لمدة سنتين لكنها تماثلت للشفاء فيما بعد, أرادت العودة للجري لكنها كانت عاجزة عن طي ركبتها كاملاً وبالتالي لا قدرة لها على أخذ وضع الاستعداد في الانطلاق, لكنها عدت في أولمبياد 1936 في البدل وفازت بذهبية الـ4×100م.

ميكيو أودا (1905-1998)
أول بطل أولمبي آسيوي في المسابقات الفردية, فاز بذهبية مسابقة الوثب الثلاثي مسجلاً 15,21 متراً, ونافس أيضاً في مسابقات الوثب الطويل والوثب العالي, في العاب 1924, 1928 و1932, حقق رقماً عالمياً العام 1931 مسجلاً 15,58 متراً, وتقديراً لإنجازه في أولمبياد أمستردام 1928, تم رفع العلم الأولمبي في دورة الألعاب الأولمبية العام 1964 في طوكيو إلى ارتفاع 15,21 متراً. اختير العام 2000 أفضل لاعب ألعاب قوى في آسيا عن القرن العشرين.

ترتيب الميداليات


برونز فضة ذهب البلد
16 18 22 الولايات المتحدة الأميركية
14 7 10 ألمانيا
9 8 8 فنلندا
12 6 7 السويد
7 5 7 إيطاليا
4 4 7 سويسرا
5 10 6 فرنسا
4 9 6 هولندا
0 5 4 المجر
7 4 4 كندا
7 10 3 بريطانيا العظمى
1 3 3 الأرجنتين
2 1 3 الدنمارك
2 5 2 تشيكوسلوفاكيا
1 2 2 اليابان
2 1 2 إستونيا
1 1 2 مصر
1 0 2 النمسا
1 2 1 أستراليا
1 2 1 النروج
3 1 1 بولونيا
3 1 1 يوغوسلافيا
2 0 1 جنوب أفريقيا
0 0 1 الهند
0 0 1 أيرلندا
0 0 1 نيوزيلاندا
0 0 1 إسبانيا
0 0 1 الأوروغواي
2 1 0 بلجيكا
0 1 0 تشيلي
0 1 0 هاييتي
1 0 0 الفيليبين
1 0 0 البرتغال [/color][/align]

راجي الحاج 24-08-2008 05:00 PM

رد: تاريخ الألعاب الأولومبيه الحديث
 
[align=center][size=5][color=#FF0000]لوس أنجلوس 1932 م[/color][/size][/align]

[align=center][color=#00008B]جهدت الولايات المتحدة وتحديداً الجهات المسؤولة في مدينة لوس أنجليس الأميركية لاستضافة الألعاب الاولمبية للمرة الثانية وبدأ سعيها منذ العام 1920 واضعة نصب عينها تنظيم الألعاب في نسختها الثامنة العام 1924 أو التاسعة العام 1928, إلا أن المسعيين لم يجدا بارقة أمل أو نافذة صغيرة يلج النور منها كي تمسي الرؤية حقيقة فدورة العام 1924 آلت لباريس بتمني خاص من البارون بيار دو كوبرتان, فيما كانت أمستردام الهولندية تقف على أهبة الاستعداد لاستقبال الأولمبياد العام 1928, وهي التي كانت عملت, دون نجاح, لاستضافة إحدى دورتي 1920 و1924, وبناء عليه انتظر الحلم الأميركي اثني عشر عاماً لاحتضان أكبر تظاهرة عالمية, أي العام 1932 في النسخة الأولمبية العاشرة عددياً والتاسعة فعلياً, وأقيمت الدورة وقتها ما بين الثلاثين من تموز/يوليو والرابع عشر من آب/أغسطس 1932 لمدة ستة عشر يوماً بحضور رئيس اللجنة الاولمبية البلجيكي هنري دي باييه لاتور, وافتتح الدورة نائب الرئيس الأميركي شارل كورتيس, أما قسم الرياضيين فردده لاعب السلاح الاميركي جورج شارل.

مشهد من حفل الافتتاح



إصرار ونجاح
لم تكن ظروف إقامة النسخة العاشرة من الأولمبياد مثالية, فكان العالم يرزح تحت ضائقة اقتصادية ومشاكل مالية بما فيها الدولة الأميركية, حتى أنه حين بادر المسؤولون في لوس أنجليس بتقديم مدينتهم كمرشحة لاحتضان الألعاب العام 1920, كانت الدول بغالبيتها, تفتش عن سبل الخروج من رواسب الحرب العالمية الأولى المضنية, ووقتها لم تجد المطالب الأميركية آذاناً صاغية, للأسباب السالفة الذكر, لكن الأمل لم يضمحل وصمد حتى وقع الاختيار على لوس أنجليس في ظل انعدام المنافسة, فكان اختيارها للاستضافة في المؤتمر الاولمبي السنوي في روما العام 1923, وكان آنذاك المسؤول عن الملف الأميركي وليم ماي غارلاند متسلحاً بطلب رسمي خطّه عمدة الولاية الأميركية, فدعم ذلك طلب الاستضافة إلى جانب تأثر أعضاء اللجنة الاولمبية الدولية بالحماسة والإلحاح الشديدين لدى غارلاند.

ما إن باتت آمال غارلاند حقيقة العام 1923 حتى انبرى بحماسة للعمل على التحضير للحدث العظيم, فتم تشكيل لجنة مدنية كانت النواة فيما بعد للجنة الاولمبية المنظمة, وجرى الانتهاء من بناء الصرح الاولمبي "لوس انجليس ميموريال كولوزيوم" الذي كان شُرع العمل به العام 1921, واعتبر من أضخم الصروح العالمية وقتها, فكان بسعة مئة ألف متفرج, جرى فيه حفلي الافتتاح والختام ومسابقات ألعاب القوى وكرة القدم والسباحة والغطس وكرة الماء وكان المسبح يتسع لعشرة آلاف متفرج, والجمباز والمبارزة, كما جرى خصيصاً بناء أول قرية أولمبية للرياضيين بكامل التجهيزات حيث نزل فيها الرجال من الوافدين, فيما نزلت النساء في فندق خاص فخم, "شاربمان بارك اوتيل", وكانت القرية تتألف من مئات المباني, ومحروسة ليلاً نهاراً من خيالة تجوبها ذهاباً وإياباً, وقد أزيلت القرية بعد نهاية الألعاب.

شارل كورتيس يعلن افتتاح الدورة



واجهت الدورة قبل إقامتها العديد من الصعوبات الجمة, منها اقتصادية ومنها جغرافية تمثلت ببعد لوس أنجليس نسبياً عن دول أوروبا وسائر القارات, والكلفة العالية التي كانت تتطلبها الرحلة إلى أميركا, لذا للحيلولة دون سقوط مخيب اتخذت اللجنة المنظمة سلسلة تدابير لتحفيز الوفود على القدوم وللتخفيف من كاهل الأعباء المادية, التي لم تكن الولايات المتحدة سلمت منها أيضا وخصوصاً منذ العام 1929, فعملت, أي الجهة المشرفة على الألعاب بقيادة غارلاند على توجيه دعوات رسمية لسائر دول العالم للمشاركة, وخصصت لكل رياضي مبلغ دولارين للتنقلات اليومية, إلى جانب ما سبق وذكر عن الإقامة المجانية والمرفهة, ونجحت في تخفيض كلفة السفر والقدوم إلى الولايات المتحدة للثلث تقريباً فباتت خمسمائة دولار للفرد.

ومع كل هذا المجهود الذي بذل واعتبر آنذاك خارقاً وصعباً في آن, شارك في الدورة 1332 رياضياً منهم 126 رياضية, مثلوا سبعاً وثلاثين دولة, مقابل ستاً وأربعين العام 1928 و2883 مشاركاً, أي العدد الإجمالي انخفض كثيراً عن ما سبق, وعانت الوفود من الإرهاق نتيجة السفر الطويل, فمثلاً احتاجت البعثة الفرنسية لأسبوع كامل للوصول إلى نيويورك, تبعها استراحة في واشنطن لمدة ثماني وأربعين ساعة, ثم رحلة طويلة في القطار داخل الأراضي الأميركية, إلى أن وصلت البعثة إلى لوس أنجليس بعد ستة عشر يوماً من مغادرتها مدينة لوهافر الفرنسية في الرابع من تموز/يوليو 1932, لكن القارات الخمس بقيت ممثلة, وشهدت الدورة مشاركة دولتين جديدتين هما الصين وكولومبيا.

الدول المشاركة


أفريقيا أميركا أوروبا أوقيانيا آسيا
جنوب أفريقيا الأرجنتين ألمانيا أستراليا الصين
برازيل النمسا نيوزيلاندا الهند
كندا بلجيكا اليابان
كولومبيا الدنمارك الفيليبين
الولايات المتحدة الأميركية إسبانيا
هاييتي إستونيا
المكسيك فنلندا
الأوروغواي فرنسا
اليونان
المجر
أيرلندا
إيطاليا
لاتفيا
النروج
هولندا
بولونيا
البرتغال
بريطانيا العظمى
السويد
سويسرا
يوغوسلافيا
تشيكوسلوفاكيا





لكن الانخفاض في عدد المشاركين قابله ارتفاع في المستوى على جميع الأصعدة, فجماهيرياً حضر الافتتاح ما يزيد على مئة ألف شخص والألعاب عموماً ما يزيد على مليون, ومالياً أشارت تقارير الصحف أن عائدات الدورة ناهزت المليون دولاراً, وفنياً جرى تحطيم ستة عشر رقماً قياسياً عالمياً, ومعادلة اثنين, بالإضافة إلى أرقام أولمبية بلغت السبع بعد الثلاثين في أربع عشرة رياضة اعتمدت رسمياً في هذه البطولة, اشتملت على مئة وسبع عشرة مسابقة. والألعاب هي, ألعاب الماء (سباحة, غطس, كرة ماء), ألعاب قوى, ملاكمة, دراجات هوائية, فروسية, سلاح, جمباز, هوكي على العشب, تجذيف, الخماسي الحديث, الإبحار, رماية, رفع أثقال ومصارعة.

أما جديد هذه الدورة, بالإضافة إلى بناء أول قرية أولمبية بمعايير عالية (شهدت دورة 1924 قرية اولمبية بسيطة جداً) فكان تنظيمها بفترة صغيرة ستة عشر يوماً, من الثلاثين تموز/ حتى الرابع عشر من آب/أغسطس, وكانت أقصر ألعاب قبل ذلك دامت تسعاً وسبعين يوماً, ومنذ ذلك الحين باتت الفترة التنظيمية بين الخمسة عشر والثمانية عشر يوماً, وتم اعتماد آلة التوقيت التي تحسب الزمن بـ1/100 من الثانية, والصورة النهائية في سباقات السرعة, وقد استعين بها لتحديد بطل سباق المئة متر في هذه الدورة بعد التباس حول هوية الفائز, كما جرى ولأول مرة تتويج الفائزين على منصة خاصة مع رفع علم بلد الفائز وعزف النشيد الوطني, كما تم منذ ذلك الوقت تحديد عدد المشتركين لكل دولة في المسابقات الرياضية تجنباً للعشوائية.

جورج شارل يردد القسم الرياضي



المسابقات الرياضية
لم تشهد المسابقات الرياضية أي رياضة جديدة إنما منافسات جديدة مثل إدراج سباق الخمسين كيلومتراً مشياً للرجال, ومسابقة رمي المرح للسيدات, علماً أن ست مسابقات اعتمدت للسيدات هي 100م, 80م حواجز, 4×100م, رمي الرمح, رمي القرص, الوثب العالي, مقابل 23 مسابقة للرجال, وشكلت مشاركة السيدات في أم الألعاب الظهور الأولمبي الثاني, وبرز عدة رياضيين في هذه الدورة مثل الياباني كوسيو كيتامورا Kusuo Kitamura الذي فاز بذهبية الـ1500م حرة سباحة عن عمر الأربعة عشر عاماً, والأميركية بايبي ديدريكسون Babe Didrikson التي تألقت في ألعاب القوى, والسويدي إيفار يوهانسون Ivar Johansson الذي فاز بذهبيتين في فئتين المصارعة الحرة واليونانية الرومانية, وأظهرت البريطانية جودي غينيس روح رياضية عالية حين أعلمت القضاة أنها لم تلمس منافستها أثناء المباراة النهائية أمام النمسوية إلين برايس, لتفوز الأخيرة بالذهب بعدما كان القضاة أعلنوا نتيجة مغايرة.

بداية مع ألعاب القوى التي دائماً ما تحظى بحصة الأسد من الاهتمام اولمبياً, فقد شكلت هذه النسخة كسر شوكة العدائين الفنلنديين على سباقات المسافات المتوسطة والطويلة خصوصاً بعد حرمان عدائهم الرائع بافو نورمي الذي تألق في اولمبياد أمستردام 1928 من المشاركة بداعي الاحتراف, فشهد البطولة بعدما كان حضر إلى الولايات المتحدة من المدرجات, فتقلصت نتائج منتخب بلاده الذي حقق ذهبيتين في الـ5000م والـ3000م موانع, في حين نالت بريطانيا ذهبية الـ800م عبر توماس هامبسون Thomas hampson, وإيطاليا الـ1500م عبر لويجي بيكالي Luigi Beccali, وبولونيا الـ10 آلاف متر عبر يانوس كوسوسينكي Janusz Kusocinski, والأرجنتين التي فازت بذهبية الماراتون عبر خوان كارلوس زابالا Juan Carlos Zabala.

الأرجنتيني زابالا في طليعة عدائي الماراتون



أما في سباقات السرعة فدانت السيطرة لعدائي الولايات المتحدة الأميركية, مع بروز ملفت لـ"إيدي تولان" eddy tolan, الذي فاز بذهبيتي السبرنت في المئة والمئتي متر, وهو الوحيد الذي حقق لقبين في ألعاب القوى بين الرجال, وقد عادل في سباق المئة متر الرقم العالمي مسجلاً 10,3 ثوان, علماً أن القضاة عجزوا في هذا السباق عن تحديد البطل لشدة التنافس والتقارب عند الوصول, فلجأوا إلى الصورة النهائية "فوتو فينيش" لتحديد البطل, عكس سباق المئتي متر حيث لم يجد تولان صعوبة في الحسم مسجلاً رقماً أولمبياً جديداً 21,2 ثانية, وفي البدل 4×100م حطم الفريق الأميركي الرقم العالمي مسجلاً 40,00 ثانية متقدماً الفريق الألماني بفارق تسع أعشار الثانية, وفي الـ400م حطم الأميركي بيل كار الرقم العالمي مسجلاً 46,2 ثانية.

أما نسائياً كانت الأميركية القادمة من تكساس, ابنة الثمانية عشر عاما ذات الجسم النحيل, بايبي ديدريكسون نجمة البطولة إذ دمغت قوى السيدات بطابعها, محققة رقمين قياسين عالميين وحرمت من ذهبية ثالثة بعدما تم اعتبارها مخطئة بشكل مثير للجدل في الوثب العالي. فازت في البداية بذهبية الثمانين متراً حواجز محققة 11,7 ثانية ومتفوقة على مواطنتها وزميلتها في الدراسة إيفلين هال, ثم فازت برمي الرمح محققة 43,68 متراً متقدمة منافستين من ألمانيا, وفي الوثب العالي تنافست مع مواطنتها جاين شيلي, فتخطت اللاعبتان حاجز الـ1,67 متراً بعد محاولة خاصة إضافية, لكن القضاة منحوا الفوز لشيلي معتبرين أن بايبي قامت بقفزة خاطئة, الأمر الذي حرمها ذهبية ثالثة. وعموماً اكتسحت الولايات المتحدة ألعاب القوى بست عشرة ذهبية مقابل ثلاث لفنلندا.

الرياضيون الأكثر تتويجاً


برونز فضة ذهب الرياضة البلد الرياضي
0 0 3 السباحة الولايات المتحدة الاميركية هيلين ماديسون
0 0 3 جمباز إيطاليا روميو نيري
0 2 2 جمباز المجر إيتفان بيلي
0 1 2 ألعاب القوى الولايات المتحدة الاميركية بايبي ديدريكسون





وحذا رجال اليابان في السباحة حذو الأميركيين في ألعاب القوى حيث دانت لهم السيطرة على خمس سباقات من ست, في حين سيطرت سباحات الولايات المتحدة على فئة السيدات حاصدات أربع ذهبيات في خمس منافسات. بدأت سيطرة اليابانيين في سباق المئة متر حرة حيث حصدوا ذهبية وفضية السباق, وتمكن الفائز يازوتشي ميازاكي من تحقيق رقم اولمبي جديد في التصفيات نصف النهائية مسجلاً 58,00 ثانية, أما في النهائي فسجل 58,2 ثانية, وأضافت اليابان ذهبيتي المئة متر ظهراً, إذ نالت المراكز الثلاثة الأوائل, والمئتين صدراً عبر كل من ماساجي كيوكاوا Masaji Kiyokawa وتسوروتا يوشيوكي Tsuruta Yoshiyuki على التوالي, قبل أن تنل ذهبية الـ1500م حرة مع رقم أولمبي جديد 19,12,4 دقيقة عبر كوسيو كيتامورا, ثم ذهبية البدل 4×200 مع رقم عالمي جديد 8,58,4 دقائق وبفارق بلغ 37,8 ثانية عن الرقم السابق.

وفي باقي الرياضات نالت في الملاكمة كل من الأرجنتين والولايات المتحدة وجنوب أفريقيا ذهبيتين مع تفوق للأولى بفارق الفضة, وتصدرت إيطاليا ذهب الدراجات بحصدها ثلاثة ألقاب من ست, واكتسحت الولايات المتحدة ميداليات الغطس بكافة ألوانها الأربعة رجالاً وسيدات, كما تألق لاعبو الدولة المضيفة في الجمباز بحصدهم ست عشرة ميدالية بينها خمس ذهبيات مقابل أربع صفراء لإيطاليا, وتبوأت فرنسا صدارة رفع الأثقال مع ثلاث ذهبيات, فيما غاب رباعو الولايات المتحدة كلياً عن الجدول, وانتزعت السويد صدارة المصارعة بست ذهبيات مقابل ثلاث للولايات المتحدة, وتقاسمت إيطاليا وفرنسا والمجر ذهبيات السلاح الست, وحافظت الهند على ذهبيتها الأولمبية في الهوكي على العشب أمام اليابان والولايات المتحدة.

الياباني شوي نامبو بعد فوزه في الوثب الثلاثي



وقفات بارزة
شوي نامبو (1904-1997)
لاعب ألعاب قوى ياباني, شارك في دورة الألعاب الاولمبية العام 1928 في أمستردام بثلاث مسابقات, فحل تاسعاً في الوثب الطويل, ورابعاً في الوثب الثلاثي, وعدا في سباق البدل 4×100م مع منتخب بلاده, وفي دورة 1932 شارك وهو يحمل الرقم القياسي العالمي لمسابقة الوثب الطويل, لكنه حل ثالثاً في هذه المسابقة, بعدها نافس في الوثب الثلاثي ففاز بالذهب محققاً رقماً قياسياً عالمياً جديداً, طور أداءه بنفسه من خلال مراقبته لعدة أمور طبيعية, فطور تقنية ركضه من خلال مراقبته الأحصنة, وحسّن ميكانيكية حركة ذراعيه من خلال تدقيقه في حركة عجلات القطارات, كما استفاد من القردة والضفادع لتنمية تقنية قفزه, عمل بعد اعتزاله محرراً رياضياً ومدرباً للمنتخب الياباني لألعاب القوى في أولمبياد طوكيو 1964, وأستاذ مدرسي.

القرية الاولمبية
شهدت هذه الدورة بناء أول قرية أولمبية حقيقية جاز تسميتها بذلك, إذ أن فرنسا في دورة 1924 أنشأت غرفاً خشبية حول استاد كولومب الاولمبي مخصصة للرياضين كي يكونوا على مقربة من مكان الحدث, لكنها افتقدت للكثير من وسائل الراحة والمستلزمات الخاصة, فاعتبرت بمحاولة جيدة وكانت الفكرة وقتها للبارون بيار دو كوبرتان وقد استمد الأميركيون فكرتهم من التجربة الفرنسية لكن بشكل أكثر تطوراً , فاختلفت الأمور في لوس أنجليس 1932 وأقيمت قرية خاصة مؤلفة من مئات الغرف مع توفر وسائل راحة وغرف طعام ومستشفى وحراسة دائمة ومركز بريد ومركز إطفاء للحرائق وإلى ما هنالك.

هيلين ماديسون (1913-1970)
سباحة أميركية من مواليد ماديسون, ويسكونسن, فازت بثلاث ميداليات ذهبية في أولمبياد 1932 في السباحة الحرة, مئة متر, 400م, والبدل 4×100م. حطمت ستة عشر رقماً قياسياً عالمياً في سباحات ومسافات مختلفة في غضون عدد مماثل من الأشهر ما بين عامي 1930 و1931, دخلت عالم التمثيل بعد أولمبياد 1932, فاعتبرت بأنها محترفة ومنعت من المشاركة في أولمبياد برلين 1936, بعد الاعتزال عملت في التدريب وبائعة في مخزن تجاري, وممرضة, توفيت بسبب مرض العضال عن عمر 57 عاماً, تم تدوين اسمها وسجلها في المتحف الأولمبي الأميركي العام 1992.

السباحة هيلين ماديسون في الوسط بعد فوزها في الـ400م



الظهور الأول
شهدت دورة الألعاب الأولمبية في نسختها العاشرة العام 1932 تسجيل بروز العديد من الأمور لأول مرة, إذ تم اعتماد التوقيت الإلكتروني الذي يقيس الوقت بواحد على مئة من الثانية, كما استعملت الـ"فوتو فينيش" لأول مرة في سباقات السرعة في ألعاب القوى, وجرى إطلاق فكرة تتويج الفائزين على منصة خاصة مع رفع أعلام الدول الفائزة, وعزف النشيد الوطني خلال مراسم التتويج, وباتت عملية التتويج منذ ذلك الوقت تجري مباشرة بعد الانتهاء من المنافسة بلعبة ما, وليس كما كان معهوداً من قبل إذ كان التتويج وتسليم الميداليات للفائزين يجري في الحفل الختامي للألعاب. كما رسا في هذه الدورة عدد اللاعبين اللذين يحق لكل دولة إشراكهم في مسابقة ما على ثلاثة.

بايبي ديدريكسون (1911-1956)
اعتبرت من أعظم الرياضيات في التاريخ, فازت بمسابقة رمي الرمح والـ80 متراً حواجز وفضية الوثب العالي بعد وثبة إضافية مع منافستها جاين شيلي, كان بمقدورها أن تنافس بأكثر من ثلاث مسابقات إلا أن القانون وقتها لم يكن يسمح بذلك, إذ كان باستطاعتها أن تحصد ميداليات في رمي القرص والوثب الطويل وجري البدل, بعد الألعاب الاولمبية لعبت الغولف وباتت من أعظم الرياضيات في هذه اللعبة, فازت العام 1946 ببطولة الولايات المتحدة للهواة, والعام 1974 ببطولة بريطانيا للهواة أيضا, ثم تحولت للاحتراف وفازت ببطولة الولايات المتحدة للمحترفين العام 1948, 1950 و1954, كما مارست رياضة كرة السلة بنجاح.

ترتيب الميداليات


برونز فضة ذهب البلد
30 32 41 الولايات المتحدة الأميركية
12 12 12 إيطاليا
4 5 10 فرنسا
9 5 9 السويد
4 7 7 اليابان
5 4 6 المجر
12 8 5 فنلندا
5 7 4 بريطانيا العظمى
5 12 3 ألمانيا
1 1 3 أستراليا
0 1 3 الأرجنتين
8 5 2 كندا
0 5 2 هولندا
4 1 2 بولونيا
3 0 2 جنوب أفريقيا
0 0 2 أيرلندا
1 2 1 تشيكوسلوفاكيا
3 1 1 النمسا
0 0 1 الهند
3 3 0 الدنمارك
0 2 0 المكسيك
0 1 0 لاتفيا
0 1 0 نيوزيلاندا
0 1 0 سويسرا
3 0 0 فيليبين
1 0 0 إسبانيا
1 0 0 الأوروغواي
[/color][/align]

راجي الحاج 24-08-2008 05:02 PM

رد: تاريخ الألعاب الأولومبيه الحديث
 
[align=center][size=5][color=#FF0000]برلين 1936م[/color][/size][/align]

[align=center][color=#00008B]

بعدما عجزت ألمانيا عن استضافة الألعاب التي كانت مقررة على أرضها العام 1916 بسبب الحرب عادت ونجحت بالفوز بشرف استضافة الألعاب العام 1936 بنسختها الحادية عشرة التي نظمتها ما بين الأول من آب/أغسطس حتى السادس عشر منه في ظل أجواء مشحونة ومتوترة على خلفية حكم النظام النازي لألمانيا الذي عمل من خلال شخص أدولف هتلر على استغلال تنظيم برلين للألعاب للترويج لأفكاره وتطلعاته السياسية الأمر الذي ولّد رهبة لدى العديد من المشاركين خصوصاً في ظل التعصب العرقي الذي كان سائداً, مما جعل العديد من الأصوات تنادي بالمقاطعة, إلا أنه رغم ذلك كانت الدورة على مستوى عال من التنظيم من ناحية المنشآت أو المشاركة أو المستوى الفني, أو الحضور الجماهيري إذ بيع ما يزيد على أربعة ملايين تذكرة لحضور المسابقات المختلفة.

الشعلة بعد إضاءتها



تلويح بالمقاطعة
وحين اختارت اللجنة الاولمبية الدولية في مؤتمرها السنوي التاسع والعشرين بتاريخ السادس والعشرين من نيسان/أبريل 1931 مدينة برلين كمستضيفة لم تكن الأجواء العامة السياسية هي نفسها إذ كان نظام الحكم مختلفاً لكن تبدلات شهدتها ألمانيا العام 1933 غيرت من المعطيات وآلت إلى ما آلت إليه من تداعيات, لكن عموماً كانت المنافسة على الاستضافة بين برشلونة الإسبانية وبرلين, وقد فازت الأخيرة بثلاثة وأربعين صوتاً مقابل ستة عشر, لكن هاتين المدينتين لم تكونا الوحيدتين اللتين سعيا للاستضافة إذ تقدمت كل من مدن الإسكندرية المصرية وبودابست المجرية وبوينس آيرس الأرجنتينية وكولونيا ونورمبورغ وفرانكفورت الألمانية, وريو دي جينيرو البرازيلية وروما الإيطالية بطلبات ترشح.

علت الأصوات العالمية من جهات مختلفة تنادي بمقاطعة الألعاب خصوصاً مع تولي النازيين للحكم في ألمانيا لكن بالمقابل وضمن الكيان الواحد أي الدولة الواحدة انقسمت الآراء فنادت جهات أخرى بفصل السياسة عن الرياضة وتحديداً عن الألعاب الاولمبية معتبرة أن الألعاب الاولمبية هي مكان يجمع ولا يفرق, فيه يتلاقى الرياضيون من أجل التنافس الشريف تحت راية السلام. ومن أبرز الأصوات التي هددت بالمقاطعة علا صوت الولايات المتحدة الأميركية التي داخلياً شهدت تجاذبات بين أطراف عدة كل منها تنادي برأي مختلف, فمثلاً كان رئيس اللجنة الاولمبية الأميركية وقتها آفري برانديج ضد المقاطعة, في حين قاد رئيس الاتحاد الأميركي لألعاب القوى للهواة حملة كبيرة داعياً لعدم المشاركة إلا انه في النهاية لم تقترن دعوات المقاطعة بالواقع وشاركت الولايات المتحدة في الألعاب, لكن في الوقت نفسه نظمت العديد من الأصوات العالمية الداعية للمقاطعة ألعاباً موازية في إسبانيا سميت باسم الاولمبياد الشعبي, لكنها لم تسلم من المشاكل خصوصاً تداعيات الحرب الأهلية الإسبانية العام 1936.

ستاد برلين الاولمبي



الصرح الرئيسي للألعاب كان ستاد برلين الاولمبي الذي شيد خصيصاً لاستضافة الاولمبياد بتصميم من مهندس ألماني "فيرنر مارش", بني في المكان نفسه الذي تم فيه إنشاء صرحاً العام 1913 كان مخصصاً لأولمبياد 1916 "دوتش ستاديوم" وكان بسعة 32 ألف متفرج, فيما وصلت سعة ستاد برلين إلى مئة وعشرة آلاف متفرج, وقد شهد ستاد برلين حفلي الافتتاح والختام, وحضن مسابقات ألعاب القوى والفروسية, ونهائيات مسابقتي كرة القدم, وكرة اليد, إضافة للبايسبول إنما كرياضة استعراضية, فيما أقامت الوفود في قرية أولمبية تضمنت سينما ومسرح وقاعة موسيقى ومكتبة, وكانت الغرف مؤلفة من غرفة نوم وحمام ومجهزة بتدفئة مركزية.

جرى حفل الافتتاح في الأول من آب 1936 أمام مئة ألف متفرج احتشدوا في الإستاد الاولمبي, بحضور أدولف هتلر ورئيس اللجنة الأولمبية الدولية البلجيكي هنري دي بايي لاتور, وبعد عدة عروض ذات دلائل ومغاز سياسية, استعرضت وفود الدول المشاركة التسع والأربعين, وتم نشر مقولة البارون الفرنسي بيار دو كوبرتان الشهيرة "ليس المهم في الألعاب الاولمبية أن تربح, بل أن تشارك, لأن الكفاح هو أهم من النصر في الحياة", ثم أعلن هتلر افتتاح الألعاب, ودخلت بعد ذلك الشعلة الاولمبية الملعب بعد اجتيازها لمسار طويل تبادل حَمْلها في خلاله ثلاثة آلاف شخص انطلاقا من أولمبيا, لأول مرة في التاريخ الاولمبي, وجرى نقل وقائع الألعاب مباشرة على التلفزيون الألماني في خطوة فريدة آنذاك.

شارك في هذه الألعاب تسع وأربعون دولة منها ست سجلت ظهورها الأولمبي الأول هي أفغانستان, برمودا, بوليفيا, كوستاريكا, ليشتنشتاين والبيرو, وشكلت هذه الدورة الظهور الأخير لاستونيا كدولة مستقلة قبل أن تعود العام 1992. أما عدد الرياضيين المشاركين فناهز الأربعة آلاف وبلغ تحديداً 3963, بينهم 331 لاعبة, نافسوا في تسع عشرة رياضة اشتملت على 129 مسابقة, والرياضات هي, ألعاب الماء, العاب القوى, كرة السلة, الملاكمة, كانوي كاياك, دراجات هوائية, فروسية, سلاح, كرة قدم, جمباز, كرة اليد, هوكي على العشب, الخماسي الحديث, بولو, تجذيف, إبحار, رماية, رفع أثقال, مصارعة, وكان الوفد الألماني الأكبر, فيما جاء الوفد الأميركي ثانياً.

الدول المشاركة


أفريقيا أميركا أوروبا أوقيانيا آسيا
جنوب أفريقيا الأرجنتين ألمانيا أستراليا أفغانستان
مصر برمودا النمسا نيوزيلاندا الصين
بوليفيا بلجيكا الهند
برازيل يوغوسلافيا اليابان
الولايات المتحدة موناكو الفيليبين
كندا السويد تركيا
تشيلي تشيكوسلوفاكيا
كولومبيا بلغاريا
كوستاريكا إستونيا
المكسيك الدنمارك
البيرو فنلندا
الأوروغواي فرنسا
اليونان
المجر
لاتفيا
ليشتنشتاين
لوكسمبورغ
إيطاليا
مالطا
النروج
هولندا
بولونيا
البرتغال
رومانيا
بريطانيا العظمى
سويسرا
إيسلندا



المسابقات الرياضية
سجلت هذه الألعاب ظهور ثلاث رياضات للمرة الأولى هي كرة اليد في الهواء الطلق, وكانت مختلفة عما هو معروف اليوم كثيراً إذ كان الفريق من إحدى عشر لاعباً وكانت المباريات تجري على العشب, وقد غابت عن الدورات اللاحقة ولم تعد للظهور إلا العام 1972, وكرة السلة التي كانت تلعب في الهواء الطلق, والكانوي كاياك, فيما شكلت النسخة الحادية عشرة الظهور الأخير لرياضة البولو. نجم البطولة الأول كان العداء الأميركي ذو الأصول الأفريقية جيسي أوينز, الذي فاز بأربع ذهبيات, وبرز أيضاً الإستوني كريستيان بالوسالو Kristjan Palusalu الذي فاز بذهبيتين في المصارعة بفئتيها الحرة واليونانية الرومانية, في الوزن الثقيل, كما شهدت هذه البطولة تتويج نجمات صغيرات السن مثل الأميركية ماريوري غيسترينغ Marjorie Gestring التي فازت بذهبية في الغطس عن عمر 13 عاماً, والدنماركية إنج سورينسون Inge Sorensen التي أحرزت برونزية في المئتي متر صدر سباحة عن عمر 12 عاماً.

إذا العنوان الأبرز رياضياً وشعبياُ في هذه الدورة هو الأميركي جيسي أوينز, المعروف رسمياً بـ"جيسي", دمغ الدورة بطابعه متفوقاً على الألمان في عقر دارهم الأمر الذي أغضب هتلر إلى حد عدم تهنئته ومغادرة المدرجات أحياناً, فاز بذهبيات المئة والمئتي متر, والوثب الطويل والبدل 4×100م مع الفريق الأميركي, وصفته الصحافة بالخارق, بدا انتصاراته بالمئة متر ففاز مسجلاً 10,3 ثوان أمام مواطنه رالف ميتكالف 10,4, ثم أضاف ذهبية الوثب الطويل التي كان يحمل رقمها العالمي وقتها 8,13 أمتار, وسجل وقتها في محاولته الأخيرة 8,06م محققاً رقماً اولمبياً جديداً, فيما جاء ثانيا الألماني لوتز لونغ مسجلا 7,87م, وأتبعها في اليوم التالي بذهبية المئتي متر مسجلاً 20,7ث هازما مواطنه ماثيو روبنسون 21,1, وختم بذهبية البدل مع رقم عالمي جديد للفريق الأميركي 39,8 ثانية.

أول شعلة أولمبية تنطلق من أولمبيا



وفي العاب القوى عموما دانت السيطرة كالعادة للولايات المتحدة الأميركية حاصدة أربع عشرة ذهبية من أصل تسع وعشرين بين الرجال والسيدات, فيما جاءت ألمانيا ثانية بخمس ذهبيات, وتألق الأميركيون في جري السرعة وبعض مسابقات الميدان مثل رمي القرص والوثب العالي والوثب بالزانة, بالإضافة إلى الديكاتلون عبر غلين موريس glenn morris, وتألقت الأميركية هيلين ستيفينسhelen stephens التي فازت في المئة متر مسجلة 11,5 ثوان, والبدل 4×100م مسجلة 46,9 ثانية, فيما حصد الألمان ذهبياتهم في الميدان فقط بثلاث عند الرجال واثنتين عند السيدات, وبقي اسم فنلندا لامعاً في المسافات الطويلة بفوزها بثلاث ذهبيات في الـ3000م موانع والـ5000 متر والـ10 آلاف متر.

وشهدت منافسات الملاكمة مشاركة واسعة جداً وغير اعتيادية تمثلت بـ179 ملاكم من إحدى وثلاثين دولة تنافسوا على ثمانية أوزان, تصدرت ألمانيا في النهاية بخمس ميداليات منها ذهبيتين أحرزتهما في وزني الذبابة والثقيل, وجاءت فرنسا ثانية بذهبيتين في وزني المتوسط والخفيف الثقيل, فيما ذهبت الذهبيات الأربع الأخريات إلى فنلندا في الخفيف المتوسط, والمجر في الوزن الخفيف, والأرجنتين في وزن الريشة, والمجر في وزن الديك, وعموماً سجلت ثلاث عشرة دولة اسمها في جدول الميداليات, كان العرب مشاركين عبر مصر التي مثلها أربعة ملاكمين.

الرياضيون الأكثر تتويجاً


برونز فضة ذهب الرياضة البلد الرياضي
0 0 4 العاب القوى الولايات المتحدة جيسي أوينز
2 1 3 جمباز ألمانيا كونراد فراي
0 1 3 السباحة هولندا هندريكا ماستنبروك
2 0 3 الجمباز ألمانيا ألفرد شوارزمان
0 0 3 الدراجات فرنسا روبرت شاربنتيه
0 1 2 الدراجات فرنسا غاي لابيدي
0 1 2 المبارزة إيطاليا غويليو غوديني





وبالحديث عن مصر فقد سجلت الدولة العربية حضوراً مميزا في هذه الألعاب بفوزها بخمس ميداليات, ذهبيتين وفضية وبرونزيتين, جميعها في رياضة رفع الأثقال, وكان الذهب من نصيب محمد أنور محمد مصباح في الوزن الخفيف (حتى 67,5 كلغ) وقد سجل ما مجموعه 342,5 كلغ محققا رقما عالمياً, وخضر سيد التوني في الوزن المتوسط (حتى الـ75 كلغ) وقد حقق الرباع المصري آنذاك فوزاً كاسحاً جامعاً 387,5 كلغ بفارق 35 كلغ عن الثاني ممثل ألمانيا, أما الفضية ففاز بها صالح محمد سليمان في وزن الريشة (حتى الـ60 كلغ), ونال إبراهيم حسان شمص برونزية نفس الوزن, وقد سجلا 307 كلغ و300 كلغ على التوالي فيما ذهبت الذهبية للرباع الأميركي أنطوني ترلازو مسجلا 312 كلغ, أما البرونزية الأخيرة فكانت في الخفيف الثقيل (حتى الـ82,5 كلغ) عبر إبراهيم واصف مسجلا ما مجموعه 360 كلغ, أما الأول فكان للويس هوستين الفرنسي مسجلاً 372,5 كلغ.

وفي ظهورها الأول أولمبياً شهدت رياضة كرة السلة إقبالاً ملفتاً إذ شارك فيها ثلاث وعشرون دولة جعلوا هذه المسابقة الأكبر من حيث الإقبال بين ألعاب الفرق, جرت المنافسات بين السابع والرابع عشر من آب/أغسطس, جرت المباريات في الهواء الطلق على ملعب كرة المضرب ذي الأرضية العشبية, الأمر الذي سبب مشاكل عدة في بعض المباريات حين كان الطقس ممطراً, خصوصاً في النهائي. جرت المباريات على أربع مراحل بطريقة خروج المغلوب, أكبر نتيجة كانت فوز الولايات المتحدة على الفيليبين في ربع النهائي 56-23, وقد نالت الأولى فيما بعد الذهبية بفوزها على كندا 19-8 في النهائي الذي شهده حوالي الألف شخص تحت المطر وهم واقفون, إذ لم يكن هنالك مقاعد للجلوس, ونظراً لسوء الأرض نتيجة للمطر لم يكن باستطاعة اللاعبين المراوغة فنتج عن ذلك نتيجة متدنية, ونالت المكسيك البرونزية بفوزها على بولندا 26-12.

وفي الرياضات الأخرى اكتسحت ألمانيا رياضة الجمباز محرزة ست ذهبيات من تسع, وكان الأبرز الألماني ألفرد شوارزمان محرزاً ثلاث ذهبيات Alfred Schwarzmann, وفي المصارعة تصدرت السويد أربع ذهبيات مقابل ثلاث للمجر, وفي رفع الأثقال تصدرت مصر بذهبيتين فيما نالت كل من ألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة والنمسا ذهبية واحدة, وفي المبارزة تقاسم الذهبيات السبع كل من إيطاليا أربع والمجر ثلاث, وفي الرماية شارك 140 رامي من 29 دولة بالرغم من أن المسابقات كانت ثلاثاً فقط, تقاسم ذهبها ألمانيا السويد والنروج, وفي السباحة تألق سباحو اليابان وهولندا فحصدت كل من الدولتين أربع ذهبيات مقابل اثنتين للولايات المتحدة, ونالت فرنسا ثلاث ذهبيات في الدراجات مقابل اثنتين لألمانيا.

وقفات بارزة
الشعلة الاولمبية
لأول مرة في التاريخ الأولمبي جرت عملية الجري بالشعلة من جبل أولمبيا مهد الألعاب الأولمبية القديمة, وصولاً إلى الملعب الاولمبي في برلين بعد مسار طويل حمل في خلاله ثلاثة آلاف عداء الشعلة عبر عدة دول, وكانت اللجنة الاولمبية الدولية في مؤتمرها السنوي العام 1934 وافقت على الفكرة التي طرحها السكرتير العام للجنة المنظمة لاولمبياد برلين كارل ديام القاضية بتبادل حمل الشعلة انطلاقاً من اولمبيا, وقد مرت الشعلة في عواصم دول اليونان, بلغاريا, يوغوسلافيا, المجر, النمسا, تشيكوسلوفاكيا وألمانيا, وقد أضاء الشعلة في الافتتاح لاعب العاب القوى الألماني فريتز شيلغن.

النقل المباشر
تعتبر الدورة الحادية عشرة في برلين الأولى التي تم نقلها عبر التلفزيون على الهواء مباشرة في خطوة تطويرية متقدمة ونقلة نوعية مميزة, وقد تم نشر خمس وعشرين شاشة عملاقة في مسارح مختلفة من برلين, سمحت لعامة الناس بمتابعة الألعاب دون دفع أي مبلغ مالي مقابل ذلك, بالإضافة لبعض الشاشات الخاصة, وتم نقل وقائع سبعين ساعة من أحداث البطولة, استعملت فيها معدات شركة تليفونكين وهي محطة إذاعية وتلفزيونية ألمانية أسست العام 1903.

جيسي في انطلاق سباق المئة متر



جيسي أوينز (1913-1980)
عداء أميركي لامع, من عائلة متواضعة تعمل في الزراعة, لفت الأنظار بشكل كبير في الخامس والعشرين من أيار/مايو 1935 حين حطم خمس أرقام عالمية وعادل سادساً في غضون خمس وأربعين دقيقة, واحد من هذه الأرقام صمد لفترة 25 سنة هو رقم الوثب الطويل 8,13م, في أولمبياد برلين عانق الذهب أربع مرات, كسب محبة الجماهير فبات نجم البطولة الأول رياضياً وشعبياً, لم يخض أي أولمبياد آخر خصوصاً أن دورتي 1940 و1944 ألغيتا بداعي الحرب العالمية الثانية كما انه اتهم بالاحتراف.

جاك بيريسفورد (1899-1977)
لاعب تجذيف بريطاني أحرز خمس ميداليات في خمس دورات اولمبية, فضية في أنفير 1920, وذهبية في باريس 1924, وفضية في أمستردام 1928, وذهبية في لوس أنجليس 1932, وذهبية في برلين 1936, في مسابقات مختلفة, وقد حرمته الحرب من إطلالة سادسة أولمبية العام 1940, منح شهادة الشرف الاولمبية العام 1949, درب المنتخب البريطاني العام 1952, ولعب لعدة نواد بريطانية كما فاز بالعديد من البطولات.

ترتيب الميداليات لأول عشرين دولة


برونز فضة ذهب البلد
30 26 33 ألمانيا
12 20 24 الولايات المتحدة الأميركية
5 1 10 المجر
5 9 8 إيطاليا
6 6 7 فنلندا
6 6 7 فرنسا
9 5 6 السويد
8 4 6 اليابان
7 4 6 هولندا
3 7 4 بريطانيا العظمى
3 6 4 النمسا
0 5 3 تشيكوسلوفاكيا
3 2 2 الارجنتين
3 2 2 إستونيا
2 1 2 مصر
5 9 1 سويسرا
5 3 1 كندا
2 3 1 النروج
1 0 1 تركيا
0 0 1 نيوزيلاندا, الهند
[/color][/align]

راجي الحاج 24-08-2008 05:04 PM

رد: تاريخ الألعاب الأولومبيه الحديث
 
[align=center][size=5][color=#FF0000]لندن 1948م[/color][/size][/align]

[align=center][color=#00008B]
سقط العالم مرة أخرى في براثن الحروب, مع اشتعال الحرب العالمية الثانية التي ضربت العالم من أقصاه إلى أقصاه بطرق مباشرة وغير مباشرة مكسية إياه سواداً حالكاً, فتعطلت عجلة الحياة بمختلف جوانبها, وانسحب الشلل على الحركة الأولمبية العالمية فألغيت قسراً الألعاب الاولمبية لدورتين متتاليتين 1940 و1944, أي النسختين الثانية عشرة والثالثة عشرة وكانت الأولى مقررة في العاصمة اليابانية طوكيو, ثم نقلت إلى العاصمة الفنلندية هلسنكي دون أن تبصر النور, أما الثانية فمنحت للندن دون أن تولد أيضاً.

ولم تعد الدورات إلى مفاعيل الحياة إلا بعد غياب استمر اثني عشر عاماً, مع الدورة الرابعة عشرة التي استضافتها العاصمة البريطانية لندن العام 1948 للمرة الثانية بعد العام 1908, فأضاءت الأخيرة بتنظيمها للدورة ظلمة الحرب الدامسة, وأقيمت الدورة من التاسع والعشرين من تموز/يوليو حتى الرابع عشر من آب/أغسطس في ظل رئيس جديد للجنة الاولمبية الدولية هو السويدي سيغفريد إدستروم الذي تولى الرئاسة العام 1946 خلفاً للبلجيكي هنري دي بايي لاتور الذي توفي العام 1942, وأمسى السويدي الذي كان نائب لاتور إبان رئاسته, رابع رئيس للجنة الاولمبية الدولية.

الوفد البريطاني في الافتتاح



معارضة واسعة
قبل دورة 1948, تم العام 1939 انتخاب لندن لاستضافة ألعاب 1944 بتفويض رسمي من اللجنة الاولمبية الدولية التي آثرت العاصمة البريطانية على بودابست ولوزان وهلسنكي وأثينا, لكن الحرب نسفت كل المخططات, وطارت الدورة الثالثة عشرة كما الثانية عشرة, فبات عدد الدورات الملغاة حتى ذلك التاريخ ثلاث مع نسخة 1916, لكن الاولمبية الدولية قررت بعد توقف الحرب إعادة ضخ الحياة في حركتها, فانعقدت في لوزان في شهر شباط/فبراير 1946 وقررت منح لندن شرف تنظيم الدورة الرابعة العاشرة العام 1948, ووقع الاختيار على العاصمة البريطانية بموافقة الجميع ودون اللجوء إلى تصويت, علماً أن مدن بالتيمور ولوس أنجليس ومينيابوليس وفيلادلفيا الأميركية ولوزان السويسرية كانت تمني النفس بتنظيم تلك النسخة.

واجه تكليف لندن تنظيم دورة 1948 ردود فعل عنيفة معارضة محلية وعالمية, فبريطانيا, التي كانت إحدى أقطاب الحرب الأساسيين, لم تكن بعد قد نفضت غبار مخلفات الدمار والمآسي القاسية, وشعبها كان ما زال رازحاً تحت وطأة المعاناة وسياسة التقنين الغذائية والمادية من قبل الدولة كمرحلة اضطرارية فرضها الواقع, ولم يكن بمقدور البريطانيين النهوض من وطأة خمس سنوات من حرب مدمرة, هي أسوا ما عرفها العالم, والتجهيز في الوقت عينه لدورة اولمبية تتطلب صروح رياضية ومرافق خاصة لإقامة الوفود وتجهيزات متنوعة , وشنت الصحافة المحلية هجوماً على خطوة المسؤولين الرياضيين الاولمبيين إلا أن كل ذلك لم يحل دون إقامة الألعاب للمرة الثانية في لندن.

البريطاني جون مارك يضيء الشعلة



ورغم أن العالم كان ما زال تحت وطأة آلام الحرب شاركت تسع وخمسين دولة في هذه الألعاب برقم قياسي وبزيادة عشر دول عن دورة برلين 1936, وانسحب هذا العدد الكبير بطبيعة الحال على عدد المشاركين الذي بلغ 4104 رياضي ورياضية, منهم 390 من الإناث, تنافسوا في 136 مسابقة رياضية تضمنتها سبع عشرة رياضة مقابل تسع عشرة العام 1936, وضم البرنامج ألعاب الماء (سباحة, غطس, كرة ماء), العاب القوى, كرة سلة, ملاكمة, كانوي كاياك, دراجات هوائية, مبارزة, فروسية, كرة قدم, جمباز, هوكي على الحشيش, الخماسي الحديث, التجذيف, رماية, رفع أثقال, مصارعة.

وسجلت هذه الدورة كما يشير رقم الدول المشاركة الظهور الاولمبي الأول للعديد من الدول وكانت الطفرة الواضحة قادمة من القارة الصفراء آسيا, ومن قارة أميركا فيما راوح التمثيل الأفريقي مكانه واقتصر على مصر وجنوب أفريقيا, وعلى هذا بلغت الأعلام الجديدة التي سارت في الافتتاح أربعة عشر, أبرزها عربياً لبنان وسوريا والعراق, بالإضافة إلى دول غويانا, سيلان*, إيران, ميانمار, جامايكا, كوريا الجنوبية, باكستان, بورتوريكو, سنغافورة, ترينيداد وتوباغو وفنزويلا, ولم يجر دعوة ألمانيا للمشاركة, فيما امتنعت اليابان عن الحضور إلى لندن, أما أوروبياً فحضرت كل دول أوروبا الشرقية باستثناء الاتحاد السوفياتي الذي لم يكن قد شارك أصلاً قط منذ تأسيسه, ولم يكن في حينها عضواً في اللجنة الاولمبية الدولية. وقد أقامت الوفود في مباني المدارس.

الدول المشاركة


أفريقيا أميركا أوروبا أوقيانيا آسيا
جنوب افريقيا أرجنتين يوغوسلافيا أستراليا لبنان
مصر برازيل تشيكوسلوفاكيا نيوزيلاندا سوريا
أوروغواي سويسرا الصين
فنزويلا السويد الهند
ترينيداد توباغو النمسا ميانمار
بورتوريكو بلجيكا سيلان*
بيرو الدنمارك إيران
باناما إسبانيا العراق
المكسيك فنلندا كوريا الجنوبية
جامايكا فرنسا باكستان
غويانا المجر فيليبين
الولايات المتحدة اليونان سنغافورة
كوبا أيرلندا أفغانستان
كولومبيا إيطاليا تركيا
تشيلي ليشتنشتاين
كندا لوكسمبورغ
برمودا مالطا
موناكو
هولندا
النروج
بولونيا
البرتغال
بريطانيا العظمى
أيسلندا





افتتحت الألعاب في التاسع والعشرين من تموز/يوليو 1948 في ستاد ويمبلي الشهير الذي كان شيد العام 1923 أمام خمسة وثمانين ألف متفرج, بدأ الاحتفال بموسيقى عسكرية ثم وصل الرسميون الأولمبيون الدوليون والمحليون فالعائلة الملكية البريطانية من ملك وملكة وأفراد, ثم استعرضت الوفود وكان البريطانيون آخر من مروا, وبعد كلمة صغيرة من رئيس اللجنة التنظيمية اللورد برغلي, أطلقت ألفي وخمسمائة حمامة, ومن بعدها 21 طلقة مدفعية ثم أضيئت الشعلة الاولمبية بعد جولة في الملعب قام بها جون مارك John Mark, وردد دوناد فينلايDonald Finlay قسم الرياضيين, وفي الأخير خرجت الوفود بدءاً من اليونان أولاً, وصولا لبريطانيا آخراُ. وأعلن افتتاح الدورة الملك جورج السادس وقد نقلت هذه الألعاب لأول مرة على شاشات التلفزيون إلى المنازل, علماً أن دورة برلين تم بثها إنما على شاشات عامة ثبتت في عدد من المسارح.

المسابقات الرياضية
شهدت المسابقات الرياضية اعتماد مسابقة الكانوي كاياك للإناث لأول مرة وقد فازت بها كارين هوف من الدنمارك, واستطاع الأميركي بوب ماثياس ابن السبعة عشر عاماً في أن يصبح أصغر بطل اولمبي في العاب القوى بعد فوزه في مسابقة الديكاتلون, وحضر بطلان اولمبيان من العاب 1936 في برلين إلى لندن للدفاع عن لقبيهما هما المجرية إيونا إلك في رياضة المبارزة, ويان برزاك من تشيكوسلوفاكيا في الكانوي كاياك. ومنعت القوانين الاولمبية لاعبة ألعاب القوى الهولندي فاني بلانكرز من المنافسة في أكثر من أربع مسابقات رغم أنها كانت آنذاك تحمل ستة أرقام عالمية في ست مسابقات, وقد فازت في لندن بمسابقات الـ100م والـ200م والبدل 4×100م والـ80 متراً حواجز.

ضمت ألعاب القوى ثلاث وثلاثون مسابقة, منها أربع وعشرون للرجال وتسع للسيدات, وقد سجلت أربع مسابقات الإطلالة الاولمبية الأولى, وهي الـ10 كلم مشياً لرجال, والـ200م والوثب الطويل ودفع الكرة الحديدية للسيدات. شاركت ثلاث وخمسون دولة من تسع وخمسين حضروا الألعاب في مسابقات أم الألعاب, في رقم ملفت جداً, وكذلك عدد الرياضيين كان كبيراً, إذ كان 751 رياضيا ورياضية, وقد سيطرت الولايات المتحدة كالعادة على مسابقات الجري السريع لدى الرجال فحصدت المئة والمئتي والـ110 م حواجز والـ400م حواجز والبدل 4×100م والـ4×400م, فيما فشلت في الفوز بذهبية الـ400م التي نالتها جامايكا, كما فاز الأميركيون ببعض مسابقات الميدان الوثب بالزانة والوثب الطويل ودفع الكرة الحديدية, وسجل فشل عداءو فنلندا لأول مرة في الفوز ولو بذهبية واحدة في المسافات المتوسطة أو الطويلة, أما لدى السيدات فقد سيطرت هولندا عبر بطلة واحدة, ولم تنل الولايات المتحدة إلا ذهبية واحدة في الوثب العالي.

إذا وكما أشارت المقدمة اعتبرت الهولندية فاني بلانكرز Fanny Blankers الأبرز في العاب القوى والدورة عموماً بفوزها بأربع ذهبيات, وكان باستطاعتها وفقاً لأرقامها الفوز بذهبيتي الوثب العالي والطويل لو سمح لها الاتحاد الدولي بالمشاركة, إذ لم يكن مسموحاً للسيدات بالمشاركة بأكثر من ثلاثة مسابقات فردية, وأربع عموماً, وقد سجلت 11,9ث في المئة متر مقابل 12,2 للثانية, و24,4ث في المئتي متر مقابل 25,1 للثانية, و11,2ث في الثمانين متراً حواجز وهو نفس توقيت الثانية, علماً أن وصيفاتها في السباقات الثلاث كن بريطانيات.

فاني بلانكرز تعبر خط النهاية في سباق المئة متر



كما تألق الأميركي بوب ماثياس Bob Mathias بشكل ملفت جداً فهو فاز بالديكاتلون بعد أربعة أشهر فقط من دخوله عالم هذه الرياضة, وهو ما زال إلى الآن أصغر بطل أولمبي فاز بذهبية في العاب القوى (كان عمره وقتها 17 عاماً), وفي المسافات الطويلة تألق العداء التشيكوسلوفاكي إميل زاتوبيك Emil Zatopek وفاز بذهبية الـ10 آلاف متر وفضية الـ5 آلاف, وبرزت الفرنسية أوسترميير Micheline Ostermeyer وفازت بذهبيتي دفع الكرة الحديدة ورمي القرص وبرونزية الوثب العالي, وتصدرت الولايات المتحدة ذهب ألعاب القوى برصيد 12 ذهبية أمام السويد 5.

وفي كرة السلة كان الإقبال كبيرا مثل الدورة السابقة, فقد شارك ثلاث وعشرون دولة, وأقيمت المباريات داخل صالة مغلقة تفادياً لما حصل في الدورة السابقة في برلين حين أقيمت اللقاءات في الهواء الطلق وواجهت صعوبات جمة نتيجة تقلبات الطقس, قسمت الفرق على أربع مجموعات حوت كل منها على ستة فرق باستثناء واحدة ضمت خمسة, وتبارت فرق كل مجموعة فيما بينها بطريقة الدوري من مرحلة واحدة, وتم منح الفائز نقطتين والخاسر نقطة, وقد شارك كل من العراق ومصر في المسابقة, وقد حققت الأخيرة انتصاراً واحداً في الدور الأول على سويسرا 31-29, وحلت رابعة في مجموعتها وفي المركز التاسع عشر في الترتيب العام بعد فوزها على بريطانيا 50-18, فيما حل العراق أخيراً في مجموعته وفي الدورة دون أي انتصار, وقد نالت الولايات المتحدة الذهب بفوزها على فرنسا في النهائي 65-21, ونالت البرازيل البرونزية بفوزها على المكسيك 52-47, وعموماً اكتسحت الولايات المتحدة جميع الفرق التي قابلتها بفارق شاسع جداً, ولم تنافسها إلا الأرجنتين في الدور الأول دون أن تغلبها 59-57.

الفرنسية ميشلين أوسترميير في دفع الكرة الحديدية



وفي مسابقات ألعاب الماء سيطرت الولايات المتحدة بشكل كامل على منافسات السباحة لدى الرجال وفازت بست مسابقات من ست, وهي 100م و400م و1500م والبدل 4×200م حرة, و100م و200م ظهر, أما لدى السيدات فنالت الولايات المتحدة ذهبيتي 400م والـ4×100م حرة, ونالت السويد ذهبيتين في الـ100م حرة والـ100م ظهر, عموما تصدرت الولايات المتحدة بثماني ذهبيات أمام الدنمارك اثنتين, وانسحبت سيطرة الولايات المتحدة في السباحة على الغطس, فنالت ذهبيات المسابقة الأربع بين الرجال والسيدات, بالإضافة لأربع فضيات وبرونزيتين, فيما نالت كل من الدنمارك والمكسيك برونزية.

وفي كرة الماء شارك ثمانية عشر فريقاً وزعت على ست مجموعات, صعد منها 12 فريقاً قسموا على 4 مجموعات في الدور الثاني, و8 فرق قسموا على مجموعتين في نصف النهائي, ومجموعة واحدة في النهائي من أربع فرق لعبت أيضا بطريقة الدوري وقد فازت إيطاليا بالذهب أمام المجر وهولندا, فيما شاركت مصر وخرجت من نصف النهائي بحلولها رابعة في مجموعتها, وهي حققت عموما فوزين أربعة تعادلات وأربعة خسارات, وجاءت سابعة, ومثلها في كل البطولة ثمانية لاعبين فقط.

وتألقت مصر مرة أخرى في رياضة رفع الأثقال التي تصدرتها هذه المرة الولايات المتحدة الأميركية أمام مصر, فجمعت الأولى أربع ذهبيات وثلاث فضيات وبرونزية, فيما نالت الثانية ذهبيتين وفضية, علماً أن المسابقات كانت ست فقط, وجاءت ميدالياتا مصر الذهبيتان في وزن الريشة (50-60 كلغ), عبر محمود فياض, والثانية في وزن الخفيف (60-67,5 كلغ) عبر إبراهيم شمص, فيما نال عطيه حموده فضية الوزن نفسه, وجديد رفع الأثقال في هذه الدورة كان إدراج وزن تحت الـ56 كلغ لأول مرة, علماً أن هذا التغيير أو التجديد كان الأول منذ دورة أنفير 1920 في بلجيكا الذي طال رفع الأثقال, ونالت مصر أيضاً فضية وبرونزية في المصارعة اليونانية الرومانية عبر علي حسن وابراهيم عربي.

الرياضيون الأكثر تتويجاً


برونز فضة ذهب الرياضة البلد الرياضي
0 0 4 ألعاب قوى هولندا فاني بلانكرز
1 1 3 جمباز فنلندا فيكو هانتانن
1 0 3 جمباز فنلندا بافو التونن
0 1 2 سباحة الولايات المتحدة جايمس ماكلاين
0 1 2 سباحة الولايات المتحدة آن كورتيس





وفي رياضات أخرى نالت في الملاكمة كل من جنوب أفريقيا والأرجنتين والمجر ذهبيتين فيما كل من نالت إيطاليا وتشيكوسلوفاكيا ذهبية واحدة, وتصدرت السويد ترتيب الكانوي كاياك بأربع ذهبيات أمام تشيكوسلوفاكيا ثلاث, وقبضت فرنسا على رياضة الدراجات بثلاث ذهبيات مقابل اثنتين لإيطاليا, وفي المبارزة نالت كل من فرنسا والمجر ثلاث ذهبيات, وكانت المسابقات ست للرجال وواحدة للسيدات, واكتسحت فنلندا ذهب الجمباز بست ميداليات مقابل ثلاث لسويسرا وقد برز من الفنلنديين فيكو هانتانين Veikko Huhtanen مع ثلاث ذهبيات, وفي المصارعة كانت المنافسة على أشدها وتصدرت تركيا في النهاية بست ذهبيات مقابل خمس للسويد وأتت ذهبيات الأخيرة كلها في اليونانية الرومانية, فيما نالت تركيا في هذه الفئة ذهبيتين, مقابل أربع في الحرة, وفي الهوكي على الحشيش تابعت الهند سيطرتها وتفوقها ونالت الذهب أمام بريطانيا وهولندا, وأحرزت السويد ذهبية كرة القدم بفوزها على يوغوسلافيا 3-1, فيما نالت الدنمارك البرونزية بفوزها على بريطانيا 5-3.

وقفات بارزة
فرانسينا بلانكرز-كون (1918-2004)
معروفة أكثر بفاني بلانكرز نجمة الدورة الاولمبية الرابعة عشرة دون منازع, دخلت الأولمبياد وهي تحمل ست أرقام عالمية في مسابقات مختلفة من العاب القوى, من بينها مسابقتي الوثب العالي والطويل اللتين غابت عنهما في لندن, إذ شاركت في أربع مسابقات, كون القوانين لم تكن تسمح بأكثر من ذلك, وفازت بأربع ذهبيات, بدأت مسيرتها الأولمبية في أولمبياد برلين 1936 في مسابقة الوثب العالي لكنها لم تصب نجاحاً, فاضطرت أن تصبر اثني عشر عاماً بسبب الحرب, واتت ثمار انتظارها أكثر من رائعة, سجلت في مسيرتها ستة عشر رقماً عامياً في ثماني مسابقات مختلفة, 110 يارد, 100م, 200م, الوثب العالي, الوثب الطويل, بنتاتلون, 4×100 يارد بدل, جري الحواجز. أوروبياً فازت بمسيرتها بخمسة ألقاب بين 1946 و1950, وبثماني وخمسين بطولة وطنية في بلدها هولندا.

روبرت بروث ماثياس (1930-2006)
لاعب ألعاب قوى أميركي, معروف باسم بوب ماثياس, كان في عمر السابعة عشر ربيعاً حينما نصحه مدرب ألعاب القوى في مدرسته بممارسة رياضة الديكاتلون أو العشارية, نجح في غضون ثلاثة أشهر فقط في التأهل إلى الفريق الأولمبي الأميركي, لم يكن يحمل في جعبته أي نوع من الخبرة حينما مثل بلاده في اولمبياد لندن, وبدا ذلك واضحاً حين لم تحتسب رميته في دفع الكرة الحديدية لأنه بعد أن أدى رميته خرج من النصف الدائرة الأمامي, في حين كان يجب أن يغادر دائرة الرمي من النصف الخلفي, وسجل فشلاً أيضاً في الوثب العالي, لكنه رغم ذلك فاز بذهبية الديكاتلون بسهولة, وعاد وحافظ عل لقبه في اولمبياد 1952 في ملبورن محطما رقمه العالمي, وبات أول لاعب ديكاتلون احتفظ بلقبه أولمبياً. مارس السياسة بعد اعتزاله, توفي عن عمر 75 عاماً بسبب مرض العضال.

التشيكوسلوفاكي إميل زاتوبيك -الثاني- في سباق الـ5000م



جرت فريدريكسون (1919-2006)
لاعب كانوي كاياك سويدي مارس هذه الرياضة بين 1948 و1960, اعتبر أكثر لاعب نجح في رياضة الكانوي كاياك أولمبياً, أولى انتصاراته حققها في اولمبياد 1948, حين فاز بلقب فردي الكاياك لمسافة 10 آلاف متر, أتبعها بذهبية فردي الكاياك لمسافة الـ1000م, علماً انه في هذا السباق كان رابعاً حتى الخمسين متراً الأخيرة, عزز ميدالياته الاولمبية حين أحرز ذهبية الكاياك 1000م في أولمبياد هلسنكي 1952, وذهبيتي الـ1000م والـ1000م في اولمبياد ملبورن 1956, وذهبية الـ1000م في روما 1960, كما نال فضية في هلسنكي وبرونزية في روما, درب بعد اعتزاله المنتخب السويدي الاولمبي.

فيكو هانتانن (1919-1976)
لاعب جمباز فنلندي, تألق بشكل بارز في اولمبياد لندن 1948 وكان الأفضل وقتذاك بحصوله على خمس ميداليات ملونة بمفرده, بينها ثلاث ذهبيات, نالها في الفردي العام وحصان الحلق والفرق, فيما نال الفضية على جهاز المتوازي, علماً أن ذهبية حصان الحلق تقاسمها مع مواطنيه هيكي سافولاينن وبافو التونن, إذ نال الثلاثة نفس العلامات فما كان من لجنة الحكم إلا ان منحت الذهب للثلاثة, لكن طبعاً تم تسجيل ذهبية واحدة لفنلندا.

ترتيب الميداليات لأول عشرين دولة


برونز فضة ذهب البلد
19 27 38 الولايات المتحدة الاميركية
17 11 16 السويد
13 6 10 فرنسا
12 5 10 المجر
8 11 8 إيطاليا
5 7 8 فنلندا
2 4 6 تركيا
3 2 6 تشيكوسلوفاكيا
5 10 5 سويسرا
8 7 5 دنمارك
9 2 5 هولندا
6 14 3 بريطانيا العظمى
1 3 3 الأرجنتين
5 6 2 أستراليا
3 2 2 بلجيكا
1 2 2 مصر
2 1 2 المكسيك
1 1 2 جنوب أفريقيا
3 3 1 النروج
0 2 1 جامايكا



*تم إلغاء دورتي 1940 و1944 أي الثانية عشرة والثالثة عشرة بداعي الحرب العالمية الثانية إنما احتسبتا عددياً

*سيلان هي سريلنكا الآن[/color][/align]

راجي الحاج 24-08-2008 05:08 PM

رد: تاريخ الألعاب الأولومبيه الحديث
 
[align=center][size=5][color=#FF0000]هلسنكي 1952 م[/color][/size][/align]


[align=center][color=#00008B]بعد أن قضت الحرب العالمية الثانية على آمالها في استضافة الألعاب الاولمبية الصيفية العام 1940, نجحت العاصمة الفنلندية هلسنكي في تنظيم النسخة الخامسة عشرة العام 1952 من التاسع عشر من تموز/يوليو حتى الثالث من آب/أغسطس في جو سياسي عالمي مشحون على خلفية الصراع الأميركي السوفياتي الصامت, خصوصاً أن هذه النسخة شهدت عودة روسيا إلى الساحة الاولمبية الدولية لأول مرة منذ 1912 ولأول مرة منذ الثورة البولشيفية العام 1917, وكانت مشاركتها تحت راية الاتحاد السوفياتي, ونتج عن ذلك انقسام بين الوفود على خلفية سياسية فكانت السياسة حاضرة مرة أخرى لكن بعنوان جديد.

مشهد عام لحفل الافتتاح



قريتان أولمبيتان
كانت الدورة الثانية عشرة العام 1940 مقررة في العاصمة اليابانية طوكيو إلا أن الحرب المعروفة باسم سينو-اليابانية (1937-1945), دفعت باللجنة الاولمبية الدولية لنقل الألعاب من اليابان إلى هلسنكي, إلا أن الحرب مرة أخرى كانت سببا في إلغاء الألعاب واضطر الفنلنديون الانتظار طيلة اثني عشر عاماً لتنظيم الألعاب العام 1952, وقد فازوا بشرف الاستضافة في المؤتمر الأربعين للجنة الأولمبية الدولية في الحادي والعشرين من شهر حزيران/يونيو العام 1947 في العاصمة السويدية ستوكهولم, وقد فازت فنلندا وقتها بعد نيلها 14 صوتا في الجولة الأولى و15 في الثانية مقابل 4 للوس أنجليس في الأولى و5 في الثانية شأن مينيابوليس, أما بقية المدن فكانت أمستردام, ديترويت, فيلادلفيا, شيكاغو, أثينا, لوزان وستوكهولم.

كانت فنلندا تعتبر دولة غريبة وغامضة للشعوب غير الاسكندينافية لذا عمل الفنلنديون على توجيه الدعوات لأكبر عدد ممكن من الدول لتأمين مشاركة واسعة أرادوها الأكبر وقتها, ونجحوا بمسعاهم, حتى أنهم, كما سبق وذكر, تمكنوا من تسجيل عودة روسيا للألعاب عبر الاتحاد السوفياتي لكن ذلك أجج الجو العام وكانت وقتها بداية الحرب الباردة بين العملاقين السوفياتي والأميركي, أو المعسكر الشرقي والمعسكر الغربي, لذا درءاً للشحن والتوتر بين البعثات المختلفة سياسيا, اضطر المنظمون أن يفصلوا في الإقامة بين البعثة السوفياتية وكل من يدور في فلكها سياسيا من دول, والبعثة الأميركية وجميع الدول الغربية, فتم إنشاء قريتين أولمبيتين, وأقام السوفيات وأتباعهم في قرية أوتانييمي والأميركيون في كابيلاي. ولم تحصل أي حادثة طيلة الدورة واقتصر التنافس السوفياتي الأميركي على المنافسات الرياضية.

هيكي سافولاينن يردد قسم الرياضيين



جرى حفل افتتاح الدورة في التاسع عشر من تموز/يوليو 1952 في ستاد هلسنكي الاولمبي الذي كان بسعة سبعين ألف متفرج, حمل الشعلة في مسارها النهائي في الستاد أولا العداء الفنلندي الشهير بافو نورمي الفائز بالعديد من الألقاب الأولمبية في الجري المتوسط وبشكل فاجأ الجميع كونه حرم من المشاركة في أولمبياد 1932 بداعي الاحتراف فلقي تصفيقا حارا من الجمهور, ثم أوصل لاعبي كرة قدم صغار الشعلة للعداء الفنلندي الآخر هانيس كوليماينن الفائز بثلاث ذهبيات في أولمبياد ستوكهولم 1912, 5 آلاف و10 آلاف متر اختراق الضاحية, وقام بإضاءة الشعلة الأساسية, وأعلن رئيس فنلندا وقتها يوهو كوستي افتتاح الألعاب بحضور رئيس اللجنة الاولمبية الدولية السويدي سيغفريد إدستروم. أما القسم الاولمبي فألقاه هيكي سافولاينن لاعب الجمباز الفنلندي. وشهد الافتتاح تسجيل رفع أول امرأة لعلم بلادها في الافتتاح وهي الأورغوايانية إستريللا بوينتيس.

بلغ عدد الدول التي شاركت في هلسنكي تسع وستين دولة من القارات الخمس, أبرزها طبعاً الظهور الأول للاتحاد السوفياتي منذ نشأته أعقاب الثورة البولشيفية, علماً أن روسيا كانت شاركت عدة مرات آخرها 1912, وعودة ألمانيا واليابان, أما الدول الجديدة التي شاركت فبلغت ثلاث عشرة دولة هي جزر الأنتيل الهولندية, باهاماس, كوريا الشمالية, غانا تحت اسم ساحل الذهب, غواتيمالا, هونغ كونغ, إندونيسيا, نيجيريا, تايلاند, فييتنام, ساري (مقاطعة من ألمانيا كانت تحت الحكم الفرنسي لم تعد موجودة كدولة مستقلة) بالإضافة إلى الاتحاد السوفياتي.

الدول المشاركة


أفريقيا أميركا أوروبا أوقيانيا آسيا
جنوب أفريقيا جزر الانتيل الهولندية السويد أستراليا فيتنام
ساحل الذهب الأرجنتين سويسرا نيوزيلاندا تركيا
مصر باهاماس تشيكوسلوفاكيا اليابان
نيجيريا برمودا الاتحاد السوفياتي لبنان
برازيل يوغوسلافيا بيرماني
كندا موناكو سيلان
تشيلي ألمانيا الصين
كوبا النمسا كوريا الجنوبية
الولايات المتحدة الاميركية بلجيكا هونغ كونغ
غواتيمالا بلغاريا الهند
غويانا بريطانيا الدنمارك إندونيسيا
جامايكا إسبانيا إيران
المكسيك فنلندا باكستان
باناما فرنسا الفيليبين
بورتوريكو اليونان سنغافورة
ترينيداد توباغو المجر تايلاندا
الأورغواي ايرلندا
فنزويلا ايسلندا
اسرائيل
إيطاليا
ليشتنشتاين
موناكو
النروج
هولندا
بولونيا
البرتغال
رومانيا
بريطاينا العظمى
ساري





مثل هذه الدول 4955 لاعب ولاعبة بينهم 519 رياضية, البعثة السوفياتية بلغت 333 لاعبا ولاعبة شأن البعثة الأميركية. اشتمل برنامج البطولة على سبع عشرة رياضة هي ألعاب الماء (سباحة, غطس, كرة ماء), العاب القوى, كرة سلة, ملاكمة, كانوي كاياك, دراجات, فروسية, مبارزة, كرة قدم, جمباز, هوكي على العشب, الخماسي الحديث, تجذيف, الإبحار أو الشراع, الرماية, المصارعة ورفع الأثقال, وضمت هذه الألعاب مئة وتسع وأربعين مسابقة كانت الأبرز في ختامها الولايات المتحدة التي تصدرت جدول الميداليات أمام الاتحاد السوفياتي الذي شكل حضوره الأول إنذارا لباقي الدول على أن قوة كبيرة قادمة في المستقبل وهذا ما سنراه في الدورات اللاحقة بالفعل. والملفت في ختام الدورة أن الوفد الألماني نال سبع وعشرين ميدالية دون الفوز بأي لقب اولمبي.

المسابقات الرياضية
لم يكن من مجال للشك أن عداء المسافات الطويلة التشيكوسلوفاكي إميل زاتوبيك emil zatopek كان نجم البطولة الأول بفوزه بثلاث ذهبيات في مسافات الخمسة آلاف متر, والعشرة آلاف متر, والماراتون, في إنجاز هو الوحيد من نوعه في التاريخ الأولمبي حتى الآن, كما لمع السوفيات من أول مشاركة لهم خصوصا في رياضة الجمباز حيث فاز أبطالهم وبطلاتهم بشكل كاسح, وشكلت هذه النتيجة نقطة البداية لسيطرة سوفياتية عامة على الجمباز الاولمبي امتدت لأربعين عاماً تلت أي حتى سقط الاتحاد السوفياتي سياسيا كدولة, وبات النجار السويدي لارس هال أول رياضي غير عسكري فاز بذهبية الخماسي الحديث أو البنتاتلون, ولمع منتخب المجر الذهبي في كرة القدم ونال لقب المسابقة.

اميل زاتوبيك



إذ نجم الدورة الخامسة عشرة الأول هو التشيكوسلوفاكي اميل زاتوبيك, إنجازه المذكور سلفا والمتمثل بالفوز بسباقات 5 و10 آلا متر و الماراتون مع ثلاثة أرقام قياسية عالمية, يعد خارقا ومن الصعب جدا تكراره في أيامنا هذه, حقق بداية ذهبية الـ10 آلاف متقدماً بأكثر من خمسة عشر ثانية وصيفه الفرنسي ألان ميمون وقد سجل 29,17,0 دقيقة, الذي عاد ونافس في سباق الـ5 آلاف راغبا بالثأر إلا أنه رغم قوة المنافسة إلا أن زاتوبيك مرة أخرى حسم السباق بفارق ثماني أعشار الثاني مسجلا 14,06,6 دقيقة مقابل 14,07,4 للفرنسي, ثم بعد ذلك قرر التشيكوسلوفاكي خوض سباق الماراتون لأول مرة, لعله ساعده في هذا القرار أنه في تمارينه كان يعدو لمسافة ثلاثين كلم, ونجح زاتوبيك في تحديه هذا ففاز محققا 2,23,03 ساعتين وقد أصيب بإرهاق شديد نتيجة هذا السباق.

وفي باقي مسابقات ألعاب القوى سيطرت الولايات المتحدة كالعادة لكنها لقيت بعض المنافسة في سباقات السرعة من قبل العدائين الجامايكيين الذين نجحوا في الفوز بذهبية البدل 4×400م وسباق السبرنت الـ400م, أما باقي مسافات السرعة فأحرزتها الولايات المتحدة لدى الرجال. وفي فئة السيدات, سيطرت أستراليا بثلاث ذهبيات أمام الاتحاد السوفياتي بذهبيتين, ولم تنل الولايات المتحدة إلا ذهبية البدل 4×400م, وتألق البطل الأميركي بو ماثياس وحافظ على لقبه في مسابقة العشارية محقا رقما عالميا جديدا 7887 وهو كان فاز بلقب المسابقة في أولمبياد لندن 1948, وقد حصدت الولايات المتحدة عموما 15 ذهبية أمام تشيكوسلوفاكيا أربع.

وفي حوض السباحة الذي تم تشييده العام 1940 بسعة 12 ألف متفرج وكان معدا للغطس وكرة الماء إلى جانب السباحة, كان توزيع الذهبيات بشكل أساسي بين الولايات المتحدة والمجر أربع ذهبيات لكل منهما, فلم تدن السيطرة بشكل مطلق لبلد ما, وبرزت فرق المجر في سباحة البدل للسيدات, والولايات المتحدة في نفس الفئة للرجال, وقد تمكن البلدان من تحقيق أرقام عالمية جديدة, فقد سجلت المجريات في البدل 4×200م حرة 4,24,4 دقائق, وقد استطاعت نجمتهم إيفا نوفاك تسجيل زمن 1,05,1 دقيقة في أول مئة متر من المئتين التي سبحتها متفوقة بـ1,7 ثانية على رقم مواطنتها كاتالين زوك في مسابقة المئة متر فردي ولتي أحرزت ذهبيتها, علماً أن إيفا لم تشارك في المسابقة الأخيرة. ونجحت السباحة الجنوب الأفريقية جوان هاريسون joan harisson أن تكون أول بطل أولمبية من بلدها في السباحة بفوزها بذهبية الـ100م ظهر مسجلة 1,14,3 دقيقة.

الرياضيون الأكثر تتويجاً


برونز فضة ذهب الرياضة البلد الرياضي -ة
0 2 4 جمباز الاتحاد السوفياتي فيكتور تشوكارين
0 0 3 ألعاب القوى تشيكوسلوفاكيا اميل زاتوبيك
0 5 2 جمباز الاتحاد السوفياتي ماريا غوروشوفسكايا
0 2 2 مبارزة إيطاليا ادواردو مانياروتي
0 2 2 جمباز الاتحاد السوفياتي غرانت شاغنيجان
0 2 2 جمباز الاتحاد السوفياتي نينا بوتشاروفا





وسجلت كرة السلة ظهورها الثالث أولمبياً, شارك في البطولة عموماً ثلاثة وعشرين فريقاً, عشرة منهم تأهلوا مباشرة إلى المرحلة النهائية المؤلفة من ستة عشر فريقاً وهم أول ستة في ترتيب دورة 1948, وبطل ووصيف أوروبا العام 1951, الاتحاد السوفياتي وتشيكوسلوفاكيا, وبطلة العالم 1950 الأرجنتين والدولة المضيفة فنلندا, فيما خاضت الفرق الثلاثة عشر الباقية تصفية صعد منها ستة فرق إلى النهائي المكون من ستة عشر منتخباً, وقد أحرزت الولايات المتحدة اللقب بفوزها على الاتحاد السوفياتي 36-25 في النهائي, وشاركت مصر أيضاً في دورة الستة عشر وحققت في الدور الأول فوزا على كوبا 66-55, وخسارتين أمام فرنسا 64-92 وتشيلي 46-74, وخرجت وحلت تاسعة في الترتيب العام.

وحقق لبنان في مشاركته الاولمبية الثانية أول ميداليتين أولمبيتين له في رياضة المصارعة, فقد نجح زكريا شهاب في وزن 52-57 كلغ في الفوز بالميدالية الفضية في المصارعة اليونانية الرومانية بعدما خسر في النهائي أمام المجري إيمر هودوس, فيما نجح مواطنه خليل طه في الفوز ببرونزية وزن 67-73 كلغ عن عمر عشرين عاما آنذاك, أما مصر حققت في هذه الدورة برونزية واحدة في المصارعة اليونانية الرومانية أيضا عبر عبد الراشد في وزن 57-62 كلغ.


وفي باقي الرياضات لمع نجوم المجر الذهبيين في كرة القدم بقيادة الأسطورة بوشكاش وأحرزوا ذهبية المسابقة بفوزهم على يوغوسلافيا 2-0 في النهائي, وفي الجمباز جرت المسابقات بين 19 و42 تموز/يوليو وضمت سبع منافسات للسيدات وثماني للسيدات, تألق في البطولة ممثلو وممثلات الاتحاد السوفياتي بفوزهم بتسع ذهبيات فيما تقاسمت منتخبات سويسرا والسويد والمجر الذهبيات الست الباقية, واكتسحت الولايات المتحدة ذهبيات الملاكمة بست ذهبيات, فيما لم تنل أي دولة أخرى أكثر من ذهبية واحدة, وفي رفع الأثقال كان الصراع بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي فقط وفي النهاية آلت السيطرة للأولى بأربع ذهبيات مقابل ثلاث للدولة الأوروبية, علماً أن المسابقة ضمت سبع أوزان وفي المصارعة اكتسح السوفيات المسابقة برصيد ست ذهبيات فيما نالت المجر أربعة ألقاب.

من نهائي المئة متر



وقفات بارزة
هاريسون ديارد
عداء سباقات سرعة أميركي, من مواليد كليفلاند اوهايو 1923, تأثر بالعداء الشهير مواطنه جيسي أوينز المتحدر من كليفلاند هو الآخر, فاز بين عامي 1947 و1948 82 سباقا متتاليا, فشل في التاهل لسباق الـ110 م حواجز في اولمبياد 1948, لكنه تأهل لسباق المئة متر الذي لم يكن اختصاصه لكنه نجح في الفوز بالذهبية ثم أضاف إليها ذهبية البدل 4×100م مع فريق بلاده وفي اولمبياد 1952 فاز بذهبية الـ110م حواجز, والبدل 4×100م, وبالغضافة لذهبياته الأربع الاولمبية اعتبرفوزه بالذهب في سباقي الحواجز والجري العادي انجازا خارقاً.

قدر أولمبي
في أولمبياد 1924 اختير الأميركي بيل هافينز لتمثيل منتخب بلاده في رياضة التجذيف, لكنه اضطر للبقاء في الولايات المتحدة مع زوجته التي كانت حاملاً بانتظار ولادة طفلهما الثالث (فرانك), فضاعت المشاركة الاولمبية, لكن الطريف أنه بعد ثمانية وعشرين عاماً شارك نجل هافينز فرانك في اولمبياد هلسنكي 1952, وفاز بذهبية الفردي لمسافة العشرة آلاف متر في التجذيف.

هاريسون ديارد في الوسط



فيكتور شوكارين (1921-1984)
من أوائل أساطير الجمباز الكثر في الاتحاد السوفياتي, شارك في أولمبياد هلسنكي وأحرز أربع ذهبيات في الفردي العام والفرق, وحصان الحلق, وحصان القفز, كما نال فضيتي الحلق والمتوازي, وفي اولمبياد ملبورن 1956, أضاف إلى سجله ثلاث ذهبيات في الفرق والفردي العام والمتوازي كما نال فضية الجهاز الأرضي وبرونزية حصان الحلق, امتهن التدريب بعد اعتزاله كما عمل في كلية لفيف للتربية البدنية.

ترتيب الميداليات*


برونز فضة ذهب البلد المركز
17 19 40 الولايات المتحدة الأميركية 1
19 30 22 الاتحاد السوفياتي 2
16 10 16 المجر 3
10 13 12 السويد 4
4 9 8 إيطاليا 5
3 3 7 تشيكوسلوفاكيا 6
6 6 6 فرنسا 7
13 3 6 فنلندا 8
3 2 6 أستراليا 9
0 2 3 النروج 10
6 6 2 سويسرا 11
4 4 2 جنوب أفريقيا 12
0 3 2 جامايكا 13
0 2 2 بلجيكا 14
3 1 2 دنمارك 15
1 0 2 تركيا 16
2 6 1 اليابان 17
8 2 1 بريطانيا العظمى 18
2 2 1 الأرجنتين 19
1 2 1 بولونيا 20
1 1 0 لبنان 32
1 0 0 مصر 40



*نجحت ثلاث وأربعون دولة في تدوين اسمها في جدول الترتيب النهائي, نكنفي بذكر أول عشرين وميداليات العرب[/color][/align]

راجي الحاج 24-08-2008 05:10 PM

رد: تاريخ الألعاب الأولومبيه الحديث
 
[align=center][size=5][color=#FF0000]ملبورن 1956 م[/color][/size][/align]


[align=center][color=#00008B]نالت أستراليا شرف استضافة النسخة السادسة عشرة من الألعاب الأولمبية في المؤتمر الثالث والأربعين للجنة الأولمبية الدولية الذي انعقد في الثامن والعشرين من نيسان/ابريل 1949, وقد تفوق الأستراليون بفارق صوت واحد على بوينس أيرس الأرجنتينية التي لم تكن الوحيدة المنافسة بل كانت مدن لوس أنجليس وديترويت وشيكاغو ومينيابوليس وفيلادلفيا وسان فرانسيسكو الأميركية ومكسيكو المكسيكية أيضا في سباق التنافس على احتضان الألعاب.

الوفد الأسترالي في الافتتاح



حروب ومقاطعات
نظمت الدورة ما بين الثاني والعشرين من تشرين الثاني/نوفمبر والثامن من كانون الأول/ديسمبر 1956 في ظل مقاطعة العديد من الدول لأول مرة في التاريخ الاولمبي ولأسباب متعددة كلها سياسية. وامتازت الدورة بأنها الأولى التي أقيمت في المنطقة الجنوبية لنصف الكرة الأرضية حيث المسافة بعيدة والطقس مختلف الأمر الذي ولد اعتراضات عدة. جرت فعليات النسخة السادسة عشرة في ظل الرئيس الجديد للأولمبية الدولية الأميركي افري برانديج الذي حضر الافتتاح في ستاد ملبورن الأولمبي بحضور 104 آلاف متفرج, استمعوا لنشيد اولمبي جديد لمؤلف موسيقي بولوني, كما تم في اولمبياد ملبورن تبادل الشعلة التي انطلقت من اولمبيا اليونانية في الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني 1956, وقد أضاءها في الافتتاح رون كلارك لاعب العاب القوى الاسترالي, فيما ردد قسم الرياضيين جون لاندي, وهو لاعب العاب قوى بدوره.

إذا باتت دورة ملبورن 1956 الأولى من نوعها التي شهدت مقاطعة واسعة على خلفيات سياسية متعددة, فأوروبياً قاطعت دول إسبانيا وهولندا وسويسرا على خلفية الغزو والقمع السوفياتي العنيف للثورة المجرية التي قامت ضد الوجود السوفياتي نفسه فلجأ الأخيرون إلى استعمال أسلحتهم الثقيلة من دبابات وغيرها لسحق الثوار, ومن جهة أخرى سبب السماح بمشاركة إسرائيل مقاطعة من دول لبنان ومصر والعراق على خلفية العدوان الثلاثي الذي تعرضت له مصر العام 1956 من بريطانيا وإسرائيل وفرنسا بسبب تأمين قناة السويس الأمر الذي قطع الأرباح المادية على الإنكليز, علماً أن مشاركة فرنسا وإسرائيل في العدوان كان لها أهدافها الخاصة بعيداً عن التأميم. كما غادر الصينيون الشعبيون الألعاب ولم يشاركوا بسبب رفع علم دولة تايوان أو الصين الوطنية وكانت تحت اسم فوموزا وقتها.

أمران آخران عكرا صفوة الألعاب قبل بزوغها النور, أولهما موقع أستراليا الجغرافي في نصف الكرة الأرضية جنوبي خط الاستواء, حيث المسافة بعيدة والطقس مختلف فلا مجال لإقامة الألعاب سوى في الشتاء, وهكذا حصل, كون الطقس يكون صيفيا حينها, مما انعكس سلبا على الرياضيين واستعداداتهم, أما ثاني المشاكل تمثل بإلغاء أستراليا مسابقة الفروسية من الجدول كونها كانت منعت دخول الخيول لأراضيها بسبب الحجر الصحي, فاضطرت اللجنة الاولمبية الدولية إلى إقامة هذه المسابقة بشكل منفرد في ستوكهولم في العاشر من حزيران/يونيو أي قبل انطلاق الأولمبياد بخمسة أشهر ونصف, وباتت تلك المرة الثانية التي جرت فيها الألعاب في دولتين الأولى كانت العام 1920 في دورة انفير حين أقيم سباقا للتجذيف بين بلجيكا وهولندا.

رونالد كلارك يضيء الشعلة



شارك في هذه النسخة اثنان وسبعون دولة بين مسابقة الفروسية والألعاب في ملبورن, لكن في أستراليا بشكل منفرد شاركت سبع وستون دولة, إذ أن خمس دول سبق أن شاركت في الفروسية في ستوكهولم غابت عن ملبورن وهي كمبوديا, مصر, هولندا, سويسرا وإسبانيا, كما شاركت الألمانيتان الشرقية والغربية باسم ألمانيا الموحدة, أما الدول الجديدة التي سجلت ظهورها الاولمبي الأول هي إثيوبيا, فيدجي, كينيا, ليبيريا, ماليزيا, أوغندا وبورنيو الشمالية, وهي مقاطعة من جزيرة بورنيو الآسيوية العملاقة, كانت تتمتع باستقلال ذاتي تحت السيطرة البريطانية وهي تتبع الآن ماليزيا, علما أن جزيرة بورنيو, التي هي ثالث أكبر جزيرة في العالم تتقاسم مناطقها دول ماليزيا وإندونيسيا وسلطنة بروناي.

أما المشاركين في هذه الدورة فبلغوا 3314 لاعبا ولاعبة, منهم 376 من الجنس اللطيف, وهذه الأرقام تشمل المشتركين في ستوكهولم وملبورن, نافس هؤلاء في سبع عشرة رياضة هي ألعاب القوى التي ضمت ثلاث وثلاثون منافسة, الشراع, التجذيف, كرة السلة, ملاكمة, كرة قدم, جمباز, رفع أثقال, هوكي على الحشيش, مصارعة, الخماسي الحديث, ألعاب الماء (كرة ماء, سباحة, غطس), الرماية والمبارزة أو السلاح, وقد نجح السوفيات في ختام الدورة ومن المشاركة الاولمبية الثانية لهم تحت اسم الاتحاد السوفياتي في كسر الهيمنة الأميركية في السيطرة الاولمبية, وتصدروا في ختام الدورة قائمة الميداليات بفارق أربع وعشرين ميدالية في المجموع العام عن الأميركيين, بينهم خمس ذهبيات, 37 للعملاق الأوروبي, مقابل 32 لنظيره الأميركي.

الدول المشاركة


أفريقيا أميركا أوروبا أوقيانيا آسيا
أوغندا فنزويلا النروج أستراليا فيليبين
ليبيريا الأرجنتين أيرلندا نيوزيلاندا ماليزيا
نيجيريا باهاماس السويد فيدجي اليابان
كينيا برمودا الاتحاد السوفياتي إيران
جنوب أفريقيا برازيل ألمانيا الموحدة الهند
كندا بلغاريا إسرائيل
تشيلي فنلندا إندونيسيا
كوبا اليونان هونغ كونغ
الولايات المتحدة البرتغال بيرماني
غويانا البريطانية أيسلندا أفغانستان
جامايكا إيطاليا بورنيو الشمالية
المكسيك لوكسمبورغ كوريا الجنوبية
بيرو فرنسا الصين الوطنية او تايوان
بورتوريكو النمسا سريلانكا
ترينيداد توباغو بلجيكا تركيا
الأوروغواي الدنمارك فيتنام
رومانيا تايلاند
يوغوسلافيا سنغافورة
تشيكوسلوفاكيا باكستان
بولونيا
بريطانيا العظمى
المجر





المسابقات الرياضية
فرض الأميركيون كالعادة سيطرتهم على مسابقة ألعاب القوى وحصدوا ست عشرة ميدالية ذهبية من أصل ثلاث وثلاثين مقابل خمس للسوفيات, ودانت سيطرة الأميركيين في الجري السريع في مسافات م100 و200م و400م والـ110م حواجز, ومسابقتي البدل 4×100م, و4×400م, وكان نجمهم بوبي جو موروو, boby joe morrow الذي نال ثلاث ذهبيات بسهولة تامة في الـ100 والـ200, والبدل 4×100م, كما سيطروا في معظم مسابقات الميدان من وثب بالزانة ورمي القرص والمطرقة ودفع الكرة الحديدية والوثب الطويل والعالي ولم تفلت منهم سوى ذهبية الرمح التي نالتها أستراليا, وتألق السوفيات في جري المسافات الطويلة ونالوا ذهبيتي الخمسة آلاف م والعشرة آلاف م عبر عدائهم فلاديمير كوتس Vladimir kuts.

من لقاء الاتحاد السوفياتي والمانيا (2-1)



أما في فئة السيدات لمع اسم الأسترالية بيتي كوثبرت betty Cuthbert بنيلها ثلاث ذهبيات, في جري الـ100م مسجلة 11,82 ثانية, مقابل 11,92 للثانية من ألمانيا كريستا سابنيك Christa STUBNICK أي بفارق مريح, والـ200م مسجلة 23,55 ثانية مقابل 23,89 لنفس العداءة الألمانية والبدل 4×100م وقد سجل الفريق الأسترالي وقتها 44,65 ثانية مقابل 44,70 لبريطانيا. وفي باقي المسابقات نال الاتحاد السوفياتي ذهبيتي دفع الكرة الحديدية والرمح عبر تامارا تيشكيفيتش Tamara Tyshkevich في المسابقة الأولى مسجلة 16,59م مقابل 16,53م لسوفياتية أخرى جاءت وصيفة, وفي الثانية عبر إنيس يونزين Inese YAUNZEME التي سجلت 53,86م, مقابل 50,38م للوصيفة من تشيلي. وقد سجل لدى السيدات الرقمان العالميان الوحيدان في منافسات أم الألعاب, الأول في الوثب العالي عبر الأميركية ميلدريد مكدانيال Mildred McDaniel في الوثب العالي, والثاني عبر النروجية إيغيل دانيلسينEgil Danielsen في رمي الرمح.

وفي السباحة تنافس السباحون على سبع مسابقات فيما تنافست السباحات على ست, ولمع الأستراليون بشكل كبير جداً ذكوراً وإناثاً, وحصدوا في ختام المسابقة ثماني ذهبيات من ثلاث عشرة متاحة وأضافوا إليها أربع فضيات وبرونزيتين, وشمل تألقهم اكتساحهم لكل ذهبيات السباقات الحرة في فئتيها رجالا وسيدات, وفي الفئة الأولى تحديداً نجح موراي روز. Murray Rose في تكرار إنجاز عمره 32 عاما حين أحرز ذهبيتين في السباحة الحرة في مسافتي الـ400م والـ1500م, في إنجاز لم يسبقه إليه سوى الأميركي الشهير جوني ويسمولر العام 1924, كما نالت داون فرايزر ذهبيتي المئة متر حرة والبدل 4×100م حرة, علما أنها انطلقت أولى في سباق البدل والجدير ذكره أنه في هكذا نوع من السباقات ينطلق أفضل السباحين أولا وأخرا في الترتيب إذ أن هاتين المرحلتين تشكلان فرقا في المنافسة.

الحارس السوفياتي الشهير ليف ياشين



وفي مسابقة كرة الماء أحرزت المجر اللقب المذهب مضرجاً بالدماء, إذ أنه في ذلك الوقت كانت الثورة المجرية بوجه الوجود السوفياتي في أراضيها قائمة فانعكست بطبيعة الحال على المنتخبين السوفياتي والمجري الذي وجد في مواجهته مع السوفيات في المرحلة النهائية الذي جرى بنظام دوري من ستة فرق, منفذاً للثأر لشعبه من قمع الدولة الحمراء السابقة للمجريين, فاتخذت المباراة لحساسية الموقف مساراً عنيفاً وزاد حدة المواجهة أنها كانت قبل الأخيرة لكل فريق, وكان المجريون في الصدارة بفارق نقطة أمام يوغوسلافيا ونقطتين أمام الاتحاد السوفياتي الذي كان الفوز يمنحه صدارة مشتركة مع المجر, وأفضلية عامة كونه كان سيقابل ألمانيا متذيلة الترتيب في لقائه الأخيرة فيما كان لقاء المجر صعباً مع يوغوسلافيا.

أمام هذا الواقع ارتفعت درجة الغليان من جميع جوانبها, خصوصاً مع خروج أحد أفراد الفريق المجري إرفين زادور مضرجاً بالدماء نتيجة جرح بليغ في عينه سببه لكمة من الروسي فالنتين بروبوكوف, وباتت هذه المباراة تعرف باسم "الدماء في مباراة الماء" مع تحول لون المسبح للأحمر لكثرة الدماء الناتجة عن الاحتكاكات القوية وتطور الأمر إلى تشابك بالأيدي, أجبر الشرطةعلى التدخل, لكن في النهاية تمكن المجريون من التفوق على منافسيهم أو "خصومهم" بنتيجة 4-0, وما زالت إلى اليوم هذه المباراة تعتبر الأشهر في تاريخ لقاءات كرة الماء. وذهبت فضية المسابقة ليوغوسلافيا والبرونزية للاتحاد السوفياتي.

وتألق السوفيات في رياضة الجمباز وحصدوا إحدى عشرة ذهبية وست فضيات ومثلها من البرونز, مقابل أربع ذهبيات للمجر وفضيتين وبرونزيتين, كما نال السوفيات بقيادة الأسطورة ليف ياشين حارس المرمى الشهير ذهبية كرة القدم لأول مرة في تاريخهم الاولمبي وقد شارك في منافسات المسابقة إحدى عشرة دولة فقط فيما نالت يوغوسلافيا الفضية وبلغاريا البرونزية, وفي رفع الأثقال فازت الولايات المتحدة بمجموع سبع ميداليات شأن الاتحاد السوفياتي الثاني إنما مع أربع ذهبيات أميركية مقابل ثلاث للدولة الأوروبية علماً أن الأوزان كانت سبعة.

الرياضيون الأكثر تتويجاً


برونز فضة ذهب الرياضة البلد الرياضي-ة
0 2 4 الجمباز المجر أغنيس كيليتي
1 1 4 الجمباز الاتحاد السوفياتي لاريسا لاتينينا
1 1 3 الجمباز الاتحاد السوفياتي فيكتور تشوكارين
0 1 3 الجمباز الاتحاد السوفياتي فالنتين موراتوف





ونال السوفيات أيضا ست ذهبيات في المصارعة في فئتيها بينها خمس في الحرة مقابل ثلاث لتركيا, وتفوق الأميركيون في الغطس بثلاث ذهبيات من أربع ممكنة عكرها لقب مكسيكي, وتصدر السوفيات مسابقة الرماية بثلاث ذهبيات وأربع فضيات وبرونزية, فيما توزعت الألقاب الأربعة الباقية على أربع دول. وسحقت سلة الولايات المتحدة سائر الفرق ونالت الذهب على حساب الاتحاد السوفياتي 89-55 في النهائي, فيما ذهبت البرونزية للأوروغواي بفوزها على فرنسا 71-62, وفي الهوكي تابعت الهند هيمنتها ونالت الذهب أمام الباكستان وألمانيا.

وقفات بارزة
جدل ونزاهة
شهدت مسابقة الثلاثة آلاف متر موانع للرجال اضطرابا وجدلاً واسعاً , إذ جرد القضاة العداء البريطاني كريس براشر Chris Brasher من ذهبيته معتبرين انه أعاق أثناء الجري في سياق السباق منافساً نروجياً ارنست لارسن Ernst Larsen وعليه اعتبروا المجري سانور روزنيوي Sandor Rozsnyoi الفائز بالسباق, لكن البريطاني استأنف الحكم وبشكل ملفت لاقى دعماً من لارسن و روزنيوي والعداء الذي احتل المركز الرابع هاينز لوفر من ألمانيا, وفاز البريطاني باستئنافه وأعيدت الذهبية له.

بوريس شاخلين



لازلو باب (1926-2003)
ملاكم مجري لمع اولمبياً في دورات لندن 1948 وهلسنكي 1952 وملبورن 1956, ففاز في الأولى بذهبية وزن المتوسط (بين 67 و73 كلغ), وفي الثانية والثالثة فاز بذهبيتي وزن الخفيف المتوسط (بين الـ67 والـ71 كلغ), وبات بإنجازه هذا أول ملاكم احتفظ بلقبه لثلاث دورات متتالية, نال بالإضافة لألقابه الاولمبية بطولة أوروبا العام 1949 لوزن المتوسط في أوسلو, والعام 1951 لوزن الخفيف المتوسط في ميلان, حقق في مسيرته كهاوي خمس وخمسين فوز بالضربة القاضية من الجولة الأولى, احترف الملاكمة العام 1957 فاضطر للسفر إلى فيينا النمسا لممارسة رياضة كمحترف, كون القوانين المجرية التي كانت تحت النظام الشيوعي لم تكن تسمح بالاحتراف, وفي عالمه الجديد فرض سيطرته مرة أخرى وكان لا يقهر وحقق في مسيرته الاحترافية 27 انتصاراً وتعادلين, منها 15 في الضربة القاضية.

بوريس شاخلين (1932-2008)

لاعب جمباز سوفياتي من أعظم من شارك في الألعاب الأولمبية, كان طويل القامة بالنسبة للاعب جمباز الأمر الذي سبب له إزعاجاً في الحركات الأرضية, حاز في مسيرته على ثلاث عشرة ميدالية أولمبية, سبع ذهبيات وأربع فضيات وبرونزيتين, أحرز في دورة ملبورن 1956 ذهبيتين في الفرق وحصان الحلق, ثم نال في اولمبياد روما أربع ذهبيات وفضيتين وبرونزية, وجاءت ذهبياته على أجهزة, حصان الحلق, حصان القفز, المتوازي, الجهاز الأرضي, ثم نال في اولمبياد 1960 ذهبية وفضيتين وبرونزية, يعتبر أكثر الرياضيين تتويجاً اولمبيا بشكل عام. كما انسحب تألقه على بطولة العالم حيث نال أربع عشرة ميدالية بين 1954 و1962, منها ست ذهبيات.

جدول الميداليات*


برونز فضة ذهب البلد المركز
32 29 37 الاتحاد السوفياتي 1
17 25 32 الولايات المتحدة الاميركية 2
14 8 13 أستراليا 3
7 10 9 المجر 4
9 8 8 إيطاليا 5
6 5 8 السويد 6
7 13 6 ألمانيا الموحدة 7
11 7 6 بريطانيا العظمى 8
5 3 5 رومانيا 9
4 10 5 اليابان 10
6 4 4 فرنسا 11
2 2 3 تركيا 12
11 1 3 فنلندا 13
1 2 2 إيران 14
3 1 2 كندا 15
0 0 2 نيوزيلاندا 16
4 4 1 بولونيا 17
1 4 1 تشيكوسلوفاكيا 18
1 3 1 بلغاريا 19
1 2 1 الدنمارك 20



*سجلت ثماني وثلاثون دولة اسمها في جدول النهائي للميداليات, نكتفي بذكر أول عشرين منها[/color][/align]

راجي الحاج 24-08-2008 05:13 PM

رد: تاريخ الألعاب الأولومبيه الحديث
 
[align=center][size=5][color=#FF0000]روما 1960 م[/color][/size][/align]

[align=center][color=#00008B]
انتظرت إيطاليا اثنين وخمسين عاماً من الزمن كي تستطيع استضافة الألعاب الاولمبية بنسختها السابعة عشرة التي أقيمت في العاصمة روما ما بين الخامس والعشرين من آب/أغسطس حتى الحادي عشر من أيلول/سبتمبر العام 1960, وسط مشاركة كثيفة خصوصاً من القارة السمراء بخلاف الدورات السابقة. افتتح الدورة الرئيس الإيطالي جيوفاني غرونشي وردد قسم الرياضيين لاعب ألعاب القوى الإيطالي أدولفو كونسوليني فيما أضاء الشعلة مواطنه المتخصص في القوى أيضاً جيانكارلو بيريس. وتم بث هذه الدورة تلفزيونيا عبر 100 محطة بشكل مباشر وبشكل مسجل إلى ثماني عشرة دولة أوروبية, فيما اشترت شركة "سي بي أس" الأميركية الإعلامية حقوق البث للولايات المتحدة الأميركية بـ394 ألف دولار أميركي. كما بثت الألعاب في اليابان وكندا.

أدولفو كونسوليني يردد قسم الرياضيين



مشاركة واسعة
تأخرت إيطاليا عملياً في استضافة الألعاب الحديثة, وهي التي كان حكامها وتحديداً الإمبراطور ثيودوس قد وضع حداً لتنظيم الاولمبياد القديمة أيام الإغريق العام 393 م, وسبب هذا التأخر لا يعود لعدم سعي الإيطاليين وتحديداً روما لتنظيم هذه الألعاب بل إلى العوامل الطبيعية التي وقفت حائلاً أمام طموحات روما التي كانت ستنظم الألعاب بنسختها الرابعة العام 1908 حين ثار بركان جبل فيزوفياس في السابع من نيسان/ابريل العام 1906 ملحقاً دماراً هائلاً بمدينة نابولي اضطرت معه الدولة الإيطالية للتنحي عن تنظيم الألعاب بسبب العجز المادي المستجد نتيجة تحويل ميزانية الدورة لأعمال الإغاثة وقتها, وقد أوكلت مدينة لوس أنجليس عامذاك بتنظيم الاولمبياد كبديلة عن روما.

جرت عملية تسمية روما لاولمبياد 1960 في المؤتمر الخمسين للجنة الأولمبية الدولية في الخامس عشر من شهر حزيران/يونيو 1955 في العاصمة الفرنسية باريس, وقد كان التنافس على أشده مع العاصمة السويسرية لوزان, وقد تفوقت روما بالجولة الأولى للتصويت بخمسة عشر صوتاً مقابل أربعة عشر, وكذلك في الثانية بست وعشرين مقابل واحد وعشرين, وفي الثالثة بخمس وثلاثين مقابل أربع وعشرين صوتاً, ولم تكن هاتين المدينتين الوحيدتين في السباق, بل لقيتا منافسة من مدن ديترويت الأميركية, بودابست المجرية, مكسيكو المكسيكية, طوكيو اليابانية, بروكسيل البلجيكية. علماً أنه بالإضافة إلى إيطاليا, ثلاث من الدول المرشحة وقتها لم يسبق لها أن استضافت الألعاب وهي المكسيك والمجر واليابان.

الشعلة تجوب روما





الصرح الرئيسي لاستضافة البطولة كان ستاديو أولمبيكو الذي شيد العام 1936 وكان بسعة 82 ألف متفرج, شهد حفلي الافتتاح والختام ومسابقات ألعاب القوى والفروسية, فيما أقيمت بعض المسابقات مثل المصارعة والجمباز في أماكن أثرية تعود لعهود الأباطرة الرومان, فأقيمت المصارعة على سبيل المثال في بازيليك ماكسنتشوس, والبازيليك عبارة عن مبنى ضخم ذو طابع ديني له عدة استخدامات, أما ماكسنتشوس فهو إمبراطور روماني تم على عهده البدء في تشييد هذا البازيليك العام 308 ثم أكمل بناءه الإمبراطور كوستانتين الأول الذي كان هزم ماكسنتشوس في معركة "جسر ميليفيان" في 28 تشرين الأول/أكتوبر 312.

شارك في الدورة ثلاث وثمانون دولة كانوا في البداية أربع وثمانون إلا أن الرياضي الوحيد الذي شارك ممثلاً عن دولة سورينام انسحب ولم يشارك في المنافسة فاعتبر العدد الرسمي المشار إليه أولاً, وجاءت هذه الزيادة نتيجة كثافة المشاركة التي قدمت ولأول مرة من أفريقيا إذ سجل حضور اثنا عشر دولة من القارة السمراء, أما البلدان التي ظهرت اولمبياً لأول مرة هي المغرب, سودان, تونس, سان مارينو, الجمهورية العربية المتحدة (مصر وسوريا), علماً أن مصر كدولة منفردة سبق وشاركت عدة مرات قبل ذلك, وتمثلت ألمانيا في هذه الدورة بفريق موحد مرة أخرى, وشارك رياضيون من بربادوس وترينيداد توباغو وجامايكا تحت اسم اتحاد وست انديز الفيديرالي west indies federation.

الدول المشاركة


أفريقيا أميركا أوروبا أوقيانيا آسيا
السودان فنزويلا السويد أستراليا العراق
تونس أرجنتين البرتغال نيوزيلاندا اليابان
الجمهورية العربية المتحدة برازيل رومانيا فيدجي لبنان
نيجيريا باهاماس فرنسا ماليزيا
روديسي* برمود اليونان تايلاند
المغرب تشيلي المجر سريلانكا
إثيوبيا كندا مالطا سنغافورة
غانا جزر الانتيل الهولندية هولندا الهند
كينيا كوبا سان مارينو هونغ كونغ
أوغندا الولايات المتحدة الاميركية لوكسمبورغ أفغانستان
جنوب أفريقيا غويانا البريطانية ليشتنشتاين بيرماني
المكسيك ألمانيا كوريا الجنوبية
الأوروغواي الدنمارك إيران
بورتوريكو إسبانيا اندونيسيا
بيرو فنلندا إسرائيل
باناما بلغاريا فيليبين
هاييتي بلجيكا الصين الوطنية
كولومبيا النمسا باكستان
اتحاد وست انديز أيسلندا تركيا
ايرلندا فيتنام
إيطاليا
موناكو
النروج
بولندا
بريطانيا العظمى
يوغوسلافيا
الاتحاد السوفياتي
سويسرا
تشيكوسلوفاكيا





وازى هذا العدد الكبير من الدول المشاركة, عدد مماثل من الرياضيين والرياضيات بلغ 5388 مشاركاً, منهم 611 من الإناث, نافسوا في سبع عشرة رياضة تضمنت مئة وخمسين مسابقة, والرياضات هي ألعاب الماء (سباحة, غطس, كرة ماء), العاب قوى, كرة سلة, ملاكمة, كانوي كاياك, دراجات, فروسية, سلاح, كرة قدم, جمباز, هوكي, خماسي حديث, تجذيف, إبحار, رماية, رفع أثقال ومصارعة, وقد استطاع الاتحاد السوفياتي وللدورة الثانية على التوالي في إنهاء الألعاب أولاً على جدول الترتيب العام برصيد مئة وثلاث ميداليات بينها ثلاث وأربعين ذهبية مقابل إحدى وسبعين للولايات المتحدة الثانية بينها أربع وثلاثين ذهبية فيما جاءت الدولة المضيفة ثالثة.

المسابقات الرياضية
شهدت المسابقات الرياضية العديد من الإنجازات على غرار كل دورة, ففي رياضة الشراع حقق الدنماركي بول الفستروم Paul Elvstrom ذهبيته الرابعة على التوالي, وفاز لاعب السلاح المجري الادار جيريفيتش Aladar Gerevich ذهبيته الاولمبية السادسة على التوالي في فرق السابر sabre, وحقق السويدي الشهير جرت فريدريكسون Gert Fredriksso لقبه الاولمبي السادس في الكانوي, ونالت يوغوسلافيا التي وصلت لنهائي كرة القدم بعدما حالفتها القرعة ذهبية المسابقة, ونال الاثيوبي ابيبي بيكيلا Abebe Bikila ذهبية الماراتون متقدما المغربي راضي بن عبد السلام, وفي تحدي قوي نجح الفارس الأسترالي بيل رويكروفت Bill Roycroft في الفوز بذهبية مسابقة القفز بعدما كان قبل ذلك راقداً في المستشفى مصاباً بارتجاج وبكسر في عظمة الترقوة نتيجة سقوطه عن حصانه في اختبار التحمل في الفروسية.

الأميركية ويلما رودولف لحظة وصولها في الـ200م





في مسابقة أم الألعاب شهدت المنافسات حوارا ساخناً بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي وتقلصت سيطرة الأولى بشكل كبير ولأول مرة لكنها بقيت في الصدارة برصيد اثنتي عشرة ذهبية مقابل إحدى عشرة للسوفيات, وتراجع الأميركيين بشكل واضح خصوصاً في السبرنت حيث خسرا سباقي المئة والمئتي متر, الأول ناله الألماني أرمين هاري مسجلا رقما أولمبيا جديدا 10,2 ث أمام الأميركي دايفيد سيم الذي سجل نفس التوقيت أيضاً, والثاني حقق فيه الإيطالي ليفيو بيرروتي livio berruti الذهبية مسجلاً 20,5ث وبات أول عداء غير أميركي فاز بهذه المسافة, وجاء ثانيا الأميركي ليستر كارني الذي سجل 20,6ث. كما خسر الأميركيون سباق البدل 4×100م بعد استبعادهم منه فنال الألمان اللقب مع رقم عالمي 39,5 ث مقابل 40,1 ث للثاني الاتحاد السوفياتي.

وتألق السوفيات مناصفة بين الرجال والسيدات, فنالوا في مسابقات الذكور ذهبيات الـ20 كلم مشياً ورمي الرمح والمطرقة والوثب العالي فيما نالت السيدات ذهبيات الـ80م حواجز والـ800م حيث سجلت ليودميلا شيفتسوفات رقماً عالمياً مسجلة 2,04,3 دقيقتين, والوثب الطويل ودفع الكرة الحديدية ورمي القرص ورمي الرمح. وتألق الأثيوبي ابيبي بيكيلا الذي كان أحد الحراس الشخصين للإمبراطور الاثيبوبي هايلي سيلاسي لير, وحقق ذهبية الماراتون مع رقم عالمي جديد 2,15,16,2 ساعتين, ونال الفضية المغربي راضي بن عبد السلام مسجلا 2,15,41,6 ساعتين. وتألقت العداءة الأميركية ويلما رودولف وأحرزت ثلاث ذهبيات في المئة متر والمئتي متر والبدل 4×100م. وتمكن رالف بوسطن من تحطيم رقم الشهير جيسي أوينز على الصعيد الاولمبي في الوثب الطويل مسجلا 8,12م.

وبرز في هذه الدورة اسم الملاكم الأميركي الشهير محمد علي الذي كان وقتها ما زال معروفا باسم كاسيوس مارسيلوس كلاي ونال ذهبية الوزن الخفيف الثقيل وهو في عمر الثامنة عشر فقط, لكنه أظهر الكثير من موهبته وأدائه الاستعراضي الذي بات فيما بعد علامته الفارقة والخاصة في البطولات العالمية. واجه في النهائي منافسه البولندي بيترزيكوفسكي الذي لعب بحذر في الجولة الأولى شأن محمد علي, لكن في الثانية انهال الأميركي على منافسه وأصابه بأربع لكمات مباشرة في الرأس, وفي الثالثة تتطلب الأمر شجاعة كبيرة من البولندي للصمود والبقاء واقفاً على رجليه داخل الحلبة. وعموما نالت كل من إيطاليا والولايات المتحدة ثلاث ذهبيات في مسابقة الملاكمة.

الرياضيون الأكثر تتويجاً


برونز فضة ذهب الرياضة البلد الرياضي-ة
1 2 4 جمباز الاتحاد السوفياتي بوريس شاخلين
1 2 3 جمباز الاتحاد السوفياتي لاريسا لاتينينا
2 1 3 جمباز اليابان تاكاشي أونو
0 1 3 سباحة الولايات المتحدة كريس فون سالتزا
0 0 3 ألعاب قوى الولايات المتحدة ويلما رودولف
1 1 2 جمباز الاتحاد السوفياتي بولينا أستاخوفا





وسجلت كرة السلة ظهورها الأولمبي الخامس اولمبيا, شارك ست عشرة دولة في النهائيات خاضوا 64 مباراة, وقد سبق الدورة تصفية اولمبية في بداية العام 1960, قسمت الفرق الستة عشر إلى أربع مجموعات في الدور الأول صعد من بعدها أول فريقين من كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي الذي قسمت فيه الفرق لمجموعتين من أربع تأهل عنها أربعة فرق لعبت النهائي ضمن مجموعة واحدة وهي الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد السوفياتي والبرازيل وإيطاليا, ونال الأميركيون اللقب في النهائي لخامس مرة على التوالي أمام الاتحاد السوفياتي الذي حل ثانيا للمرة الثالثة على التوالي, والبرازيل, وقد لعبت الفرق الأخرى التي كانت تخرج على المراكز وفقا للدور الذي خرجت منه.

عربيا نالت المغرب كما سبق وورد فضية الماراتون في أول ظهور لها على الصعيد الاولمبي فيما نالت الجمهورية العربية المتحدة, وهي الوحدة السياسية التي كانت آنذاك بين مصر وسوريا فضية وبرونزية سجلتها اللجنة الأولمبية الدولية باسم مصر كون الفائزين كانا مصريين, وهما عثمان سيد الذي نال فضية المصارعة اليونانية الرومانية في وزن الذبابة تحت الـ52 كلغ بعدما خسر النهائي أمام مصارع روماني وعبد المنعم الجندي الذي نال برونزية وزن الذبابة في الملاكمة (تحت الـ51 كلغ) ونال العراق عبد الوحيد عزيز (1932-1981) برونزية وزن الخفيف في رفع الأثقال (60-67,5 كلغ), ولم ينل كل من لبنان العائد (شأن مصر والعراق) بعد مقاطعة دورة 1956 وتونس والسودان أي ميدالية.

الاثيوبي بيكيلا ووراءه المغربي عبد السلام خلال الماراتون





وفي رياضات أخرى شهدت الجمباز تفوقا سوفياتيا أضحى معتادا, مع تألق بوريس شاخلين لدى الرجال بفوزه بسبع ميداليات, أربع ذهبيات وفضيتين وبرونزية, ولاريسا لاتينينا لدى السيدات بحصدها ست ميداليات, ثلاث ذهبيات وفضيتين وبرونزيتين, وقد اكتسحت حسناوات الاتحاد السوفياتي فئة السيدات بفوز ثان بـ14 ميدالية من 18 متاحة بينها 5 ذهبيات من ست, وعموماً جمع السوفيات عشر ذهبيات مقابل أربع لليابان.وفي المصارعة تصدر الأتراك بسبع ذهبيات, آلت صدارة رفع الأثقال للسوفيات بخمس ذهبيات أمام الولايات المتحدة ذهبية واحدة, وشهد الحوض صراعاً أميركيا أستراليا انتهى للأول بتسع ذهبيات مقابل خمس للأوقيانيين, وأنهت الباكستان سيطرة هندية لست دورات متتالية على رياضة الهوكي على الحشيش وهزمتها في النهائي 1-0, ونالت إسبانيا البرونزية.

وقفات بارزة
ابيبي بيكيلا (1932-1973)
عداء إثيوبي ولد في السابع من آب/أغسطس 1932 وهو يوم إجراء ماراتون لوس أنجليس, شارك عن عمر الثامنة والعشرين في أولمبياد روما 1960, اعتمد إستراتيجية خاصة في النهائي بناء على تكتيك وضعه مدربه أوني نيسكانين وهو عدم التقدم على المركز الأول بأقصى مجهود حتى بلوغ آخر كيلومتر من السباق وقد نجح في ذلك متخطياً المغربي راضي بن عبد السلام بحوالي المئتي متر علماً أنه عدا حافي القدمين. شارك بعدها في اولمبياد 1964 رغم أنه كان قد أجرى عملية استئصال الزائدة قبل أربعين يوما فقط, ورغم ذلك فاز بيكيلا الذي جرى هذه المرة مرتدياً حذاء رياضيا بالمركز الأول مسجلاً رقماً عالمياً جديداً 2,12,11,2 ساعتين.

محمد علي الثاني من اليمين لحظة تتويجه



فياتشيسلاف ايفانوف (1938-...)
لاعب تجذيف سوفياتي اعتبر من الأعظم في حقبته, حقق ثلاث ذهبيات اولمبية متتالية, الأولى في اولمبياد ملبورن 1956, والثاني في أولمبياد 1960, والثالثة في أولمبياد 1964, في الدورة الأولى جذف لمسافة 1800 متر محافظاً على مركزه ثانيا خلف الاسترالي ستيوارت ماكينزي ثم تجاوزه في آخر مئتي متر وفاز بفارق 5,5 ثوان, وفي الثانية تغلب على الألماني أشيم هيل بفارق 6,25 ثانية, وفي الثالثة تجاوز مع هيل مرة أخرى وهزمه بفارق 3,7 ثوان رغم أنه كان متأخراً بفارق 7 ثوان قبل 500 متر على النهائية.

محمد علي (1942-...)
قبل أن يصبح معروفاً باسم محمد علي ويصبح أحد أشهر شخصيات العالم شارك كاسيوس مارسيلوس كلاي في أولمبياد روما 1960 انتزع حيث انتزع ذهبية وزن الخفيف الثقيل محققا الفوز في مبارياته الأربع بسهولة وهازماً في النهائي بطل أوروبا آنذاك البولندي بيترزيكوفسكي. دخل بعدها عالم الاحتراف العام 1960 ونجح العام 1964 في وضع حد لانتصارات سوني ليسون وبات بطلاً للعالم في الوزن الثقيل ومن ثم دافع عن لقبه تسع مرات في السنوات الأربع التالية. اعتنق الإسلام العام 1965 ثم جرد من لقبه بطلا للعالم العام 1967 بسبب رفضه الالتحاق بالقوات الأميركية المقاتلة في فيتنام كونه كان ضد الحرب, فابتعد ثلاث سنوات ونصف عن الحلبات ثم عاد بعد ذلك واستطاع العام 1974 استعادة لقبه كبطل للعالم بفوزه بالضربة القاضية على جورج فورمان. اعتزل الملاكمة العام 1981, محققا في مسيرته 56 انتصاراً وخمس هزائم.

ترتيب الميداليات*


برونز فضة ذهب البلد المركز
31 29 43 الاتحاد السوفياتي 1
16 21 34 الولايات المتحدة الاميركية 2
13 10 13 إيطاليا 3
11 19 12 ألمانيا الموحدة 4
6 8 8 أستراليا 5
0 2 7 تركيا 6
7 8 6 المجر 7
7 7 4 اليابان 8
11 6 4 بولندا 9
3 2 3 تشيكوسلوفاكيا 10
6 1 3 رومانيا 11
12 6 2 بريطانيا العظمى 12
1 3 2 الدنمارك 13
1 0 2 نيوزيلاندا 14
3 3 1 بلغاريا 15
3 2 1 السويد 16
3 1 1 فنلندا 17
0 1 1 النمسا 18
0 1 1 يوغوسلافيا 19
1 0 1 باكستان 20
0 1 1 مصر 30
0 1 0 المغرب 32
1 0 0 العراق 41 [/color][/align]

راجي الحاج 24-08-2008 05:15 PM

رد: تاريخ الألعاب الأولومبيه الحديث
 
[align=center][size=5][color=#FF0000]طوكيو 1964 م[/color][/size][/align]

[align=center][color=#00008B]
استضافت العاصمة اليابانية طوكيو النسخة الثامنة عشرة من الألعاب الأولمبية من العاشر حتى الرابع والعشرين من شهر تشرين الأول/أكتوبر 1964 وسط مشاركة كثيفة وقياسية بسبب الإقبال الزائد لدول من قار أفريقيا, وكانت هذه المرة الأولى التي تستضيف آسيا الاولمبياد. افتتح الألعاب الإمبراطور الياباني هيروهيتو, وردد القسم الأولمبي لاعب الجمباز العالمي تاكاشي أونو, فيما أوقد الشعلة التلميذ يوشينوري ساكاي المولود في السادس من آب 1945 تاريخ إلقاء القنبلة النووية على هيروشيما.

الإمبراطور الياباني هيروهيتو يفتتح الألعاب



نجاح رائع
كانت طوكيو سعت لاستضافة الألعاب الثانية عشرة العام 1940 وفازت بالفعل بشرف احتضان ألعاب 1940 إلا أن اندلاع الحرب السينو-يابانية مع الصين أدى إلى سحب التنظيم من اليابانيين ومنحه إلى العاصمة الفنلندية هلسنكي لكن مرة أخرى كان للحرب دورها, حيث حلت الحرب العالمية الثانية ضيفاً ثقيلاً مشؤوماً دمر العالم وشله في جميع قطاعاته وبطبيعة الحال ألغي اولمبياد هلسنكي ولم تقم الدورة آنذاك.

لم تمت الرغبة لدى اليابانيين في استضافة الألعاب خصوصا بعد نهاية الحرب العالمية الثانية التي ألحقت باليابان دماراً عظيماً, فأراد أبناء بلاد الشمس التأكيد على قدراتهم بما يشبه التحدي انطلاقا من الذات نحو العالم, وعليه وبعد النهضة الكبيرة التي شهدتها البلاد بعد نهاية الحرب العالمية على مختلف الأصعدة العمرانية والاقتصادية والتكنولوجية, كان لا بد بحسب قناعة اليابانيين العودة للساحة العالمية من خلال الأولمبياد فقدموا ترشيحهم وهم طامحون لتثبيت أقدامهم وإظهار عظمة دولتهم وحبها للسلام.

وبعد ترشحها نجحت طوكيو في الفوز بشرف استضافة الألعاب بعد فوزها بالتصويت الذي أجرته اللجنة الاولمبية في مؤتمرها الخامس والخمسين الذي انعقد في السادس والعشرين من أيار/مايو 1959 في ميونيخ الألمانية, وسط ترشح ثلاث مدن غير طوكيو التي نالت في الانتخابات أربعة وثلاثين صوتاً مقابل عشرة لديترويت الأميركية وتسعة لاوتريش النمساوية وخمسة لبروكسيل البلجيكية.

ساكاي يوقد الشعلة الاولمبية



اعتبر اولمبياد طوكيو واحداً من أرقى وأجمل الدورات التي شهدها العالم حتى تاريخه حيث أبدع المنظمون من النواحي الكافة كتنظيم ومنشآت وإقامة وضيافة وود في المعاملة, وكل ذلك ورد في تقارير الصحفيين الذين كانوا هناك ومنهم من أورد ليْت تلك الدورة استمرت ولم تنته, حتى أن رئيس اللجنة الاولمبية آنذاك الأميركي آفري برانديج صاحب الباع الطويل والأكثر خبرة ممن كانوا في طوكيو في الدورات الاولمبية قال إنه لم يشهد أي دورة مماثلة نجاحاً خصوصاً أنه ولأول مرة خلت من جميع الشوائب العنصرية والسياسية بنسبة كبير جداً.

أقيم حفل الافتتاح في ستاد طوكيو الاولمبي الوطني الذي افتتح العام 1958 وأول حدث شهده دورة الألعاب الآسيوية من العام نفسه, وشهد الافتتاح حضور تسعين ألف متفرج والإمبراطور الياباني وجرى في الحفل إطلاق اثني عشر ألف بالون من ألوان مختلفة وثماني آلاف حمامة, كما تم رسم الدوائر الاولمبية التي تمثل العلم الاولمبي في السماء بواسطة طائرات حربية يابانية. وتميزت الدورة بحضور جماهيري كثيف حتى فاقت التذاكر المباعة المليوني تذكرة, وتميز الحضور باندفاعه الكبير نحو أحداث البطولة, لدرجة أنه حين هطلت الأمطار بغزارة في بعض الأحيان, كانت المدرجات ممتلئة, فكان استعان الحضوريستعين بالمظلات لمتابعة المنافسة التي حضروا لمتابعتها.

شارك في الدورة ثلاث وتسعون دولة بينها أربع عشرة سجلت ظهورها الأول معظمها من أفريقيا وهي الجزائر, الكاميرون, السنغال, تشاد, مدغشقر, ساحل العاج, كونغو, روديسي الشمالية (زامبيا اليوم), مالي, جمهورية الدومينيكان, النيجر, منغوليا, نيبال, تانزانيا (تحت اسم تانزانيكا), وشأن دورتي 1952 و1956 شاركت ألمانيا بوفد موحد بين الشرقية والغربية, في حين غابت جنوب أفريقيا بعد منعها من المشاركة بسبب انتهاجها سياسة عنصرية, واستمر غياب الصين الذي واصلت رفضها المشاركة في دورة تشهد رفع علم تايوان أو الصين الوطنية.

بلغ عدد ممثلي هذه الدول 5151 لاعب ولاعبة, بينهم 678 لاعبة نافسوا على 163 ذهبية أي مسابقة, اشتملتها تسع عشرة رياضة تضمنها برنامج البطولة, وهي ألعاب القوى, العاب الماء (سباحة, غطس, كرة الماء), كرة سلة, ملاكمة, كانوي كاياك, دراجات, فروسية, سلاح, جمباز, كرة قدم, هوكي على العشب, الخماسي الحديث, تجذيف, إبحار, رماية, رفع أثقال, مصارعة, بالإضافة إلى رياضتين أدرجتا لأول مرة كرة الطائرة بشقيها الناعم والخشن, والجودو الرياضة المهمة جدا في الحضارة اليابانية.

الدول المشاركة


أوقيانيا أفريقيا أميركا أوروبا آسيا
نيوزيلاندا الجزائر فنزويلا ألمانيا الموحدة أفغانستان
أستراليا الكاميرون أوروغواي النمسا بيرماني
الكونغو ترينيداد توباغو بلجيكا كمبوديا
ساحا العاج بورتوريكو بلغاريا سيلان
إثيوبيا بيرو الدنمارك كوريا الجنوبية
غانا باناما إسبانيا هونغ كونغ
كينيا مكسيك فنلندا الهند
ليبيريا جامايكا فرنسا العراق
ليبيا غويانا البريطانية اليونان إيران
مدغشقر الولايات المتحدة المجر إسرائيل
مالي الدومينيكان ايسلندا اليابان
المغرب كوبا ايرلندا لبنان
نيجر كوستاريكا إيطاليا ماليزيا
أوغندا كولومبيا ليشتنشتاين منغوليا
روديسي تشيلي لوكسمبورغ نيبال
روديسي الشمالية كندا موناكو باكستان
سنغال برازيل النروج فيليبين
تانزانيا بوليفيا هولندا تايوان
تشاد برمودا بولونيا تايلاند
تونس باهاماس البرتغال تركيا
الجمهورية العربية المتحدة أرجنتين رومانيا فيتنام
جزر الانتيل الهولندية بريطانيا العظمى
السويد
تشيكوسلوفاكيا
الاتحاد السوفياتي
يوغوسلافيا
سويسرا




المسابقات الرياضية
شأن كل دورة رياضية برز في طوكيو العديد من الأبطال المميزين إذ تمكن السباح الأميركي دون شولاندر من الفوز بأربع ذهبيات, ونجح العداء الإثيوبي أبيبي بيكيلا في الفوز بالماراتون للمرة الثانية وهو بات أول من حقق هذا الانجاز, وحافظ السوفياتي فياتشيسلاف إيفانوف على لقبه في فردي التجذيف للمرة الثالثة على التوالي, وحذا حذوه آل اوارتر من الولايات المتحدة الأميركية الذي نال لقبه الثالث في رمي الرمح, وكذلك فعلت السابحة الأسترالية الشهيرة داون فرايزر بفوزها بثالث ذهبية لها في المئة متر حرة, وتألقت السوفياتية لاريسا لاتينينا محرزة ذهبيتين ورفعت رصيدها إلى 18 ميدالية أولمبية متنوعة.

وفي ألعاب القوى استعادت الولايات المتحدة هيبتها وسطوتها الكاسحة التي اهتزت من السوفيات في اولمبياد 1960, وقد استطاع الاميركيون الفوز بأربع عشرة ميدالية ذهبية مقابل خمس فقط للسوفيات واستعاد الأميركيون سيطرتهم على سباقات السرعة من 100م و200م و400م و4*100م و4*400م والـ110م حواجز, كما فازوا ببعض مسابقات الميدان فيما نالوا ذهبيتي السبرنت لدى السيدات التي شهدت لأول مرة اعتماد سباق الـ400م الذي كان ممنوعاً, والخماسي الذي نالت ذهبيته السوفياتية ايرينا بريس, وتالف من مسابقات الجري 80م حواجز, ودفع الكرة الحديدية والوثب العالي وذلك في اليوم الأول فيما شهد اليوم الثاني مسابقتي الوثب الطويل والمئتي متر.

تاكاشي يردد القسم الاولمبي



وفي كرة السة شارك ستة عشر فريقاً قسمت على مجموعتين من ثماني خاضت فرقها لقاءات الدور الأول بطريقة الدوري من مرحلة واحدة, بعدها لعب أول فريقين من كل مجموعة الدور نصف النهائي بطريقة المقص فلعب الأول من المجموعة الأولى مع الثاني من الثانية وبالعكس, فصعد نتيجة ذلك الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة الأميركية للمباراة النهائية حيث حافظ الأميركيون على وكالتهم الحصرية لهذه المسابقة في ظهورها الاولمبي السادس ونالوا الذهبية بعدما تفوقا 37-59. لكن الملاحظ في هذه الدورة اقتراب مستوى السوفيات من الأميركيين عكس الدورات السابقة.

وفي كرة القدم شارك فريقان عربيان في طوكيو هما المغرب الذي وقع ضمن المجموعة الثانية إلى جانب يوغوسلافيا ومجر القوية وكوريا الشمالية, التي اعتبرت خارج البطولة بعد امتناع بعض اللاعبين منها عن اللعب, وخسر المغرب لقاءيه أمام المجر 0-66 ويوغوسلافيا 1-3, والفريق الثاني كان مصر والجمهورية العربية المتحدة ووقعت ضمن المجموعة الثالثة إلى جانب البرازيل وكوريا الجنوبية وتشيكوسلوفاكيا, فعادلت مع الأولى 1-1, وفازت على الثانية 10-0 وخسرت من الثالثة 1-5, وصعدت لربع النهائي حيث تخطت غامبيا 5-1, ثم خسرت نصف النهائي أمام المجر 0-6, وحلت رابعة بخسارتها على المركزين الثالث والرابع مع ألمانيا 1-3 التي كان فريقها كله من اللاعبين الشرقيين, رغم انه مثل ألمانيا الموحدة, فيما أحرزت المجر اللقب بفوزها على تشيكوسلوفاكيا 2-1. واستبعدت إيطاليا من البطولة بداعي احتراف لاعبيها.

اللاعبون الأكثر تتويجاً


برونز فضة ذهب الرياضة البلد الرياضي-ة
0 0 4 سباحة الولايات المتحدة دونالد شولاندر
0 1 3 جمباز الاتحاد السوفياتي فيرا كاسلافسكا
0 1 3 جمباز اليابان يوكيو اندو
0 1 3 سباحة الولايات المتحدة شارون ستاودر
0 1 3 سباحة الولايات المتحدة ستيفن كلارك




ونال العرب في هذه الدورة ميداليتان كانت من نصيب تونس فصية وبرونزية, الأولى أحرزها محمد غامودي في الجري عشرة آلاف متر, والثانية في الملاكمة عبر حبيب غالية في وزن الـ67 كلغ, وبشكل عام تقاسم الوفيات والبولنديون ذهب الملاكمة برصيد ثلاث ذهبيات لكل منهما, وانتزعت اليابان ريادة الجمباز من السوفيات بخمس ميداليات مقابل أربع, ونال السوفيات أيضاً أربع ذهبيات في رفع الأثقال, أحرزوا أيضاً ذهبية الطائرة رجالاً ونالت سيدات اليابان الذهبية في فئتهن, وعادت الهند إلى الواجهة منج جديد بعد فوزها بذهبية الهوكي على الحشيش من باكستان التي كانت حاملة اللقب, وبنتيجة 1-0 في النهائي. واكتسحت الولايات المتحدة السابحة بـ13 ذهبية مقابل 4 لأستراليا.

داون فرايزر



وقفات بارزة
محمد غامودي (1938-...)
عداء تونسي لمع اولمبيا في دورات 1964 و1968 في مكسيكو, و1972 في ميونيخ, جمع في مسيرته أربع ميداليات أولمبية, ذهبية في أولمبياد مكسيكو في سباق الخمسة آلاف متر, وفضيتين الأولى في العشرة آلاف متر في طوكيو والثانية في الخمسة آلاف متر في ميونيخ, وبرونزية في العشرة آلاف متر في مكسيكو, يعتبر من العدائين الذين غيروا وجه رياضة المسافات الطويلة إذ بدأت معه السيطرة الأفريقية تتوسع عامياً. لمع أيضاً بدورات البحر الأبيض المتوسط 1963 و1967 و1971.

داون فرايزر (1937-...)
من أعظم سباحات أستراليا والعالم أحرزت في مسيرتها الاولمبية ثماني ميداليات بينها أربع ذهبيات, وهي المرأة الأولى التي حققت هذا الانجاز, حافظت على لقب الـ100م حرة لثلاث دورات أولمبية متتالية 1956 و1960 و1964, كما نالت ذهبية البدل 4*100م مع منتخب بلادها في دورة 1956, حققت في مسيرتها 39 رقماً قياسياً, بينها رقم القياسي في سباق المئة متر وهي في عمر 15 سنة وشهر واحد, كما فازت بست ذهبيات في ألعاب الكومنولث. العام 1962 باتت أول سباحة نزلت عن حاجز الدقيقة في المئة متر حرة. اختيرت العام 1988 عضواً ضمن برلمان نيو ساوث ويلز حيث ظلت حتى العام 1991.

لاريسا لاتينينا لحظة تتويجها بذهبية الفردي العام



لاريسا لاتينينا (1934-...)
معجزة وأسطورة الرياضة الاولمبية والعالمية عموماً, خطت في إنجازاتها في رياضة الجمباز تاريخاً رائعاً وحافلاً قل مثيله بل انعدم كلياً, إذ جمعت غلّة أولمبية وصلت إلى ثماني عشر ميدالية ملونة نالتها في دورات 1956 في ملبورن, و1960 في روما, و1964, بينها تسع ذهبيات وهي واحدة من أربعة رياضيين فقط حققوا هذا الكم, كما انها الوحيدة التي نجحت في مسابقات فردية في الفوز بـ14 ميدالية, بالإضافة إلى أنها واحدة من بين ثلاث لاعبات فقط فازت بنفس المسابقة لثلاث دورات متتالية. دربت المنتخب السوفياتي بعد الاعتزال بين 1967 و1977.

ترتيب الميداليات


برونز فضة ذهب البلد المركز
28 26 36 الولايات المتحدة 1
35 31 30 الاتحاد السوفياتي 2
8 5 16 اليابان 3
18 22 10 ألمانيا الموحدة 4
7 10 10 إيطاليا 5
5 7 10 المجر 6
10 6 7 بولونيا 7
10 2 6 أستراليا 8
3 6 5 تشيكوسلوفاكيا 9
2 12 4 بريطانيا العظمى 10
2 5 3 بلغاريا 11
2 0 3 فنلندا 12
2 0 3 نيوزيلاندا 13
6 4 2 رومانيا 14
4 4 2 هولندا 15
1 3 2 تركيا 16
4 2 2 السويد 17
3 1 2 الدنمارك 18
2 1 2 يوغوسلافيا 19
1 0 2 بلجيكا 20
1 1 0 تونس 29
[/color][/align]

راجي الحاج 24-08-2008 05:17 PM

رد: تاريخ الألعاب الأولومبيه الحديث
 
[align=center][size=5][color=#FF0000]مكسيكوسيتي 1968م[/color][/size][/align]

[align=center][color=#00008B]
استضافت العاصمة المكسيكية مكسيكو دورة الألعاب الأولمبية الصيفية التاسعة عشرة من الثاني عشر إلى السابع والعشرين من شهر تشرين الأول/أكتوبر 1968, وتلك كانت الألعاب الأولى التي جرت في دولة نامية يافعة في أسسها, تجتاحها الصراعات والمشاكل السياسية لكن رغم ذلك تخطى عدد الدول التي شاركت المئة للمرة الأولى. افتتح البطولة الرئيس المكسيكي غوستافو دياز أورداز, وردد القسم لاعب ألعاب القوى المكسيكي بابلو غاريدو, فيما أضاءت الشعلة نورما انريكيتا بازيليو دي سوتيلو وهي أول امرأة تضيء الشعلة.

الرئيس المكسيكي غوستافو دياز يفتتح البطولة



شحن عالمي
انطلقت الدورة في ظل أجواء مشحونة ومتوترة في المكسيك وكادت اللجنة الاولمبية الدولية أن تقدم على إلغاء الدورة على خلفية القمع الدموي الذي لجأت إليه السلطات المكسيكية في الثاني من تشرين الأول/أكتوبر 1968, أي قبل عشرة أيام من الدورة الاولمبية, لتظاهرة طلاب في مكسيكو أرادوا من خلال توجه أنظار العالم إلى المكسيك كمستضيفة للألعاب الاولمبية إيصال جملة رسائل ومطالب سياسية, فكان أن قمعوا بفتح النار من الجيش عليهم عشوائياً, وتضاربت المعلومات عن عدد القتلى فمنهم من قال ثلاثة مئة ومنهم ألف أما السلطات فقالت أربعة قتلى فقط, وقد عرفت هذه الحادثة بـ"جريمة تلاتيلولكو" نسبة للمكان الذي جرت فيه, كما عرفت بليلة تلاتيلولكو وفقاً للكاتبة المكسيكية ايلينا بونياتوفسكا.

وبناء على تلك التداعيات اجتمعت اللجنة الأولمبية الدولية وتدارست قرار إلغاء الألعاب, لكن الخلاصة كانت أن الأولمبياد مبني على خلفية سلمية, ومن شأنه تدعيم الروابط والعلاقات ودحض الشوائب, لذا أعلن رئيس اللجنة الاولمبية الدولية وقتها الأميركي أفري برانديج أن الألعاب "لن تؤجل" وذلك قبل أيام من افتتاحها وجاء في كلمته التي وجهها في حينها "إن الألعاب الأولمبية التاسعة عشرة, تلك الجامعة لشباب العالم في إطار تنافس أخوي, ستجري وفقاً لما كان مقرر", لكنه ختم في رسالته: "إذ كان هنالك من تظاهرات...سنلغي المنافسات", وأقيمت المنافسات وقتها في ظل أجواء مضغوطة.

نورما انريكيتا تضيء الشعلة



ولم تكن تلك الأحداث الوحيدة التي أرخت بظلالها على الدورة بل شهد العام 1968 مجموعة أخرى من الأحداث كان لها انعكاساتها من قبل تصرفات بعض الرياضيين في الدورة, ومن هذه الأحداث حرب الأميركيين على فييتنام واغتيال مارتن لوثر كينغ الناشط الأميركي بوجه الحركات العنصرية ضد العرق الأسود في الرابع من نيسان/ابريل 1968, واغتيال السياسي الأميركي بوب كينيدي في السادس من حزيران/يونيو 1968, ودخول السوفيات عسكرياً الأراضي التشيكوسلوفاكية, والنزاعات في نيجيريا.

انعكست تلك الأحداث بطبيعة الحال على بعض أحداث الدورة منها ما قام به في السابع عشر من تشرين الأول, العداءان الأميركيان تومي سميث وجون كارلوس اللذين حلا في المرتبة الأولى والثالثة في سباق المئتي متر, أثناء التتويج من تصرفات ذات دلالات اعتراضية على العنصرية الجارية في الولايات المتحدة الأميركية, فما كان من اللجنة الاولمبية الدولية إلا أن رفضت هكذا تصرف, ليس بناء على رأي سياسي خاص, إنما باعتبار السياسة أمرا ممنوعاً في الألعاب الاولمبية مهما كانت وجهتها, لذا وبأمر من اللجنة الاولمبية الدولية تم طرد هذان العداءن من الحركة الأولمبية ومنعوا من الاشتراك فيها لمدى الحياة.

تميزت الدورة بإدخال اختبارات المنشطات لأول مرة فجرت الفحوصات في خمس رياضات مختلفة أقيم فيها خمسون اختباراً بشكل يومي طيلة أيام الدورة, وكان يؤخذ يومياً ست عينات من بول أول ستة رياضيين على الترتيب من الأول للسادس في رياضات فردية, وخضع في النهاية 667 رياصيا ورياضية للاختبار. وقد سجل الكشف عن حالة إيجابية واحدة تمثلت بلاعب البنتاتلون السويدي هانس-غونار ليلينفال الذي وجد في دمه آثار كحول منشطة. وهو أول حالة منشطات في التاريخ الاولمبي رسمياً.

شارك في الدورة عموماً مئة واثنتا عشرة دولة, ولأول مرة كان العدد يتخطى المئة, وسجلت اثنتا عشرة دولة حضورها الاولمبي الأول هي باربادوس وبيليز وغينيا و هوندوراس وجزر العذراء الأميركية والكويت ونيكاراغوا وباراغواي وجمهورية أفريقيا الوسطى وسلفادور وسيراليون وسورينام, ولم تشارك ألمانيا كدولة موحدة, بل كدولتين ألمانيا الشرقية وألمانيا الغربية, وشأن الدورة السابقة منعت جنوب أفريقيا من المشاركة في الأولمبياد لانتهاجها سياسة عنصرية. أما عربيا فشاركت الجزائر, مصر, تونس, المغرب, لبنان, سوريا, الكويت, العراق.

مثل تلك الدول 5516 لاعبا ولاعبة منهم 781 من الإناث, نافسوا على 172 مسابقة تضمنتها ثماني عشرة رياضة مختلفة هي: ألعاب الماء (سباحة, غطس, كرة ماء), ألعاب قوى, كرة سلة, ملاكمة, كانوي كاياك, دراجات, فروسية, مبارزة, كرة قدم, جمباز, هوكي على الحشيش, خماسي, تجذيف, إبحار, رماية, كرة طائرة, رفع أثقال, مصارعة. تصدرت الولايات في النهاية جدول الميداليات وبشكل كاسح بفارق ست عشرة ذهبية عن الاتحاد لسوفياتي الثاني.

الدول المشاركة


افريقيا اميركا اوروبا اوقيانيا آسيا
الجزائر جزر أنتيل الهولندية النمسا أستراليا فيتنام
أفريقيا الوسطى الأرجنتين بلجيكا فيدجي تركيا
كاميرون باهاماس بلغاريا نيوزيلاند تايلاند
كونغو برازافيل باربادوس يوغوسلافيا تايوان
ساحل العاج بيليز الاتحاد السوفياتي سوريا
مصر برمودا تشيكوسلوفاكيا سنغافورة
إثيوبيا بوليفيا الدنمارك أفغانستان
غينيا برازيل اسبانيا بيرماني
غويانا كندا فنلندا سيلان
غواتيمالا تشيلي فرنسا كوريا الجنوبية
كينيا كولومبيا اليونان إندونيسيا
ليبيا كوستاريكا المجر الهند
مدغشقر كوبا ايسلندا إبران
مالي جمهورية الدومينيكان ايرلندا العراق
المغرب الإكوادور ايطاليا اسرائيل
نيجر الولايات المتحدة الأميركية ليشتنشتاين هونغ كونغ
أوغندا هوندوراس لوكسمبورغ اليابان
السنغال جامايكا مالطا الكويت
سيراليون الجزر العذراء موناكو لبنان
السودان المكسيك النروج ماليزيا
تانزانيا نيكاراغوا هولندا منغوليا
تشاد باناما بولونيا باكستان
تونس باراغواي البرتغال فيليبين
زامبيا بيرو ألمانيا الشرقية
بورتوريكو ألمانيا الغربية
سالفادور رومانيا
سورينام بريطانيا العظمى
ترينيداد توباغو سان مارينو
أوروغواي السويد
فنزويلا سويسرا



المسابقات الرياضية
جرت الدورة كما ذكر في مكسيكو وهي مدينة على ارتفاع 2300 متر الأمر الذي سبب مشاكل عدة خصوصاً لعدائي المسافات المتوسطة والطويلة مثل 1500م و3000م و5000 متر و10000 متر والماراتون وغيرها من منافسات التحمل الهوائي التي تعتمد على الأوكسيجين كمصدر أساسي لتكسير السكريات والدهون من أجل توليد الطاقة, إذ أن تلك المنطقة يقل فيها الأوكسيجين عن المناطق الساحلية بنسبة ثلاثين بالمئة وذلك وفقاً للجنة الأولمبية الدولية.

ونتيجة لذلك لم يكن من الممكن تحقيق أرقام جيدة في المسافات المذكورة, بل اقتصرت الأرقام على مسافات قصيرة أو مسابقات الوثب والرمي التي لا تدوم أكثر من ست أو سبع ثوان ولا تتطلب بالتالي مصدراً أوكسيجينيا خارجياً, إذ تختلف مصادر طاقتها, لذا برز الأميركي بوب بيمون في الوثب الطويل وسجل 8,90 متر وهو رقم خيالي حتى في يومنا هذا, كما تهاوت الأرقام في المسافات القضيرة الواحد تلو الآخر.

شهدت المسابقات أول مشاركة نسائية في رياضة الرماية, إذ شاركت البولونية انريكيتا بازيليو والبيروفية غلاديس سيميناريو في المنافسات, وباتت الاميركية فيوميا تيوس أول عداءة تحتفظ بلقبها في مسابقة المئة متر, أما أكثر الرياضيات شهرة في اولمبياد 1968 كانت فيرا كازلافسكا لاعبة الجمباز التشيكية, التي كانت اختفت لفترة ثلاثة أسابيع بعيد الغزو السوفياتي لتشيكوسلوفاكيا, وقد فازت في مكسيكو بأربع ذهبيات وفضيتين, وفي مسابقات الرجال فاز رامي القرص الأميركي آل اورتر بلقب المسابقة للمرة الرابعة توالياً.

إذا أبرز الأحداث كالعادة تأتي من ألعاب القوى التي تصدرتها الولايات المتحدة بشكل كاسح بـ15 ذهبية مقابل 3 لكل من كينيا والاتحاد السوفياتي, حيث برز رامي القرص الأميركي آل(ألفرد) اورتر الذي فاز برابع ميدالية ذهبية له على التوالي في المسابقة, مسجلاً 64,78م ومحققا رقماً اولمبيا جديدا في حينها, وهو تفوق بفارق مريح على منافسه الثاني صاحب الفضية الألماني الشرقي لوثر مايلد الذي سجل 63,08م. كما تألق العداء الأميركي تومي سميث Tommie Smith محققا رقماً عالمياً جديداً ونزل لأول مرة في تاريخ السباق عن حاجز العشرين ثانية بتسجيله 19,83ث فيما حقق الثاني الأسترالي بيتر نورمان 20,00ث وحل ثانياً. لكن سميث طرد لاحقا من الحركة الاولمبية بسبب ما ذكر سابقاً.

آل اورتر أثناء إحدى رمياته



أميركي آخر فاجأ العالم بأداء خارق وجبار هو لاعب الوثب الطويل بوب بيمون Bob Beamon الذي حطم الرقم العالمي في المسابقة بفارق بلغ خمس وخمسين سنتيمتراً مسجلاً 8,90م علماً أن هذا الرقم صعب جداً حتى في يومنا هذا وقد ظل صامدا حتى العام 1991 حين حطمه الأميركي الآخر مايك باول مسجلاً 8,95سم وما زال صامدا حتى اليوم. وكان الرقم القياسي في الوثب الطويل تم تحطيمه 31 مرة منذ العام 1901 حتى 1968, قبل رقم بيمون, بمعدل تحسيني بلغ ست سنتيمترات علماً أن أكبر فارق في قفزة واحدة تحقق قبل رقم بيمون كان خمس عشرة سنتيمتراً. وبعد المسابقة قال حامل لقب المسابقة في أولمبياد 1964 البريطاني لين دايفيز للبطل الاميركي بيمون "لقد حطمت هذه المسابقة".

ولم تقتصر إنجازات الأميركيين على ما ذكر بل حطموا أرقاما عالمية أخرى في سباقي المئة متر حواجز والأربعمائة متر والبدل 4×100م, الأول عبر جين هاينس الذي سجل 9,95ث ثم ساهم في تحطيم الرقم العالمي في البدل 4×100م مع زملائه حين سجلوا 38,24ث, وفي السباق الثاني أي أربعمائة متر بواسطة دايفيد هيمير بزمن 48,12ث, وقد صمد رقما الـ100 والـ400م طويلاً. كما تم تحطيم رقم الـ110 متر حواجز عبر ويلي دافنبورت الذي سجل 13,33ث وكذلك الأربعمائة متر عبر لي ايفانز بزمن 43,86ث, والبدل 4×400م عبر الفريق الأميركي بزمن 2,56,16 دقيقتين.

وفي شهدت الوثب العالي استخدام تقنية جديدة ما زالت معتمدة إلى اليوم وهي تقنية فوسبوري نسبة للاعب الأميركي ديك فوسبوري الذي ربح المسابقة مسجلا رقما أولمبيا جديدا بتجاوزه ارتفاع 2,24م, وقبل تقنية فوسبوري كان يعتمد القفز إما بالبطن بمعنى تجاوز العارضة والوجه مواجه لأسفل أو بالجانب أو بالقفز بالقدمين تباعا أي المقصيةً, أما تقنية فوسبوري فتعتمد على العبور والوجه مواجه لأعلا ويكون فيها الهبوط على الكتفين والظهر. وقد أحدثت هذه التقنية ثورة حقيقية في الوثب العالي.

بوب بيمون اثناء إحدى قفزاته



وفي كرة القدم شارك ستة عشر فريقاً قسموا إلى أربع مجموعات ضمت كل منها أربعة فرق لعبوا ضد بعضهم بنظام الدوري من مرحلة واحدة تأهل نتيجتها أول فريقين من كل مجموعة إلى ربع النهائي حيث نظام خروج المغلوب شأن نصف النهائي, وبنتيجة التصفيات لعب في نصف النهائي المجر ضد اليابان وفازت الأولى 5-0, وفي الثانية بلغاريا ضد المكسيك وقد فازت الأولى 3-2, وفي النهائي اكتسحت المجر بلغاريا بأربعة لواحد, فيما نالت البرونزية اليابان بفوزها على المكسيك 2-0.

عربيا نالت تونس ذهبية الخمسة آلاف متر عبر محمد غامودي (1938-...) الذي نال أيضاً برونزية العشرة آلاف متر الذي كان نال فضيته في أولمبياد 1964, أما باقي الرياضات فتصدرت اليابان الجمباز بست ذهبيات مقابل خمس للسوفيات وأربع لتشيكوسلوفاكيا, ونال السوفيات ذهبيتي كرة الطائرة في فئتيها الخشنة والناعمة على حساب اليابان في الفئتين, وفازت الباكستان بالهوكي على الحشيش أمام أستراليا والهند, واكتسحت الولايات المتحدة مسابقات السباحة بنيلها 21 ذهبية بينها 11 من 14 ممكنة لدى السيدات, أما مجموع ما حصلت عليه فبلغ 52 ميدالية من 87.

الرياضيون الأكثر تتويجاً


برونز فضة ذهب الرياضة البلد الرياضي-ة
0 2 4 جمباز تشيكوسلوفاكيا فيرا كاسلافسكا
1 1 4 جمباز اليابان أكينوري ناكاياما
0 1 3 سباحة الولايات المتحدة الأميركية شارل هيككوكس
1 0 3 جمباز اليابان ساواو كاتو
0 0 3 سباحة الولايات المتحدة الأميركية ديبورا ميير




وقفات بارزة
سيطرة أفريقية
سجل العداؤون الأفارقة في اولمبياد 1968 انجازاً تاريخياً بفوزهم بجميع السباقات من الـ1500م حتى الماراتون في إنجاز كان الأول من نوعه على الصعيد الأولمبي, فقد أحرز العداء الكيني كينو كيبتشوغي ذهبية الـ1500م بزمن 3,34,91 د, والتونسي محمد غامودي ذهبية الـ5000 آلاف متر, والكيني الآخر تيمو نافتالي ذهبية الـ10 آلاف متر بزمن 29,27,40 د والاثيوبي مامو وولدي ذهبية الماراتون بزمن 2,20,27 ساعتين, وأموس بيووت ذهبية الـ3 آلاف متر موانع بزمن 8,51,02د.

فيرا كاسلافسكا (1942-...)
لاعبة جمباز تشيكوسلوفاكية, تشيكية وفقا للتقسيم الحالي, أحرزت في مسيرتها الأولمبية إحدى عشرة ميدالية بينها 7 ذهبيات وأربع فضيات, تقسمت ذهبياتها بين ثلاث في أولمبياد 1964, وأربع في أولمبياد 1968 على أجهزة الفردي العام, وحصان القفز والمتوازي المختلف الارتفاع, والحركات الأرضية. هربت بعد الغزو السوفياتي لتشيكوسلوفاكيا العام 1968 ولجات للجبال قبل أن تظهر بعد ذلك للمشاركة في الأولمبياد. تولّت رئاسة الاتحاد التشيكي للألعاب الاولمبية وباتت عضوا في اللجنة الاولمبية الدولية. ولم تقتصر مسيرتها على الذهب الاولمبي بل نالت أربع ألقاب عالمية وخمس فضيات وبرونزية, وإحدى عشر ذهبية على مستوى أوروبا.

فيرا كاسلافسكا على حصان القفز




بوب بيمون (1946-...)
من أبرز من مرَّ في تاريخ رياضة الوثب الطويل, أميركي الجنسية برع بشكل ملفت جداً, العام 1968 كان الذروة في العطاء بالنسبة له حين فاز بـ22 مسابقة من 23 خاضها قبل الألعاب الاولمبية في مكسيكو حيث واجه في التصفيات خطر الخروج حين أخطأ في التصفيات في أول محاولتين له وبقيت له محاولة واحدة فما كان منه إلا أن أخر نقطة الانطلاق قليلاً بناء على نصيحة من زميل ونجح بعدها في العبور للنهائي الذي جرى يوم 18 تشرين الأول/أكتوبر, وفيه حقق بيمون من القفزة الأولى 8,90م محطماً الرقم السابق بـ55سم والذي كان 8,35, علما انه قبل ذلك تم تحسين الرقم بـ22سم خلال فترة 33 عاماً, فيما نجح هو في ثانية في تحقيق قفزة فاقت الخيال.

جون ستيفن أكواري (1938-...)
عداء تنزاني شارك في اولمبياد 1968 في مكسيكو حيث ذاع صيته عالمياً بالرغم من أنه حل في المرتبة الأخيرة بالسباق المذكور الذي شارك فيه 74 متسابقاً, إذ تعرض أثناء المشاركة لإصابة قوية وخطيرة في الركبة اضطر معها اكمال السباق وهو يعرج متحاملاً على ألمه, وقد عبر خط الوصول بزيادة أكثر من ساعة على توقيت باقي المتسابقين وقال عقب وصوله: "لم ترسلني بلادي من مكان يبعد 10 آلاف كلم من هنا كي أنطلق في السباق, بل كي انهيه". شارك بعد سنتين في العاب الكومنولث 1970 حيث حل خامساً, وظل يشارك في سباقات الماراتون حتى العام 1978. وهو يعمل حالياً كسفير للنوايا الحسنة في التحضيرات لاولمبياد بكين.

ترتيب الميداليات


برونز فضة ذهب البلد المركز
27 37 43 الولايات المتحدة الأميركية 1
30 32 29 الاتحاد السوفياتي 2
7 7 11 اليابان 3
12 10 10 المجر 4
7 9 9 ألمانيا الشرقية 5
5 3 7 فرنسا 6
4 2 7 تشيكوسلوفاكيا 7
10 11 5 ألمانيا الغربية 8
5 7 5 أستراليا 9
3 5 5 بريطانيا العظمى 10
11 2 5 بولونيا 11
5 6 4 رومانيا 12
9 4 3 إيطاليا 13
2 4 3 كينيا 14
3 3 3 مكسيك 15
2 3 3 يوغوسلافيا 16
1 3 3 هولندا 17
3 4 2 بلغاريا 18
2 1 2 إيران 19
1 1 2 السويد 20
1 0 1 تونس 28 [/color]
[/align]

راجي الحاج 24-08-2008 05:19 PM

رد: تاريخ الألعاب الأولومبيه الحديث
 
[align=center][size=5][color=#FF0000]ميونخ 1972 م[/color][/size][/align]

[align=center][color=#00008B]
استضافت مدينة ميونيخ الألمانية الغربية آنذاك النسخة العشرين من الألعاب الاولمبية الصيفية العام 1972 من السادس والعشرين من آب/أغسطس حتى الحادي عشر من أيلول/سبتمبر وسط مشاركة كثيفة جداً دولاً ورياضيين. وكانت برلين الألمانية استضافت اولمبياد 1936 الذي استغل للترويج للسياسة النازية فأراد منظمو ألعاب 1972 التخلص من صورة دورة برلين, وإعطاء صورة تعكس محبة وديموقراطية وحضارة للعالم, ونجحوا في ذلك. لكن حادثاً أمنيا واحداً أثر على الالعاب تمثل بعملية خطف قام بها فلسطينيون لرياضيين إسرائيليين انتهت بوفاة عدد كبير من الطرفين وذلك إثر تدخل الشرطة الألمانية. افتتح الألعاب الرئيس الألماني غوستاف هينمان, وأضاء الشعلة لاعب العاب القوى غونتر زان, وردد قسم الرياضيين هايدي شولر, فيما ردد قسم القضاة أو القسم الأولمبي ولأول مرة هاينز بولاي.

انطلاق سباق المئتي متر رجال



التعويذة الأولى
العام 1965 قررت ألمانيا الغربية بعد اقتراح رئيس لجنتها الأولمبية ويلي دوم التقدم بطلب ترشيح مدينة ميونيخ, التي كانت تفتقر للحد الأدنى من البنى التحتية الرياضية, لتنظيم ألعاب 1972, وقد اعتبر حينها دوم أن اللجنة الأولمبية الدولية ستدعم ألمانيا في هذا المجال, وفعلاً تم تقديم الملف رسمياً في العشرين من كانون الثاني/يناير 1966, وجرى في السادس والعشرين من نيسان/ابريل في المؤتمر السادس والستين للجنة الاولمبية الدولية في روما من العام نفسه اختيار ميونيخ كمستضيفة وقد تفوّقت المدينة الألمانية على مدريد الإسبانية ومونتريال الكندية. فيما استبعدت ديترويت الأميركية من الدورة الأولى.

شهدت هذه الألعاب إطلاق أول تعويذة أولمبية رسمية عرفت باسم "وُالْدي" وكان عبارة عن كلب ألماني مشهور ذي شعبية كبيرة في البلاد وتم اختياره نظراً لبنيته النحيفة وقدرته على الحركة بسرعة وخفة وتميزه بالتحمل والعناد في تنفيذ ما يريده, لذا شبه رمزياً بالرياضيين وتم اعتماده كتعويذة رسمية, أما الألوان التي دمغته فأريد منها الرمز للفرح والجو المبتهج أولمبياً. كما اعتمد ولأول مرة ما يعرف بالإشارات التوضيحية المصورة الرياضية لتسهيل الاستدلال إلى الأماكن ومعرفة خصائصها ومميزاتها.

أول تعويذة اولمبية



وتحضيراً للأولمبياد صرفت السلطات الألمانية حوالي 800 مليون دولار لبناء المنشآت الرياضية التي بني معظمها في مدينة ميونيخ ما بين 1968 و1972. وشُيِّد على مساحة ثلاثة ملايين متر مربع ما عرف بالمنطقة الاولمبية التي تضمنت القرية الأولمبية وقرية الصحفيين ومختلف المنشآت الرياضية, من بينها الصرح الأولمبي, كما تم تشييد اثنين وثلاثين جسراً وشق وتعبيد طرقات جديدة بلغ طولها ثمانية وأربعين كيلومتراً, كما تم بناء برجاً بارتفاع 280 متراً مخصصاً للتغطية التلفزيونية. الصرح الأولمبي أو الستاد الاولمبي شُيد بسعة جماهيرية وصلت إلى ثمانين ألف متفرج, استضاف مسابقات الفروسية وألعاب القوى وبعض مباريات كرة القدم, والخماسي الحديث, وحفلي الافتتاح والختام.

شارك في هذه البطولة 121 بلداً, منها إحدى عشرة دولة ظهرت للمرة الأولى هي ألبانيا, السعودية, بنين تحت اسم داهومي, كوريا الشمالية, غابون, بوركينا فاسو تحت اسم هوت فولتا, ليسوتو, مالاوي, الصومال, سويتزلاند, توغو, وتمت في هذه الدورة دعوة روديسي الجنوبية لكن ذلك أثار موجة اعتراضات واسعة من دول أفريقية على اعتبار أن روديسي المستعمرة البريطانية وقتها تنتهج السياسة العنصرية فجرى التصويت من قبل أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية على مشاركتها, فكان أن عارض ست وثلاثون صوتاً مقابل واحد وثلاثين, وعليه تم سحب الدعوة منها وحرمت من المشاركة شأن جنوب أفريقيا للسبب نفسه. وعلى صعيد الألمان فقد شاركوا كدولتين شرقية وغربية.

الدول المشاركة


أفريقيا أميركا أوروبا أوقيانيا آسيا
الجزائر جزر الانتيل الهولندية ألبانيا أستراليا أفغانستان
بنين الأرجنتين النمسا نيوزيلاندا السعودية
الكاميرون باهاماس بلجيكا بيرماني
كونغو برازافيل باربادوس بلغاريا كمبوديا
كوت ديفوار برمود الدنمارك سيلان
مصر بوليفيا إسبانيا الصين
اثيوبيا برازيل فنلندا كوريا الجنوبية
غانا كندا فرنسا هونغ كونغ
غينيا تشيلي اليونان إندونيسيا
هوت فولتا كولومبيا المجر الهند
كينيا كوستاريكا ايرلندا إيران
ليسوتو كوبا إيطاليا إسرائيل
ليبيا جمهورية الدومينيكان ليشتنشتاين اليابان
مدغشقر الإكوادور لوكسمبورغ الكويت
مالاوي الولايات المتحدة مالطا لبنان
مالي غواتيمالا موناكو ماليزيا
المغرب غويانا النروج منغوليا
نيجر هايتي هولندا نيبال
نيجيريا الجذر العذراء بولونيا باكستان
أوغندا جامايكا البرتغال فيليبين
سنغال المكسيك ألمانيا الشرقية سنغافورة
الصومال نيكاراغوا ألمانيا الغربية سوريا
السودان باناما رومانيا تايلاندا
سويتزلاند باراغواي بريطانيا العظمى تركيا
تشاد بيرو فيتنام
توغو بورتوريكو
تونس سالفادور
زامبيا سورينام
ترينيداد توباغو
أورغواي
فنزويلا





مثل هذه الدول 7134 رياضي ورياضية, بينهم 1059 لاعبة, تنافسوا في إحدى وعشرين رياضة اشتملت على 195 مسابقة, جديدها كان كرة اليد بالشكل المعروف اليوم, فاللعبة دخلت الاولمبياد العام 1936 وضمت وقتها فرقاً من 11 لاعبا على أرض الملعب ثم غابت وعادت بشكل جديد في ميونيخ, والقوس النشاب التي عادت بعد غياب 52 عاماً, كما أدرجت مسابقة التعرج في الكانوي لألو مرة.

أما الرياضات فهي, ألعاب القوى, القوس والنشاب ألعاب الماء (غطس, سباحة, كرة ماء), ملاكمة, كرة سلة, كانوي كاياك, دراجات, فروسية, سلاح, كرة قدم, جمباز, كرة يد, هوكي, جودو, الخماسي الحديث, تجذيف, رماية, كرة طائرة, رفع أثقال وصارعة, واستعاد السوفيات في هذه الدورة وبشكل كاسح تصدر الترتيب النهائي العام للميداليات في الصراع التقليدي مع الولايات المتحدة الاميركية, إذ نالت الأولى خمسين ذهبية مقابل ثلاث وثلاثين للثانية.

المسابقات الرياضية
الأكثر إتوهجاً في المنافسات الرياضية كان السباح الأميركي الأسطوري مارك سبتز الذي حق سبع ذهبيات منها أربع في مسابقات فردية, وهو كان أحرز ذهبيتين في أولمبياد 1968, وبرز المصارع السوفياتي ألكسندر ميدفيد الذي نال ذهبيته الاولمبية الثالثة توالياً في المصارعة الحرة في فوق الثقيل, ومواطنه ايفان ياريغين الذي أسقط سبعة مصارعين في طريقه لأول لقب أولمبي له في المصارعة الحرة في الوزن الثقيل, وتألقت لاعبة الجمباز السوفياتية أولغا كوربت ثلاث ذهبيات في عارضة التوازن والحركات الأرضية والفرق, كما برز الياباني ساواو كاتو في الجمباز حاصداً ثلاث ذهبيات وفضيتين والأسترالية شاين غولد ثلاث ذهبيات وفضية وبرونزية, واستطاع الاتحاد السوفياتي كسر هيمنة الولايات المتحدة على مسابقة كرة السلة بهزمه إياها في النهائي. كما أطاح السوفيات بالسيطرة الأميركية على مسابقات العاب القوى.

مارك سبتز في إحدى سباقاته



إذا الأبرز عموماً كان خسوف السيطرة الأميركية على مسابقة كرة السلة المتواصلة والمستمرة منذ سنوات طويلة وتحديداً منذ اولمبياد 1936 تاريخ ظهور هذه الألعاب رسمياً, فمن ذلك التاريخ وعلى مدار ستة وثلاثين عاماً كسب الأميركيون المسابقة بسهولة تامة محققين الفوز في 62 مباراة بشكل متتالي دون خسارة, لكن في كل مرة كان السوفيات يقتربون مستوى من الأميركيين حتى تخطوهم بصعوبة فائقة وإثارة وجدل قلّ نظيرهما في التاريخ الاولمبي السلوي إذ انتهت لمواجهة 51-50 لصالح الفريق الأوروبي.

تقدم الأميركيون لأول مرة في اللقاء قبل نهايته بثانية عبر رميتين حرتين دوغ كوليز فباتت النتيجة 50-49, وبعد أن أنهى الحكم المباراة, تدخل سكرتير الاتحاد الدولي مانحا المدرب السوفياتي فلاديمير كوندراشين وقتاً مستقطعاً كان قد طلبه دون الحصول عليه قبل نهاية الوقت, فاستأنف اللعب ولم يستطع السوفيات التسجيل فأخذ الأميركيون بالاحتفال لكن هذه المرة تدخل كوندراشين قائلاً إن الساعة لم تضبط جيدا بعد الوقت المستقطع طالباً زيادة ثلاث ثوان, وبعد مشاورات بين الرسميين تم الإذعان لطلب المدرب السوفياتي وزيادة ثلاث ثوان نجح فيها النجم السوفياتي ألكسندر بيلوف في تسجيل سلة الفوز للسوفيات وسط ذهول أميركي, وفرحة جنونية سوفياتية باللقب الأول لهم, وقد رفض الفريق الأميركي بعد ذلك تسلم ميدالياته الفضية. وقد ذهبت البرونزية لكوبا.

أما في ألعاب القوى فأدى الدخول السوفياتي والألماني الشرقي القوي على خط المنافسة في نزع السيطرة من البراثن الأميركية التي دانت لها السيطرة بشكل متتالي في الدورات السابقة, لكن في ميونيخ دخل السوفيات وتصدروا بـ9 ذهبيات أمام الألمان الشرقيين بـ8, فيما اكتفت الولايات المتحدة بست ذهبيات وهي التي عادت سابقاً التصدر بفارق مريح من الميداليات عن الثاني الذي كان دائماً الاتحاد السوفياتي منذ أن بدأ المشاركة.

السوفياتي فاليري بورزوف لدى عبوره خط النهاية في المئة متر



في المنافسات انتزع الفنلندي لاسي فيرين Lasse Virén ذهبيتي الـ5000م والـ10 آلاف متر محققا رقما أولمبياً في السباق الأول وعالمي في الثاني, في إنجاز كبير كرره في أولمبياد 1976, وانتزع السوفياتي فاليري بورزوف Valeri Borzov لقب أسرع عداء عقب تتويجه في سباقي المئة والمئتي متر مسجلاً 10,14ث في الأول و20ث في الثاني سابقاً الأميركيين روبرت تايلور ولاري بلاك في كل من السباقين على التوالي, وفي مفارقة غربية استطاع في تصفيات المئة متر أفضل عداءين لدى الفريق الأميركي إدي هارت وري روبنسون تصدر جميع المتسابقين, لكنهم غابوا عن الجولة الثانية من التصفيات بعدما أعطاهم مدربهم عن غير عمد توقيتاً خاطئاً عن ساعة بدء السباق!

أما في السباحة فبالإضافة لتألق سبتز, تحقق أربعة وعشرين رقماً قياسياً عالمياً, وقد سيطرت الولايات المتحدة على المسابقة بشكل كاسح حاصدة ثلاث وأربعين ذهبية بينها سبع عشرة ذهبية. وقد برز أميركياً بالإضافة إلى سبتز ساندرا نلسون وميليسا بيلوت اللتين نالتا ست ذهبيات توزعتا مناصفة بين البدل والفردي. لكن رغم الهيمنة الأميركية برز سباحون عديدون من دول أخرى فعلى سبيل المثال نال الألماني رولان ماتيس لقبي الـ100م والـ200م ظهر, ونالت الأسترالية شاين غولد ثلاث ذهبيات عن عمر خمسة عشر عاماً. وشهدت الدورة أول حالة منشطات في السباحة في التاريخ الأولمبي وجدت في عينة من السباح الأميركي ريك ديمون الذي استبعد بعد ثلاثة أيام من فوزه في سباق الـ400م حرة.

السباحة الأسترالية شاين غولد في أحد سباقاتها



عربياً نال الرباع اللبناني الراحل محمد طرابلسي (1950-2004) لبنان فضية وزن المتوسط (67,5-75 كلغ), ونالت تونس فضية عبر عدائها الشهير محمد غمودي فضية سباق الخمسة آلاف المتر, وفي رياضات أخرى تصدر السوفيات الجمباز بست ذهبيات مقابل خمس لليابان, وتقاسمت بلغاريا والاتحاد السوفياتي صدارة رفع الأثقال بثلاث ذهبيات لكل منهما, وأحرزت اليابان ذهبية كرة الطائرة لدى الرجال فيما نالت السوفياتيات ذهبية السيدات على حساب اليابانيات, ونالت يوغوسلافيا ذهبية كرة اليد في الظهور الأول للعبة بعد 36 عاماً من الغياب, وأحرز الاتحاد السوفياتي ذهبية كرة الماء أمام المجر في صراع تقليدي, ونالت بولونيا ذهبية كرة القدم أمام المجر والاتحاد السوفياتي وألمانيا الشرقية.

الرياضيون الأكثر تتويجاً


برونز فضة ذهب الرياضة البلد الرياضي-ة
0 0 7 سباحة الولايات المتحدة مارك سبتز
0 2 3 الجمباز اليابان ساواو كاتو
1 1 3 سباحة أستراليا شاين غولد
0 1 3 جمباز الاتحاد السوفياتي أولغا كوربت
0 0 3 سباحة الولايات المتحدة ميليسا بيلوت
0 0 3 سباحة الولايات المتحدة ساندرا نيلسون





وقفات بارزة
ألكسندر ميدفيد (1937-...)
مصارع سوفياتي من جذور بيلاروسية, اعتبر أشهر وأفضل من وطأت قدمه حلبة المصارعة الحرة, فاز بمسيرته الأولمبية بثلاث ذهبيات في دورات طوكيو 1964 في وزن الخفيف الثقيل, ومكسيكو 1968 في الوزن الثقيل, و1972 في وزن ما فوق الثقيل, وهو الوحيد الذي حقق هذا الإنجاز في المصارعة الحرة, اختاره الاتحاد الدولي لرياضة المصارعة أعظم مصارع في القرن العشرين في فئة المصارعة الحرة, اما في اليونانية الرومانية فاختير الروسي ألكسندر كارلين. حالياً يشغل منصب نائب رئيس اللجنة الأولمبية البيلاروسية ويدرب منتخب بلاده الأولمبي في المصارعة, كما انه رئيس قسم الرياضة في إحدى جامعات بيلاروسيا.

مارك سبيتز (1950-...)
سباح اميركي أسطوري, توقع في أولمبياد مكسيكو 1968 العودة بست ذهبيات, لكنه لم يحرز إلا اثنتين, كرر المحاولة في ميونيخ 1972, حيث بدأ من السباق الذي كان فشل به قبل أربع سنوات, 200م فراشة, ففاز محققا رقما قياسيا عالميا, نافس بعد يومين في سباقي الـ100م فراشة والبدل 4×200م وفاز من جديد بالسباقين مع رقمين عالميين جديدين, ثم نال ذهبية السباق الأكثر صعوبة الـ100م حرة محققا رقما عالميا جديدا, وفي النهاية جمع سبع ذهبيات وهو الوحيد الذي فاز بسبع ذهبيات أولمبية, كما انه واحد من أربعة رياضيين نالوا تسع ذهبيات أولمبية.

محمد الطرابلسي
رباع لبناني من مدينة طرابلس شمال لبنان, مارس رياضة رفع الأثقال لفترة ثلاثين عاماً, محققا عددا لا يحصى من الإنجازات بدأها حين كان شاباً وأكملها في بطولات الماسترز. فاز بدورة المتوسط العام 1975 في الجزائر و1979 في سبليت في يوغوسلافيا, وبذهبية الألعاب الآسيوية في بانكوك وفضيتها في الهند, كما نال فضية بطولة آسيا العام 1977 في بغداد وذهبيتها العام 1981 في طوكيو, ثم نال العديد من الألقاب في فئة الماسترز أبرزها أولاً أعوام 1993-1994-1995-1996, وثانياً العام 1991. حقق 6 أرقام عالمية للناشئين في رفعة الخطف بوزن الخفيف, وآخراً برفعة الخطف بوزن المتوسط للناشئين, وأربعة أخرى في وزن المتوسط لفئة الكبار في الخطف أيضاً. قال عنه مدربو الأثقال السوفيات إنه لو تدرب عندهم لحطم الرقم العالمي بـ15 كلغ دفعة واحدة في زمن كانت الأرقام تتحطم بفارق نصف كلغ أول كلغ.


الرباع اللبناني محمد طرابلسي -الأول من اليسار-



فرانك شورتر
أميركي من مواليد ميونيخ, بات في أولمبياد 1972 أول عداء من بلاده أحرز ذهبية الماراتون في خلال 64 عاماً. وتخلل السباق المذكور في ميونيخ مزحة انطلت حيلتها لبعد الوقت على الرسميين والجماهير, إذ قام طالب ألماني اسمه نوربرت سودوس بدخول السباق مرتدياً لباساً خاصاً للعدائين في آخر ربع ميل, وحين كان شورتر على مقربة من خط النهاية, وحين دخل سودوس الملعب اعتقد الجميع أنه الفائز قبل اكتشاف الحيلة من المنظمين, ثم دخل شورتر وبدل مرتبكاً ومتحيراً لسماعه الجماهير تطلق صفارات الاستهجان وهو كان رأى سودوس أمامه لكنه استغرب الوضع. لكن في النهاية منح الذهبية وكانت الثالثة لبلاده في المراتون في التاريخ الاولمبي, وللمفارقة في الانتصارات الثلاث لم يدخل أي عداء أميركي من الفائزين أولاً, بل دائماً ثانياً.

شاين غولد (1956-...)
سباحة أسترالية تألقت في أولمبياد 1972 عن الخمسة عشر ربيعاً, بفوزها بثلاث ذهبيات وفضية وبرونزية وقد فازت بالذهب في الـ200م متنوع والـ200م حرة الـ400م متر حرة محققة ثلاثة أرقام قياسية, فيما نالت الفضية في الـ800م حرة والبرونزية في الـ100م حرة. تعتبر السباحة الوحيدة التي حققت أرقاماً قياسية في جميع المسافات في السباقات الحرة بين الـ100م والـ1500م, وذلك بين الجنسين رجال أو سيدات. ما زال تسبح حتى الآن وتشارك في سباقات الماسترز.


ترتيب الميداليات


برونز فضة ذهب البلد المركز
22 27 50 الاتحاد السوفياتي 1
30 31 33 الولايات المتحدة 2
23 23 20 ألمانيا الشرقية 3
16 11 13 ألمانيا الغربية 4
8 8 13 اليابان 5
2 7 8 أستراليا 6
9 5 7 بولونيا 7
16 13 6 المجر 8
5 10 6 بلغاريا 9
10 3 5 إيطاليا 10
6 6 4 السويد 11
9 5 4 بريطانيا العظمى 12
7 6 3 رومانيا 13
4 1 3 فنلندا 14
4 1 3 كوبا 14
1 1 3 هولندا 16
7 4 2 فرنسا 17
2 4 2 تشيكوسلوفاكيا 18
4 3 2 كينيا 19
2 1 2 يوغوسلافيا 20
0 1 0 لبنان 33
0 1 0 تونس 33
[/color][/align]

راجي الحاج 25-08-2008 05:12 PM

رد: تاريخ الألعاب الأولومبيه الحديث
 
[align=center][size=5][color=#FF0000]مونتريال 1976 م[/color][/size][/align]



[align=center][color=#00008B]استضافت مونتريال الكندية النسخة الحادية والعشرين من دورة الألعاب الأولمبية الصيفية وسط مقاطعة أفريقية واسعة بسبب السماح بمشاركة نيوزيلاندا في الألعاب على اعتبار حضورها مسابقة رياضية في جنوب أفريقية العنصرية. جرت الدورة ما بين السابع عشر من تموز/يوليو والأول من آب/أغسطس العام 1976 وسط تشديد أمني كبير على خلفية أحداث ميونيخ الأمنية فأنفق حوالي 100 مليون دولار لتأمين حماية الوفود. افتتح الدورة الملكة إليزابيت الثانية وردد الربّاع الكندي بيار سان-جان القسم الأولمبي, وموريس فورجيه القسم الرسمي, فيما أضاء الشعلة ستيفان برفونتين وساندرا هاندرسون. أما تعويذة الدورة فكانت "أميك" عبارة عن حيوان من القوارض.

الملكة اليزابيت تفتتح البطولة



سوء تخطيط
تم اختيار مونتريال لاستضافة الألعاب في المؤتمر التاسع والستين للجنة الأولمبية الدولية في الثاني عشر من أيار/مايو 1970 في العاصمة الهولندية أمستردام وسط منافسة بين ثلاث مدن فقط هي بالإضافة إلى مونتريال العاصمة السوفياتية موسكو ولوس أنجليس الأميركية وقد تفوقت موسكو بالدورة الأولى بنيلها ثمانية وعشرين صوتاً مقابل ثلاثة وعشرين لمونتريال وسبعة عشر للوس أنجليس, لكن في الدورة الثانية زاد التأييد للمدينة الكندية فنالت واحد وأربعين صوتاً مقابل ثمانية وعشرين لموسكو.

واجهت الدورة قبل رؤيتها النور, أي في مرحلة الاستعداد والتحضير لها العديد من المشاكل أبرزها سوء في الإدارة والتقدير الماديين, إذ كلف بناء الصرح الأولمبي الرئيسي مليار دولار في حين أن الكلفة المقدرة كانت لا تتخطى ثلث هذا المبلغ فنتج عن ذلك توقف عن العمل فترات طويلة وتراكم وتأخير كبير. فكان أن شكلت لجنة تحقيق قضائية للنظر بالموضوع ترأسها القاضي ألبرت مالوف وخلصت التحقيقات في توجيه اللوم بقوة إلى عمدة مونتريال جان درابو وقد نشرت التحقيقات في العلن العام 1980.

ونتيجة لسوء الإدارة هذا انطلقت الدورة العام 1976 ولم تكن كامل منشآت الصرح الاولمبي قد اكتمل بناؤها بعد, فالبرج الأولمبي المائل المؤلف من ثمانية عشر طابقاً بطول 168,40 متراً لم يكن قد بلغ نصف هذا الرقم المشار إليه, ولم تكن تلك المشكلة الوحيدة فالعشب الذي كسا الملعب الرئيسي لم يُمد إلا في اليوم الذي سبق افتتاح الدورة أي في السادس عشر من تموز/يوليو وفعلياً لم توضع اللمسات النهائية على تشييد هذا الصرح إلا العام 1987. أما مالياً وبغرابة ملفتة لم يتم الانتهاء من تسديد الدين العقاري للبنوك الذي بموجبه بنيت المنشآت, إلا العام 2006!!!

ستيفان برفونتين وساندرا هاندرسون يضيئان الشعلة



لكن بالرغم من كل تلك العثرات جاء حفل الافتتاح صاخب وحاشد جماهيرياً, حضره حوالي سبعين ألف متفرج, في حضور الملكة إليزابيت الثانية التي كانت ملكة عن ستة عشر دولة مستقلة, ورئيس الكومنولث, وبيار إليوت تريدو رئيس الحكومة الكندية, ورئيس اللجنة الأولمبية الجديد آنذاك اللورد الأيرلندي كيلانين الذي خلف الأميركي افري برانديج, وعمدة مونتريال جان درابو الذي لاقى ترحيباً حاراً من الجماهير.

وخلافأً للدورات السابقة قام شخصان بإضاءة الشعلة الاولمبية هما لاعبة ولاعب ألعاب قوى, ساندرا هندرسون ابنة الـ15 عاماً من تورنتو وستيفان بريفونتين ابن الـ16 عاماً من مونتريال, في مشهد أراد منه المنظمون الدلالة على انصهار شعبي المقاطعتين الكنديتين, بعد ذلك أطلقت آلاف طيور الحمام في إشارة للسلام وأعلن بعد ذلك على لسان الملكة إليزابيت افتتاح الدورة رسمياً.

شارك في الدورة 92 دولة منها ثلاث سجلت ظهورها الأول هي أندورا, انتيغا وباربودا وجزر كايمان, لكن الحدث الأبرز تمثل بقيادة الكونغو لمقاطعة للألعاب شارك فيها 32 دولة أفريقية, بسبب السماح لنيوزيلاندا بالمشاركة, معتبرين أن الأخيرة التي شاركت في دورة ركبي في جنوب أفريقيا العنصرية آنذاك, لم تكترث لسياسة الدولة الأفريقية التي كانت محرومة من المشاركة الأولمبية بسبب سياستها, فجاء قرار المقاطعة رفضاً للتواجد مع دولة لا تستنكر السياسات العنصرية.

مشهد عام لحفل الافتتاح



وقد غادرت 22 دولة كندا قبل الافتتاح بساعات, فيما شاركت مصر وتونس والمغرب والكاميرون في بداية الألعاب ثم غادرت في اليوم الثاني, لذا اعتبر العدد الرسمي للمقاطعين 28, أما الدولتان الأفريقيتان الوحيدتان اللتان لم تستجيبا للمقاطعة كانتا السنغال وكوت ديفوار. وقد استغربت اللجنة الأولمبية الدولية هذا القرار على اعتبار أن جنوب أفريقيا محرومة أولمبيا منذ ما يزيد على عشر سنوات (قبل 1976) كما أن الركبي ليست رياضة أولمبية. ولم تكن هذه المقاطعة الواسعة يتيمة في اولمبياد مونتريال إذ رفضت تايوان المشاركة بعدما لم يسمح لها المنظمون بالمشاركة تحت اسم جمهورية الصين.

مثل هذه الدول 6084 رياضي ورياضية منهم 1260 من الجنس اللطيف, نافسوا في إحدى وعشرين رياضة تضمنت 198 مسابقة, والرياضات هي ألعاب القوى, العاب الماء, القوس والنشاب, كرة سلة, ملاكمة, كانوي كاياك, دراجات, فروسية, المبارزة, الجمباز, كرة القدم, كرة يد, هوكي, جودو, الخماسي الحديث, تجذيف, إبحار أو الشراع, الرماية, كرة طائرة, رفع أثقال, المصارعة. تصدر السوفيات الترتيب النهائي للميداليات أمام ألمانيا الشرقية والولايات المتحدة الأميركية.

الدول المشاركة


أفريقيا أميركا أوروبا أوقيانيا آسيا
كاميرون أنتيغا وبربودا أندورا أستراليا السعودية
ساحل العاج جزر الأنتيل الهولندية النمسا فيدجي كوريا الجنوبية
مصر الأرجنتين بلجيكا نيوزيلاند كوريا الشمالية
المغرب باهاماس بلغاريا غينيا الجديدة هونغ كونغ
سنغال بارباد الدنمارك الهند
تونس بيليز إسبانيا اندونيسيا
برمود فنلندا إيران
بوليفيا فرنسا اسرائيل
برازيل اليونان اليابان
كندا المجر الكويت
جزر كايمان ايسلندا لبنان
تشيلي ايرلندا ماليزيا
كولومبيا إيطاليا منغوليا
كوستاريكا ليشتنشتاين نيبال
كوبا لوكسمبورغ باكستان
جمهورية الدومينيكان موناكو فيليبين
الإكوادور النروج سنغافورة
الولايات المتحدة هولندا تايلندا
غواتيمالا بولونيا تركيا
هاييتي البرتغال
هوندوراس ألمانيا الشرقية
جامايكا ألمانيا الغربية
المكسيك رومانيا
نيكاراغوا بريطانيا العظمى
باناما سان مارينو
الباراغواي السويد
بيرو سويسرا
بورتوريكو تشيكوسلوفاكيا
سورينام الاتحاد السوفياتي
ترينيداد وتوباغو يوغوسلافيا
أورغواي
فنزويلا
جزر العذراء الأميركية





المسابقات الرياضية
شهدت المسابقات الرياضية إضافة ثلاث مسابقات نسائية هي كرة السلة وكرة اليد والتجذيف. وأقيمت الهوكي على الحشيش على أرض اصطناعية للمرة الأولى. أما أكثر الرياضيين والرياضيات بروزاً في هذه الألعاب كانت لاعبة الجمباز الرومانية ناديا كومانتشيا Nadia Comaneci التي منحت بعد أدائها المميز على جهاز المختلف الارتفاع أول علامة كاملة في الجمباز بنيلها 10,0, وفي منافسات الرجال تعرض الياباني شون فوجيموتو لكسر في ركبته بينما كان يؤدي أحد عروضه لكنه أخفى خطورة إصابته للمنافسة مع بلاده في مسابقة الفرق ضد الاتحاد السوفياتي حيث كان النزاع بين الطرفين في أوجه على الذهب.

وبرز الإيطالي كلوس ديبياسي بإحرازه ثالث ذهبية في الغطس على التوالي, شأن السوفياتي فيكتور سانييف Viktor Saneyev الذي نال ثالث ذهبية له في الوثب الثلاثي, وأحرزت البولندية إيرينا سفنسكا Irena Szewinska ذهبية الـ400م وقد بلغ مجموع ميدالياتها في مسيرتها الاولمبية السبعة في مسابقات مختلفة, وحقق الكوبي ألبرتو خوانتورينا Alberto Juantorena أول دوبليه من نوعها في سباقي الـ400م والـ800م, وبات المجري ميكلوس نيميس أول بطل اولمبي, والده كان بطلاً أيضاً, إذ فاز بذهبية رمي الرمح فيما كان والده إيمري بطلاً في أولمبياد 1948 في رمي المطرقة. ونجح الملاكم البرمودي كلارينس هيل في جعل بلاده أصغر دولة في من حيث السكان (53,500 نسمة) تفوز بذهبية في التاريخ الاولمبي.

من لقاء اليابان وكوريا في طائرة السيدات



وسقطت الولايات المتحدة مرة جديدة سقوطاً عظيماً في العاب القوى بحلولها ثانية بست ذهبيات فقط, حققها رجالها, خلف ألمانيا الشرقية التي تصدرت بإحدى عشر ذهبية فيما حل الاتحاد السوفياتي ثالثاً بأربع ذهبيات, وجاء تألق الألمان تحديداً في مسابقات السيدات حيث حصدن تسع ذهبيات من أصل أربع عشرة ممكنة, جاءت في مسابقات الـ200م والبدل 4×100م و4×400م, والوثب العالي والوثب الطويل, ورمي القرص والرمح ودفع الكرة الحديدة والخماسية (لم تعد موجودة وباتت سباعية). وتألق الفنلندي لاس فيرين حاصداً دوبليه الـ5م والـ10 آلاف متر للمرة الثانية بعد اولمبياد ميونيخ 1972, والفرنسي غاي درو الذي بات أول أوروبي يفوز بذهبية الـ110م حواجز والسوفياتية تاتيانا كازانكينا Tatyana Kazankina بفوزها بذهبيتي الـ800م والـ1500م.

أما من حيث الأرقام العالمية فتحقق في ألعاب القوى سبعة أرقام منها خمسة لدى الرجال في الـ800م عبر الكوبي ألبرتو خوانتورينا 1,43,50د, والـ400م حواجز عبر الأميركي إدوين موزس 47,64ث, والـ3000م موانع عبر السويدي أندريس غارديرود 8,08,02د, ورمي الرمح عبر المجري ميكلوس نيميس 94,58م, والعشارية عبر الأميركي بروس جينر 86,18م, واثنين لدى السيدات في الـ400م عبر البولونية إيرينا سفنسكا 49,28ث, والبدل 4×400م عبر الفريق الألماني الشرقي 3,19,23د.

مصورون محتشدون أثناء منافسات ألعاب القوى



في السباحة تنافست ألمانيا الشرقية والولايات المتحدة الأميركية على الصدارة وليس في الحوض, ذلك أن الأميركيين هيمنوا رجالاً حاصدين اثنتي عشرة ذهبية من ثلاثة عشرة ممكنة, إذ خرقهم بريطاني في سباق الـ200م صدر, فيما هيمنت الألمانيات الشرقيات على ذهبيات السيدات وحصدن إحدى عشرة ذهبية من ثلاثة عشرة ممكنة إذ خرق تلك السيطرة الاتحاد السوفياتي في الـ200م صدر, والولايات المتحدة في البدل 4×100م حرة. وعموماً تصدرت الولايات المتحدة بـ13 ذهبية مقابل 11 لألمانيا الديموقراطية أو الشرقية. الأبرز كان جون نابر John Naber بحصده أربع ذهبيات وفضية وجيم مونتغومري Jim Montgomery بثلاث ذهبيات وبرونزية وأولرايك ريختر Ulrike Richter بفوزها بثلاث ذهبيات.

وفي باقي الرياضات خصوصاً الجماعية منها, استعادت الولايات المتحدة الأميركية زعامة السلة أمام يوغوسلافيا والاتحاد السوفياتي فيما نالت سيدات الأخير أول ذهبية نسائية أولمبية أمام الولايات المتحدة وبلغاريا, ونالت بولونيا ذهبية طائرة الرجال أمام الاتحاد السوفياتي وكوبا, فيما أحرزت اليابانيات ذهبية السيدات أمام الاتحاد السوفياتي أيضاً وكوريا الجنوبية, واستأثر السوفيات بذهبيتي كرة اليد رجالاً وسيدات علماً أن في الفئة الثانية كان الظهور الأول للعبة, وقبضت ألمانيا الشرقية على ذهبية كرة القدم أمام بولونيا والاتحاد السوفياتي, ونالت المجر ذهبية كرة الماء أمام إيطاليا وهولندا, ونالت نيوزيلاندا ذهبية الهوكي أمام أستراليا وباكستان.

الرياضيون الأكثر تتويجاً


برونز فضة ذهب الرياضة البلد الرياضي
1 2 4 جمباز الاتحاد السوفياتي نيكولاي اندريانوف
0 1 4 سباحة ألمانيا الشرقية كورنيليا اندر
0 1 4 سباحة الولايات المتحدة الأميركية جون نابر
1 1 3 جمباز رومانيا ناديا كومانتشي
0 1 3 جمباز الاتحاد السوفياتي نيللي كيم



وقفات بارزة
بطولة مخيبة
خرجت الدولة المنظمة كندا من أولمبياد 1976 بنتائج مخيبة إذا لم تحرز سوى خمس فضيات وست برونزيات, وكانت تلك المرة الأولى أولمبياً التي خرجت فيها صاحبة الضيافة خالية الوفاض من أي ميدالية ذهبية, علماً أن حالتين مماثلتين حصلتا في الأولمبياد الشتوي, الأولى العام 1924 في أولمبياد شاموني الفرنسي, والثانية العام 1928 في أولمبياد سان موريتز السويسري, أما بعد أولمبياد 1976 فتكررت الحالة مرتين شتوياً أيضاً, في أولمبياد ساراييفو الصربي العام 1984 وكالياري الكندي العام 1988, لتتصدر كندا الدول أولمبياً الدول المستضيفة من حيث وضاعة النتائج!

ناديا كومانتشي (1961-...)
لاعبة جمباز رومانية أسطورية, شاركت في أولمبياد مونتريال عن عمر 15 عاماً. باتت حينها أول من حقق النقاط العشر الكاملة وذلك على الجهاز المختلف الارتفاع. نالت بين أولمبيادي 1976 و1980 في موسكو ما مجموعه تسع ميداليات, خمس ذهبيات وثلاث فضيات وبرونزية. أخذت شهرتها تذيع منذ بطولة أوروبا العام 1975 حين فازت بأربع ذهبيات. مع الوقت أعاق نموها البدني أداءها في الجمباز الذي غالباً ما ينجح فيه اللاعبون أو اللاعبات ذوي الأحجام الصغيرة. اعتزلت العام 1981. وبغرابة وبالرغم من تفوقها نالت لقبين عالمين فقط في عارضة التوازن والفرق عامي 1978و1979 على التوالي. تركت رومانيا العام 1989 وانتقلت إلى أميركا حيث تزوجت البطل الاولمبي في الجمباز بارت كونر وعملا سوياً حيث أعطيا دروساً في الجمباز.

كومانتشي على عارضة التوازن



شون فيجيموتو
لاعب جمباز ياباني نافس في اولمبياد مونتريال 1976, تعرض لكسر في الركبة أثناء عرضه على الجهاز الأرضي, لكن بسبب احتدام المنافسة مع الاتحاد السوفياتي على ذهبية مسابقة الفرق أخفى مدى خطورة وصعوبة إصابته, فنافس بركبته المكسورة على جهاز الحلق حيث قدم أداء ممتازاً نال إثره 9,7 الأمر الذي منح بلاده ذهبية الفرق, علماً أن إصابته تفاقمت أثناء مرحلة الهبوط. سئل بعد سنوات عن إمكانية تكرار ما فعله في مونتريال أجاب "كلا لن أكرر ذلك".

نيكولاي اندريانوف (1952...)
لاعب جمباز سوفياتي, تاريخه الأولمبي غني بغنى تاريخ بلاده السابقة, يحمل أكبر عدد من الميداليات الأولمبية بين الرجال في المسابقات المختلفة (15 ميدالية), كما يحمل العدد الأكبر من الميداليات بين الرجال في المسابقات الفردية (12), كان في عداد الفريق السوفياتي الذي نال فضية الفرق في أولمبياد ميونيخ 1972 حيث حل رابعاً على أربعة أجهزة في المساباقت الفردية ونال ذهبية الحركات الأرضية وبرونزية الحصان. لكنه في اولمبياد 1976 وصل إلى ذروة عطائه حيث نال فضية ثانية في الفرق وذهبية الفردي العام بفارق شاسع كان الأكبر في 42 عاماً, ثم نال خمس ذهبيات على مختلف الأجهزة. يعتبر لاعب الجمباز الوحيد الذي فاز بثلاث ميداليات على الحصان وبثلاث في الحركات الأرضية أي على الجهاز الأرضي.


ترتيب الميداليات


برونز فضة ذهب البلد المركز
35 41 49 الاتحاد السوفياتي 1
25 25 40 ألمانيا الشرقية 2
25 35 34 الولايات المتحدة الاميركية 3
17 12 10 ألمانيا الغربية 4
10 6 9 اليابان 5
13 6 7 بولونيا 6
7 9 6 بلغاريا 7
3 4 6 كوبا 8
14 9 4 رومانيا 9
13 5 4 المجر 10
0 2 4 فنلندا 11
0 1 4 السويد 12
5 5 3 بريطانيا العظمى 13
4 7 2 إيطاليا 14
4 3 2 فرنسا 15
3 3 2 يوغوسلافيا 16
4 2 2 تشيكوسلوفاكيا 17
1 1 2 نيوزيلاند 18
6 4 1 كوريا الجنوبية 19
2 1 1 سويسرا 20

[/color][/align]

راجي الحاج 25-08-2008 05:15 PM

رد: تاريخ الألعاب الأولومبيه الحديث
 
[align=center][size=5][color=#FF0000]موسكو 1980 م[/color][/size][/align]

[align=center][color=#00008B]

استضافت موسكو العاصمة السوفياتية آنذاك النسخة الثانية والعشرين من الألعاب الأولمبية من التاسع عشر من تموز/يوليو حتى الثالث من آب/أغسطس 1980, وسط مشاركة هي الأدنى من حيث عدد الدول منذ العام 1956 بسبب مقاطعة سياسية قادتها الولايات المتحدة الأميركية فغاب عن الدورة خمسون دولة مما أثار التساؤل عن المستوى الفني المرتقب فيها. افتتح الدورة الرئيس السوفياتي ليونيد بريجنيف, وأضاء الشعلة لاعب كرة السلة سيرغي بيلوف, وردد لاعب الجمباز نيكولاي أندريانوف القسم الأولمبي, فيما ردد القسم الرسمي المصارع الكسندر ميدفيد. أما تعويذة الدورة فكانت الدب ميشا.

مشهد عام لحفل الافتتاح



اكتساح سوفياتي
اختيرت موسكو للاستضافة في المؤتمر الخامس والسبعين للجنة الاولمبية الدولية في الثالث والعشرين من تشرين الأول من العام 1974 في فيينا النمسا, وكانت لوس أنجليس الأميركية المنافسة الوحيدة لموسكو, لكن الاخيرة تفوقت بعد نيلها تسع وثلاثين صوتاً مقابل عشرين صوتاً للمدينة الأميركية.

لم يكتب لأول دورة سوفياتية فصول النجاح الكامل في زمن الحرب الباردة السوفياتية الأميركية, إذ قادت الأخيرة مقاطعة سياسية هي الأوسع في التاريخ الاولمبي فقاطع خمسون دولة, وقد اتخذت الولايات المتحدة هذا الخيار بعد اجتياح الاتحاد السوفياتي لأفغانستان العام 1979 مما أثار اعتراض الأميركيين واتخذوا قرارهم هذا كوسيلة ضغط وقد قال الرئيس الاميركي جيمي كارت في عشرين تشرين الاول/أكتوبر في رسالة للسوفيات "إذا لم تنسحب قواتكم خلال شهر من افغانستان فإن الفريق الأميركي سيغيب عن أولمبياد موسكو وسنطلب من دول أخرى المقاطعة أيضاً".

شارك في هذه الدورة ثمانون دولة وهذا العدد هو الأقل منذ أولمبياد 1956, ورغم ذلك فإن ست دول شاركت للمرة الاولى هي أنغولا, بوتسوانا, قبرص, الأردن, لاوس, موزامبيق, وقد سارت خمس عشرة دولة تحت راية العلم الاولمبي وعزف لها النشيد الأولمبي وهذا كان جزءاً من الاعتراض على السياسة السوفياتية, فيما شاركت نيوزيلاندا تحت راية علمها الأولمبي للسبب نفسه, أما فرنسا فتركت الخيار للاتحادات الوطنية فكان غياب ثلاث اتحادات هي الفروسية والشراع والرماية, كما قاطع الفرنسيون حفل الافتتاح واصيب النقل التلفزيوني العالمي بشظايا هذه المقاطعة, فاليابان والولايات المتحدة الاميركية لم تبثا أي مسابقة على شاشاتها.

التعويذة "الدب ميشا"



مثل هذه الدول 5179 رياضي ورياضية بينهم 1115 لاعبة شكلن نسبة 21% من المشتركين وهي أعلا نسبة في التاريخ الأولمبي للمشاركة النسائية. نافس اللاعبون واللاعبات في إحدى وعشرين رياضة تضمنت 203 مسابقة, والرياضات هي ألعاب القوى, الشراع, كرة السلة, ملاكمة, كانوي كاياك, دراجات, فروسية, سلاح, كرة قدم, رفع أثقال, كرة يد, هوكي, جودو, مصارعة, الخماسي الحديث, ألعاب الماء, رماية, قوس ونشاب, تجذيف, كرة طائرة, جمباز, وقد تصدر السوفيات بشكل كاسح وساحق البطولة مع رقم قياسي من الميداليات بلغ ثمانون ذهبية مقابل سبع وأربعين لألمانيا الشرقية الثانية في الترتيب.

الدول المشاركة


أفريقيا أميركا أوروبا أوقيانيا آسيا
الجزائر برازيل النمسا أستراليا أفغانستان
انغولا كولومبيا بلغاريا بيرماني
بنين كوستاريكا قبرص كوريا الشمالية
بوتسوانا كوبا فنلندا الهند
كاميرون اكوادور اليونان العراق
كونغو غواتيمالا المجر الأردن
اثيوبيا كينيا ايسلندا الكويت
غينيا جامايكا مالطا لاوس
ليسوتو مكسيك بولونيا لبنان
ليبيا نيكاراغوا المانيا الشرقية منغوليا
مدغشقر بيرو رومانيا نيبال
مالي جمهورية الدومينيكان السويد سريلانكا
موزامبيق ترينيداد توباغو تشيكوسلوفاكيا سوريا
نيجيريا فنزويلا يوغوسلافيا فيتنام
أوغندا الاتحاد السوفياتي
سنغال
سيشيل
سييراليون
تانزانيا
زامبيا
زيمبابوي



المسابقات الرياضية
سيطر السوفيات في ظل الغياب الأميركي بشكل كبير, وبرز ألكسندر ديتياتين الذي استطاع الفوز بميدالية في كل مسابقة اشترك فيها من مسابقات الجمباز وبات الوحيد الذي نال ثماني ميداليات في دورة واحدة, كما برز مواطنه السباح فلاديمير سالنيكوف حين كسر حاجز الـ15 د في مسافة الـ1500م, ونجح الملاكم الكوبي تيوفيلو ستيفنسون في الوزن ما فوق الثقيل في الفوز بميداليته الذهبية الثالثة ليصبح أول من احتفظ بلقبه ثلاث مرات, وتألق لاعب ألعاب القوى جيرد ويسنغ حين كسر الرقم القياسي العالمي في الوثب العالي وتلك كانت المرة الأولى التي تحقق فيها في الأولمبياد رقماً عالمياً في المسابقة المذكورة. وشهدت المسابقات الرياضية دخول رياضة الهوكي للنساء لأول مرة.

في ألعاب القوى سيطر السوفيات بحصدهم 15 ذهبية متفوقين على ألمانيا الشرقية التي نالت 11 ذهبية وقد برز السوفيات في سباقات البدل ومنافسات الميدان رجالاً فيما سيداته تألقن في سباقات السرعة والجري المتوسط. وقد تحقق في البطولة ستة أرقام قياسية عالمية مناصفة بين الرجال والسيدات, فحطم الألماني الشرقي جيرد ويسنغ رقم الوثب العالي مسجلأً2,36م, والبولوني فلاديسلاف كوزاكيوسيتش رقم الوثب بالزانة مسجلاً 5,78م, والسوفياتي الشهير يوري سيديخ رقم رمي المطرقة مسجلاً 81,80م.

الملاكم الكوبي تيوفيلو ستيفنسون



أما لدى السيدات فحققت السوفياتية ناديزدا أوليزارينكو رقم الـ800م مسجلة 1,53,43د, ومواطنتها ناديزكا تاشينكو رقم الخماسي مسجلة 5083 نقطة, وحققت الألمانيات الشرقيات رقماً في البدل 4×100م وسجلن 41,60ث, فيما سجلت السوفياتية الأخرى تاتيانا كازماكينا رقم أولمبي في الـ1500م مسجلة 3,56,56د. وبرز أيضاً العداء الاثيوبي ميروتس يفتر محققاً الدوبليه في الـ5 آلاف متر والعشرة آلاف متر, خالفاً لاس فيرين الذي حقق الانجاز نفسه في أولمبيادي 1976 و1976.

وفي كرة السلة وبسبب الغياب الأميركي عن الأولمبياد سجل الفوز الثاني لدولة غير الولايات المتحدة التي استأثرت بجميع الألقاب السابقة باستثناء العام 1972 حين فاز السوفيات في لقاء تاريخي مثير للجدل. وقد كان التألق لليوغوسلاف بشكل كبير رجالاً فنالوا أول ذهبية لهم عقب فوزهم على إيطاليا في النهائي بنتيجة 86-77, في حين نال السوفيات برونزية المسابقة عقب فوزهم على إسبانيا بنتيجة ساحقة 117-74. أما لدى السيدات فنالت السوفياتيات الذهبية أمام بلغاريا ويوغوسلافيا.

الرئيس السوفياتي بريجنيف يفتتح البطولة



ووُزّع في السباحة ست وعشرين ميدالية مناصفة بين الرجال والسيدات, وقد تصدرت ألمانيا الشرقية بفضل سيداتها إذ نلن إحدى عشرة ميدالية إلى جانب ذهبية واحدة لدى الرجال, في حين نال رجال السوفيات حصة الأسد في فئتهم إذ نلن سبع ميداليات ذهبية, وقد تحقق في منافسات السباحة 230 رقم وطني, و22 اولمبي و 10 أرقام عالمية, وبرز السوفياتي فلاديمير سلانيكوف بفوزه بثلاث ذهبيات وبات أول سباح نزل عن الـ15 د في الـ1500م كما كان أول سباح نزل عن حاجز الـ4 د في سباق الميل خارج الاولمبياد, وهو فاز في موسكو بالإضافة لذهبية الـ1500, بذهبيتي 4×200م و400م حرة كما تألق السويدي بنغت بارون الذي في أول مسابقة دولية له فاز بذهبية الـ100م صدر.

وفي باقي المسابقات اكتسحت كوبا مسابقة الملاكمة بفوزها بست ذهبيات في ما لم تنل أي دولة أخرى أكثر من ذهبية واحدة, وحذا السوفيات حذو اليابان في الجمباز وفازوا بتسع ذهبيات مقابل 2 لألمانيا الشرقية, ونالت تشيكوسلوفاكيا ذهبية كرة القدم أمام ألمانيا الشرقية والاتحاد السوفياتي, كما تصدر السوفيات رفع الأثقال بخمس ذهبيات مقابل 2 لبلغاريا. فيما عربيا كان لبنان الوحيد الذي دخل الترتيب عبر المصارع حسن بشارة الذي نال برونزية الوزن ما فوق الثقيل في المصارعة اليونانية الرومانية وكان عمره حينها 35 عاماً.

اللاعبون الأكثر تتويجاً


برونز فضة ذهب الرياضة البلد الرياضي
1 4 3 جمباز الاتحاد السوفياتي ألكسندر ديتياتين
0 1 3 سباحة ألمانيا الشرقية كارين متسشوك
0 0 3 جمباز الاتحاد السوفياتي نيكولاي اندريانوف
0 0 3 سباحة ألمانيا الشرقية باربارا كروزي
0 0 3 كانوي كاياك الاتحاد السوفياتي فلاديمير بارفينوفيتش
0 0 3 سباحة ألمانيا الشرقية ريكا رينيخ
0 0 3 سباحة الاتحاد السوفياتي فلاديمير سالنيكوف



وقفات بارزة
منافسة بريطانية
شهدت ألعاب موسكو 1980 منافسة بريطانية-بريطانية مميزة إذ تواجه العداءان ستيف أوفيت وسيباستيان كو في سباقي الـ800م والـ1500م, ونجح أوفيت في الفوز السباق الأول مسجلاً 1,45,40د وجاء كو ثانياً مسجلاً 1,45,85د, وفي السباق الثاني بعد ستة أيام نجح كو في الثأر حين فاز بذهبية الـ1500م مسجلاً 3,38,40د, وجاء أوفيت ثالثاً مسجلاً 3,38,99د.

ألكسندر ديتياتين
لاعب جمباز سوفياتي لعب لأول مرة أولمبياً العام 1976 حين فاز بفضية بمسابقة الفرق, وفضية الحلق وحل رابعاً في الفردي العام, أما في موسكو 1980 فقاد الاتحاد السوفياتي لذهبية الفرق كما فاز بلقب الفردي العام, وتأهل لنهائي الأجهزة الستة. وكان يوم 25 تموز/يوليو 1980 تاريخياً له حين فاز بست ميداليات, ذهبية الحلق وفضيات العارضة والمتوازي وحصان القفز, وبرونزية الجهاز الأرضي. وهو الرياضي الوحيد الذي فاز بثماني ميداليات متنوعة في دورة واحدة, كما انه أول من نال علامة كاملة لدى الرجال أولمبياً في عرضه على حصان القفز.

ألكسندر سالنيكوف



ألكسندر سالنيكوف
سباح روسي لمع في أولمبياد موسكو 1980 بفوزه بثلاث ذهبيات محققا رقما أولمبيا في سباق الـ400م حرة, وعالمياً لا ينسى في الـ1500م حرة حين سجل 14,58,27د وكان أول من نزل عن حاجز الـ15د, ولسوء حظه غاب عن اولمبياد 1984 نظرا لمقاطعة بلاده هذه الألعاب رداً على مقاطعة الولايات المتحدة. فاز بين 1977 و1986 بـ61 سباقاً متتالياً في الـ1500م , وبعد تراجع في مستواه عاد وتحضر جيدا لأولمبياد 1988 في سيول وتدرب بمساعدة زوجته حيث حقق ذهبية الـ1500م مرة جديدة.

موقف سياسي
بسبب الغزو السوفياتي لأفغانستان العام 1979, أبت العديد من الدول المشاركة إلا أن تسجل موقفاً معارضاً للسياسة السوفياتية, فسارت وفود خمسين دولة في الافتتاح رافعة علم اللجنة الاولمبية الدولية وليس علم بلادها كما استعملوا في التتويج العلم والنشيد الأولمبيين, فيما كانت نيوزيلاندا الوحيدة التي اتخذت علم بلادها الاولمبي, كعلم رسمي لها طيلة أيام الدورة وحتى حين كانت تتوج بميداليات.


ترتيب الميداليات




برونز فضة ذهب البلد المركز
46 69 80 الاتحاد السوفياتي 1
42 37 47 المانيا الشرقية 2
17 16 8 بلغاريا 3
5 7 8 كوبا 4
4 3 8 إيطاليا 5
15 10 7 المجر 6
13 6 6 رومانيا 7
3 5 6 فرنسا 8
9 7 5 بريطانيا العظمى 9
15 14 3 بولونيا 10
6 3 3 السويد 11
4 1 3 فنلندا 12
9 3 2 تشيكوسلوفاكيا 13
4 3 2 يوغوسلافيا 14
5 2 2 استراليا 15
2 1 2 الدنمارك 16
2 0 2 برازيل 17
2 0 2 اثيوبيا 18
2 0 0 سويسرا 19
1 3 2 اسبانيا 20
1 0 0 لبنان 35 [/color][/align]

راجي الحاج 25-08-2008 05:17 PM

رد: تاريخ الألعاب الأولومبيه الحديث
 
[align=center][size=5][color=#FF0000]لوس أنجلوس 1984 م[/color][/size][/align]

[align=center][color=#00008B]
استضافت مدينة لوس انجليس الأميركية النسخة الثالثة والعشرين من الألعاب الصيفية من الثامن والعشرين من تموز/يوليو لغاية الثاني عشر من آب/أغسطس 1984 وسط مقاطعة سياسية جديدة قادها الاتحاد السوفياتي مجدداً ومعه دول كانت يومذاك تدور في فلكه السياسي, وجاء ذلك رداً على المقاطعة الأميركية لأولمبياد موسكو 1980, وقد نظمت الدول المقاطعة ألعاباً خاصة سمتها العاب الصداقة, لكن رغم ذلك سجل رقما قياسيا من حيث عدد الدول التي شاركت. افتتح البطولة الرئيس الأميركي رونالد ريغان وردد القسم الاولمبي لاعب ألعاب القوى الأميركي ادوين موزس, فيما ردد القسم الرسمي شارون ويبير لاعبة الجمباز, وأضاء الشعلة رافير جونسون لاعب ألعاب القوى.




تنظيم مميز
اختيرت المدينة الأميركية للاستضافة في المؤتمر الثمانين للجنة الاولمبية الدولية في الثامن عشر من شهر أيار/مايو 1978 في مدينة أثينا اليونانية, وباتت حينها لوس انجليس غداة اختيارها ثالث مدينة نالت شرف الاستضافة مرتين, وقد تم اختيارها دون منافسة تذكر إذ أن المدينة الوحيدة التي كانت مرشحة للمنافسة على شرف الاستضافة هي العاصمة الإيرانية طهران, لكنها انسحبت من السباق.

وللمرة الأولى في التاريخ الاولمبي تم تأمين موازنة البطولة من أموال قطاعات خاصة, وتجنب المسؤولون الاقتراض من البنوك مستفيدين مما حل بمونتريال 1976 حيث غرق المنظمون بالدين جراء القروض, لذا ودرءا لمشكلة مماثلة قامت اللجنة المنظمة بوضع خطة عمل ثلاثية لجلب الأموال, قضت الأولى بزيادة حقوق النقل التلفزيوني فدفعت شركة النقل الأميركية "أ ب ث" مبلغ 225 مليون دولار لشراء حقوق النقل, وأمنت حقوق الرعاية مبلغ 140 مليون دولار, فيما وفرت 7,8 مليون تذكرة طرحت في الأسواق مبلغ 90 مليون دولار, ووفرت كل تلك العوامل التسويقية ربحاً بلغ 150 مليون دولار الأمر الذي دفع اللجنة الأولمبية الدولية لاعتماد سياسة تسويقية منذ العام 1985, مع إعطاء حقوق حصرية لاستخدام الرموز الأولمبية.

تعويذة البطولة



جرى الافتتاح في الثامن والعشرين من تموز/يوليو وقد كان ضخماً مهيباً, تابعه ملياري ونصف شخص عبر العالم, و92 ألف متفرج في الملعب الأولمبي شاهدوا استعراض وفود 140 دولة لاقت ترحيباً كبيراً, إنما التصفيق الأكثر حرارة كانت لوفود يوغوسلافيا ورومانيا والصين لرفضها السير في خطة المقاطعة السوفياتية, وفي نهاية الحفل وبعد خطاب رئيس اللجنة الاولمبية الدولية خوان انطونيو سامارانش تمت إضاءة الشعلة الاولمبية.

وشأن أولمبيادي 1976 و1980 لم تسلم دورة 1984 كما سبق وذكر من المقاطعة وهذه المرة بقيادة سوفياتية إذ قرر المسؤلون في ذلك البلد مطلع العام 1984 عدم المشاركة وأيدهم في القرار مجموعة دول أخرى تؤيد السوفيات سياسيا منها ألمانيا الشرقية وكوبا, ولم تنفع جهود اللجنة الأولمبية الدولية في الحؤول دون حصول هذه المقاطعة التي بلغت عددياً مع السوفيات خمس عشرة دولة. لكن رغم ذلك بلغ المشتركون 140 دولة في رقم قياسي جديد, عشرون منها سجلت الحضور الأول هي بنغلادش, دجيبوتي, بوتان, غامبيا, غريناد, غينيا الاستوائية, جزر سالومون, موريشيوس, موريتانيا, عمان, غينيا الجديدة, قطر, رواندا, ساموا, تايبه, تونغا, اليمن, البحرين وزائير. وسجل أول مشاركة صينية في الألعاب الصيفية.

مثل هذه الدول 6829 رياضي ورياضية بينهم 1566 لاعبة, نافسوا في 221 مسابقة ضمتها 21 لعبة رياضية ضمت للمرة الأولى الجمباز الإيقاعي, والسباحة الإيقاعية, والرياضات هي, ألعاب القوى, الشراع, كرة سلة, ملاكمة, كانوي كاياك, جمباز, دراجات, فروسية, سلاح, كرة قدم, رفع أثقال, جمباز, كرة يد, هوكي على الحشيش, جودو, مصارعة, الخماسي الحديث, ألعاب الماء (سباحة, سباحة إيقاعية, غطس, كرة ماء), رماية, قوس ونشاب, شارع, كرة طائرة. وقد تصدرت الولايات المتحدة في النهاية بفارق شاسع عن الثانية رومانيا, إذ جمعت 83 ذهبية, مقابل 20 لرومانيا و 17 لألمانيا الغربية.

الدول المشاركة


أفريقيا أميركا أوروبا أوقيانيا آسيا
الجزائر أنتيغا وبربادوس ألمانيا الغربية أستراليا السعودية
بنين جزر الانتيل الهولندية اندورا فيدجي البحرين
بوتسوانا الأرجنتين النمسا نيوزيلاند بنغلادش
كاميرون باهاماس بلجيكا غينيا الجديدة بوتان
أفريقيا الوسطى باربادي قبرص جزر سالومون الصين
كونغو برازافيل بيليز الدنمارك ساموا كوريا الجنوبية
كوت ديفوار برمود إسبانيا تونغا الإمارات العربية المتحدة
دجيبوتي بوليفيا فنلندا هونغ كونغ
غابون برازيل فرنسا الهند
غامبيا جزر كايمان اليونان اندونيسيا
غانا كندا ايرلندا العراق
غينيا الاستوائية تشيلي ايسلندا اسرائيل
هوت فولتا كولومبيا ايطاليا اليابان
كينيا كوستاريكا ليشتنشتاين الأردن
ليسوتو اكوادور لوكسمبورغ الكويت
ليبيريا الولايات المتحدة مالطا لبنان
مدغشقر غريناد موناكو ماليزيا
مالاوي غواتيمالا النروج مالديف
مالي غويانا هولندا نيبال
المغرب هاييتي البرتغال عمان
موريسيوش هوندوراس رومانيا فيليبين
موريتانيا جامايكا بريطانيا العظمى قطر
موزامبيق مكسيك سان مارينو سنغافورة
نيجر نيكاراغوا السويد سريلانكا
نيجيريا باناما يوغوسلافيا سوريا
أوغندا باراغواي الصين الوطنية
رواندا بيرو تايلاندا
سنغال بورتوريكو تركيا
سيشيل جمهورية الدومينيكان اليمن الشمالية
سييراليون ترينيداد توباغو
صومال أورغواي
سودان فنزويلا
سورينام جزر العذراء الأميركية
سويتزيلاند جزر العذراء البريطانية
تانزاينا
تشاد
توغو
تونس
زائير
زامبيا
زيمبابوي
مصر
غينيا




المسابقات الرياضية
سيطرت الولايات المتحدة على المسابقات الرياضية بصورة كاسحة وكان ذلك أبرز عنوان للمسابقات, لكن عناوين فرعية أخرى برزت مثل, فوز جوان بنوا بأول ميدالية أولمبية لسباق الماراتون للنساء, وحصول الأميركي الشهير كارل لويس على أربع ذهبيات في المئة والمئتي متر والوثب الطويل والبدل 4×100م, ونجح البريطاني سيباستيان كو في أن يصبح أول من احتفظ بلقبه بسباق الـ1500م عدو لدى الرجال. وتألق في السباحة أربعة سباحين هم الكندي أليكس بونمان الفائز بذهبيتين, والألماني ميكايل غروس الذي نال أربع ميداليات, والأميركيان رودي غينس وريك كاري وقد فاز كل منهما بثلاث ذهبيات.

إذا كان الأميركي كارل لويس وفي أول ظهور أولمبي له نجماً فوق الطبيعة في اولمبياد لوس أنجليس 1984 بحصده في أم الألعاب أربع ذهبيات معادلاً إنجاز مواطنه الخارق جيسي أوينز في أولمبياد 1936, وقد حقق بداية ذهبية المئة متر مسجلاً 9,99ث متفوقاً على مواطنه سام غرادي بفارق كبير إذ سجّل 10,19ث, ثم حقق ذهبية الوثب الطويل مسجلاً 8,54م وعزز بلقب أولمبي ثالث في المئتي متر حيث تفوق على مواطنه كيرك بابتيست مسجلاً 19,80ث, وعزز بذهبية رابعة في سباق البدل 4×100م مع رقم عالمي جديد بلغ 37,83ث.

من لقاء سيدات الصين وكوريا



وبعد ثماني سنوات على لقبه في مونتريال 1976 حقق العداء ادوين موزيس ذهبية الـ400م حواجز, ونال مواطنته فاليري بريسكو-هوكس ثلاث ذهبيات في المئتي والـ400م و4×400م, ونال روجر كينغدوم ذهبية الـ110م حواجز مع رقم أولمبي 13,20ث, كما حطم البرتغالي كارلوس لوبيس ذهبية الماراتون بوقت أولمبي جديد 2,09,21س, وبعد إنجازها العام 1972 حين كانت أصغر بطلة أولمبية عن عمر 16 عاماً وقتها تمكنت الألمانية الغربية أولرايك ميفارث من الفوز بذهبية الوثب العالي مسجلة 2,02م.

الرياضيون الأكثر تتويجاً


برونز فضة ذهب الرياضة البلد الرياضي
0 1 4 جمباز رومانيا ايكاترينا زاب
0 0 4 ألعاب قوى الولايات المتحدة الاميركية كارل لويس
1 2 3 جمباز الصين لي لينغ
0 1 3 سباحة الولايات المتحدة الاميركية ميكاييل هيلث
0 1 3 سباحة الولايات المتحدة الاميركية



وخلت منافسات السيدات من أي رقم عالمي كان أم اولمبي في حين أن منافسات الرجال شهدت رقمين عالميين وثلاث أولمبية. وذلك بسبب غياب السوفيات والألمان الشرقيين تحديداً. لكن البارز أيضاً لدى النواعم فوز الأميركية جون بينوت بأول سباق ماراتون للسيدات في التاريخ الأولمبي 2,24,52س, أمام النروجية غريتي وايز التي سجلت 2,26,18س, والبرتغاليو روزا موتا 2,26,57س, وعموماً تصدرت الولايات المتحدة برصيد 16 ذهبية مستعيدة هيبتها مقابل أربع ذهبيات لألمانيا الشرقية.

وفي ظل غياب بطلات الاتحاد السوفياتي باتت الأميركية ماري لو ريتون أول لاعبة جمباز غير أوروبية فازت بمسابقة الفردي العام, حاصدة ما مجموعه خمس ميداليات بشكل عام في البطولة, وتسلطت الأضواء أيضاً على الرومانية إيكاترينا زابو التي كانت الرياضية الأكثر تتويجاً بين جميع المشاركين والمشاركات في الأولمبياد بفوزها بأربع ذهبيات وفضية واحدة, أما رجالاً وفي أول مشاركة صينية حقق الصيني لي نيغ ست ميداليات بينها ثلاث ذهبيات. وقد تقاسمت ثلاث دول في النهاية العدد نفسه من الذهب فنالت كل من الولايات المتحدة ورومانيا والصين خمس ذهبيات مع فارق في الفضة والبرونز لصالح الولايات المتحدة أمام الصين فرومانيا.

كارل لويس



عربياً جاء التألق كبيراً ومميزاً لأول مرة, وكان عنوانه المغرب الذي نال ذهبيتين ومصر فضية وسوريا فضية, وجاء تألق المغرب في ألعاب القوى عبر الرائعين سعيد عويطة ونوال المتوكل, فقد فاز عويطة بذهبية الـ5000م محققا زمنا اولمبيا جديدا في حينها, 13,05,95د, أما المتوكل فقبضت على ذهبية الـ400م حواجز مسجلة 54,61ث أمام أميركية ورومانية, فيما فضية مصر نالها محمد علي رشوان في الجودو في الوزن المفتوح وراء الياباني ياسوهيرو ياماشيتا أحد ابرز الأبطال العالميين في زمنه, أما سوريا فنالت فضيتها عبر المصارع جوزف عطيه في الفئة الحرة لوزن الـ100كلغ.

وفي مسابقات أخرى نال رجال وسيدات الولايات المتحدة ذهبيتي كرة السلة أمام إسبانيا رجالاً وكوريا الجنوبية سيدات, وفي الطائرة التي شارك فيها منتخبا تونس ومصر وحلا في المركزين التاسع والعاشر على التوالي من عشرة فرق, نالت الولايات المتحدة ذهب الرجال والصين ذهب السيدات, ونالت يوغوسلافيا ذهبيتي كرة اليد رجالا وسيدات, وفازت باكستان بذهبية الهوكي رجالاًً وهولندا لدى السيدات, ونالت يوغوسلافيا أيضاً ذهبية كرة الماء.

وقفات بارزة
سعيد عويطة
عداء مغربي من مواليد 1960,أفضل من عدا المسافات المتوسطة من 800م و1500م بالإضافة إلى 5000م في الثمانينات من القرن الماضي حمل الرقم العالمي في الـ1500م من 23 آب/أغسطس العام 1985 حتى السادس من أيلول/سبتمبر 1992, وفي الـ3000م من 20 آب/أغسطس 1989 حتى 16 آب 1992, بالإضافة لأرقام داخل القاعة, حقق ذهبية الـ5 آلاف متر في لوس انجليس 1984, وبرونزية الـ800م في سيول 1988, وبطل العالم في الـ1500م العام 1983 والـ5آلاف متر العام 1987. كان الوحيد الذي يمكنه ركض الـ800م بـ1,44 تقريباً, والـ1500م بـ3,30د, والـ3 آلاف متر بـ7,30د تقريباً, والـ5 آلاف متر بـ13د تقريباً. فاز بين أيلول/سبتمبر 1983 وأيلول 1990 بـ115 سباق من 119 خاضها.

نوال المتوكل



نوال المتوكل
عداءة سرعة مغربية تخصصت في الـ400م حواجز, الذي نالت ذهبيته في لوس انجليس 1984 بعدما خاضت سباقاً ممتازاً تصدرت في خلاله منذ البداية حتى العبور محسنة رقمها الشخصي بـ0,76ث, كانت أول من منح المغرب ذهبا اولمبيا, وشكل انتصارها حينها فرحاً عظيماً بين مواطنيها الذين نزلوا الشوارع احتفالاً ببطلتهم, اختيرت العام 1998 عضواً في اللجنة الاولمبية الدولية, وتولّت وزارة الرياضة في بلادها.

مايكل جوردان



مايكل جوردان
شكلت نسخة 1984 الظهور ما قبل الأخير للهواة في الألعاب الأولمبية, في لوس انجليس لمع اسم نجم بات فيما بعد أعظم من لعب كرة السلة, مايكل جوردان الاميركي الطائر, رسم انطلاقته من بلاده حيث تصدر في ألومبياد 1984 قائمة المسجلين في صفوف فريقه الأولمبي بـ17,1 نقطة وقاد بلاده لذهبية المسابقة, احترف السلة بعد ذلك وبات الأعظم دون منازع تاريخياً, اختير أفضل لاعب في الدوري الأميركي للمحترفين خمس مرات, وتصدر المسجلين عشر مرات, العام 2003 وصل معدله في الموسم إلى 30,1 نقطة وهذا المعدل الأعلى تاريخياً. العام 1992 أحرز ذهبيته الأولمبية الثانية مع فريق المحترفين "دريم تيم" أو الفريق الحلم.

كارل لويس
عداء ولاعب وثب طويل أميركي, هو واحد من أربعة عدائين فقط في التاريخ أحرزوا تسع ذهبيات, وواحد من ثلاثة فاز بنفس المسابقة أربع مرات. فاز العام 1984 بأربع ذهبيات, العام 1988 في سيول احتفظ بلقب المئة متر بعد استبعاد الفائز الرئيسي الكندي بن جونسون بسبب المنشطات, وفاز أيضاً بالوثب الطويل وفضية المئتي متر, في برسلونة 1992 فاز بذهبية ثالثة في الوثب الطويل هازماً مايك باول حامل الرقم العالمي بثلاث سنتيمترات, وكرر الانجاز في اتلانتا 1996 حيث فاز بذهبية رابعة في الوثب الطويل بعد معاناة في التأهل.

ترتيب الميداليات


برونز فضة ذهب البلد المركز
30 61 83 الولايات المتحدة 1
17 16 20 رومانيا 2
23 19 17 المانيا الغربية 3
9 8 15 الصين 4
12 6 14 ايطاليا 5
16 18 10 كندا 6
14 8 10 اليابان 7
2 1 8 نيوزيلاند 8
7 4 7 يوغوسلافيا 9
7 6 6 كوريا 10
21 11 5 بريطانيا 11
16 7 5 فرنسا 12
6 2 5 هولندا 13
12 8 4 استراليا 14
6 2 4 فنلندا 15
6 11 2 السويد 16
1 3 2 المكسيك 17
0 0 2 المغرب 18
2 5 1 البرازيل 19
2 2 1 إسبانيا 20
0 1 0 مصر 33
0 1 0 سوريا 33 [/color][/align]

راجي الحاج 25-08-2008 05:20 PM

رد: تاريخ الألعاب الأولومبيه الحديث
 
[align=center][size=5][color=#FF0000]سيؤول 1988 م[/color][/size][/align]

[align=center][color=#00008B]

للمرة الثانية بعد اولمبياد طوكيو 1964 حطت الألعاب الأولمبية رحالها في القارة الآسيوية حين استضافت مدينة سيول الكورية الجنوبية النسخة الرابعة والعشرين العام 1988 من السابع عشر من أيلول/سبتمبر حتى الثاني من تشرين الأول/أكتوبر وسط ثلاثة عناوين بارزة الأول والأهم طرد العداء الكندي بن جونسون بسبب المنشطات, والثاني عودة العملاقين السوفياتي والأميركي للمواجهة المباشرة بعد غياب لدورتين متتاليتين بسبب المقاطعات علماً أن هذه الدورة شكلت الظهور الأخير للاتحاد السوفياتي, والثالث استمرار المقاطعات السياسية للدورة الرابعة على التوالي إذ غابت كوريا الشمالية العدو اللدودو للجنوبية سياسياً بسبب عدم منحها المشاركة في استضافة الألعاب مع جارتها وتضامنت معها دول اثيوبيا وكوبا ونيكاراغوا.

من حفل الافتتاح


افتتح الألعاب الرئيس الكوري الجنوبي رو تاي وو, وردد القسم الاولمبي للرياضيين لاعب كرة السلة الكوري هور جاي ومواطنه الملاكم سون مي-نا, وردد القسم الرسمي لاعب الجودو الكوري أيضاً لي هاك-راي, وأضاء الشعلة الاولمبية لاعبو ألعاب القوى الكوريون شونغ سون مان وكيم وان تاك وسون مي جونغ. واختار المنظمون النمر "هودوري" تعويذة للبطولة انطلاقاً من حضوره القوي في الأساطير الكورية القديمة, وقد أراد مختاروه اعطاءه وجهاً محبباً للصداقة.

تعويذة البطولة


طموح بعيد
لم تكن طموحات كوريا الجنوبية باستضافة ألعاب 1988 مجرد تطلعات رياضية بل أراد مسؤولو البلاد من خلال تلك الألعاب تسليط ضوء المجتمع الدولي عليها ونيل دعمه في سبيل النهوض بدولة ديموقراطية وهي التي كانت لحظة فكرت بتنظيم الألعاب العام 1970 عبر رئيسها بارك شونغ حي ما زالت دولة نامية تسعى لكيان مستقل حر وآمن في ظل صراع ضروس مع جارتها الشمالية, ولم تتبلور هذه الفكرة جدياً إلا بعد اغتيال الرئيس الكوري شون دو هوان العام 1979, فقام حينها خلفه بالتقدم رسمياً لتنظيم ألعاب 1988 آملاً الاستفادة من دعم دولي لإرخاء الأمن والديموقراطية. وإظهار التطور الاقتصادي المتصاعد لدولة نامية.

وبعد سعي دؤوب وطموحات مقنعة اختارت اللجنة الأولمبية الدولية مدينة سيول لاحتضان الأولمبياد بنسخته الرابعة والعشرين في مؤتمرها الرابع والثمانين بتاريخ الثلاثين من أيلول/سبتمبر من العام 1981 في مدينة بادن بادن الألمانية الغربية آنذاك. وكانت مدينة ناغويا اليابانية المنافسة الوحيدة لسيول, وقد نالت سيول 52 صوتاً مقابل 27 للمدينة اليابانية. وقد باتت سيول ثاني مدينة في بلد نامي اختيرت لاستضافة الألعاب بعد مكسيكو 1964.

الأبرز في هذه الألعاب كما سلف الذكر إيقاف العداء الكندي الشهير لسنتين وطرده من الألعاب عقب ثبوت تناوله المنشطات وذلك بعد يومين فقط من فوزه في ملكة الرياضات العاب القوى, بسباق الجري مئة متر محققا رقما عالمياً جديداً بلغ 9,79ث ومتغلباً في الوقت عينه على الأميركي الشهير كارل لويس صاحب أربع ذهبيات في أولمبياد 1984. فبعد الاختبارات ظهرت نتائج فحص عينة من بول جونسون إيجابية إذ ظهر فيها مادة ستيروييد من نوع ستانوزولول, وقد أكد حينها الفحص المضاد للعينة "ب" النتيجة الإيجابية.

الوفد الكوري الجنوبي في الافتتاح


شارك أولمبياد سيول 159 دولة في رقم هو الأعلى منذ انطلاق الألعاب الحديثة العام 1896, وقد سجل الظهور الأول لسبع دول جديدة هي أوروبا, جزر كوك, غوام, مالديف, ساموا الأميركية, فانتوا وجمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية, وتواصل استبعاد جنوب أفريقيا عن المشاركة بسبب انتهاجها سياسة عنصرية, أما عربياً فشاركت دول الجزائر, جيبوتي, مصر, المغرب, السودان, السعودية, الإمارات العربية المتحدة, البحرين, الأردن, الكويت, لبنان, قطر, سوريا, اليمن الشمالية, اليمن الجنوبية.

مثل تلك الدول 8391 لاعباً ولاعبة, بينهم 2194 رياضية, نافسوا في 237 مسابقة اشتملتها ثلاث وعشرون رياضة منها رياضتان جديدتان الأولى كرة المضرب التي عادت للظهور بعد غياب 64 عاماً والثانية كرة الطاولة التي سجلت أول ظهور لها, أما باقي الرياضات فهي ألعاب قوى, الشراع, كرة سلة, ملاكمة, كانوي كاياك, دراجات, فروسية, سلاح, كرة قدم, جمباز, ألعاب قوى, كرة يد, هوكي على الحشيش, مصارعة, جودو, الخماسي الحديث, ألعاب ماء, رماية, القوس والنشاب, التجذيف, كرة الطائرة, وقد تصدر السوفيات في النهاية جدول الميداليات أمام ألمانيا الشرقية والولايات المتحدة الأميركية. شارك في تغطية المنافسات 11331 إعلامي وإعلامية بين صحافة مكتوبة وتلفزيونية.

الدول المشاركة


أفريقيا أميركا أوروبا أوقيانيا آسيا
الجزائر أنتيغا وبربود ألمانيا الشرقية أستراليا أفغانستان
أنغولا جزر الأنتيل الهولندية ألمانيا الغربية جزر كوك السعودية
بنين الأرجنتين أندورا فيدجي البحرين
بوتسوانا كوبا النمسا غوام بنغلادش
بوركينا فاسو باهاماس بلغاريا نيوزيلاند بوتان
كاميرون باربادي قبرص بابووازي غينيا الجديدة الصين
أفريقيا الوسطى بيليز الدنمارك جزر ساموا كوريا الجنوبية
كونغو برمود إسبانيا ساموا الاميركية الإمارات
ساحل العاج بوليفيا فنلندا تونغ هونغ كونغ
جيبوتي برازيل فرنسا فانتوا الهند
مصر جزر الكايمان اليونان إندونيسيا
غابون كندا المجر العراق
غامبيا تشيلي ايرلندا إيران
غانا كولومبيا ايسلندا إسرائيل
غينيا كوستاريكا ايطاليا اليابان
غينيا الوسطى الإكوادور ليشتنشتاين الأردن
كينيا الولايات المتحدة لوكسمبورغ الكويت
ليسوتو غريناد مالط لاوس
ليبيريا غواتيمالا موناكو لبنان
مالاوي غويان النروج ماليزيا
مالي هاييتي هولندا مالديف
المغرب هوندوراس بولونيا منغوليا
موريسشيوش جامايكا برتغال نيبال
موريتانيا مكسيك رومانيا عمان
موزامبيق باناما بريطانيا العظمى باكستان
نيجر باراغواي سان مارينو فيليبين
أوغندا بيرو السويد قطر
رواندا جمهورية الدومينيكان سويسرا سنغافورة
ساو تومي وبرنسيب بورتوريكو الاتحاد السوفياتي سريلنكا
سنغال سانت فنسان وغرينادين يوغوسلافيا سوريا
سييراليون سالفادور الصين الوطنية
الصومال سورينام تايلندا
السودان ترينيداد وتوباغو تركيا
سويتزيلاند أوروغواي فيتنام
تانزانيا فنزويلا اليمن الجنوبي
تشاد اليمن الشمالي
توغو
تونس
زائير
زامبيا
زيمبابوي




المسابقات الرياضية
كما سلف الذكر اعتبرت قضية بن جونسون قنبلة دورة 1988, لكن نتائج أخرى سرقت الأضواء بدورها مثل الألمانية الشرقية كريستا لودنغ-روثنبرغر التي باتت أول من يحرز ميدالية في الأولمبياد الشتوي وأخرى في الصيفي في نفس العام إذ فازت بفضية في الدراجات وذهبية بالتزحلق السريع, كما برزت الفتاة الذهبية الألمانية الغربية وقتذاك شتيفي غراف التي توجت موسماً مميزاً كامل النجاح في الغران شلام بذهبية كرة المضرب, ونجح غريغ لوغانيس في تكرار فوزه في الغطس, فيما حظيت الأميركية فلورانس غريفث-جوينر بلقب نجمة المضمار بفوزها بميداليتي السبرنت المئة والمئتي متر وبأربع ميداليات عموما بينها ثلاث ذهبيات. ولمع السوفياتي فلاديمير ارتيموف في الجمباز حاصداً أربع ذهبيات فيما فازت الرومانية دنييلا سيفيلاس بثلاث.

إضاءة الشعلة الأولمبية


وكالعادة في أم الألعاب احتدم الصراع الغربي-الشرقي بين الأميركيين والسوفيات وقد دانت في النهاية السيطرة لأبناء العم سام بثلاث عشرة ذهبية مقابل عشر لمنافسيهم والملفت غياب الأرقام القياسية العالمية رجالاً واقتصارها على خمس أولمبية فيما لدى السيدات سجل ثلاث أرقام عالمية ومثلها أولمبية, وقد سجلت الأولى في مسابقات المئتي متر عبر فلورانس غريفث-جوينر التي حققت 21,34ث, والبدل 4×400م عبر السوفياتيات اللواتي سجلن 3,15,17د, والسباعية عبر الاميركية جاكي جوينر كيرسي التي سجلت 7291 نقطة.

أما في السباحة فقالت ألمانيا الشرقية كلمتها بقوة بتصدرها الترتيب العام بإحدى عشر ذهبية مقابل ثماني للولايات المتحدة الأميركية وأربع للمجر, وقد جاء تألق الألمان بشكل خاص في فئة السيدات بفوز سباحتها بالخمسين متر حرة والمئة متر حرة وظهر وصدر, والمئتي متر حرة وصدر ومتنوع, بالإضافة إلى سباقي البدل وكان السوفياتي فلاديمير سالنيكوف بطل أولمبياد موسكو وأول من نزل عن حاجز الـ15د في الـ1500م حرة, نجماً بفوزه بذهبية السباق المذكور بعد غياب ثماني سنوات رغم معاناته من تراجع في مستواه تلك الفترة, وهو كان استعد لسيول بالتدرب بإشراف زوجته.

انطلاق المئة متر في مسابقة الديكاتلون

وبرز أيضاً السباح الأميركي الشهير مات بيوندي الذي توج نفسه نجماً فوق العادة بفوزه بخمس ذهبيات اثنتين منها في الفردي وثلاث في البدل, فقد فاز بذهبية الخمسين متر حرة مسجلاً 22,14ث أمام مواطنه توم ياغر, وفاز بالمئة متر حرة مسجلاً 48,63ث أمام مواطنه كريس جاكوبس, وبالبدل 4×100م وقد سجل فريقه 3,16,53د أمام السوفيات, والبدل 4×200م حرة بوقت 7,12,51د أمام الفريق الألماني الشرقي, والبدل 4×200م متنوع بتوقيت 3,36,93د. كما نال فضية المئة متر فراشة علماً انه خسر بفارق 0,01ث فقط أمام السورينامي أنطوني نستي وبرونزية الـ200م حرة.

وتألق السوفيات في كرة القدم قيادة حارسهم الشهير رينات داساييف احد أفض من حمى الخشبات الثلاث في العالم وقد استطاع الفريق الأوروبي الفوز بعدما هزم البرازيل بقيادة النجم روماريو وقتها 2-1 في الوقت الإضافي. وكانوا أي السوفيات أخرجوا إيطاليا في نصف النهائي بعد تفوقهم عليها 3-2, مسجلين عقدة للأزرق وقتها كون السوفيات أخرجوا إيطاليا في العام نفسه من نصف نهائي أمم أوروبا التي جرت حينها في ألمانيا الغربية بنتيجة 2-0. ونالت ألمانيا الغربية البرونزية الأولمبية بعدما فازت على إيطاليا 3-0.وشارك عن العرب المنتخب العراقي وحل في المجموعة الثانية وخرج بعدما جاء ثالثاً من فوز على غواتيمالا 3-0, وتعادل مع زامبيا 2-2 وخسارة من إيطاليا 0-2.

الرياضيون الأكثر تتويجاً


برونز فضة ذهب الرياضة البلد الرياضي-ة
0 0 6 سباحة ألمانيا الشرقية كريستين أتو
1 1 5 سباحة الولايات المتحدة مات بيوندي
1 1 4 جمباز الاتحاد السوفياتي فلاديمير أرتيموف
1 2 3 جمباز رومانيا دانييلا سيليفاس
0 1 3 ألعاب قوى الولايات المتحدة فلورانس غريفث جونيور
1 0 3 جمباز الاتحاد السوفياتي ديميتري بيلوزيرتشيف



عربياً نال المغربي ابراهيم بو الطيب ذهبية العشرة آلاف متر ومواطنه سعيد عويطة برونزية الـ800م والمغربي الآخر عبد الحق عشيق برونزية الملاكمة والجيبوتي احمد صالح برونزية الماراتون. أما في رياضات أخرى أحرزت الولايات المتحدة ذهبية الطائرة على حساب الاتحاد السوفياتي فيما نالت سيدات الأخير ذهبية السيدات أمام البيرو, وفي كرة المضرب أحرز التشيكوسلوفاكي ميروشلاف ميشير ذهبية فردي الرجال فيما نالت الألمانية الغربية شتيفي غراف ذهبية فردي السيدات متفوقة على الأرجنتينية الشهيرة غابرييلا ساباتيني, ونال الاتحاد السوفيايت ذهبية كرة اليد أمام كوريا الجنوبية التي نالت سيداتها ذهبية فئتهن أمام النروج, واكتسح السوفيات الجمباز بـ12 ذهبية أمام رومانيا بثلاث. كما أحرز السوفيات ذهبية السلة والولايات المتحدة ذهبية السيدات وفي كلتي الفئتين نالت يوغوسلافيا البرونزية.

مات بيوندي في سيول

وقفات بارزة
مات بيوندي
سباح أميركي, هو واحد من اثنين في التاءيخ الاولمبي نجح في الفوز بسبع ميداليات في دورة واحدة وإحدى عشر ميدالية في عموماً, الآخر هو مواطنه مارك سبيتز نجم أولمبياد 1972 في ميونيخ. بدأ بيوندي مسيرته مع الذهب في أولمبياد 1984 لكن تالقه الكبير تم في أولمبياد 1988, كما ذاق الذهب في برشلونة 1992. عندما حل ثانياً في سباق المئة متر فراشة في سيول بزمن 53,01ث بعد السورينامي أنطوني نستي الذي سجل 53,00ث قال بيوندي "جزء بالمئة من الثانية, ماذا لو كان أصبعي الوسطي اطول". حقق في سيول أربعة أرقام عالمية في خمس سباقات فاز بها.

النجمة شتيفي غراف متوجة في سيول


شتيفي غراف
لاعب كرة مضرب ألمانية غنية عن التعريف, نالت ذهبية كرة المضرب في أولمبياد 1984 عن عمر 15 عاماً وقد كانت اللعبة استعراضية آنذاك. العام 1987 صنفت المصنفة الأولى على العالم. العام 1988 فازت ببطولة أستراليا المفتوحة ثم ويمبلدون فرولان غاروس, وبطولة الولايات المتحدة المفتوحة قبل أسبوع فقط من منافسات الألعاب الأولمبية في سيول, حيث وصلت محققة 35 انتصاراً متتالياً, وفي كوريا نالت الذهبية على حساب الأرجنتينية غابرييلا ساباتيني بفوزها عليها 6-3 و6-3. حافظت على صدارتها للتصنيف العالمي بشكل متتالي من السابع عشر من آب/أغسطس 1987 لغاية العاشر من آذار/مارس العام 1991. اعتزلت العام 1999 مع سجل تضمن 902 انتصار مقابل 105 خسارات. تحتل المركز الثاني من حيث النسبة المئوية في عدد الانتصارات بعد الأميركية كري إيفرت, 88,7% مقابل 90,0%.

كريستين أوتو
سباحة ألمانية شرقية فرضت نفسها النجمة الأولى في اولمبياد سيول بفوزها بست ذهبيات في مسافات الخمسين متر حرة والمئة متر حرة والمئة متر فراشة والمئة متر ظهر و4×100م حرة و4×100م متنوع, وهي أول امرأة تفوز بست ذهبيات أولمبية, كما تحمل في رصيدها سبع ذهبيات عالمية, وسبع ألقاب أوروبية. اعتزلت السباحة العام 1989.

السوفياتي الأوكراني سيرغي بوبكا


سيرغي بوبكا
لاعب وثب بالزانة أوكراني, مثل الاتحاد السوفياتي قبل ذلك, عن 19 عاماً أحرز أول ذهبية عالمية له في بطولة العام العالم 1983, ثم نال بعد ذلك اللقب لخمس مرات متتالية, وهو ما زال حتى الآن الرياضي الوحيد الذي حصد ستة ألقاب عالمية في مختلف المسابقات, العام 1988 أحرز ذهبيته الاولمبية الأولى متجاوزاً ارتفاع 5,90م, وفي نفس العام بات أول من اجتاز ارتفاع الستة أمتار. حقق في مسيرته 35 رقماً 18 منها داخل الصالات و17 خارجها. هو حالياً عضو في المجلس التنفيذي للمجلس الاولمبي التنفيذي.

العداء المغربي ابراهيم بو الطيب


ابراهيم بو الطيب
عداء مغربي أحرز ذهبية العشرة آلاف متر في أولمبياد سيول 1988 رغم انه دخل الألعاب ولم يكن معروفاً وقتها, علما انه كان أقرب لمسافة الخمسة آلاف متر. وقد عاد ليركز على المسافات الأقصر بعد منافسات سيول. حين فضل التدرب على مسافات الـ5 آلاف والـ1500م. في أولمبياد برشلونة 1992 شارك في الـ5 آلاف م وحل رابعاً بفارق 0,75ث عن الأول الألماني ديتر بومان. في بطولات العام احرز برونزية الخمسة آلاف متر العام 1991. ترك العاب القوى العام 1993 واتجه لممارسة هوايته في الرالي

ترتيب الميداليات


برونز فضة ذهب الدولة المركز
46 31 55 الاتحاد السوفياتي 1
30 35 37 ألمانيا الشرقية 2
27 31 36 الولايات المتحدة الأميركية 3
11 10 12 كوريا الجنوبية 4
15 14 11 ألمانيا الغربية 5
6 6 11 المجر 6
13 12 10 بلغاريا 7
6 11 7 رومانيا 8
6 4 6 فرنسا 9
4 4 6 إيطاليا 10
12 11 5 الصين 11
9 10 5 بريطانيا 12
2 2 5 كينيا 13
7 3 4 اليابان 14
5 6 3 أستراليا 15
5 4 3 يوغوسلافيا 16
2 3 3 تشيكوسلوفاكيا 17
8 2 3 نيوزيلاند 18
5 2 3 كندا 19
9 5 2 بولونيا 20
0 3 2 النروج 21
5 2 2 هولندا 22
2 0 1 المغرب 28
1 0 0 جيبوتي 46 [/color][/align]

راجي الحاج 25-08-2008 05:25 PM

رد: تاريخ الألعاب الأولومبيه الحديث
 
[img]http://www.aljazeerasport.net/arabic/html/Beijing2008/history/history_14.jpg[/img]
[align=center]
[size=5][color=#FF0000]برشلونا 1992 م [/color][/size][/align]

[align=center][color=#00008B]استضافت برشلونة الإسبانية النسخة الخامسة والعشرين من الألعاب الأولمبية الصيفية العام 1992 من الخامس والعشرين من تموز/يوليو إلى التاسع من آب/أغسطس وقد غابت المقاطعات لأول مرة منذ 1972 فكانت مشاركة واسعة وكبيرة بالرغم من أن العالم كان يشهد تغييرات سياسية كبيرة جراء تفكك العديد من الدول مثل الاتحاد السوفياتي وتشيكوسلوفاكيا ويوغوسلافيا وانهيار جدار برلين وانتهاء السياسة العنصرية في جنوب أفريقيا. افتتح الدورة الملك خوان كارلوس الأول وردد القسم الرياضي لاعب الشراع لويس دوريستي بلانكو, والقسم الرسمي أوجيني اسينسيو لاعبة كرة الماء, أما تعويذة البطولة فكان الكلب كوبي.


[img]http://www.aljazeerasport.net/NR/rdonlyres/B80CC41F-38BC-4D93-9537-[/img]

تغيرات عالمية
منحت اللجنة الاولمبية الدولية برشلونة شرف استضافة اولمبياد 1992 في مؤتمرها الحادي والتسعين الذي انعقد في لوزان سويسرا في السابع عشر من تشرين الأول/أكتوبر 1986, وقد تقدمت حينها في الجولة الأخيرة من الاقتراع على مدن باريس الفرنسية وبلغراد اليوغوسلافية وبريسبن الاسترالية, فيما خرجت المدن الأخرى التي تقدمت بملفات ترشح من الأدوار الأولى للتصويت وهي برمنغهام الإنكليزية وأمستردام الهولندية. وقد نالت فرنسا وقتها في اليوم نفسه شرف استضافة أولمبياد البيرفيل الشتوي الذي نظم العام 1992.

وكما ذكر سابقا فقد سبق هذه الدورة تغييرات سياسية وتكوينية للدول على مستوى العالم أجمع فكان انهيار الاتحاد السوفياتي العام 1991 وتفككه إلى خمس عشرة جمهورية, وهدم جدار برلين الذي كان فاصلاً بين الألمانيتين الشرقيتين والغربية لتعود إثره ألمانيا دولة واحدة, وانتهاء السياسة التمييزية العنصرية في جنوب أفريقيا ضد العرق الأسود التي جرائها حرمت من المشاركة في الأولمبياد سنين طوال, وقد سعت اللجنة الاولمبية الدولية جاهدة لاستثمار هذه التغييرات وتنظيم دورة على مستوى عال من المشاركة.

أنطونيو روبيللو يضيء الشعلة بالسهم الناري



وقد نتج عن تلك التغييرات مشاركات استثنائية في التاريخ الاولمبي, فجراء انفراط عقد الاتحاد السوفياتي, ظهرت دول جديدة على الساحة العالمية فكان أن اعترفت اللجنة الاولمبية الدولية باللجان الوطنية لدول استونيا ولاتفيا وليتوانيا العام 1991 وقد أرسلت تلك الدول المنبثقة عن الانهيار السوفياتي بعثات مستقلة فيما نالت سائر الدول الأخرى الجديدة الاعتراف الدولي بلجانها الأولمبية الأهلية في التاسع من آذار/مارس 1992, لكنها لم تشارك كدول مستقلة, بل شاركت روسيا ومعها سائر الدول الأخرى بوفد موحد عرف باسم دول الكومنولث, نافست تحت راية العلم الاولمبي.

ولم تقتصر التحولات الأوروبية على السوفيات إذ انعكست خضّات الأخير السياسية على يوغوسلافيا والألمانيتين, ففي ذلك الوقت كانت يوغوسلافيا تشهد نزاعات سياسية وحربية وقد منعت من قبل الأمم المتحدة من المشاركة في الأولمبياد, فيما اقترحت اللجنة الأولمبية الدولية على صربيا المشاركة كدولة مستقلة مع اعتمادها النشيد الأولمبي كنشيد رسمي, كما شاركت دول كرواتيا وسلوفينيا والبوسنة والهرسك المنبثقة عن تفكك يوغوسلافيا, أما ألمانيا فشهدت تغييرات جذرية مع عودتها دولة واحدة إثر إزالة جدار برلين, فشاركت للمرة الأولى تحت اسم ألمانيا منذ العام 1952.

الملك خوان كارلوس يفتتح البطولة




أما أفريقياً فكانت جنوب أفريقيا تعيش التحولات العام 1991 حيث أن التمييز العرقي كان ما زال موجوداً لكنه يتجه إلى الزوال تدريجياً, وقد طلبت اللجنة الأولمبية الدولية إنهاء ذلك التمييز في الرياضة واعترفت باللجنة الأولمبية الجنوب أفريقية في التاسع من تموز/يوليو 1991, وبالرغم من جريمة قتل عنصرية ذهب ضحيتها خمس وأربعين شخصاً من العرق الأسود في جوهانسبرغ ذلك العام أصر الزعيم الجنوب أفريقي على إرسال وفد للدورة الاولمبية في برشلونة قوامه من العرقين الأبيض والأسود لتسجل جنوب أفريقيا أول مشاركة بعد غياب ثلاثة عقود إلا سنتين.

شارك في الدورة 169 دولة أي جميع الدول الأعضاء في اللجنة الاولمبية الدولية ذلك الوقت باستثناء أفغانستان وتلك كانت المرة الأولى التي حصلت منذ أولمبياد ميونيخ 1972, مثلها 9653 رياضي ورياضية بينهم 2704 لاعبات, نافسوا في 25 رياضة كان جديدها البادمنتون والبايسبول, واشتملت على 257 مسابقة والرياضات إلى جانب ما ذكر هي: ألعاب القوى, الجذيف, كرة سلة, ملاكمة, كانوي كاياك, دراجات, سلاح, كرة قدم, جمباز, رفع أثقال, هوكي, كرة يد, جودو, مصارعة, الخماسي الحديث, ألعاب الماء, فروسية, كرة مضرب, كرة طاولة, رماية, قوس ونشاب, شراع, كرة طائرة, وقد تصدر في النهاية منتخب مجموعة الدول المستقلة الترتيب العام أمام الولايات المتحدة وألمانيا.

الرياضيون الأكثر تتويجاً


برونز فضة ذهب البلد الرياضي-ة
0 0 6 مجموعة الدول المستقلة فيتالي شيربو-جمباز
0 0 3 المجر كريستينا اغيرسيغي- سباحة
0 0 3 مجموعة الدول المستقلة يفغيني سادوفيي-سباحة
0 0 3 الولايات المتحدة الاميركية نيكول هيسليت-سباحة
0 2 2 مجموعة الدول المستقلة ألكسندر بوبوف-سباحة
1 1 2 مجموعة الدول المستقلة تاتيانا غوتسو-جمباز




المسابقات الرياضية
تميزت الأحداث الرياضية بالسماح باشتراك المحترفين فكان لذلك الأثر الأكبر في التحول التدريجي للأولمبياد من الهواة للاحتراف وقد شاركت الولايات المتحدة بفريق من المحترفين من الدوري الأميركي عرف باسم "دريم تيم" أو الفريق الحلم بقيادة ماجيك جونسون ومايكل جوردان ولاري بيرد, وبرز في الدورة فيتالي شيربو الذي فاز بست ذهبيات بينها أربع في يوم واحد, وتألقت الاثيوبية ديرارتو تولو التي فازت بالعشرة آلاف متر وهي أول سمراء أفريقية تحقق هذا الانجاز, وبزغ نجم السباح السوفيات ألكسندر بوبوف الذي ظل نجم أحواض السباحة لسنين طوال يف المسافات القصيرة.

إذا تعتبر كرة السلة أبرز أحداث اولمبياد برشلونة مع السماح للمحترفين بالمشاركة فكانت أن أرسلت الولايات المتحدة فريقاً محترفاُ ضم خيرة نجوم تلك الحقبة, وكانت فيما قبل تتمثل الفرق الأميركية بلاعبين من دوري الجامعات الأميركي أو من آخرين يلعبون في أوروبا, وقد حضر الأميركيون بصفوف مخيفة أسماؤها فبالإضافة إلى من ذكر, حضر باتريك ايوينغ وشارلز باركلي, واستطاع هذا الفريق سحق منافسيه بسهولة تامة دون مع معدل فارق بلغ 32 نقطة في ثماني مباريات خاضوها مع تقديم عروض دمغها الاستعراض الممتع, وقد تغلب الأميركيون في النهائي على كرواتيا 117-85 واعتبر أعظم فريق كرة سلة في تاريخ الدورات الاولمبية.

مايكل جوردان وايرفن جونسون يحتفلان بفوز منتخب السلة الأميركي



وحققت كوبا عودة خارقة في رياضة الملاكمة بعد غياب استمر 12 عاماً, وقد نجح ملاكموها في فرض سيطرة كبيرة على المسابقة حاصدين سبع ذهبيات وتسع ميداليات عموماً علماً ان 441 ملاكماً شاركوا, وقد تمكن الرياضيون الكوبيون من رفع علم بلادهم عالياً, علماً أن الملاكمة الكوبية ممنوعة من الاحتراف بعدما أصدر الرئيس السابق فيديل كاسترو مرسوماً العام 1962 منع الاحتراف في الرياضة. ومن أبرز الكوبيين الذين ظهروا في برشلونة الملاكم فيليكس سافون الذي أحرز في مسيرته ثلاث ذهبيات في الوزن الثقيل. وما ميز مسابقة الملاكمة في برشلونة تحديد عدد الملاكمين لكل دولة واستعمال الكومبيوتر لإرسال النتائج من قبل القضاة الأمر الذي منع أي تغيير في النتيجة.

وانسحب تألق الكوبيون في الملاكمة على لاعبي دول الكومنولث أو السوفيات سابقاً, فتألق الروسي الأبيض فيتالي شيربو ابن العشرين عاماً بشكل غير عادي محرزاً ستة ألقاب أولمبية, بدأها بذهبية الفرق, ثم اتبعها بخمس أخرى على الأجهزة الفردية على الجهاز المتوازي, وحصان القفز, وحصان الحلق, الحلق, الفردي العام. وتمكن أثناء حصده ذهبياته في أن يصبح أول رياضي في التاريخ الأولمبي يحصد أربع ذهبيات في يوم واحد.

وأبدعت الدول المستقلة في السباحة أيضاً عبر نجمها الخارق الروسي ألكسندر بوبوف الذي كان يوماً ملك السباقات القصيرة خصوصاً الخمسين والمئة متر حرة, وقد نال ذهبية السباقين مسجلاً في الأول 21,91ث متفوقاً على الخارق الآخر الاميركي مات بيوندي الذي سجل 22,09, وفي الثاني 49,02ث بفارق مريح عن وصيفه البرازيلي غوستافو بورجيس 49,43ث, كما برز الروسي الآخر يفغيني سادوفيي الذي نال ذهبيتا الـ200م والـ400م حرة, والمجري تاماس دارمي في الـ200 والـ400م متنوع, وتصدرت الولايات المتحدة في النهاية بـ11 ذهبية مقابل 6 للدول المستقلة.

تعويذة البطولة



وفي ألعاب القوى أحرزت الإثيوبية السمراء ديرارتو تولو ذهبية الـ10 آلاف متر أمام البيضاء الجنوب أفريقية ايلانا ميير وقد اعتبر المشهد تاريخي خاصة بعد غياب طويل لجنوب أفريقيا بسبب العنصرية, وفي السبرنت مئة متر أحرز البريطاني لينفورد كريستي ذهبية السباق وهو بعمر الـ32 عاماً, فيما أحرز النجم الأميركي كارل لويس ذهبيته الاولمبية الثامنة بفوزه بثالث لقب وثب طويل على التوالي, واستغلت اليونانية باراسكيفي باتوليدو تعثر الأميركية غايل ديفرز وفازت بذهبية الـ110م حواجز محققة أول ذهبية اولمبية لبلادها في المسابقة.

عربياً نالت المغرب ثلاث ميداليات عبر خالد سكاح في الـ1000م الذي نال الذهبية, ورشيد البصير الذي نال فضية الـ1500م, وعبر محمد عشيق في الملاكمة, ونالت الجزائر ذهبية وبرونزية, عبر حسيبة بولمرقة التي أحرزت ذهبية الـ1500م, وحسين سلطاني في الملاكمة, كما نالت قطر برونزية الـ1500م لدى الرجال عبر عدائها محمد سليمان.

وقفات بارزة
فيتالي شيربو

صنع تاريخ جديد في برشلونة, روسي أبيض عمره 20 عاماً بات أول من أحرز أربع ذهبيات في يوم واحد وذلك في مسابقات الجمباز, وأول لاعب جمباز أحرز ست ذهبيات في دورة واحدة, شارك في اولمبياد 1996 في اتلانتا وكان في عمر الأربعة وعشرين عاماً ومثل حينها روسيا البيضاء, لكنه فشل في إحراز الذهب واكتفى بأربع برونزيات في العارضة والمتوازي والفردي العام وحصان الحلق.

فيتالي شيربو في الوسط متوجاً بإحدى ميدالياته



حسيبة بولمرقة

عداءة مسافات متوسطة وتحديداً 1500م تألقت عالمياً في النصف الأول من تسعينيات القرن الماضي, نالت ذهبية الـ1500 في برشلونة بحيث باتت أول جزائرية تنال ذهبية أولمبية. بدأت تدريباتها وهي صغيرة على مسافتي الـ800 والـ1500, شاركت في أولمبياد سيول عن عمر 20 عاماً لكنها لم تنجح في اجتياز التصفيات, تحسنت بعد ذلك بشكل كبير وتمكنت من الفوز بذهبية الـ1500م ببطولة العالم 1991 في طوكيو, ثم نالت برونزية السباق في بطولة العالم 1993 في شتوتغارت والذهبية مرة جديدة العام 1995 في غوتنبرغ السويد بالرغم من أنها عامذاك لم وصلت السويد ولم تكن فازت بأي سباق. اعتزلت الجري العام 1997.

ألكسندر بوبوف

اكتسح سباقات السرعة في السباحة في تسعينيات القرن الماضي بحيث كان لا يقهر, فاز بذهبية الـ100م في برشلونة 1992 رغم أنه كان سادساً في نصف المسافة, ثم فاز بعد يومين بالـ50م حرة مع سيطرة مطلقة, كما نال فضيتين في سباقات البدل, دافع عن لقبه بالمئة متر حرة بنجاح في اتلانتا 1996 وبات أول من نجح بذلك منذ السباح الأميركي الشهير جوني ويسمولر العام 1920, كما احتفظ بذهبية الخمسين متر حرة أيضاً بالإضافة لإحرازه فضيتين جديدتين في البدل. تعرض لطعنة سكين من بائع بطيخ روسي بعد شهر من ألعاب اتلانتا وقد اخترقت معدته 15سنتيمتراً, لكنه شفي من الحادث وفاز العام 1998 بذهبية المئة متر حرة. ونال في سيدني 2000 فضية المئة متر حرة وحل سادساً في الخمسين متر حرة.

بوبوف من اليمين يسلم على مات بيوندي بعد نهاية سباق المئة متر



لينفورد كريستي

عداء بريطاني نال ذهبية المئة متر عن عمر 32 عاماً في أولمبياد برشلونة, انجازاته قبل ذلك كانت فضية أولمبياد سيول 1988 وبطل أوروبا العام 1986 في شتوتغارت, و1990 في سبليت, والعاب الكمنولث العام 1990 أيضاً, نال في مسيرته عدة ألقاب متنوعة الألوان منها بطولة العالم مرة واحدة العام 1993 في شتوتغارت أيضاً. انتهت مسيرته بعد توقيفه سنتين إثر تعاطيه المنشطات.

ترتيب الميداليات


برونز فضة ذهب الدولة المركز
29 38 45 مجموعة الدول المستقلة 1

37 34 37 الولايات المتحدة الاميركية 2
28 21 33 ألمانيا 3
16 22 16 الصين 4
11 6 14 كوبا 5
2 7 13 إسبانيا 6
12 5 12 كوريا الجنوبية 7
7 12 11 المجر 8
16 5 8 فرنسا 9
11 9 7 أستراليا 10
7 4 7 كندا 11
8 5 6 إيطاليا 12
12 3 5 بريطانيا 13
8 6 4 رومانيا 14
1 2 4 تشيكوسلوفاكيا 15
5 0 4 كوريا الشمالية 16
11 8 3 اليابان 17
6 7 3 بلغاريا 18
10 6 3 بولونيا 19
7 6 2 هولندا 20
1 1 1 المغرب 31
1 - 1 الجزائر 34
1 - - قطر 54

[/color][/align]

راجي الحاج 25-08-2008 05:29 PM

رد: تاريخ الألعاب الأولومبيه الحديث
 
[align=center][size=5][color=#FF0000]اتلانتا 1996 م[/color][/size][/align]

[align=center][color=#00008B]حط الاولمبياد للمرة الرابعة في الولايات المتحدة الأميركية في نسخته السادسة والعشرين, فبعد سان لويس 1904 ولوس انجليس 1932 و1984, جاء دور اتلانتا 1996 من التاسع عشر من تموز/يوليو وحتى الرابع من آب/أغسطس وسط مجادلة قوية سبقت اختيار على اعتبار أحقية أثينا الشرعية والتكريمية في استضافة هذه النسخة كونها تزامنت مع الذكرى المئوية لانطلاق الألعاب الأولمبية الحديثة. كما شهدت الألعاب اعتداء إرهابيا خلال حفل موسيقي في السابع والعشرين من تموز. افتتح الألعاب الرئيس الأميركي بيلي كلينتون, ورددت لاعبة كرة السلة تيريزا ادواردز القسم الأولمبي, وأضاء الملاكم الشهير محمد علي الشعلة الأولمبية. فيما عرفت التعويذة باسم "ايزي" وكانت عبارة عن ابتكار شخصي.

الرئيس الأميركي بيلي كلينتون يفتتح الدورة



أخطاء تنظيمية
منحت اتلانتا حق الاستضافة في المؤتمر السادس والتسعين من اللجنة الأولمبية الدولية الذي انعقد في الثامن عشر من ايلول/سبتمبر في العاصمة اليابانية طوكيو, وقد تقدمت في خامس مراحل الاقتراع على أثينا بستة عشر صوتاً, فيما خرجت مدن تورونتو, ملبورن, مانشستر, بلغراد من مراحل سابقة. وقد شهدت اللجنة مجادلات قوية بين أعضائها حول أحقية اثينا في الاستضافة, كون الاولمبياد الأول 1896 انطلق من اليونان, لكن القرار النهائي جاء لمصلحة اتلانتا التي اعتبرت مجهزة بشكل أفضل من ناحية البنى التحتية.

لكن بعض المشاكل التنظيمية اعترضت هذه الولاية أبرزها ضعف شبكة الاتصال المعلوماتية, ووسائل النقل للرياضيين والمشاهدين, وقد أثار ذلك حفيظة وسائل الإعلام العالمية التي عانت من تأخر وصول المعلومات عبر شبكة الكومبيوتر, بالإضافة لتلقي معلومات خاطئة عن الرياضيين, واتهمت الشركة التي تولت الإشراف على شبكة المعلوماتية بعدم الإيفاء بوعودها بتقديم خدمات مميزة على صعيد الاتصالات.

مشهد عام لافتتاح الألعاب



أما المشكلة الأخرى أي المواصلات الخاصة بالدورة, فقد شكلت نقطة سوداء في السجل التنظيمي للأميركيين, فالمدينة لم تكن مجهزة كلياً لاستيعاب الأعداد الضخمة من الجماهير والرياضيين, فلا شبكة المترو كانت قادرة, ولا حافلات النقل التي واجهت مشكلة الازدحام الخانق في المدينة, كما ظهرت مشاكل تنظيمية أخرى منها عدم الانتظام بمواعيد التجارب في المسابقات أحياناً بالإضافة لأخطاء في توزيع الميداليات.

شائبة أخرى عكرت صفو هذه الألعاب تمثلت بالاعتداء الإرهابي الذي حصل في حديقة المئوية حيث وضعت متفجرة ليلة الجمعة-السبت من السابع والعشرين من تموز حين كانت الحديقة مكتظة بالطلاب والسياح بغرض حضور حفل موسيقي, وقد أسفرت عن مقتل شخصين وجرح العشرات الآخرين, 112 تحديداً. وقد سارعت اللجنة الأولمبية الدولية برئاسة خوان أنطونيو سامارانش إلى الإعلان أنها ستكمل الألعاب ولن تخضع للإرهاب, لكن في اليوم التالي للانفجار تم الوقوف دقيقة صمت قبل البدء قي جميع المسابقات ونكست الأعلام الأولمبية, وقال سامارانش وقتها "لن يردعنا أي إرهاب عن الاستمرارية في المسيرة الأولمبية". وقد تم القبض على الفاعل بعد الدورة بسنوات وكان ينتمي لمنظمات دينية متطرفة, وتم سجنه مدى الحياة.

تعويذة الدورة



شهدت دورة اتلانتا مشاركة 197 دولة في رقم قياسي جديد نتج عن ظهور جمهوريات جديدة على الخارطة السياسية العالمية, 24 منها شاركت للمرة الأولى, بينها إحدى عشرة دولة منبثقة عن التفكك السوفياتي, والدول الجديدة هي, أرمينيا, أذربيجان, روسيا البيضاء, بوروندي, الرأس الاخضر, جيورجيا, كوموريس, دومينيكان, غينيا بيساو, كازاخستان, قيرغيزستان, مقدونيا, موادافيا, أوزبكستان, ناورو, فلسطين, سانت كيتس ونيفيس, ساوتومي وبرنسيب,سلوفاكيا, طاجيكستان, تشيكيا, تركمانستان وأوكرانيا.

مثل هذه الدول 10318 رياضي ورياضية, بينهم 3512 من الإناث, نافسوا في ست وعشرين رياضة جديدها كان السوفت بول, اشتملت هذه الرياضات على 271 مسابقة, أما الألعاب فهي, ألعاب ماء (سباحة, غطس, كرة ماء), القوس والنشاب, ألعاب قوى, بادمنتون, بايسبول, كرة سلة, ملاكمة, كانوي كاياك, دراجات, فروسية, سلاح, كرة قدم, جمباز, مرة يد, هوكي, جودو, خماسي حديث, تجذيف, إبحار, رماية, سوفت بول, كرة طاولة, كرة مضرب, كرة طائرة, رفع أثقال ومصارعة. وقد تصدرت الولايات المتحدة للمرة الاولى منذ دورة 1984 متقدمة روسيا بفارق مريح جداً عاد للوضع السياسي والتفكك الذي شهده الاتحاد السوفياتي العام 1991.

أكثر اللاعبين تتويجاً


برونز فضة ذهب الرياضة البلد الرياضي-ة
0 0 4 سباحة الولايات المتحدة آيمي فان ديكن
1 0 3 سباحة ايرلندا ميشال سميث
0 2 2 سباحة روسيا الكسندر بوبوف
0 2 2 سباحة الولايات المتحدة غاري هال جي أر
3 1 2 جمباز روسيا ألكسي نيموف



المسابقات الرياضية
أم الألعاب كالعادة تأخذ النصيب الأوفر من الاهتمام والأضواء, وقد كانت كذلك في اتلانتا حيث لمع العديد في مقدمتهم عداء السرعة الشهير الأميركي مايكل جونسون الذي حقق دوبليه تاريخية في الـ200م والـ400م, فحقق بداية فوزاً سهلاً في المسافة الثانية وقد تقدّم في النهاية وصيفه بحوالي عشرة أمتار مسجلاً رقماً أولمبياً جديداً 43,49ث فيما سجل وصيفه البريطاني روجر بلاك 44,41ث, ثم أعقب هذا النصر بآخر بعد ثلاثة أيام حين نال ذهبية المئتي متر محققاً رقماً قياسيا عالمياً جديداً بزمن 19,32ث متقدماً الناميبي الشهير فرانكي فريديريكس الذي سجّل 19,86ث.

وبموازاة جونسون حققت الفرنسية الشهيرة ماري جوزيه بيريك دوبليه مماثل حين فازت بسباقي الـ200م والـ400م, علماً أنها بطلة الـ400م في أولمبياد برشلونة, وقد نالت ذهبية هذا السباق متفوقة على الأسترالية الغنية عن التعريف كاثي فريمان مسجلة 48,25 وكان رقماً أولمبياً آنذاك. ثم رفعت الغزالة الفرنسية رصيدها إلى ثلاث ذهبيات أولمبية حين فازت بلقب الـ200م علماً أنها كانت متأخرة لحظة الخروج من المنعطف خلف ثلاث عداءات لكنها عادت وانتزعت المقدمة بإصرار ملفت متقدمة النجمة الجامايكية مارلين أوتي صاحبة التاريخ الحافل بالانتصارات.

محمد علي في طريقه لإضاءة الشعلة



من جهته لمع ابن الـ35 عاماً الأميركي الأسطوري كارل لويس حين أحرز رابع لقب متتالي له في مسابقة الوثب الطويل وتاسع ذهبية أولمبية في مسيرته وهو بات بانجازه ثالث من حقق اللقب في نفس المسابقة أربع مرات متتالية, ورابع من عانق الذهب الأولمبي تسع مرات. وقد سجل في اتلانتا 8,50م متقدماً بفارق كبير عن الثاني الجامايكي جايمس بكفورد الذي سجل 8,29م .

كما تألق الكندي دونوفان بايلي بفوزه بلقب الـ100م مع رقم عالمي جديد حينها 9,84ث وجاء الثاني فرانكي فريديريكس, وكذلك الروسية سفتلانا ماستركوفا بفوزها بلقبي المسافات المتوسطة الـ800م والـ1500م, وبرز العرب عبر الجزائري نور الدين مرسلي بفوزه سباق الـ1500م مسجلاً 3,35,78د متقدماً الإسباني فيرمن كاتشو الذي سجل 3,36,40د. وغطّى اسم لاعبة السباعية السورية غادة شعاع فوق الجميع حين انتزعت ذهبية المسابقة مسجلة 6780ن أمام ناتاليا سازانوفيتش من روسيا البيضاء 6563ن. وقد تصدرت الولايات المتحدة في النهائي قائمة الذهب بـ13 ذهبية مقابل 3 لكل من روسيا, ألمانيا, وفرنسا.

جونسون بعد تحطيمه الرقم العالمي في الـ200م



وفرض السباح الروسي ألكسندر بوبوف نفسه كأحد ابرز نجوم البطولة بفوزه بأربع ميداليات بينها ميداليتي السبرنت الـ50 والـ100م حرة. وقد تقدم بوبوف في الـ100م الأميركي غاري هال جي أر مسجلاً48,74ث, وبات في حينها أول سباح احتفظ بلقب هذا السباق منذ جون ويسمولر عام 1928. ثم تمكن بوبوف بعد ثلاثة أيام من هزم جي أر مرة أخرى في مسافة الـ50م مسجلاً 22,13ث ورفع رصيده حينها إلى أربع ذهبيات, كما نال في اتلانتا فضيتين في سباقات البدل. ولدى السيدات كانت الأميركية أيمي فان ديكن الأكثر حصداً للميداليات بفوزها بسباقات 50 و100 و4×100م حرة و4×100م متنوع. وهي باتت في حينها أول رياضية أولمبية أميركية نالت أربع ذهبيات في نفس الاولمبياد. وتصدرت بلادها في النهاية قائمة الذهب بـ13 ميدالية.

وتميزت مسابقة كرة القدم بإدراج المسابقة للسيدات لأول مرة, وشاركت فيها ثماني منتخبات هي الصين واليابان عن آسيا والبرازيل عن أميركا الجنوبية والدنمارك, ألمانيا, السويد والنروج عن أوروبا, والمضيفة الولايات المتحدة الأميركية, وقد فازت الأخيرة باللقب بعد هزمها الصين 2-1 في النهائي في حين نالت النروج البرونزية على حساب البرازيل 2-0. أما رجالاً فشارك ستة عشر منتخباً بينها المنتخب السعودي, الذي خرج من الدور الأول, فيما نالت نيجيريا الذهبية بفوزها على الأرجنتين 3-2, ونالت البرازيل البرونزية بفوزها على البرتغال 5-0.

الفرنسية بيريك في الوسط متوجة بالذهب



وفي نتائج العرب الباقية نال الجزائري حسين سلطاني ذهبية الوزن الخفيف 60 كلغ في الملاكمة ومواطنه محمد بحري برونزية الوزن المتوسط 75 كلغ ونالت المغرب برونزيتين عبر خالد بولامي في الـ5000م وصلاح حسو في الـ10 آلاف متر, ونالت تونس برونزية عبر فتحي ميساوي في الملاكمة.

وفي مسابقات أخرى نالت الولايات المتحدة ذهبيتي السلة رجالاً وسيدات أمام يوغوسلافيا وليتوانيا في الفئة الأولى, والبرازيل وأستراليا في الفئة الثانية. وأحرزت هولندا لقب طائرة الرجال أمام إيطاليا ويوغوسلافيا, فيما نالت كوبا لقب السيدات أمام الصين والبرازيل. وفي كرة المضرب نال اندري اغاسي ذهبية فردي الرجال وليندساي دافنبورت ذهبية فردي السيدات. وأحرزت كرواتيا ذهب اليد أمام السويد وإسبانيا فيما أحرزت الدنمارك ذهبية السيدات أمام كوريا الجنوبية والمجر.

وقفات بارزة
لقاء الشقيقين

في الدور الثاني من تصفيات وزن المتوسط في المصارعة الحرة التقى الأخوان المادي جبريلوف الذي كان يمثل كازاخستان مع شقيقه لوكمان جبريلوف الذي كان يمثل مولدافيا. والقصة أن الشقيقين من تشيتشينيا لكنهما رفضا تمثيل روسيا كونها كانت تشن حرباً على التشيشانيين وقرر كل منهما الاستجابة لطلبات دول أخرى. وقد فاز المادي باللقاء 10-8.

سليمانوغلو متوّج في الوسط



مشاركة بالصدفة

حضرت لاعبة كرة المضرب المجرية فيراغ كسورغو إلى اتلانتا العام 1996 للمشاركة في مباريات الزوجي فقط, لكن صباح الرابع والعشرين من تموز/يوليو وفيما كانت كسورغو تساعد زميلة لها تجري عملية الإحماء, أبلغت أنه أمامها فرصة في لعب إحدى مباريات بعدما تغيبت المشاركة الأساسية, لكن عليها الحضور خلال خمس دقائق, فسارعت إلى الملعب ولعبت اللقاء وفازت به!

نعيم سليمانوغلو

ولد في بلغاريا من أبوين تركيين, طوله 1,47م فقط, احترف رفع الأثقال وحقق رقم عالمي وهو ما زال في الخامسة عشرة من عمره. عندما بلغ السادسة عشرة العام 1984 بات ثاني رباع فقط يرفع ثلاث أضعاف وزنه, انتقل إلى تركيا العام 1986, ومثّلها في أولمبياد 1988 في سيول حيث شارك في وزن الريشة حطم هناك الرقم العالمي في الخطف والنتر, وفاز بمجموع بلغ به الفارق عن الثاني 30 كلغ. ظل لا يقهر لاكثر من ثماني سنوات. نهايته الاولمبية كانت في سيدني 2000 حيث استبعد بعد أن فشل ثلاث مرات في خطف 145 كلغ.

ترتيب الميداليات


برونز فضة ذهب الدولة المركز
25 32 44 الولايات المتحدة الأميركية 1
16 21 26 روسيا 2
17 18 20 ألمانيا 3
12 22 16 الصين 4
15 7 15 فرنسا 5
12 10 13 إيطاليا 6
23 9 9 أستراليا 7
8 8 9 كوبا 8
12 2 9 أوكرانيا 9
5 15 7 كوريا الجنوبية 10
5 5 7 بولونيا 11
10 4 7 المجر 12
6 6 5 إسبانيا 13
9 7 4 رومانيا 14
10 5 4 هولندا 15
0 4 4 اليونان 16
4 3 4 تشيكيا 17
0 3 4 سويسرا 18
1 0 2 الجزائر 34
0 0 1 سوريا 49
2 0 0 المغرب 68
1 0 0 تونس 71
[/color][/align]

راجي الحاج 25-08-2008 05:31 PM

رد: تاريخ الألعاب الأولومبيه الحديث
 
[align=center][size=5][color=#FF0000]سيدني 2000 م[/color][/size][/align]

[align=center][color=#00008B]
نظمت سيدني الأسترالية النسخة السابعة والعشرين من الألعاب الاولمبية الصيفية من الخامس عشر من أيلول/سبتمبر حتى الأول من تشرين الأول/أكتوبر من العام 2000, وتلك كانت المرة الثانية التي تستضيف فيها أستراليا الأولمبياد بعد دورة ملبورن 1956. تألّف فريق العمل الرسمي لهذه الدورة من 2500 شخص, إلى جانب 50 ألف متطوع, واعتبرت ألعاب سيدني ناجحة بكل المقاييس. نجمة الدورة الأولى آنذاك كانت الأميركية ماريون جونز التي باتت في ما بعد, تحديداً الـ2007, الخيبة الكبرى بعد إقرارها بتناول المنشطات. افتتح البطولة السير وليام جين ديان الحاكم العام لأستراليا, رددت القسم الأولمبي لاعبة الهوكي ريشيل هاكس وأضاءت الشعلة العداءة الأسترالية كاثي فريمان, أما التعويذة فكانت عبارة عن ثلاثة حيوانات أسترالية عرفت باسم أولي, سيد وميلي, وهي ترمز للأرض والماء والهواء.

السير ويليام جين يفتتح الألعاب



الكوريتان تتوحدّان
سعت أستراليا خلال الثمانينات في نيل شرف تنظيم الألعاب الاولمبية 1992 و1996 عبر مدينتي بريزبن وملبورن على التوالي دون أن تصيبا نجاحاً, وتبعتهما في الخطوة سيدني العام 1989, في سعي لتنظيم أولمبياد 2000, وقد حظيت المدينة بدعم اللجنة الأولمبية المحلية, بالإضافة لدعم شعبي وإعلامي محلي واسع أفضى مع عوامل كثيرة أخرى لاختيار المدينة لاستضافة الألعاب في المؤتمر الـ101 للجنة الاولمبية الدولية الذي انعقد في 23 أيلول/سبتمبر العام 1993 في موناكو. وتقدمت سيدني العاصمة الصينية بكين في الجولة الرابعة من التصويت بصوتين فقط 45 مقابل 43, فيما خرجت مدن مانشستر, برلين واسطنبول في جولات سبقت.

افتتحت البطولة في الخامس عشر من أيلول/سبتمبر وسط حضور وصل إلى 110 آلاف متفرّج داخل الملعب وأكثر من مليار خارجه عبر التلفزيون, شاهدوا حفل افتتاح ضخم ومميز استوحي من التاريخ الاسترالي وثقافة البلاد, بدأ بدخول 120 حصاناً قاموا بتشكيل رمز إلى ما تتميز به أستراليا من محيط وصحراء وحيوانات, ثم قدمت لوحات ترمز إلى الحضارة الابوريجانية, أي الشعوب الأولى التي سكنت أوقيانيا, بالإضافة لفقرات غنائية وعروضات راقصة ولوحات مختلفة, ثم دخلت الدول المشاركة, وأبرز ما فيها دخول الوفدين الكوري الجنوبي والشمالي بوفد موحد, ثم ألقي القسم وأضيئت الشعلة وافتتح الحاكم العام الأسترالي الدورة.

من حفل الافتتاح



شارك في الدورة 199 دولة من أصل 200 معترف فيها من اللجنة الأولمبية الدولية ولم تغب إلا أفغانستان كون نظام حركة طالبان الحاكمة كان منع ممارسة الرياضة في البلاد. أربع من هذه الدول سجلت أول مشاركة لها هي أريتريا وميكرونيزي وبالو وتيمور الشرقية, التي كانت حديثة الاستقلال بعد صراع مع اندونيسيا, وقد تمت دعوتها من اللجنة الأولمبية الدولية في اللحظات الأخيرة قبل انطلاق الألعاب وتمثلت في حينها بأربعة رياضيين في المسابقات الفردية. ونظراً لأن تيمور الشرقية لم تكن تملك لجنة أولمبية وطنية نافس رياضيوها تحت راية علم اللجنة الأولمبية الدولية.

الأكثر تميزاً في استعراض هذه الدول كان سير الوفدين الكوري الشمالي والجنوبي بموكب موحد مستخدمين علماً صمم خصيصا للمشاركات المماثلة, وهو عبارة عن خلفية بيضاء في وسطها خريطة زرقاء لشبه الجزيرة الكورية, ولم تكن تلك المرة الأولى التي استخدم فيها هذا العلم للسير في وفد موحد, إذ كان استخدم العام 1991 حين شاركت الدولتان بفريق موحّد في بطولة العالم لكرة الطاولة, واستخدم فيما بعد مراراً, في أولمبياد أثينا 2004 وتورينو الشتوي 2006, والألعاب الآسيوية في الدوحة 2006, لكن في المنافسات الرياضية شاركت كل دولة بشكل مستقل. والجدير ذكره أن هذا العلم لا يحمل أي صفة رسمية للدولتين.

اولي سيد وميلي


مثّل تلك الدول 10651 رياضي ورياضية بينهم 4069 من الإناث, نافسوا في 300 مسابقة رياضية توزعت على ثماني وعشرين رياضة جديدها كان التايكواندو والترياتلون, كما دخل البرنامج النسائي رياضات كانت مقتصرة فقط على الرجال مثل الوثب بالزانة ورمي المطرقة لدى الرجال, وكرة الماء ورفع الأثقال والخماسي الحديث وبعض المسابقات في الرماية. أما الرياضات المدرجة إلى جانب ما ذكر فكانت ألعاب قوى, الشراع, بادمنتون, بايسبول, كرة سلة, ملاكمة, كانوي كاياك, دراجات هوائية, سلاح, كرة قدم, جمباز, رفع أثقال, كرة يد, هوكي على العشب, جودو, مصارعة, خماسي حديث, ألعاب ماء (سباحة, سباحة إيقاعية, غطس, كرة ماء), سوفت بول, فروسية, كرة مضرب, كرة طاولة, رماية, القوس والنشاب, تجذيف, كرة طاولة. وتصدرت الولايات المتحدة جدول الميداليات برصيد 37 ميدالية ذهبية أمام روسيا 32. علماً أن رصيد الولايات المتحدة كان أكثر لكنها جردت تباعاً من بعض الألقاب بعد فضائح منشطات طالت رياضييها واكتشفت في السنوات اللاحقة.

الرياضيون الأكثر تتويجاً


برونز فضة ذهب الرياضة البلد الرياضي-ة
0 1 3 سباحة هولندا انغ دي بروين
0 1 3 دراجات هولندا ليونيان فان مورسيل
0 1 3 سباحة أستراليا ايان ثورب
1 0 3 سباحة الولايات المتحدة الأميركية جيني تومبسون
0 2 2 جمباز روسيا سفتلانا خوركينا
3 1 2 جمباز روسيا ألكسي نيموف



المسابقات الرياضية
تميزت المسابقات الرياضية بالكثير من الأحداث والأرقام, لكن بعضها كان شديد التميز مثل ما حققته الألمانية بريجيت فيشر التي نالت ذهبيتين في الكاياك لتصبح أول امرأة تعانق الذهب الاولمبي في دورتين تفصل بينهما سنوات عشرون, إذ كانت أحرزت ألقاباً في دورة موسكو 1980 تحت راية ألمانيا الشرقية. وبرز اسم لاعبة الجودو اليابانية ريوكو تامورا التي كانت أخفقت مرتين في نهائي الوزن الخفيف في دورتي 1992 و1996, علماً أنها دخلت الثانية بسجل يتضمن 84 فوزاً متتالياً دون أي هزيمة مع لقبين عالميين لكنها سقطت أمام فتاة صغيرة من كوريا الجنوبية, لكن إصرار تامورا كان أقوى حين نالت الذهب في أولمبياد سيدني الذي دخلته دون خسارة أيضاً. وكان لاعب التجذيف البريطاني ستيف ريدغرايف نجماً فوق العادة حين بات أول مجذف أحرز خمس ذهبيات في خمس دورات أولمبية متتالية بدءاً من لوس أنجليس 1984.

في تفاصيل أبرز الرياضات وأكثرها شعبية, ألعاب القوى, دوّن عداء السرعة الأميركي موريس غرين اسمه في سجل الأبطال حين بات أسرع رجل في العالم بتسجيله رقم عالمي وقتها 9,87ث, في حين ذهب لقب سباق الـ200م إلى اليوناني كونستانتينوس كيديريس مانحاً بلاده وقتها أول فوز من نوعه منذ أول أولمبياد العام 1896 في أثينا, وتألقت العداءة الاسترالية الشهيرة كاثي فريمان الأبوريجية الأصل, أي من السكان الأصليين, ونالت لقب الـ400م وباتت أول رياضية أضاءت الشعلة الأولمبية وفازت بذهبية في نفس الدورة.

من إحدى لقاءات التايكواندو





ودونت الجامايكية التي تحمل الجنسية السلوفينية أيضاً مرلين اوتي اسمها في سجل أكثر الرياضيات حصداً للميداليات غير الصفراء بفوزها بتاسع ميدالية اولمبية لها بينها ثلاث فضيات وست برونزيات وفشلت في كل مشاركاتها في الوصول إلى الذهب لذا لقبت بـ"ملكة البرونز" وآخر نتائجها فضية في البدل 4×100م في سيدني. في الجري المتوسط والطويل فشل "ملك الميل" المغربي هشام الكروج حامل الرقم العالمي في الـ1500م وغيره من المسافات, في الفوز وخسر أمام الكيني نواه نجني مكتفيا بالفضية في أول ميدالية أولمبية له. وسطر البولوني روبرت كورزنيوفسكي اسمه في سجل الخالدين حين نجح في الجمع بين لقبي مسابقة المشي الـ50 كلم والـ20 كلم وبات اول من حقق ذلك في التاريخ الاولمبي. أما الأميركي هيسونغ فأعاد اعتبار بلاده في مسابقة القفز بالزانة حين منحها أول ذهبية من نوعها منذ أولمبياد مكسيكو 1968.

وبفرحة كاذبة ومجد باطل داما سبع سنوات, عانقت الأميركية ماريون جونز الألقاب بالجملة في سيدني حين فازت بذهبيتي المئة والمئتي متر وبلقب البدل 4×100م وبرونزية الوثب الطويل, وكانت نجمة فوق العادة آنذاك, لكن مجدها لم يدم طويلاً, وعادت صحوة الضمير لجونز بعد سبع سنوات مخيبة آمال كل من اتخذها قدوة, حين أقرّت في 5 تشرين الثاني/نوفمبر 2007 بتناولها المنشطات في سيدني, علماً أن الفحوصات التي كانت خضعت لها جاءت سلبية, وبادرت بتسليم ميداليتها لاتحاد اللعبة المحلي ثم تمّ تجريدها رسمياً من قبل اللجنة الأولمبية الدولية من جميع ميدالياتها وبالتالي إلغاء نتائجها الفردية ثم الجماعية بطلب من المجلس التنفيذي للاتحاد الدولي للعبة, وتم ذلك في 12 نيسان/ابريل 2008. واستعيدت الميداليات من جميع اللاعبات اللواتي كنا في سباقي البدل 4×100م و4×400م.

السيدات بعد انتهاء مرحلة السباحة في الترياتلون





وعانق "فريق الحلم" الأميركي الثالث, الذهب للمرة الثالثة في كرة السلة بعد نسختي 1992 و1996, ونال لقبه هذه المرة على حساب فرنسا بفارق عشر نقاط فقط, علماً انه كان اعتاد الفوز بفارق كاسح من قبل, وقد اشترك في المسابقة ستة عشر فريقاً قسموا إلى مجموعتين جرت مبارياتها بطريقة الدوري من مرحلة واحدة صعد بنتيجتها ثماني فرق إلى ربع النهائي حيث اعتمد نظام خروج المغلوب, وقد تصدرت الولايات المتحدة المجموعة الأولى أمام إيطاليا, ليتوانيا وفرنسا, فيما تصدرت كند الثانية أمام صربيا ومونتينيغرو, أستراليا وروسيا. وفي النهائي فازت الولايات المتحدة 85-75, ونالت ليتوانيا البرونزية بفوزها على استراليا 89-71. أما لدى السيدات ففازت أيضا الولايات المتحدة أمام أستراليا والبرازيل.

وفي رياضات أخرى قبضت روسيا على رابع لقب أولمبي لها في مسابقة كرة اليد بعدما هزمت السويد 28-26 في النهائي, وبات الروسي أندري لافروف, 38 عاماً وقتها, أول لاعب كرة يد نال ثلاثة ألقاب أولمبية. وكان العرب ممثلان في هذه المسابقة عبر تونس ومصر لكنهما لم تعبرا الدور الأول, وجاءت مصر سابعة في الترتيب العام بفوزها على سلوفينيا في مباريات تحديد المراكز 34-28, وتونس عاشرة بخسارتها أمام كوريا الجنوبية 19-24. أما لدى السيدات ففازت الدنمارك أمام المجر والنروج على التوالي.

بطل الجودو الفرنسي دافيد دوييه





وفي النتائج العربية أحرز الجزائر خمس ميداليات توزعوا بين ذهبية وفضية وثلاث برونزيات, وجاءت الذهبية عبر نورية مراح بنيدة في الـ1500م, والفضية عبر علي سعيد سيف في الـ5000م, والبرونزيات عبر جابر سعيد جورني في الـ800م, وعبدالرحمن حماد في الوثب العالي, ومحمد علالو في الملاكمة, وأحرزت المغرب فضية في الـ1500م عبر هشام الكروج, وأربع برونزيات عبر ابراهيم لاحلافي في الـ5000م وعلي عزين في الـ3000م موانع, ونزهة بدوان في الـ400م حواجز, وطاهر تمسماني في الملاكمة, كما عادت البعثة السعودية بفضية في الـ400م حواجز أحرزها هادي صوان, وبرونزية نالها خالد العيد في القفز الفردي في الفروسية. وعادت قطر ببرونزية نالها سعيد أسعد في رفع الأثقال وزن 105 كلغ, كما نالت الكويت هي الأخرى برونزية عبر فهد الديهاني في رماية التراب الحفرة المزدوجة.

وقفات بارزة
دافيد دوييه

لاعب جودو فرنسي الجنسية, نافس في أولمبياد 1992 في برشلونة حيث نال برونزية في الوزن الثقيل, وفي أتلانتا 1996 واجه في نصف النهائي الياباني ناوويا أوغاوا الذي كان هزم الفرنسي في نصف نهائي برشلونة, فثأر الفرنسي وأكمل مشواره وظفر بالذهب. وبعد حادثة دراجة نارية تضرر فيها الفرنسي بشكل بالغ عاد واسترجع عافيته بعد غياب ونافس في سيدني حيث نال الذهب بعد هزمه لشينيشي شينوهارا.

كاثي فريمان متوجة بذهبية الـ400م



كاثي فريمان

عداءة أسترالية, أحرزت فضية الـ400م في أتلانتا 1996 وباتت حينها أوَّل أبوريجينية, نسبة لأبوريجين أي السكان الأصليين لأستراليا, تفوز بميدالية أولمبية. عادت في أولمبياد 2000 وتألقت حين تمكنت من الفوز بالذهبية في نفس المسافة وسط فرحة أسترالية عارمة نظراً لشعبيتها الكبيرة, علماً أنها كانت أضاءت الشعلة في الافتتاح, وبذلك باتت أوّل من يشعل الشعلة ويحقق ذهبية في نفس الألعاب.

ثورب والفريق الأسترالي بعد فوزهم في الـ4×200م حرة



أيان ثورب

نجم سباحة أسترالي بدأ بحصد الألقاب حين كان في سنه السابعة عشرة, اعتبر في سيدني من أبرز النجوم, نال لقب الـ400م حرة مع رقم عالمي جديد, وذهبية البدل 4×100م حرة حيث منح الفوز لبلاده متفوقا على النجم الأميركي غاري هال, ثم أضاف بعد يومين فضية الـ200م حرة حين حل خلف الهولندي الشهير بيتر فاندن هوعنباند, أتبعها بذهبية الـ4×200م حرة مع رقم عالمي جديد, كما حصل على فضية 4×100م متنوع بالرغم من انه شارك في التصفيات فقط ولم يخض السباق النهائي. وعاد ثورب وعزز رصيده بأربع ميداليات أولمبية جديدة في أثينا 2004, ذهبية الـ200م حرة مع رقم أولمبي, وأخرى في الـ400م حرّة, وفضية 4×200م حرة, وبرونزية الـ100م حرة. وكانت هذه الدورة مكتظة بالنجوم مع الأسطورة الأميركي مايكل فيلبس والهولندي هوعنباند.

الأسطورة التشيكي يان زيليزني



يان زيليزني

أسطورة رمي الرمح في تاريخ المسابقة على الإطلاق لأكثر من عقد من الزمن, تشيكي الجنسية, نال أول لقب أولمبي في برشلونة 1992, لكن أول ميدالية اولمبية كانت في سيول 1988, حين نال الفضية علماً أنه حضر حينها وهو يحمل الرقم القياسي العالمي, لكنه خسر رغم تحقيقه رقم أولمبي في التصفيات, لكنه عوض العام 1992 حين فاز بفارق 3,76م. وفي أتلانتا 1996 شارك وكان وزنه 77 كلغ فقط, وكان أخف المشاركين وزناً لكنه فاز مرة جديدة متفوقاً على البريطاني ستيف باكلي الذي تصدّر في البداية. وفي سيدني 2000 كان زيليزني مرة أخرى الأخف وزناً وتمكن مرة جديدة من هزم باكلي. وهو رامي الرمح الوحيد الذي أحرز ثلاثة ألقاب أولمبية متتالية, وحاول إحراز الرابع في أثينا 2004 لكنه حل تاسعاً.

ترتيب الميداليات


برونز فضة ذهب البلد المركز
94 24 37 الولايات المتحدة الأميركية 1
88 28 32 روسيا 2
59 16 28 الصين 3
58 25 16 أستراليا 4
56 17 13 ألمانيا 5
38 14 13 فرنسا 6
34 8 13 إيطاليا 7
25 9 12 هولندا 8
29 11 11 كوبا 9
28 10 11 بريطانيا 10
25 6 11 رومانيا 11
28 10 8 كوريا الجنوبية 12
17 6 8 المجر 13
14 5 6 بولونيا 14
18 8 5 اليابان 15
13 6 5 بلغاريا 16
13 6 4 اليونان 17
12 5 4 السويد 18
10 3 4 النروج 19
8 1 4 إثيوبيا 20
3 1 1 الجزائر 40
4 1 0 المغرب 58
1 1 0 السعودية 61
1 0 0 قطر 70
1 0 0 الكويت 70 [/color][/align]

راجي الحاج 25-08-2008 05:33 PM

رد: تاريخ الألعاب الأولومبيه الحديث
 
[align=center][size=5][color=#FF0000]أثينا 2004 م[/color][/size][/align]
[align=center][color=#00008B]
حطت الألعاب الأولمبية بنسختها الثامنة والعشرين في العاصمة اليونانية أثينا للمرة الثانية في العصر الاولمبي الحديث بعد باكورة الدورات العام 1896, وتلك كانت المرة الأولى التي عادت فيها الألعاب إلى قارة أوروبا منذ دورة برشلونة 1992. دارت المنافسات ما بين الثالث عشر من آب/أغسطس حتى التاسع والعشرين منه ضمناً, وسط مشاركة تخطت المئتي دولة. افتتح الألعاب الرئيس اليوناني كونستانتينوس ستيفانوبولوس (1995-2005), وردد قسم الرياضيين السباحة زوي ديموسكاكي, وقسم القضاة حكم كرة السلة اليوناني لازوراس فورياديس, وأضاء الشعلة البطل الاولمبي في الشراع نيكولاووس كاكلاماناكيس. أما تعويذة الدورة فكانت بيفوس وأثينا وهما أخ وشقيقته يحملان أسماء آلهة يونانية قديمة.

مشهد عام من الافتتاح


تشديد أمني
منحت أثينا شرف الاستضافة في المؤتمر السادس بعد المئة للجنة الاولمبية الدولية في الخامس من أيلول/سبتمبر 1997 في لوزان. وجاء فوز أثينا آنذاك بعد سبعة أعوام من خسارتها صراع استضافة أولمبياد 1996 أمام أتلانتا. وقد نالت أثينا النسبة الأكبر من الأصوات, وتقدمت روما في خامس جولات التصويت بخمس وعشرين صوتاً, 66 مقابل 41, فيما استبعدت مدن الكاب أو كايب تاون الجنوب أفريقية, وستوكهولم السويدية وبوينس آيرس الأرجنتينية من جولات سابقة.

واجهت تحضيرات دورة أثينا عراقيل جمّة أوجبت تشديد الضغط على اللجنة المنظمة لتسريع ورفع مستوى وتيرة العمل البطيء والمقصِّر في إنجاز الملاعب والمنشآت المدنية الخاصة بالدورة, فقبل عام واحد من الافتتاح أي العام 2003 لم تكن الجهات المنظمة قد أنجزت سوى مبنى واحداً مخصصاً للجان الإعلامية, وقد أرجعت أسباب التأخير لعوامل عدة منها سياسية مثل الفساد الإداري, تضارب المصالح بين الوزارات وأصحاب القرارات التنفيذية, ضعف في الاتصالات بين مختلف اللجان المسؤولة, ومنها تقنية وقانونية مثل نقص في الخبرات والمعرفة, إقفال الأسواق أمام الالتزامات الأجنبية, اكتشاف آثار أثناء الحفريات في أمكنة المنشآت الخاصة للأولمبياد, تصورات ورؤى سيّئة وشحّ في الموازنات المرصودة.

بيفوس وأثينا




استوجب لتذليل هذه الصعاب تدخلات متعدّدة الأطراف أفضت لتسريع وتيرة العمل, فمن تصعيد في لهجة الإعلام العالمي, مروراً بارتفاع أصوات رعاة الدورة والدول الخائفة على مصالح وأمن ومستقبل لاعبيها, وصولاً للخوف الداخلي الناتج عن الكبرياء والسمعة القومية والوطنية للبلاد من الوقوع في مستنقع الفشل, ارتفعت وتيرة العمل بل تضاعفت الجهود, لكن ذلك استلزم زيادة كبيرة في الإنفاق خصوصاً أن العمل كان بوتيرة مستمرّة ليلاً نهاراً, وقابل كل ذلك حوادث نتيجة ضعف في الرقابة التفتيشيّة, نتج عنها وفيات كثيرة بين العمال وصلت إلى العشرين, كما أن تسريع إيقاع الأعمال أظهر عدم قدرة السوق المحلية على تلبية الاحتياجات كافة فكان اللجوء ليد عاملة أجنبية غير قانونية لسد الاحتياجات.

لسوء حظ اليونانيين لم تكن مشاكل التحضيرات يتيمة, بل فرض أمر آخر نفسه في واجهة الاهتمام, متقدماً على ما سبق وذكر من تقصير ألا وهو العنصر الأمني الذي بات الشغل الشاغل للمنظمين واللجنة الاولمبية الدولية وسائر الدول, فالتحضيرات للدورة رافقتها خضّات أمنية على مستوى العالم مع ارتفاع صوت الإرهاب عالياً وبقوة من اعتداءات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة الأميركية وصولاً لتفجيرات القطارات في مدريد في الحادي عشر من آذار/مارس العام 2004, فكان أن رفع مستوى التدابير لتوفير الأمن اللاعبين وحماية المنشآت خصوصاً بعدما زادت حدة الخوف مع ورود رسائل تهدد بهجمات إرهابية بالإضافة لانفجارات متفرقة شهدتها اليونان قبل أسابيع من الدورة.

وتجلت المخاوف من هجمات إرهابية بتخصيص موازنة قيمتها 1,2 مليار يورو لتأمين سلامة الدورة, ونشر مئة ألف شرطي متنقلين وثابتين مهمتهم حفظ أمن البطولة, وبتثبيت ألف كاميرا مراقبة في أرجاء أثينا المدينة, مع دعم جوي من طائرات حلف شمال الأطلسي الذي وفّر أيضاً سبع بوارج في البحر وغواصة جابت أعماق المياه راصدة أي تحرك مشبوه. وأثمرت هذه التدابير الواسعة عن استتباب كامل للأمن طيلة أيام انعقاد الدورة الخمسة عشر. ولم تحدث إلا حادثة واحدة طريفة بجوهرها تمثلت بتأخير لبضع ثوان تعرض له عداء الماراتون البرازيلي فاندرلي دي ليما بعدما أعاقه شخص مختل عقلياً سرعان ما ألقت الشرطة القبض عليه.

اليونانيون أثناء الافتتاح



بالعودة لأحداث الدورة فقد جرى الافتتاح في الثالث عشر من آب/أغسطس أمام 72 الف متفرج في استاد أثينا الأولمبي, و قرابة الأربع مليارات شخص على شاشات التلفاز. اشترك في العروضات المستوحاة من الحضارات الإغريقية قرابة الـ9 آلاف راقص وراقصة وافتتح الألعاب الرئيس اليوناني كونستانتينوس ستيفانوبولوس ثم أطلقت الأسهم النارية ودخلت البعثات وفقا للترتيب الأبجدي للغة اليونانية ورافق الافتتاح تحليق لمنطاد عسكري مجهز بكاميرات مراقبة لإحباط أي محاولة للخل بالأمن. وجلس كبار المدعوون خلف زجاج مضاد للرصاص في المقصورة الرئيسية.

شارك في الدورة مئتين ودولة, أي جميع أعضاء اللجنة الاولمبية آنذاك, والدول الجديدة كانت كريتابي, بالاوس وتيمور الشرقية بشكل رسمي, بعدما تمّت دعوتها في الدورة السابقة, كما نافست يوغوسلافيا تحت مسمى صربيا ومونتينيغرو ولم تكن فيها لجنة اولمبية وطنية, الوفد الأضخم كان الأميركي الذي تالّف من 536 لاعبا ولاعبة. أما القارة الأكثر تمثيلاً فكانت أفريقيا بـ53دولة, ثم آسيا بـ48 دولة فأوروبا بـ43 دولة, ثم أميركا (الجنوبية والشمالية والوسطى) بـ42 دولة وأوقيانيا 15 دولة.

مثّل تلك الدول 10625 رياضي ورياضية, منهم 4329 من الإناث, نافسوا في ثماني وعشرين رياضة شملت 301 مسابقة, والرياضات هي ألعاب القوى, الشراع, بادمنتون, بايسبول, كرة سلة, ملاكمة, كانوي كاياك, دراجات, فروسية, سلاح, كرة قدم, جمباز, رفع أثقال, كرة يد, هوكي على العشب, جودو, مصارعة, الخماسي الحديث, رياضات مائية (سباحة, سباحة إيقاعية, غطس, كرة ماء), سوفت بول, تايكواندو, كرة مضرب, كرة طاولة, رماية, قوس ونشاب, ترياتلون, تجذيف, كرة طائرة. وتصدرت الولايات المتحدة جدول الميداليات بـ102 ميدالية منها 36 ذهبية, أمام الصين بـ63 ميدالية منها 32 ذهبية, وروسيا بـ92 ميدالية منها 27 ميدالية, فيما نالت اليونان الدولة المستضيفة 16 ميدالية بينها 6 ذهبيات. وبلغ عدد الدول التي دونت اسمها على جدول الترتيب العام 74 دولة.

الرياضيون الأكثر تتويجاً


برونز فضة ذهب الرياضة البلد الرياضي-ة
2 0 6 سباحة الولايات المتحدة الأميركية مايكل فيلبس
0 1 3 سباحة أستراليا بيتريا توماس
0 0 3 سباحة الولايات المتحدة الأميركية آرون بيرسول
0 0 3 جمباز رومانيا كاتالينا بونور
1 2 2 سباحة الولايات المتحدة الاميركية ناتالي كوفلين





المسابقات الرياضية
جديد المسابقات الرياضية كان جدولة رياضة المصارعة للسيدات على البرنامج للمرة الأولى, أما أبرز الأسماء التي لمعت في المنافسات كان ومن دون منازع الأميركي مايكل فيلبس الذي اكتسح الحوض وخطف الأضواء بفوزه بست ذهبيات ومجموع ثماني ميداليات. وسطرت الهولندية ليونتيان زيليارد-فان مورسيل اسمها في التاريخ الأولمبي حين باتت أول سيدة تفوز بأربع ميداليات ذهبية وست كمجموع في مسيرتها في رياضة الدراجات, وكذلك فعلت لاعبت الكانوي البريطانية بريجيت فيشر حين باتت أول من يحرز ميداليتين في كل من الدورات الأولمبية الخمس التي شاركت فيها. وتألق العداء المغربي هشام الكروج بفوزه بسباقي الـ1500م والـ5000م, وكذلك قدم الأرجنتين بنيلها ذهبية المسابقة دون دخول مرماها أي هدف, وقد جاء العراق رابعاً في هذه المسابقة.

إذا كان الرائع مايكل فيلبس الذي سيحضر في بكين, نجم الدورة الأوّل, فالسباح البالغ 19 عاماً وقتها, بدأ بالفوز بسباق الـ400م متنوع بفارق تخطى الثلاث ثوان عن الثاني مع رقم عالمي جديد, بعدها بيومين حل ثالثاً في الـ200م الذي فاز به الأسترالي أيان ثورب أمام بيتر فان دين هوغنباند في سباق أطلق عليه "سباق القرن", لكن فيلبس عاد لتوسّط منصات التتويج بفوزه بالمئة متر فراشة متقدماً مواطنه ايان كروكر بأربعة أجزاء الثانية ثم بالمئتي متر فراشة, وأتبع النصر الأخير بعد ساعة واحدة بآخر حين شارك في سباق البدل 4×200م حرة الذي انطلق فيه أولاً ونالت ذهبيته الولايات المتحدة أمام أستراليا.

مايكل فيلبس في الوسط متوجاً بالـ200م فراشة


تابع فيلبس حصد الذهب حين فاز مع فريق بلاده بذهبية البدل 4×100م سباحة متنوعة, علماً انه شارك في التصفيات فقط, ثم نال لقب الـ200م متنوع وبرونزية 4×100م حرة. وبات مايكل فيلبس مع لاعب الجمباز الروسي ألكسندر ديتياتين الرياضي الوحيد الذي نجح في الفوز بثماني ميداليات في نفس الأولمبياد, وسيسعى فيلبس في بكين للفوز بثماني ذهبيات لتحطيم رقم مواطنه مارك سبيتز الفائز بسبع ميداليات ذهبية في اولمبياد مينويخ 1972.

وقد تمكن سباحو الولايات المتحدة وأستراليا في الفوز بنصف ألقاب السباحة تقريباً, فنال الأسترالي أيان ثورب ذهبيتي الـ200م والـ400م حرة, ومواطنته بيتريا توماس ألقاب 100م فراشة والبدل 4×100م حرة ومثلها إنما متنوع, فيما الأميركي احتفظ غاري هال جي آر بلقب الـ50م حرّة فيما نال مواطنه آرون بيرسول لقبي الـ100م والـ200م سباحة ظهر وذهبية البدل متنوع. وشكلت هذه الدورة الانطلاقة الأولمبية للسباحة الفرنسية المتألّقة لور مانوندو وقد فازت بذهبية الـ400م وفضية الـ800م وبرونزية الـ100م ظهر. وتصدّرت الولايات المتحدة ميداليات السباحة بـ12 ذهبية أمام أستراليا بـ7 واليابان 3.

وفي ألعاب القوى سيطرت الولايات المتحدة روسيا ونالا سوية حوالي ثلث الألقاب. أسرع عدائين في الدورة كانا الأميركي جاستين غاتلين والروسية البيضاء يوليا نيستورنكو. وأضاف رجال أميركا لقبي الـ200م والـ400م ليحتكروا السرعة عبر شاون كراوفرد في الأول وجيريمي وارينر في الثاني, علماً أنهم نالوا ثماني ميداليات في سباقات الرسعة الثلاث ولم تفلت منهم إلا فضية الـ100م التي نالها البرتغالي فرنسيس أوبيكويلو بفارق 0,01 بالمئة عن غاتلين, ونفس الزمن عن موريس غرين الثالث.

أما في المسافات المتوسطة والطويلة فكان العنوان مغربي لدى الرجال عبر هشام الكروج الذي نال ذهب الـ1500م مسجلاً 3,34,18د, امام الكيني الشهير برنار لاغات 3,34,30د, والبرتغالي روي سيلفا 3,34,68, كما فاز بالـ5000م بزمن 13,14,39د أمام الاثيوبي اللامع كينينيسا بيكيلي الذي نال لقب الـ10 آلاف متر في الدورة مع رقم عالمي, وقد تقدم الكروج منافسه بفارق جد مريح بلغ 20 ثانية. وحذت البريطانية كيلي هولمز حذو الكروج لكن بسباقي الـ800م والـ1500م. كما شكلت الدورة بروز الروسية الرائعة ايلينا ايسينباييفا بفوزها بذهبية الزانة.

هشام الكروج بعد فوزه بالـ1500م


وشهدت منافسات كرة السلة الخسارة الأولى لفريق الحلم الأميركي الثالث, والأولى للأميركيين منذ العام 1988 في سيول, حين هزموا أمام بورتوريكو في الدور الأول 73-92, ثم تلقوا خسارة ثانية في نصف النهائي أمام الأرجنتين التي نالت اللقب وقتها بفوزها على إيطاليا في النهائي, فيما نالت سيدات الولايات المتحدة ذهبية فئتهن بفوزهن على أستراليا في النهائي.

أما كرة القدم للرجال التي شاركت فيها منتخبات تحت سن الـ23 عاماً مع سماح بوجود ثلاثة لاعبين فوق السن المذكور, فشهدت سطوة أميركية جنوبية قادها المنتخب الأرجنتيني الذي فاز بجميع مبارياته دون أن تدخل مرماه أي كرة, مسجلاً سبعة عشر هدفاً, نصفها لهداف البطولة كارلوس تيفيز الذي سجل ثمانية أهداف بفارق ثلاثة أهداف عن الثاني خوسيه كاردوزو من باراغواي, وقد جاء خط هجوم المنتخب العراقي ثانياً في الدورة مناصفة مع باراغواي ولكل منهما تسعة اهداف. وكان العراق تصدر مجموعته الرابعة في الدور الأول وفاز في ربع النهائي على أستراليا وخسر نصف النهائي أمام باراغواي 1-3, والميدالية البرونزية أمام إيطاليا 0-1. فيما نالت الأرجنتين الذهبية بهزمها باراغواي 1-0.

عربياً حصد العرب أربع ذهبيات وفضيتين وأربع برونزيات, الذهبيات جاءت اثنان للمغرب عبر هشام الكروج في الجري لمسافتي الـ1500م والـ5000م, ومصر عبر مصارعها كرم إبراهيم في وزن الـ96 كلغ, والإمارات عبر أحمد المكتوم في رماية البندقية, أما الفضيتين فنالهما المصري محمد علي في الوزن الثقيل للملاكمة, والمغربية حسنة بنحسي في الجري لمسافة 800م, أما في البرونزيات فنالت مصر ثلاثاً منها عبر محمد السيّد في الملاكمة وزن ثقيل, وتامر بيّومي في التايكواندو وزن الـ58 كلغ, وأحمد إسماعيل في الملاكمة وزن الخفيف الثقيل, فيما نالت سوريا البرونزية الرابعة عبر ناصر الشامي في الملاكمة وزن الثقيل.

وقفات بارزت
توماس بيميس
لاعب غطس يوناني, شارك لأول مرة في الأولمبياد العام 2000 في سيدني حيث حلَّ في المرتبة 32 في مسابقة الغطس عن السلّم المتحرك, بعدها بأربعة أعوام شارك مع زميله نيكولاووس سيرانيديس في الغطس التوافقي أو الزوجي, وهما كان شاركا في بطولات عدة قبل ذلك دون أن يصيبا نجاحاً, لكن في أثينا حققا نجحاً دراماتيكيّاً إذ دخل المنافسة ولم تكن بلادهما قد نالت طعم الذهب ونجحا في تصدر المسابقة منذ بدايتها ثم تراجعوا للمركز الخامس وبعده عادوا للرابع مع تبقي محاولة واحدة نجحا فيها بتحقيق قفزة مميزة أنهوا فيها المسابقة بالمركز الأول.

الماراتون
اعتمد منظمو اولمبياد أثينا لمسار الماراتون الطريق نفسها التي اعتمدت في أولمبياد أثينا 1896, بدءا من منطقة ماراتون وصولاً لأثينا, وتصدَّر البرازيلي فانديرلي دي ليما السباق مع بقاء سبع كيلومترات لنهاية السباق, حين أمسكه رجل مضطرب عقليّاً وأعاقه, تدخلت الشرطة سريعاً لتوقيفه, واكمل البرازيلي السباق وحلَّ ثالثاً وتم منحه ميدالية البارون بيار دو كوبرتان تقديراً لروحه الرياضية.

الزوجي اليوناني بيميس وسيرانيديس


المصارعة النسائية
سجلت المصارعة النسائية بدايتها الأولمبية في أربعة أوزان ونجحت مصارعات اليابان في نيل ميدالية في كل وزن, في حين نالت كل من فرنسا والولايات المتحدة ميداليتين. أول ذهبية نالتها الأوكرانية ايريني ميرليني التي نجحت في التفوق على أربع منافسات في وزن الـ84 كلغ.

إنجاز الكروج
تمكن العداء المغربي الشهير هشام الكروج في أن يصبح أول عداء منذ الفنلندي بافو نورمي العام 1924, يجمع بين لقبي الـ1500م والـ5000م. في الـ1500م تخطاه برنار لاغات على اللفة الأخيرة, لكن رغم ذلك عاد وفاز بسباق مثير. وفي الـ5000م تقدم من الخلّف وهزم بطل مسابقة الـ10000م كينينيسا بيكيلي. وتم انتخابه في أثينا عضوا في اللجنة الأولمبية الدولية.

ترتيب الميداليات


برونز فضة ذهب الدولة المركز
27 39 36 الولايات المتحدة الأميركية 1
14 17 32 الصين 2
38 27 27 روسيا 3
16 16 17 أستراليا 4
12 9 16 اليابان 5
20 16 13 ألمانيا 6
13 9 11 فرنسا 7
11 11 10 إيطاليا 8
9 12 9 كوريا الجنوبية 9
12 9 9 بريطانيا 10
11 9 9 كوبا 11
11 7 9 أوكرانيا 12
9 5 9 المجر 13
3 6 8 رومانيا 14
6 5 8 اليونان 15
4 6 6 البرازيل 16
3 2 5ا النروج 17
1 0 5 هولندا 18
9 9 4 السويد 19
1 2 4 اسبانيا 20
0 1 2 المغرب 36
3 1 1 مصر 46
0 0 1 الإمارات 54
1 0 0 سوريا 71 [/color][/align]

راجي الحاج 25-08-2008 05:38 PM

رد: تاريخ الألعاب الأولومبيه الحديث
 
[align=center][size=5][color=#FF0000]أولومبياد بيجين ( بكين ) 2008 م [/color][/size][/align]

[align=center][color=#00008B]تجدونه مفصلا بصورة رائعه على الرابط أسفل


[url]http://www.fatahilah.com/showthread.php?t=22705[/url]

مع أطيب أمنياتي للجميع[/color][/align]


الساعة الآن 03:57 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات الفطاحلة